أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - جمال الهنداوي - سلامتك من الآه..سيدي الرئيس السابق المخلوع..














المزيد.....

سلامتك من الآه..سيدي الرئيس السابق المخلوع..


جمال الهنداوي

الحوار المتمدن-العدد: 3392 - 2011 / 6 / 10 - 21:24
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


وهي ما بين مصدقة ومكذبة..تتداول الناس وتقلب بين ايديها التقارير الطبية عن السلسلة المتطاولة من الامراض العضال التي اقعدت الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك الفراش في مستشفى شرم الشيخ ووضعته تحت رحمة الله ورعاية الاطباء وعناية ملائكة الرحمة وقد تمنع من نقله الى بئس المستقر في سجن طره العتيد..
ومابين متعجبة معتبرة من دوران عجلة الزمان.. وما بين مصفقة هذه بتلك.. تتلقى الجموع الانباء التي تتحدث عن تشبث الرئيس بهذه الوريقات استدرار عطف ورحمة المحققين طالبا الرأفة بجسده العليل السقيم وتركه مغموسا بالشاش والقطن والمطهرات الطبية ومربوطا الى اجهزة قياس نبض القلب وقناني الكلوكوز وعدم رميه في زنازين النخبة السياسية الراقية..
و محور العجب العجاب ان يتستر رئيس عربي ما بسجله الطبي لكي يدرأ عنه ما لا يرى انه يليق باسمه وماضيه وسيرته النضالية.. وهي نفس الصحة التي كانت الاشارة اليها..مجرد الاشارة ولو حتى بالدعاء قد تودي بصاحبها الى مصير اسوأ بكثير مما يخاف منه الرئيس.. بل ان حتى الموت كان خيارا مستبعدا للرئيس لا يصح الكلام عنه ولا السؤال عن الترتيبات التي قد تعقبه..
فليس بعيدا عنا القضية التي حكم فيها على الكاتب والصحفي السيد ابراهيم عيسى وسلبت حريته من جرائها ولا عن مطالبة بعض اعلام الامة الاعلام بجلده على رؤوس الاشهاد لكونه تطرق الى ان الرئيس قد لا يكون بالفتوة والشباب التي تظهره بها مساحيق ازالة التجاعيد وصبغات الشعر الفاخرة المستوردة..ولم يمر الكثير من الوقت على الارتباك والشلل الذي اصاب مفاصل الحكم المصري بكامله لمجرد انهيار الرئيس مغشيا عليه في اغماءة بسيطة من اثر الاجهاد اثناء القاءه لاحدى خطبه امام مجلس الشعب المصري..
فصحة الرئيس تعد بامتياز من اسرار الدولة العليا..ولم نسمع رئيسا مرض من قبل او تعرض لوعكة ما ..وحتى لو اضطر ان يخضع لما لا يمكن اخفاؤه او التستر عليه من العلل التي تستدعي تداخل جراحي محتم او علاج مكثف تحت اشراف طبي مستمر ..فان هذه الامور تتم عادةً عن طريق مستشفيات خاصة مجهزة مهيئة داخل قصور وسراديب وانفاق الحكم او في خارج البلاد وتحت رعاية ايد امينة لم تتلوث بالتواصل مع اعداء النظام الذين قد يتنكروا بصيغة اطباء وممرضين ..ومثل هذه العوارض يجب ان تخرج الى الناس باخف السيناريوهات الممكنة والتي لا تتعدى عادة عزو الامر الى زكام خفيف اواجهاد بسيط او الى فحوص روتينية دورية للاطمئنان على صحة السيد الرئيس..فسبحان الله الذي جعلنا نسمع الرئيس يتقنع خلف الامراض الثقال ذات المسميات الضخمة كالارتجاف الاذيني والارتجاع الميترالي بل وحتى الكآبة والسويداء للتخفيف من وطأة يوم طويل يبدو انه لم يكن يتوقع حدوثه ولم يعد له ما قد ينجيه من اهواله..
ان السلوكيات السياسية الشوهاء التي تختص بها المنطقة العربية..والتباس الحدود المأساوي ما بين الدولة والحكومة والنظام السياسي وارتباط هذه المفاهيم مع شخص الرئيس او الحاكم انتجت نوعا من الاحلال الوهمي الزائف الذي صلد وعظم وأله من صورة الرئيس وجعلها تتمدد على كامل ارض وشعب وتاريخ الوطن والامة..مما يحيل اي اشارة الى مرض او علة او عارض يعتري هذا الصرح التليد الى نوع من سلب الامة شموخها وعزتها وفخرها وعنفوانها واعتداء وقح على ارادة الرب ومشيئته في الباس هذا الرمز والعنوان العظيم قميص الملك والسلطان في حكمة لا يحيط البشر الفانين فيها علما ولا راي لهم فيها ولا معارضة تحت طائل الكفر البواح الموجب للتخلد في جهنم وبئس المصير..
ولكن الزمن قد تغير الآن على وقع اقدام الشعوب الثائرة وعلى صدى هتافات التغيير التي اصمتت وخرسنت النداءات الفجة بالقائد الفرد الصمد وصيرت منظر جوق اصحاب الجلالة والفخامة والسمو اقرب الى المسخرة وهم في وجوههم المغضنة وظهورهم المحنية التي لا تتلائم مع الكوميديا السوداء التي تخضب رؤوسهم وشواربهم ولحاهم المشذبة..وجعلتهم في وضع حرج لا يبتعد كثيرا عن محنة المهرج الذي فقد قدرته على الاضحاك ومله الجمهور ومجته الايام..ولن يطول المقام حتى نجد القادة العظام يستجدون الشعوب ان تحترم شيبة لهم لم يعطوها حقها من التوقير وأن يرأفوا بضعفهم وان يلاقوهم بالرحمة والصبر والتكرم عليهم بحسن ختام قد يعز ان يحصلوا عليه..
لقد تغير الزمن..وكان للمنطق السليم كلمته..ونتظر ممن بقي من القادة التاريخيين ان يعوا الدرس جيدا وان يبدلوا تبديلا ما استمرأوه لعقود يبدو انها كانت اكثر من كافية لكي يدب الوهن والضعف والعتق في ثنايا حكمهم العليل..فلقد تغير الزمن..ولا عودة ولا حاجة بعد الآن الى صورة الرئيس الذي لا يمرض ولا يموت..
الحمد لله الذي امد باعمارنا الى الزمن الذي نرى فيه رئيسا عربيا يعاني من المرض ويتشكى من الاوجاع ..والشكر موصول لرب العباد الذي جعلنا نعاصر الزمن المستحيل الذي تتداول فيه الافواه..ليس بالهمس ولا ايماءات العيون الوجلة..الانباء عن علة المت بالرئيس او وجع اقعده الفراش..والحمد لله الذي ارطب وريقاتنا واجل آخرتنا حتى نرى الرئيس يتخابئ خلف امراضه وعلله طلبا لرأفة قاضٍ اورحمة شعب جريح..الا اسمع كلمة آمين..



