سعاد خيري
الحوار المتمدن-العدد: 3392 - 2011 / 6 / 10 - 14:39
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
وتبقى ساحات الاعتصام والتظاهرات
الميدان الرئيس لتحقيق الاهداف وتطوير وسائل واساليب الكفاح
طالما ادهشت بغداد العالم عبر التاريخ بمنجزات اجيالها من العلماء والادباء والفنانيين وبمقاومة اجيالها وثوراتهم على الظام والقهر والاستعباد والابادة والتدمير. واليوم تدهش بغداد العالم باكبر تظاهرة سلمية جمعت بين جماهير الشعب الغاضبة والمطالبة بالتغيير وبين الجماهير المضللة والمسيرة من قبل ادواة الاحتلال في اجهزة الحكم ورؤساء العشائر. ففي حين جرى قطع الطرق بوجه الجماهير القادمة من المدن وحتى من مناطق بغداد المتعددة للمساهمة في يوم القرار ورحيل النظام التابع, جرى تحشيد الحكومة الالاف من العشائر المدججين بالسلاح والمعبأين بالحقد والكراهية على المتظاهرين باعتبارهم ارهابيين وبعثيين. ورغم ادراك طلائع التحرك الجماهيري بان في ساحات التظاهر والاعتصام تنعدم كل القيود والسدود بين الجماهير وتنطلق الامال والطموحات الانسانية ويمكن كسب العديد من الجماهير المضللة وتوعيتها فقد اعلنت نهاية الاعتصام سلميا لادراكها بان الامر يتطلب دراسة واستعداد فضلا عن خطر مواجهة عنف المحتلين المعد سلفا وادواتهم باسلوب العنف العفوي الذي يبرر لاعداء البشرية استخدام اسلحة عنفها التي طورتها عبر مراحل هيمنتها المتتالية. فضلا عن افشال مخططاتهم في تحويل الغضب الجماهيري على المحتلين وادواتهم الى حرب اهلية لتبرير بقاء قواتهم لحماية الامن بحجة عدم قدرة الحكومة واجهزة امنها على حماية الامن. فانسحب المعتصمون معلنين انتهاء اعتصامهم معرين عجز ادواة الاحتلال عن تحقيق اهدافهم واعطاء المجال للجماهير وطلائعها لاستخلاص الدروس وتطوير وسائل واساليب الكفاح الملائمة لمتطلبات العصر التي اجبرت المحتلين وادواتهم على تغيير اساليب ووسائل قمعهم للتحرك الجماهيري فلم تستخدم قوى الامن بصورة مباشرة وانما زجت بادواتها من زعماء العشائر وجماهيرهم المضللة
واذ افشل طلائع التحرك الجماهيري بقرار انهاء الاعتصام مخطط المحتلين وادواتهم الى تحويل الاعتصام الى حرب اهلية لتبرير تمديد بقاء قوات الاحتلال تحت شعار حماية الامن فانه اطلق العنان لمبادرات جديدة لمواصلة الاعتصام والتظاهر في مواقع متحركة باسلوب سلمي ومنظم ترعاه الجماهير وتمده بخيرة ابنائها باعتباره السبيل اوحيد لتحقيق الاهداف وتطورها وفقا لمراحل تحررها وتطوير اساليب ووسائل تحقيقها. فابقاء شعلة الكفاح متقدة تطلق الطاقات والمبادرات ليس في المجال السياسي والاقتصادي والاجتماعي فقط وانما في المجال العلمي والتكنولوجي لايجاد الوسائل والاساليب لحل مشاكل الجماهير والتدرب على ادارة المجتمع باسلوب معاصر. فعصرنا عصر التحولات السريعة على نطاق كل شعب وعلى نطاق البشرية
#سعاد_خيري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