ساكلوجية زواج محمد الأمين من عائشة أم المؤمنين

زينب عبد العزيز

الحوار المتمدن-العدد: 3393 - 2011 / 6 / 11 - 12:59
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

ساكلوجية زواج محمد الأمين من عائشة أم المؤمنين
قال تعالى {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلاَمُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلاَّ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمْ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ}(1)
قبل ان ابدء في صلب العنوان والخوض في تفاصيل الموضوع اعرج على التفسير الموجز لهذه ألاية الكريمة من كتاب الله المنزل على صدر نبيه الأكرم لتكون الخاتمة لما بدأت والبداية من حيث انطلقت .
نحن نعلم ان الحياة حينما انشقت من العدم إلى الوجود كانت الأديان قائمه فيها ولكي نفهم معنى الدين ان روح الدين التسليم للحقّ و«الدِين» في الأصل بمعنى الجزاء والثواب، ويطلق على «الطاعة» والانقياد للأوامر، و «الدين» في الإصطلاح : مجموعة العقائد والقواعد والآداب التي يستطيع الإنسان بها بلوغ السعادة في الدنيا، وأن يخطو في المسير الصحيح من حيث التربية والأخلاق الفردية والجماعية.اما «الإسلام» يعني التسليم، وهو هنا التسليم لله. وعلى ذلك، فإنّ معنى (إنّ الدِين عند الله الإسلام) : إنّ الدين الحقيقي عند الله هو التسليم لأوامره وللحقيقة. في الواقع لم تكن روح الدين في كلّ الأزمنة سوى الخضوع والتسليم للحقيقة.
وإنّما أطلق اسم «الإسلام» على الدِين الذي جاء به الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم)لأنّه أرفع الأديان الخاتميه واحتوائه على قصص الأولين والآخرين وقد أوضح الإمام علي (عليه السلام) في نهج البلاغة هذا المعنى في بيان عميق فقال : «لأنسبنّ الإسلام نسبة لم ينسبها أحد قبلي : الإسلام هو التسليم، والتسليم هو اليقين، واليقين هو التصديق، والتصديق هو الإقرار، والإقرار هو الأداء، والأداء هو العمل».
فالإمام في كلمته هذه يضع للاسلام ستّ مراحل، أولاها التسليم أمام الحقيقة، ثمّ يقول إنّ التسليم بغير يقين غير ممكن (إذ أنّ التسليم بغير يقين يعني الإستسلام الأعمى، لا التسليم الواعي). ثمّ يقول إنّ اليقين هو التصديق (أي أنّ العلم وحده لايكفي، بل لابدّ من الاعتقاد والتصديق القلبيّين) والتصديق هو الإقرار (أي لا يكفي أن يكون الإيمان قلبيّاً فحسب، بل يجب إظهاره بشجاعة وقوّة)، ثمّ يقول إنّ الإقرار هو الأداء (أي أنّ الإقرار لا يكون بمجرّد القول باللسان، بل هو إلتزام بالمسؤولية). وأخيراً يقول إنّ الأداء هو العمل (أي إطاعة أوامر الله وتنفيذ البرامج الإلهية) لأنّ الإلتزام وتحمّل المسؤولية لا يعنيان سوى العمل. أمّا الذين يسخّرون كلّ قواهم وطاقاتهم في عقد الجلسات تلو الجلسات وتقديم الإقتراحات وما إلى ذلك من الأُمور التي لا تتطلّب سوى الكلام فلا هم تحمّلوا إلتزاماً ولا مسؤولية، ولا هم وعوا روح الإسلام حقّاً.
هذا أجلى تفسير للإسلام من جميع جوانبه، ثمّ إنّ الآية تذكر علّة الاختلاف الديني على الرغم من الوحدة الحقيقية للدين الإلهي وتقول :
(وما اختلف الذين أُوتوا الكتاب إلاَّ من بعد ما جاءهم العلم بغياً بينهم).
