أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ماجد العاتي - رافعة خافضة














المزيد.....

رافعة خافضة


ماجد العاتي

الحوار المتمدن-العدد: 3391 - 2011 / 6 / 9 - 16:33
المحور: كتابات ساخرة
    


رافعة خافضة



ألموضوع أعلاه ليس عنوانا لشرح آية قرآنية أو تفسير فقهي لمسألة شرعية فأنا ابعد الناس عن الفهم بالدين ودهاليزه , كل ما اعرفه هو الصلاة والصوم وأكاد إن اجزم بأن الناس قد سلموا من ( لساني ويدي) إما قلمي فأنا لا أضمن هذا ,
إما إذا حدث لي إشكال شرعي فأن أول شخص اسأله المشورة هو جاري ( أبو ستار) وأبو ستار هذا ليس متفقها بالدين لكنني كثيرا ما أراه وهو يذهب للجوامع والحسينيات في منطقتي , وهو مواظب على هذا بصورة تثير الاستغراب , فهو يقصر في أمور بيته كي يذهب للحسينية , فأصبح بنظري فقيها عصريا تحت الطلب أسوة بكثير من الفقهاء مثله.
المقدمة التي أوردتها ضرورية لفهم الموضوع بمجمله , وهي شيء لابد منه كي تكمل الصورة , ألان سأعود للموضوع .
في الأيام ألقليلة الماضية وهي الأيام المحسوبة على (المائة) يوم (الشهيرة) , الجو في البصرة حار جدا , يجعل الخلق يضيق بشدة ما بعدها شدة , وزادتها قسوة ( الكهرباء) فهي ليست (كهرباء) بالمعنى المهني بل هي أشبه بأضواء إشارات المرور تنطفئ كي تشتعل , وتشتعل كي تنطفئ وهذا على مدى وقت البرمجة والبالغ ساعتين , لانحضى منها إلا بربع ساعة فعلية من الكهرباء , لاتجعل مكيف الهواء يعمل أبدا فهي (كهرباء) ضعيفة نحيفة وخجولة أيضا أتعبها طول الطريق من دول الجوار ,
بعد إن أعود من العمل مباشرة أقف قرب ( الجينج) وهو جهاز تحويل الكهرباء من ( وطنية) إلى (عميلة) , واخذ على عاتقي تحويل الكهرباء خوفا على أولادي من الصعق ألكهربائي,
وتبدأ مرحلة الغليان الجسدي والعقلي وأنا اردد ( وطنية لو مولد ؟) فيجيئني صوت أطفالي بصراخ يعلن إن كانت الكهرباء هي إنتاج حكومي بائس أم إنتاج أفراد , ويدي ترتفع وتنخفض مع الإيعاز .علما إن هذه العملية تستمر طوال الصيف الذي لاينتهي على خير أبدا.
يوم أمس بعد أن عدت من العمل , أردت الدخول للحمام كي أطفئ حرارة جسدي , لكن للأسف لم أجد ماء للاستحمام , وماء الخزان الرئيسي هو ماء يغلي نعم يغلي وتستطيع أن تسلق به بيضة بدون مبالغة, أصابني السأم و(السأم) هنا كلمة بسيطة لما كنت احمله بداخلي , وبدأت مرحلة ( ألوطنيه لو مولد ؟) والصراخ الذي يأتي بعدها.
واستمرت يدي بالارتفاع والنزول على إيقاع الكهرباء , وجزعت نفسي وأخذت أتفوه بكلام غير منطقي , فجأة انطفأت الكهرباء ماكان منها ( وطنيا) أم (عميلا) , فأصابني الغضب من كل شيء وصرخت بأعلى صوتي ( صدام أسمك هز أمريكا ) وأخذت ارددها وأنا أقف قرب( الجينج) لا باركه الله , الأمر الذي جعل من أطفالي يضحكون بهستيرية , ولا اعرف إن كان ضحكهم بسبب الحر ألشديد أم بسبب موقفى اللامحترم ؟ لكن المؤكد أن الذي أثار ضحكهم هو موقف أباهم وهو أشبه ب(قرقوز)احترقت مؤخرته, شكرا لوزارة الكهرباء التي جعلتنا نبدو أمام أطفالنا ك(مسخرة) شكرا ,شكرا,شكرا.
علما إن اسم صدام لم يهز حتى صفيحة فارغة للأوساخ في ... أمريكا.
خرجت لخارج الدار أنشد الهواء اللاهب فهو أرحم من جو البيت الخانق , حينها سمعت صراخا ودخانا يخرج من بيت جاري ( أبو ستار) ألمتفقه إياه , فركضت بدون وعي ولا استئذان , دخلت بيتهم فوجدت النار تلتهم ( الجينج) السيئ الصيت وما كان قريبا منه , جاهدنا لإطفائه ونجحنا بعد أن التهم جزء من البيت , وهنا رأيت ( أبو ستار) وهوعلى خلاف عادته , منفعل غاضب لمصابه وفمه كمدفع رشاش لا يكف عن ألسباب والشتم لاولادة الذين تسببوا بهذه الكارثة وهذا جزء مما قال :-
قال لي هولاء السفلة (يقصد أولاده وليس وزارة الكهرباء) أجلب لنا ( رافعة خافضة) فقلت لهم ( وما الذي ستغيره سورة ألواقعه في الكهرباء؟ لو جلبت لهم كتاب الله بأكمله وأقسمت عليهم به , فسوف لايعملون حسنا) ضحك أولاده عليه من جهله بألامور الكهربائية , وقالوا له( أنها ليست سورة الواقعة بل هو جهاز كهربائي يرفع الكهرباء إذا انخفضت ويخفضها إذا ارتفعت , لعن الله تشابه الأسماء)
وعاد يقول :-
أجتمع رأي أولادي والحر ألشديد على أقناعي بشراء ( ألرافعة ألخافضة) , وعندما ذهبت لشرائها صعقت لمنظرها فهي لوح خشبي ثبتت فوقه (عمامة بيضاء)!! اسمها مقدس وشكلها مقدس , فأصابت قلبي الهواجس , لكن ألحر الشديد أرغمني على شرائها , وأملت خيرا باسمها وشكلها وقلت بنفسي ( أذهب أيها ألحر إلى الأبد فلقد جئتك بمن يزيحك) , وفعلا لم تمضي أربعة وعشرين ساعة حتى ... أحترق بيتي , لكن ألذي يحزنني هو أبن أخي الذي يسكن في ( كندا) فلقد اتصل بي وهو يبكي من شدة ألم الفراق لبلده العراق , وهو يريد العودة بأسرع وقت , لذا نصحته بشيئين ألشيء الأول إن يبقى حيث هو ويحمد الله ويشكره , والشيء الثاني أن يعود للعراق لكن بعد أن يجلب معه ( جينج) أصلي لايتعب يدك بالتحويل , و ( رافعة خافضة) أصلية ألصناعة لكن بشرط إن لايشبه شكلها العمامة .
هذا ما قاله لي جاري ( أبو ستار) ألمتفقه بالدين , والجاهل بالأمور الكهربائية.



#ماجد_العاتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصيدة بعنوان (صبريه)
- ستبقى ليلى في العراق مريضة
- معذرة شهدائنا
- مظاهرات وشكوك وغرائب
- ياسمين وفول ومسموطة


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ماجد العاتي - رافعة خافضة