أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - مجزرة عرس التاجي.. مجزرة دولة ونظام














المزيد.....

مجزرة عرس التاجي.. مجزرة دولة ونظام


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 3392 - 2011 / 6 / 10 - 21:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مجزرة عرس التاجي.. مجزرة دولة ونظام
جعفر المظفر
ربما يظن أياد علاوي* بأن ليس من الضرورة له أو لجهازه الإعلامي أن يرد على الاتهامات التي توجهت له أو لفصيله الوفاق الوطني بشأن علاقة لهما مفترضة بمجرم التاجي, وربما ظن علاوي أن العراقيين يتذكرون جيدا موقفه ضد الإرهاب لذلك فهم ليسوا بحاجة إلى من يؤكد لهم أن هذا الاتهام قد جرى لأغراض فئوية.. وربما أن هناك أسباب أخرى لهذا الصمت الرهيب الذي يلف موقف حركة الوفاق, لكننا ونحن ننظر إلى الانعكاسات السلبية التي تثيرها هذه المعارك البينية بين فرقاء العملية السياسية نجد أن الأضرار التي تنتج منها لا تصيب بالنهاية هذه الفئات وإنما عامة العراقيين الذين أصبحت دماءهم سلعة يجري تسويقها في سوق النخاسة السياسية.
لقد تمنيت, من خلال صديق مشترك, على علاوي, أو على حركته, أن تتابع إعلاميا هذه القضية, ليس لكونه, أو كونها, الطرف المتهم بالقضية, ولكن لأن علاوي هو طرف رئيسي في العملية السياسية وأحد أبرز زعمائها, بما يرتب عليه مسئولية حماية هذه العملية إن لم يرتب عليه أيضا مسئولية حماية الدم العراقي وإخراجه من ميدان الإستخدامات الفئوية القبيحة.
لقد بدأت مجزرة عرس التاجي تأتي أكلها على أكثر من صعيد, أكثرها خطورة هو ذلك الذي يحاول إستثمارها طائفيا بالإتجاه الذي يصرف الأنظار عن عمق الأزمة التي يمر بها النظام العراقي الحالي. ولو أن هناك غيرة حقيقية على دم شهداء تلك المجزرة لجرى التعامل مع دمائهم الزكية بطريقة ليس غرضها إثارة الفتنة والتكسب السياسي, لأن تعاملا كهذا هو أكثرجرائمية من فعل المجرم نفسه وأكثر ضررا بكثير من ضرر الجريمة ذاتها. فإن كانت الجريمة قد إستهدفت سبعين شهيدا عراقيا, فإن واجب السياسي أو الإعلامي الحريص على دم العراقيين ووحدة وطنهم, وفي دولة يقال عنها أنها دولة قانون, سيكون هو العمل على محاصرة تبعات هذه القضية شعبيا بالإتجاه الذي لا يثير الفتنة الطائفية الملعونة, وبمعالجات هدفها حقن الداء وإعطاء الشهداء حقوقهم والإقتصاص من القتلة الإرهابيين.
ومثلما نطالب علاوي بمتابعة هذه القضية, بوصفه أحد المسئولين الأساسيين عن العملية السياسية وليس بوصفه متهما, كذلك فإننا نطالب المالكي أن يتعامل معها بوصفه قائدا لنظام سياسي وليس زعيما لحزب من أحزاب هذا النظام, فقد يسمح وضعه, إذا كان في صفوف المعارضة, بمناورات سياسية لن يسمح بها وضعه كمسئول عن دولة, وإلا لضاعت المسافة بين الدولة التي يترأس وزارتها والحزب الذي يقوده, وغابت الدولة في الحزب والنظام بقائده وعدنا إلى نفس المعادلة العقيمة التي غيبت العراق في شخص صدام حسين.