فعلى هذا إن الاختلاف ظهر أوّلاً بعد العلم والإطلاع على الحقائق. وثانياً كانت الدوافع لذلك هي الظلم والطغيان والحسد.
فاليهود اختلفوا في خليفة موسى ابن عمران (عليه السلام) واقتتلوا بينهم، والمسيحيون اختلفوا في أمر التوحيد حيث خلطوه بالشرك والتثليث، وقد اختلف كلّ منهما في أمر الإسلام ودلائل صدق النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)الواردة في كتبهم، فقبل بعضهم وانكر آخرون.
والخلاصة : إنّ لكلّ دين سماوي دلائله الواضحة التي لا تترك إبهاماً أمام الباحث عن الحقيقة. فالنبيّ الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) مثلاً ـ بالإضافة إلى أنّ المعجزات والدلائل الواضحة في نصوص دينه تؤكّد صدقه ـ وردت أوصافه وعلاماته في الكتب السماوية السابقة التي بقي قسم منها في أيدي اليهود والنصارى، ولذلك بشّر علماؤهم بظهوره قبل ظهوره، ولكنّهم بعد أن بُعث رأوا مصالحهم في خطر، فأنكروا كلّ ذلك، يحدوهم الظلم والحسد والطغيان.(2)
إن النبي معصوم من كل خطأ وزلل وما ينسب له من قبل الظالين والملحدين والذين اوهموا انفسهم بأنهم يمكن لهم العيش بالحياة بلا دين وأنتماء له فيشمرون عن إلسنتهم بالتحدي على قيم السماء وشرائعها وأتهام الانبياء بأرتكاب الفواحش والذنوب والكبائر ولم يقف الوضع لهذا الحد فقط وانما يأخذ بهم المطاف الى التعدي على الكتب المقدسة والجرءة على الله سبحانه وتعالى بأنه يدعو الى الرذيلة والفساد وهم بذلك ينتقدون هذا المنزل السماوي وينصبون أنفسهم رسل رحمة ودعاة الى الاخلاق والفضيلة فجعلوا من انفسهم إله من دون الله جل ذكره وتنزه الله مما يصفون .
ان الانبياء هم الواسطة واللطف ألالهي المنزل الى السماء لهداية البشرية من الوقوع في الضلالة والاعوجاج والافتتان بالبدع المنحرفة فكانوا قادة للبشرية نزلت عليهم الكتب المقدسة التي بها كلمات الترغيب للذين يسيرون على نهج الكتب المقدسة وكلمات الترهيب للذين يتبعون خطوات الشيطان فيضلون عن جادة الحق ويضلون من حولهم وعلى مر الدهور وطي سجل الايام كانت هذه الفئة من البشرية تحارب الخير واصوله ومن يتبعه وهذا امر فطري انساني ان يكون هناك دعاة للخير ومن يتبعه ودعاة للشر حتى اصبح الانبياء والرسل وألاولياء الصالحين الفئة ألاكثر اضطهاداً والتعرض للأذى على المستوى الجسدي والمعنوي من قبل هولاء فبلغوا الانبياء رسالاتهم ومفاهيم الشريعة ويجب احترامها وتطبيقها حتى علمنا جميعاً رغم انوفنا ان هناك شرائع يجب احترامها وألانصياع لها وهناك انبياء ورسل وإولياء سجلوا في التأريخ وفرضوا على من يحارب تلك الحقائق .
إن لكل نبي كتاب منزل عليه وهناك من يأتي ويكذب ويحرف نصوص هذه الكتب السماوية وينسب للأنبياء افعال ينوبها العقل الفطري السيلم فكيف العقل السليم والذي هو من خلق الله سبحانه وتعالى يستهجن هذه الافعال والنبي المبعوث من الله يقوم بها وهو صاحب رسالة ولو صدقنا بوقوع ذلك من قبل النبي المبعوث فذلك ينسب الجهل الى الله وعدم الحكمة في اختيار من أوكله لتحقيق التكامل البشري .
