أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - جمال الهنداوي - بصمة بالدم على مبادرة نصف محترقة..














المزيد.....

بصمة بالدم على مبادرة نصف محترقة..


جمال الهنداوي

الحوار المتمدن-العدد: 3391 - 2011 / 6 / 9 - 01:31
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


لم يحسن السيد الرئيس الانصات ..ولا الاستماع الى النداءات الكثيرة والمتتالية التي تطلب منه النزول عن خشبة المسرح السياسي اليمني ..ولم يمتلك تلك الفطنة التي يدعيها والتي تؤهله استيعاب صيحات الاستهجان والصفير الصادر عن الجمهور المتبرم الملول..فالتقمص الطويل لدور الرئيس المحبوب المترع بدعاء وتصفيق الجموع المساقة لساحات التهريج..جعله يغفل عن علامات عدم الرضا التي بدأت تلوح على ملامح المخرج مقطب الجبين المتأفف من اداءه المضجر المكرور في الفنتازيا الطويلة التي دارت ودارت معها الحياة السياسية في اليمن ولعقود عجاف..
لم يحسن الرئيس الاستماع الى النصح ولا الارشاد ولا الوعيد..ولا الى التحذير الذي حرص السيد عبد اللطيف الزياني على ان يكون شديد الوضوح وهو يهمس به في اذنيه ..ولكنه لم يفهمه..ولم يستوعب منه الا ما اثار في نفسه عزة زائفة تجاه ما عده تطاول على المقامات العليا مطالبا باعتذار لم يحصل عليه مطلقا..
لم يكن على الرئيس ان يمضي بدوره الى النهاية..خصوصا بعد ان جاء الامر بالنزول هذه المرة من المنتج مباشرةً..وكان عليه ان يقبل الامضاء على فسخ العقد بالقلم الذهبي اللامع البراق المرصع بالعهود والوعود والذي قدم اليه على طبق من فضة الدعة والحياة المترفة الانيقة الخالية من الملاحقات والمسائلات مع الاهل والخلان في رحلة استجمام طويلة على احد شواطئ البحر الاحمر او اي البحار الاخرى الملونة..كان عليه ان يقبل ذلك القلم الجميل والسخي قبل ان يضطر الى التوقيع على الوثيقة نصف المحترقة والملطخة بالسخام ببصمته المخضبة بالدماء..
كان على الرئيس ان يفهم بان الحال لم يعد نفس الحال..وان الجدار الذي كان يتكأ عليه اخذ يبتعد رويدا رويدا نافضا يده من حكم لم يعد لديه من ينادمه..وعن يد تراخت قبضتها عن الارض الشاسعة اليباب..وانه لم يعد من المستساغ ان تغض القوى الاقليمية النظر عن تدفأه على النيران التي اشعلها في ارض وشعب اليمن والتي من الصعب ان يكون هناك من يخاطر بامتداد شررها الى اذيال ثوبه.. تلك القوى التي اتفقت ان لا تكون الحرية من علامات هذا الزمان..وان لا مجال للمغامرة بدولة مدنية على الحدود حتى ولو بالتضحية برأس الرئيس..ذلك الرأس الذي كان الفقرة الاولى في مبادرة كتب عليها القدر واصرار الرعاة ان تبقى تدور في حلقات لا متناهية حتى عادت الى الحياة عن وقع الشظايا التي احرقت جسد وجنان وروع الرئيس ودفعته لرحلة حج الى الشمال رافعا يديه صائحا اما من توبة يا اهل الخليج..
لا شك ان مرحلة انطوت من تاريخ اليمن الذي لم يكن يوما بالسعيد..ولن تكون هناك من عودة للرئيس علي عبد الله صالح الامن خلال المبادرة الخليجية كترتيب لا يخلو من بعض ثمالات البروتوكولية التي تتطلب تعديل بسيط على النص يستبدل خروج الرئيس عن طريق التوقيع الاحتفالي المصحوب باطلاقات المدفعية الى التقاعد المبكر لاسباب صحية ونقل اليمن من اليد المحاصرة بالشوارع الضاجة الثائرة الى يد المجهول المبشر بصراعات متطاولة على الكلأ والنفوذ والاسلاب وتراث الغزو القديم المقيم المتطاول حتى يعد لليمن رئيس جديد..
ولكن وفي خضم كل ذلك الدخان.. يبقى هناك عنصر في هذه المسرحية قد لا يكون المخرج ولا المنتج يملكون الكلمة الفصل فيه..وهو ما قد يكون خارج حسابات الحقل والبيدر والرقم العصي على النص المنظم للزمان والعقدة والحل والمكان..الا وهو الجمهور الذي من المبكر جدا التبشير بقبوله دور الخاسر الاكبر في هذا الزعيق العقيم وكل تلك المعادلات العجولة..ذلك الجمهورالذي يمثله الشباب اليمني الثائر الذي يبدو انه تعلم الكثير عن الالم الباهظ الذي يتوجب عليه ان يدفعه ثمنا لاسرافه في الاعتماد على احزاب المعارضة والافراط في شخصنة الصراع ودفنه في قمقم عبارات الرحيل وتراجع عبارات الحرية والدعوة الى الدولة المدنية امام صور الزعماء..ذلك الجمهور الذي ما زال يمسك بقوائم الطاولة وما زال يمتلك القدرة على قلبها على الفرقاء مطالبا باجابات على اسئلته الصعبة عن الذي يخبئ لارض اليمن من امور وعن الذي يحاك لشعبها الذي لا يخلو من الرجال الرجال..ومن الذي اعطاهم هذا الحق..وعلى السؤال الاهم عن لمصلحة من التعتيم على من اغتال الرئيس؟؟



#جمال_الهنداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثاني اثنين في جدة..
- ملاحظات خجولة امام اعتاب قانون الجواري العظيم..
- اشتراطات مسبقة..قبل الشروط المسبقة..
- الحوار في البحرين..دعوة على هدير محركات الفورمولا واحد..
- التوسع السعودي..مشروع قيادة ام استمرار التمترس خلف الآخر..
- المرأة السعودية والسيارة..جدلية السلاح الابيض والضرب بالعقال ...
- لا تهنوا ولا تحزنوا..فشرعية الثورة هي الاعلى..
- صبر..وقات ممضوغ..وحرب اهلية..
- الدين لله..والقانون فوق الجميع..
- قمة الدول العربية الديمقراطية..في بغداد..
- خطاب الرئيس اوباما..نهاية الرهان الرسمي على الغرب ..
- المبادرة الخليجية..فشل جديد..
- هواء كلينتون الضائع..في شبك الاسد..
- دماء كراتشي..تسفك في اسلام آباد..
- توافق عربي..ام تخوف من الانتخاب؟؟
- العراق والكويت..مرة اخرى!!
- سياسات مفتوحة النهايات..
- الفتنة لم تعد نائمة..فلنفقأ عينيها..
- سقوط ثقافة الحزام الناسف..في عصر الشعوب الحية..
- يا ايها الطائفيون..لا نعبد ما تعبدون..


المزيد.....




- فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN ...
- فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا ...
- لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو ...
- المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و ...
- الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية ...
- أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر ...
- -هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت ...
- رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا ...
- يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن 
- نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف ...


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - جمال الهنداوي - بصمة بالدم على مبادرة نصف محترقة..