إن الدولة التي يراد بناءها من جديد تحتاج لأن تجد نفسها وتمتحن ذاتها في المواقف الصعبة, وفي مواجهة جريمة كبرى مثل مجزرة عروس التاجي, فإن بإمكان هذه الدولة أن تقتل نفسها بنفسها حينما تلجأ إلى معادلات بعيدة عن بناء منظومة القيم الأخلاقية والقواعد القانونية المطلوبة كشرط أساسي لعمليات تأسيسها, كما أن القادة الحقيقيون هم أولئك الذين يُمتحن أدائهم الوطني من خلال قدراتهم كرؤساء مسئولين عن خصومهم أولا بوصفهم مواطنيين في هذه الدولة.
لكن إحدى مشاكلنا مع هذا النظام أن رجالاته يقدمون مصالحهم الفئوية على المصالح الوطنية,ناسين أنهم مسئولين عن دولة يحق فيها لخصومهم ما يحق لغيرهم من حقوق, لأن هذا بالضبط هو الميدان الذي تمتحن فيه الأخلاق والقدرات القيادية, فإن فشل المسئول في هذا فهو فاشل بمقاييس إخلاقية المسئول, فمن أين تأتيه بعد ذلك قدرة بناء دولة بقيم وقانون.
إن مجزرة عرس التاجي هي مجزرة يشيب من هولها الرضيع, ولأنها كذلك فهي ستكون بحق إمتحان للدولة والقائمين عليها بالإتجاه الذي تفحص فيه أمانتهم وإخلاقيتهم وقدراتهم القيادية, وكل معالجة تستهدف توظيف هذه الجريمة لخدمة أغراض فئوية ولتغطية فشل سياسي وتؤدي إلى إثارة النزاعات الطائفية من جديد سيكون لها فعلا إجراميا أشد من فعل الجريمة ذاتها.
ولسنا الآن معنيين بالصراعات الدائرة بين علاوي والمالكي بقد ما نحن معنيين بطريقة إدارة هذا الصراعات وما قد تؤدي إليه من من كوارث بحق شعبنا العراقي المظلوم.
بهذا فنحن لسنا الآن بصدد الدفاع عن علاوي وإنما عن بلد يحتضر وشعب يعاد مرة أخرى إلى ميدان المذابح.
ولو أن المالكي كان في نفس الموقف لتبدل ترتيبنا للأسماء في مقالتنا هذه, ولما وفرنا على علاوي مرارة كلامنا هذا, ولكنا قساة عليه بنفس القدر ونفس المقدار.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* لقد تمت كتابة هذه المقالة قبل تصريح علاوي الأخير بشأن إعتزامه تقديم شكوى ضد المالكي ورأيت أن أنشرها دون تعديل.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خرافة المائة يوم.. إذا أردت أن تطاع
- الانسحاب الأمريكي العسكري من العراق
- أوباما.. وقضية النملة والبيجاما
- لولا علي لهلك عمر
- الخزاعي ليس هو المشكلة
- ولكن ما هو الإصلاح
- الإصلاح السوري .. بين النية والإمكانية
- سوريا - البحرين .. رايح جاي
- هذا هو رأيِ في رسالتك حول نظرية المؤامرة وبن لادن
- بن لادن.. حيث نظرية المؤامرة هي المؤامرة
- قل ولا تقل.. أبناء لادن وليس بن لادن
- سوريا الثورة.. والثورة على الثورة
- حينما تكون الخيانة اختلافا في وجهات النظر
- يا سعدي.. الوطن وطن وليس فندقا بخمسة نجوم
- بين معنى الوطن ومعنى النظام أضاع سعدي يوسف نفسه
- إشكالية التداخل بين الفقه الديني وفقه الدولة الوطنية.. العلم ...
- المسلمون. بين فقه الدين وفقه الدولة (3)
- المسلمون.. بين فقه الدين وفقه الدولة (2)*
- لو أن ميكافيلي بعث حيا يا موسى فرج
- مرة أخرى.. حول موقف المالكي من سوريا


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - مجزرة عرس التاجي.. مجزرة دولة ونظام