إذن حصل التدليس بهذه الكتب المقدسة القديمة من قبل من يعارضها ووضع فيها ما ينسجم مع البدع ودعم الفتن ووصف الأنبياء بمنزلة وضيعة سلب مفهوم التقديس والنزاهة منهم ولنا أمثله لهذا المقام منها :
في الصحاح الثاني عشر من التكوين : ان ابراهيم نبي الله (عليه الصلاة والسلام ) إدعى ان سارة اخته وكتم انها زوجته فأخذه فرعون لجمالها ( وصنع الى ابراهيم خيراً بسببها وصار له غنم وبقر وحمير وعبيد وإماء) وحين علم فرعون ان سارة كانت زوجتة ابراهيم وليست اخته قال له ( لماذا لم تخبرني انها امرأتك ؟ لماذا قلت هي أختي حتى اخذتها لي لتكون زوجتي ) ثم رد فرعون الى سارة الى ابراهيم ومغزى هذه القصة ان فرعون تهاون في الحفاظ على زوجته من فرعون وكان متهماً بالعطاء وكان فرعون احرص على سارة منه فردها اليه اي عقل انساني يقبل ذلك ويسامح في مثل هذا الفعل واي هداية بعث النبي ابراهيم لها حتى يكون فرعون افضل منه وأنزه في التصرف .
2- وفي الصحاح التاسع عشر سفر التكوين :قصة النبي لوط مع ابنتيه في الجبل وان الكبيرة قالت لأختها ( ابونا قد شاخ وليس في الارض رجل ليدخل علينا هلمي نسقي ابانا خمرا ونضطجع معه فنحي من ابينا نسلا فسقتا اباهما خمرا في تلك الليلة )واضطجعت معه الكبيرة وفي اللية الثانية سقتاه الخمر ايضا ودخلت معه الصغيرة فحملتا منه وولدت الكبيرة إبناً وسمتة (موآب) وهو اب الموآبين وولدت الصغيرة ابنا فسمته (بن عمي) وهو ابو عمون اليوم .
وهذا ما نسبته التوراة الرائجة الى لوط نبي الله والى ابنته وليحكٌم الناظر فيها عقله ثم ليقل ما يشاء ولدينا الكثير من النصوص فيها عقله ثم ليقل ما يشاء ولدينا الكثير من النصوص والمقام لا ينسع الذكر لكن فقط للأشارة (3).
اما الكتاب المقدس وهو القران الكريم لم نلحظ فيه مثل هذه القصص المشينة في حق ألانبياء والرسل والاولياء الصالحين من الذكور والاناث وانما ذكرهم بالنزاهة والصلاح والتقوى حتى وصف مريم عليها السلام ذلك الوصف الجلي الرائع للمرأة المتعففة وان ابنها المسيح ( عليه الصلاة والسلام) ذلك المبعوث الذي احتوته المعاجز والكرامات ألالهية منذ حمل امه به حتى ولادته وتكلمه وهو بالمهد الى ان رفع الى السماء .
فلا يمكن لنبي الاسلام وهو خاتم الانبياء ان يكون داعي للجنس ويكون زير نساء ينخرط وراء اهواءه وشهواته وتكون افعاله منافية لكتابه الذي انزل عليه ومن ألاتهامات الموجه اليه انه تزوج بعائشة وهي طفلة مغرربها وهنا اقف موقف السائل والمجيب :
هل عائشة كانت طفلة مغرر بها فعلاً من زواجها من النبي فعلاً ؟
الجواب :لابد من مراجعة كتب التأريخ الإسلامي ومعرفة عمر عائشة بنت ابي بكر الحقيقي عند زواجها من النبي محمد (صلى الله عليه واله)
اقول ان هناك خطأ في قول عمر عائشة حين زواجها من النبي كان ست سنين او سبع سنين ثم انتقلت الى بيته بعد هجرته الى المدينة وهي بنت تسع وهذا المروي غير صحيح كما ذكرته الكتب التأريخية لان هناك تناقض فيما قالوا حيث قالوا انها توفيت سنة 57 هجرية وعمرها 64 سنة وهذا يعني ان عمرها حين الهجرة كان سبع سنوات فقط وهذا ماذكره المعتزلي في شرح النهج ثم ناقض نفسه ص 191 ج 9 .