#جمال_الهنداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ارحلوا ..فلا مكان لكم تحت شمس الحرية الحمراء..
- بصمة بالدم على مبادرة نصف محترقة..
- ثاني اثنين في جدة..
- ملاحظات خجولة امام اعتاب قانون الجواري العظيم..
- اشتراطات مسبقة..قبل الشروط المسبقة..
- الحوار في البحرين..دعوة على هدير محركات الفورمولا واحد..
- التوسع السعودي..مشروع قيادة ام استمرار التمترس خلف الآخر..
- المرأة السعودية والسيارة..جدلية السلاح الابيض والضرب بالعقال ...
- لا تهنوا ولا تحزنوا..فشرعية الثورة هي الاعلى..
- صبر..وقات ممضوغ..وحرب اهلية..
- الدين لله..والقانون فوق الجميع..
- قمة الدول العربية الديمقراطية..في بغداد..
- خطاب الرئيس اوباما..نهاية الرهان الرسمي على الغرب ..
- المبادرة الخليجية..فشل جديد..
- هواء كلينتون الضائع..في شبك الاسد..
- دماء كراتشي..تسفك في اسلام آباد..
- توافق عربي..ام تخوف من الانتخاب؟؟
- العراق والكويت..مرة اخرى!!
- سياسات مفتوحة النهايات..
- الفتنة لم تعد نائمة..فلنفقأ عينيها..


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - جمال الهنداوي - سلامتك من الآه..سيدي الرئيس السابق المخلوع..