رسمية محيبس
الحوار المتمدن-العدد: 3392 - 2011 / 6 / 10 - 15:15
المحور:
الادب والفن
لعل ظاهرة المواقع الألكترونية الكثيرة التي انبثقف بعد التغيير ظاهرة جديدة أستبشر بها المثقفون خيرا فقد تنفس هؤلاء الكتاب الصعداء بعد معاناة طويلة وتعنت من قبل اصحاب الصحف الورقية الوطنية التي تحتكر النشر فيها جماعات قفزت على سطح المشهد الثقافي وكان معظم هؤلاء يعملون في أروقة ثقافة النظام السابق وكواليسه الكثيرة لكن هؤلاء راوا انهم أحق من غيرهم بتسيد المشهد فاندفعت مجاميع كبيرة منهم ونمت نموا غير صحي واحتكر اغلب هؤلاء النشر في صحفهم واعمدتهم ممارسين بدورهم الاقصاء والتهميش للغير البعيد ومن ليست له علاقات مباشرة وحساسة معهم فلم يجد الكاتب اية فرصة سوى اللجوء الى هذه المواقع الكثيرة التي توفر له النشر السريع والمباشر وتخلق له شبكة من العلاقات مع غيره من الكتاب
ولكن كيف جائت هذه المواقع وكيف اصبح فلان رئيس موقع ألكتروني مع انه لم يكن معروفا لا في الوسط الثقافي ولا في الصحافة ومن يموّل هذا الموقع أو ذاك ان بعض هذه المواقع تحولت الى مؤسسات كبيرة مدعومة من قبل جهات حكومية واعلامية مختلفة
لذلك وجد الكاتبوالشاعر وكل من ابتلى بهذه المهنة اللذيذة رغم متاعبها وجد نفسه في وضع لا يحسد عليه من تعنت اصحاب المواقع ودكتاتورياتهم هذه المواقع التي تشجع الفضائح والشتائم والافاظ الفاحشة وكل من يحاول طعن الوطن من الخلف يجد فرصة سانحة
بعض المواقع تخلق ابطالا من ورق ومعارك وتشكل حكومات وتدعو الى التظاهر فكل شيء مباح بل اتاحت بعض المواقع فرصة التصيد بالماء العكر من خلال تشجيع ما يعرف بالقصيدة الايروسية والتي ليس فيها من الايروس الا الفاظ فاحشة تخدش الحياء تعرضها هذه الكاتبة او تلك او هذا الشاعر او ذاك لاستدرار أكبر عدد من التعليقات والاهتمام التي لا تحصل عليه ما دامت لا تمتلك أدوات الكتابة الواعية احيانا يضطر اصحاب المواقع لابراز أسماء والنفخ فيها وتمجيدها لغرض في نفس يعقوب وبهذا وجد الكاتب نفسه يتحسر على الصحيفة الورقية ان كانت في ايد تمتلك التغيير وتدفع بالثقافة الى أمام
#رسمية_محيبس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