وايضاً لدينا مستند اخر على عمرها كان حين العقد اما 17 سنة وحين الهجرة عمرها كان 20سنة ومروي ذلك في سيرة ابن هشام(4) يقول صاحب المعارف ان عائشة قد توفيت سنة 58 وعند غيره سنة 57هـ وقد قاربت السبعين وحينما نضم هذا القول مع من يقول ان خديجة قد توفيت قبل الهجرة اما بثلاث او ا ربع او حتى بخمس سنين فكلام ابن قتيبة يدل على انها قد ولدت اما سنة البعثة او قبلها والارجح انها ولدت قبل البعثة والسبب كون ان اسحاق عد عائشة جملة من اسلم اول البعثة وقال :هي صغيرة وعدها برتبة التاسعة عشر من الذين اسلموا فكانت من السابقات للأسلام فلو جعلنا عمرها حين البعثة سبع سنين مثلاً فأن عمرها يكون حين العقد عليها 17سنة او 20 سنة ( الصحيح من السيرة ) وهذا العمر الطبيعي للزواج ولقد اكدت الدراسات العلمية على فوائد الزواج المبكر والذي حث الاسلام عليه وحتى دون هذا السن ولكن ما ينسب للنبي الاكرم من اتهامات ما هو الا سلسلة مكملة للأتهامات المستمرة للأنبياء من قبل اعداء الاديان وبالخصوص الدين الخاتم الذي كان يهدد ويهز عروش الطغاة والظلمة من اليهود ومن يجاملهم من غير اليهود من وعاض السلاطين والحاشية المستفيدة منهم وعلى مر العصور .
ومن الامور والادعائات الغريبة في نفس الموضوع قول ابي هريرة من ان النبي (صلى الله عليه واله ) لما دخل الى المدينة واتخذها وطن له طلب من اهلها ان يزوجوه قائلاً : انكحوني فأتاه جبرائيل بخرقة من الجنة فيها صورة لم يرى الرأون احسن منها وابلغه امر الله له ان يتزوج على تلك الصورة فقال له النبي (صلى الله عليه واله ) انا من اين لي مثل هذه الصورة يا جبرائيل فقال له : ان الله يقول لك تزوج بنت ابي بكر فمضى رسول الله الى منزل ابي بكر فقرع الباب ثم قال : يا ابي بكر ان الله امرني ان اصاهرك فعرض عليه بناته الثلاث فقال : ان الله امرني ان اتزوج من هذه الجارية وهي عائشة فتزوجها رسول الله (صلى الله عليه واله)(5)
ان لهذه الرواية امور ينوبها العقلاء وذوي ألالباب في موقف النبي وهو يطلب التزويج بهذه الطريقة الصبيانية وهذا الادعاء المرسوم هو من ضمن ألادعاءات المشينة على أنبياء الله وان ابي هريرة الدوسي والذي كان من الاحبار كان كثير الكذب وكان وضاع للروايات الكاذبة والتي ينسبها للنبي كذباً وان التأريخ ذكر ذلك في ان عمر الخطاب كذبه وحبسه لأنه لانه سريع في وضع الرواية وقد ضربه على رأسه بالدرة وقال له : أراك قد اكثرت من الرواية على رسول الله (6) وحتى الامام علي عليه السلام قال عنه ابي هريرة كان كذاباً وضاعاً للحديث وروي عن الامام ايضاً قال ان اكذب الاحياء ابو هريرة الدوسي وفي رواية : اكذب الناس على عهد رسول الله هذا الغلام الدوسي .
