|
هل سمعت يوما بلغة الزرافة؟؟ - عيادة التمدن 5
اواصر يوسف خالد
الحوار المتمدن-العدد: 3392 - 2011 / 6 / 10 - 21:31
المحور:
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
الزرافة كما يقول النفسانى الامريكى مارشال روسينبيرج تملك اكبر قلب من بين الحيوانات، علاوة على انها تملك اطول رقبة بينها جميعا. لذلك اطلق على طريقتة التعاطفية التخاطبية باسم لغة الزرافة، لانها تستطيع بفضل رقبتها الطويلة ان ترى الى ما هو ابعد مما يظهر عن قرب، كما ان قلبها الكبير يمكنها من تحمل كل الانفعالات والتصرفات الغريبة تطورت لغة الزرافة فى السبعينات من قبل مارشال نفسه ومن قبل الكثير من النفسانيين الاخرين الذين فرحوا بهذا الاكتشاف، لانها تدعو الى التعاطف بين الناس حيث يستطيع الجميع الحصول على الكثير من الاحتمالات فى تحقيق الرغبات و الحاجات الانسانية. الهدف من استخدام هذا النوع من التخاطب هو التعبير عن ما تريده وما تحس به وما تحتاجه دون اثارة اية ردود فعل مضادّة من الطرف الاخر، صمم مارشال لغة الزرافة جميلة ومحببة تسهل للناس تحقيق اهدافهم انشغل مارشال فترة طويلة من عمله بسؤالين، الاول، هو كيف فقد البعض الرحمة الطبيعية التى تولد معنا في التعامل مع بعضنا، وكيف اصبح سلوكنا عنفوانى مليء بالغضب والقسوة والتفنن احيانا فى استخدامها مع الاخرين؟. والسؤال الثاني، هو العكس الذي حدث مع البعض الاخر من الناس حيث استمرت الرحمة الطبيعية والسماحة فى قلوبهم، بالرغم من خضوعهم الى معاناة تحت ظروف صعبة ولفترة طويلة تساعدك لغة الزرافة فى تغيير كثير من العادات والسلوك الخشن الذى تمارسه من خلال ما تربيت عليه بدون ان تفكر يوما: هل لك الحق فى قول هذا الشى عن الاخر، او التصرف معة بهذه الفضاضة؟. يكمن مفتاح التغيير فى طريقة تفكيرك اولا، من ثم في قولك للكلمات وصياغتها، فى الوقت الذي تضمن حقك في كل ما تريده وتحتاجه. ان هدف لغة الزرافة ليس تغير كينونة الناس، بل خلق حالة انسانية اساسها التعاطف والصراحة بالاضافة الى تحقيق كل الحاجات والرغبات الانسانية، وبالتالى خلق حالة من الاحساس بالراحة الداخلية مع النفس والاخرين، وتوفير الجهد والطاقة المهدورة في معمعة المشاكل، لانجاز وخلق طاقة المودّة والسعادة والمرح
تتالف لغة الزرافة من اربعة مراحل:ـ اولا، الرصد: عندما تتعرض لحالة تثيرك بدرجة او اخرى، عليك ان تبدا بوصفها وتلخيصها، دون ان تحلّلها او تضيف اليها من افكارك وتصوراتك شيء. هذه الخطوة كما يقول مارشال ليست سهلة، لانك تعودت ان تخلط بين ما تحلّله وتقيّمه وتصفه، وقد يكون هذا اكبر خطا ترتكبه فى حق الشخص الاخر، بسبب وجود فرق كبير بين وصم الاخر بصفة معينة وبين وصف ما رأيته من تصرف قام به. وبهذة الطريقة فانك لا تثبّت صفات الاخر، وانما تعمل على تغيير التصرف او الصور فى الخطوة التالية، ولذلك تعتبر لغة الزرافة جيدة فى وصفها الحياة بشكل متغير. فمثلا حين تقول المربية رنا فى الروضة لزميلتها فى العمل: هل رأيتى ام ندى اليوم انها عبوسة، فانها بذلك القول قد حكمت على شخصيّتها