ولقد حذر الرسول من هذه البدع والتي سوف تنسب إليه ويضل الناس من بعده بقوله (صلى الله عليه واله) انه سيلي امركم بعدي رجال يطفئون السنة ويحدثون البدعة ويؤخرون الصلاة عن مواقيتها وعندما سأله ابن مسعود كيف بي اذا ادركتهم ؟ اجابه النبي قائلاً يا ابن ام عبد لا طاعة لمن عصى الله حتى قالها 3 مرات (7)
اما بالنسبة لزواجه منها بالمدينة فهذا مالم يتفق عليه المؤرخين لان النبي قد تزوجها بمكة قبل الهجرة بثلاث سنوات وهناك امور كثيرة خارج عن الصحة في هذه الرواية الكاذبة من راويها (فأن العنوان يدل على المعنون ) وهذه السطور والتي هي مختصر ما اذكره من الحقائق التي استللتها من مصادر التأريخ الذي دونه اهل العامة ومن كان لديهم جاه عند السلطة ونستشهد بكلامهم قبل كلام بيت النبوة كي نخرج من دائرة التطرف وبذلك تكون عائشة غير مغرر بها وانما نالت شرف لقب ام المؤمنين بزواجها من سيد الكونين محمد صلى الله عليه واله.
***هل القران اباحي الآيات ويدعو الى الجنس بذكره الحور ونساء اهل الجنة ؟
الجواب : ان القران فيه ايات ترغيب وآيات وترهيب وهذا ألاسلوب الاعجازي بما يوافق الطبع الفطري البشري لأنه بالترهيب يبتعد عن المعاصي وارتكاب المأثم فكانت أيات ذكر العذاب الاخروي من عذاب النار وطريقة الحرق ووصفها الصوري المتكون لدى مخيلة الانسان حسب القدرة الفعلية لهذه المخيلة المحدودة وهذا مقدار كافي للذي يؤمن بهذا الغيب ليتملكه الخوف والرهبة من سطوة الله عز وجل وقدرته .
وبالإضافة للغرائز والشهوات المودوعة في ذات الانسان من حب المال والمأكل وحب النساء ولا يمكن لأحد ان يتغاضى عن هذه التكوينة البشرية والتي هي من النعم اذا كانت بما يرضي الله سبحانه وتعالى لا انجرار وراء اللذات المحرمة فيؤدي الى السقوط في هاوية الانحراف .
وعندما يخبر القران عن انهار من الشراب لا يعني الخمر بحد ذاته في الدنيا الذي يذهب بالعقل ويسلب الانسان توازنه وحينما يخبر بالنساء فأنه يصفهن (خيرات حسان )فأن كلمة (خير غالباً ما تستعمل للصفات الجيدة والجمال المعنوي اما(حسن) فهي تستعمل للجمال الظاهر فيكون المقصد أولئلك النسوة اللواتي جمعن بين حسن الخلق وحسن المظهر وان الصفات الحسنة للزوجات في الجنة كثيرة ومنها طيب لسان الزوجة وعدم الايذاء للزوج والطهارة والعفة وأنهن قد ارتبطوا بأزواجهم في الجنة بعلاقة حميمة لا مثيل لها وتعلق لا يمكن ان يدرك ذلك في عالم الدنيا وأنهن محجوبات عن مرأى الآخرين وأنهن لا ينظرن لأحد ولا يتبرجن لأحد سوى لأزواجهن ولاية تقول (وحور مقصورات في الخيام ) (8) وكل هذا الوصف ألترغيبي للإنسان حافز وواعز له نحو العمل والتكامل من اجل الترك والابتعاد عن ملذات الدنيا المشوبة بالفحش والمأثم مثال الزنا والعلاقات المحرمة والخمر المحرم والذي يضر الصحة ويجلب الفساد قباله شراب اعد للصالحين من العباد فهذا ما أوضحه كتابنا المنزه عن اي دعوى من داعي ضلاة ومفتري على الله كذباً وجل وعلا وتنزه الله عما يصفون .
***القران الكريم يدعوا اهل الكتاب الى الوحدة .
ان الذي يتعدى على نبي من انبياء الله سبحانه وتعالى فهو خارج عن دائرة التدين ألالهي وهو من جنود الهوى والضلالة والمنصاع بشهواته ولذاته ومن اعوان الشيطان لكن يتمنطق بأكذوبة الاخلاق الانسانية وينصب ذاته فوق عرش من مكارم الاخلاق جالساً الكتاب المقدس وأياته وينقد نبي الله بجهل مركب لانه يعلم وعلى يقين من امره انه لم يصيب الواقع وانما منخرط بهمجية التعصب الفكري لمبدأ وعقيدة ضالة عدائية للاسلام ونبيه الاكرم ولقد ذكر القرأن في محكم اياته الى الدعوة الموحدة الى اهل الكتاب ونبذ الهجوم والتفرقة وفتح باب الحوار الواضح والشفاف لا يشوبه خيانة للحقيقة وان يجمع الفرق ولا يشتت الجمع وان يكون يسيراً ولا يكون عسيرا وتعصبيا كما ذكرته الاية المباركة ({قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللَّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ}(آل عمران/64).
{يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنْزِلَتْ التَّوْرَاةُ وَالإِنجِيلُ إِلاَّ مِنْ بَعْدِهِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ}(آل عمران/65).
{هَاأَنْتُمْ هَؤُلاَءِ حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ}(آل عمران/66).
{مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلاَ نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنْ الْمُشْرِكِينَ}(آل عمران/67).
{إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ}(آل عمران/68).
{وَدَّتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ وَمَا يُضِلُّونَ إِلاَّ أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُون}(آل عمران/69).
{يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ}(آل عمران/70).
{يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ}(آل عمران/71).
{وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}(آل عمران/72).
{وَلاَ تُؤْمِنُوا إِلاَّ لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ قُلْ إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللَّهِ أَنْ يُؤْتَى أَحَدٌ مِثْلَ مَا أُوتِيتُمْ أَوْ يُحَاجُّوكُمْ عِنْدَ رَبِّكُمْ قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}(آل عمران/73).
{يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ}(آل عمران/74).
{وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لاَ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلاَّ مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ}(آل عمران/75).
فهذه الايات صريحة وجلية في دعوة الناس نحو الحق وبما ان النبي هو خاتم الانبياء ورسالته وشريعته هي الخاتمة للشرائع السماوية فأن دعوته تكون مكملة للأديان ومتممة لشرائعها ولقد اثبت ذلك تباشير الكتب المقدسة لهذا الدين ولهذا النبي المبعوث .
***صفات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله ) في الكتب المقدسة :
ورد في أشعياء 42: 1 إلى 4: (هوذا عبدي الذي أعضده مختاري الذي سرّت به نفسي وضعت روحي عليه فيخرج الحق للأمم لا يصيح ولا يرفع ولا يسمع في الشارع صوته).
وحيث وصف النبي الاكرم بانه ذو خلق عظيم وهذا ما ذكره القران عنه بوصفه وانك لعلى خلق عظيم وانه انما بعث ليتمم مكارم الاخلاق ومن صفاته التي عرف بها وقبل ان يشهر بدعوته الاسلامية بأنه الصادق الأمين وهذا مدون في في إنجيل متى 24: 45 حيث نقرأ في نبوّة أطلقها المسيح عليه السلام عنه: (اسهروا إذا لأنكم لا تعلمون في أية ساعة يأتي ربّكم.. فمن هو العبد الأمين الحكيم الذي أقامه سيّده (الله) على خدمه ليعطيهم الطعام (الروحي) في حينه طوبى لذلك العبد الذي إذا جاء سيده يجده يفعل ذلك الحق أقول لكم إنّه يقيمه على جميع أمواله (أنبيائه)).