بانها امراة عبوسة، وهذا بحد ذاته اتّهام لشخصية ام ندى, ولكنها لو وصفت الامر كما رأته بالضبط "لقد رأيت ام ندى هذا الصباح، كان وجهها عبوسا" فانها لا تنفي امكانية ان تكون ام ندى ضحوكة في اليوم التالي. ثانيا، وصف مشاعرك: بعد وصف الحالة وفق الخطوة الاولى، تستطيع الان ان توصف ما تشعر به وسبب اثارتك. فالشعور هو اشارة او جزء من المعلومة تستطيع ان تستخدمها لكي تصبح اكثر وضوحا بالامور التى تجرى فى داخلك، يتوجب ان نعبر عن مشاعرنا بدون ان نقيّمها اونعاتب الاخر فى اسباب هذه المشاعر. وهذا ليس بالامر السهل دائما، اذ تكمن في كثير من الاحيان صعوبة فى تطبيق ذلك عمليا، حيث يلاقى الكثير صعوبة فى ايجاد الكلمات المناسبة لوصف مشاعره، ولكن ذلك يتحسن بتكرار الممارسة ثالثا، التعبير عن حاجاتك: صرح بحاجتك لكي تكون على مايرام. فالحاجة بنظر لغة الزرافة هى الامنية المهمّة والقيم اللتان ترغب فى تنفيذهما. والنقطة المهمة هنا ان لا تطلب من الاخر تغيير تصرفه، وانما ان تعبّر عن ما ترغب انت به كما في المثال اعلاه، حيث انّ رنا لا تملك الحق في ان تطالب بتغير تصرفات ام ندى ولكن من حقها طبعا ان تقول انها تحتاج الى جو مريح وبهيج فى الصباح. بهذه الطريقة حافظت على تمسكك فى مسؤوليتك حول نفسك فقط وبدون ان تدفع الاخر الى تصرف محدّد لاجل ان تكون انت مرتاح رابعا، تحديد طلبك: وذلك من خلال صياغة تصور لحالة بديلة او صورة اكثر فرحا واشراقا، تجعل الاخر يعرف بالضبط ما تريده منه بدلا من التخمين. . هناك مثل شائع يمكن الاستشهاد به، حيث يستخدمه الكبار مع الصغار كثيرا، ولا اعتقد ان احد منا لم يمرّ به. عندما يلعب الاطفال في صالة قريبة الى درجة الانسجام الكبير واصدار اصوات عالية، ياتى الكبير عادة ويقول: يالها من ضوضاء مزعجة اخرجوا الى الحديقة ولا اريد اسمع صراخكم. تقترح لغة الزرافة ان يقول الكبير اراكم تضحكون واسمع صراخكم العالى، ولكنّى لا احتمل هذا الصراخ وهذا ليس المكان المناسب للّعب، وانا بحاجة الى هدؤء، لذلك اطلب منكم الخروج الى الحديقة كذلك يمكن للزوج ان يخاطب زوجته بلغة الزرافة كما في المثال ادناه: عندما تستمرين فى الكلام بدون ان تردّي على سؤالى الذى طرحته، اصبح عصبيا ومنزعج ، لانني افسر ذلك بانك تستهزئين بسؤالى وانا احتاج منك الى جواب على السؤال ، هل ترغبين بان تخبرينى بماذا تفكرين فى موضوع مشكلتنا واي حل تقترحين.<الخطوة الرابعة>ـ. الجزء الاخر والاهم فى لغة الزرافة هو الاصغاء للاخر، او كما يقول مارشال "ان تصغى باذن الزرافة" فالاصغاء الى الاخر هو الاحترام الكامل لفهم الاخر والتفاعل معه فى مشاعره واحاسيسه، ويعرّفه مارشال بالتعاطف، فالخطوات الاربعه تكون مجرد وصفة جافّة اذا ما جردت من التماس التعاطفى. وجودك قرب الاخر بتعاطف يتطلّب منك ان توجه كامل انتباهك اتجاه الاخر وباحترام، وتعطيه الوقت والمكان فى التعبير الكامل عن احتياجاته، وان يشعر انه مفهوم من قبلك. مثلا القبول المحترم للاطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، بكل حالاتهم واشكالهم، اوالعجزة فى المجتمع والتعامل معهم بكل مودة واحترام، نبتسم لهم عندما نلتقى بهم فى مكان عام، ونتعاطف معهم. التكلم الواضح معهم كان تقول لهم انا متفهم انك تعانى من صعوبة، واعرف ذلك جيدا. وتنهى الكلام بعبارة هل ترغب بمساعدة او لا تتردد في القول لى اذا ما احتجت ايّة مساعدة فالتعاطف فى واقع لغة الزرافة يتواجد عند اصغائك لحالة الاخر فى التعبير عن مشاعره وبغض النظر عن غليظ الكلام الذى قد يصدر عنه او اي تصرف يبدر منه، سواء كان فيه غضب او كلمات لا تحب ان تسمعها. عليك ان تركز على ما يجري لذلك الشخص ونوع مشكلته، ولا تاخذ الامور بشكل شخصي لتمس داخلك، وبالتالى تحيّد وتحوّل الموضوع الى خصام وعتاب شخصي، يضيع عليك معرفة حالة الطرف الاخر ومعاناته والخبر الذى يريد ان يسمعك ايّاه. فالاولى بالمربية ان تركز ما يعرقل الاطفال فى هدوئهم بدلا من ان تاخذ كلماتهم وتصرفاتهم بشكل شخصي، كأن تفكر بانهم لا يحترمونى
#اواصر_يوسف_خالد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل هى قوة ارادة ام التخطيط لتقوية الارادة - عيادة التمدن 4
-
دور قواك الداخلية فى تحقيق سعادتك - عيادة التمدن 3
-
كيف تواجه مخاوفك وتحولها الى تحديات ايجابية؟؟؟ - عيادة التمد
...
-
ماذا لو ازعجك صديق؟؟ - عيادة التمدن 1
-
التحرشات والاعتدات الجنسية على الاطفال، وتاثيرها على حياتهم
...
-
التحفيز، ودوره في تطوير الذات
-
فكر بطبيعة علاقاتك مع اهلك واصدقائك ومحيطك.
-
التاكيدات الايجابية كبديل عن المديح، ودورها في تعزيز القيمة
...
-
الجزء الثالث: القيمة الذاتية والثقة بالنفس / تطبيقات عملية
-
كيف ننسجم مع ذاتنا لنستمتع بالسعادة الداخلية
-
القيمة الذاتية والثقة بالنفس - الجزء الاول
المزيد.....
-
-قريب للغاية-.. مصدر يوضح لـCNN عن المفاوضات حول اتفاق وقف إ
...
-
سفارة إيران في أبوظبي تفند مزاعم ضلوع إيران في مقتل الحاخام
...
-
الدفاعات الجوية الروسية تتصدى لــ6 مسيرات أوكرانية في أجواء
...
-
-سقوط صاروخ بشكل مباشر وتصاعد الدخان-..-حزب الله- يعرض مشاهد
...
-
برلماني روسي: فرنسا تحتاج إلى الحرب في أوكرانيا لتسويق أسلحت
...
-
إعلام أوكراني: دوي صفارات الإنذار في 8 مقاطعات وسط انفجارات
...
-
بوليتيكو: إيلون ماسك يستطيع إقناع ترامب بتخصيص مليارات الدول
...
-
مصر.. غرق جزئي لسفينة بعد جنوحها في البحر الأحمر
-
بريطانيا.. عريضة تطالب باستقالة رئيس الوزراء
-
-ذا إيكونوميست-: كييف أكملت خطة التعبئة بنسبة الثلثين فقط
المزيد.....
-
الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2)
/ عبد الرحمان النوضة
-
الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2)
/ عبد الرحمان النوضة
-
دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج
/ توفيق أبو شومر
-
كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
كأس من عصير الأيام الجزء الثاني
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية
/ سعيد العليمى
-
الشجرة الارجوانيّة
/ بتول الفارس
المزيد.....
|