ومن المعلوم في كتب التاريخ أنّه لم يلقب أحدهم بالأمين حتى أصبح ينادى بهذا اللقب بدلا عن اسمه سوى الرسول محمد صلى الله عليه وآله، ولم يخرج نبي بعد المسيح عليه السلام برسالة تعتبر طعاماً روحياً غير محمّد الذي أخرج التوحيد في حينه بعد أن انتشر الشرك ابتداء من القرن الرابع حتى بعثته.
وقد حدّد الكتاب المقدس نوعية هذا الطعام حيث قال في إنجيل يوحنا 14: 26 بأنّ المسيح سوف يرسل من بعده المعزي محمد) (أمّا المعزّي... الذي سيرسله الأب باسمي فهو يعلمكم كل شيء ويذكركم بما قلته لكم).
إذاً الطعام الذي سيحمله الرسول محمّد إلى الناس هو تعاليم تشبع جوعهم لمعرفة الله وتروي عطشهم نحو الحق بعد أن عمّ الضلال.
ومن أبرز النبوات الدالّة على الرسول محمّد ما ورد في يوحنا 14: 16 حيث نقرأ: (إن كنتم تحبونني فاحفظوا وصاياي وأنا أطلب إلى الأب فيعطيكم معزياً آخر ليمكث معكم إلى الأبد).
وتعبير معزّياً آخر دليل على كونه كالمسيح نبيّ فالمسيح هو المعزي الأول ومحمد هو المعزي الآخر الذي يأتي بعده.
جاء في سفر الرؤيا 19: 11: (اسجد لله فإن شهادة يسوع التي ألقاها على الناس هي روح النبوة ثم رأيت السماء مفتوحة وإذا فرس أبيض والمجالس عليه يدعى أمينا وصادقا وبالعدل يحكم و يحارب).
وفي هذا النص عدّة صفات لا تنطبق سوى على الرسول محمد صلى الله عليه وآله.
1ـ أنّه يدعى أمينا وصادقاً وهذا ما لم يدع به أحد في التاريخ سوى محمد صلى الله عليه وآله.
2ـ أنّه يحارب الكفر ويجعل العدل الإلهي قائما دون رهبة وهذا ما قام به محمد صلى الله عليه وآله، مقابل الرسالة المسالمة التي جاء بها المسيح عليه السلام.
3ـ أن نبوات رؤيا يوحنا تتحدّث عن فترة ما بعد المسيح عليه السلام مما يستلزم تطبيقها على الرسول محمد صلوات الله وسلامه عليه.(9)
وهذا فيض من غيض وبعد ذلك يأتي متصفح لوريقات تأريخ محرفه وهذا امر وارد يصف قران الاسلام ونبيه بالانحراف تنزه الاسلام ونبيه عما يصفون
المصادر :
1- (آل عمران/19).
2- تفسير الامثل مكارم الشيرازي
3- البيان للسيد الخوئي
4- تهذيب الاسماء واللغات ج2 ص351 و ص 329 عن ابن خيثمة في تأريخة عن ابن اسحاق – والبدء والتأريخ ج 4 ص 146- وفي المعارف لابن قتيبة ص 59 ط سنة 1390هـ )
5-(الصحيح من السيرة, جعفرمرتضى العاملي )
6-( تنقيح المقال للمامقاني 2/165 )
7- ( رواه احمد , الفتح الرباني ج 29ص 23 وقال حديث صحيح )
8 - (ألامثل مكارم الشيرازي)
9 - الإسلام ورسوله تأليف : الشهيد الشيخ محمد جان وهبي أبو جودة

#زينب_عبد_العزيز (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات