أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - علي العمر - بين صبحي حديدي ودانييل بايبس !















المزيد.....

بين صبحي حديدي ودانييل بايبس !


علي العمر

الحوار المتمدن-العدد: 1011 - 2004 / 11 / 8 - 05:40
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


دانييل بايبس باحث ومفكر أميركي ينتمي إلى تيار المحافظين الجدد أو إلى أولئك الذين تتلمذوا وتأثروا بأفكار ونظريات عالم السياسة الألماني اليهودي ليو شتراوس .
لبايبس دراسات وبحوث عن الشرق الأوسط والبلاد العربية ، وهو يقود مركزاً للدراسات الشرق أوسطية ينشر تقارير دورية عن الأوضاع السياسية والإجتماعية والدينية والتطورات اللاحقة بها في منطقة الشرق الأوسط وفي المحيط الإسلامي كذلك.
كما أن بايبس حاضر أيضاً في الصحافة وفي ميدان المقالة اليومية ، فهو يكتب بشكل دوري في كبريات الصحف الأميركية ، وتدور موضوعات مقالاته في غالبها حول شؤون الشرق الأوسط والعالم الإسلامي والإرهاب(وهل يمكن الحديث عن العالم الإسلامي دون تذكر مفردة الإرهاب وتبعاتها ؟) .كتابات بايبس لاتعجب بعض المحليين والمثقفين العرب (وماأقل المتابعين لمقالات وآراء الآخر في هذا المضمار) فهم يتهمون الرجل بالمبالغة والتحريض والإستهتار بالمسلمين والعرب ، فضلاً عن التهمة الإسلاموية الجاهزة "الإنحياز التام لإسرائيل" .
في آخر مقالة له ، تحدث بايبس عن قصة طريفة كان بطلها أحد المسلمين الأميركيين ، وتقول القصة كما نقلها بايبس ، إن احد المسلمين الباكستانيين إستغل "جو الكراهية واعمال الكره والعنصرية ضد العرب والمسلمين، ومايحدث من حوادث متفرقة هنا وهناك" في تحصيل أكثر من 160 ألف دولار من دائرة التأمين وذلك ...بحرق محله !.
لقد خلق الرجل الجو الملائم لعمليته هذه ، بعد ملاحظته كساد تجارته وجمود بضاعته بالإدعاء أنه بدأ يتلقى تهديدات عنصرية من بعض الأميركيين تدور فحواها حول دينه وهويته الدينية. وسجل عند البوليس ،وبشكل دوري كل مايجري له ، وبعد أن تأكد من أن البوليس قد بلع هذه القصة المفبركة ، أقدم في ليلة ليلاء على حرق محله للمطالبة بمبلغ التأمين . وأبلغ الرجل بعد ذلك ، زيادة في التمويه ودولنة لمظلوميته ، المجلس الإسلامي الأميركي بالواقعة ( المجلس ، الذي كان من أبرز قادته ومديري شؤونه السيد عبد الرحمن العمودي : الذي حكمت عليه محكمة أميركية ب22 سنة سجن لمشاركته في تدبير عملية إرهابية لإغتيال ولي عهد السعودية الأمير عبدالله ) ، وما أن سمع المجلس الإسلامي بذلك حتى بدأ في الصراخ شاكياً من "الحملة المسعورة التي تهدف المسلمين والنزعة العنصرية المتصاعدة في أميركا ضد الإسلام والمسلمين" ، والمهم أن البوليس توصل بعد برهة قصيرة للفاعل الحقيقي وكشف كل ملابسات مؤامرة الحرق هذه والدافع من ورائها ، كما القى القبض على النصاب المسلم وأودع السجن لينال عقاب نصبه وكذبه وخيانته للأمانة 22 سنة سجن!.
طالب بايبس في نهاية سرده لهذه القصة الأجهزة والدوائرالأميركية بالتحقق جيداً من مثيل هذه الحوادث قبل البدء في "الإعتذارالمجاني والإنخراط في عملية مراضاة المسلمين وجمعياتهم" . ويتبادر سؤال هنا ، ماالذي فعله بايبس في ماكتب ونقل لإتهامه بمعادة العرب والمسلمين ومحاباة إسرائيل ، وأين العنصرية في نقله لقصة حقيقية حقق فيها البوليس الأميركي وقيدتها محكمة اميركية وتحدثت عنها صحف محلية أميركية ؟.
وهل يكفي المرء أن يكون مسلماً والآخر أن يكون غير مسلم أن نلقي عليه تهم المعاداة والصليبية جزافاً؟.

في عدد القدس العربي ليوم الجمعة 5/11/2004 كتب المعلق السوري اليساري صبحي حديدي مقالة عن الإنتخابات الأميركية بعنوان(صوّتت وكأنها تبارك أبناءها برابرة سجن أبو غريب ... الديمقراطية الأمريكية: مأزق قوّة كونية تتكلّم كالأساقفة) أتتقد فيها الولايات المتحدة والشعب الأميركي ( الذي تعرض لهجوم كاسح في 11 سبتمبر وتلقى قبل عدة أيام تهديدات إرهابية جدية من الزعيم الإرهابي العالمي أسامة بن لادن بتدمير أميركا وقتل أبنائها ) لأنه أختار جورج بوش ، ويتحجج حديدي بأن بوش وإدارته إرتكبوا مجزرة أبوغريب ( بحق ....فدائيي صدام ومجرمي البعث!!) لذلك ما كان يجب ان يصوت الأميركيون لبوش ، وعندما فعلوا فكأنهم " باركوا أبنائهم برابرة سجن أبوغريب" ، ويقفز حديدي كعادته بوجه أميركا و"ديمقراطيتها الكذوبة" كما يراها ويردد ويعيد "عمايل" أميركا في طول وعرض الدنيا ، لكن الجديد في خطابه ( وهو الكاتب اليساري الثوري ) توزيعه التهم التعميمية على الشعب الأميركي وإتهامه الأميركيين بالبربرية وأخيراً ( وهذا هو الجديد والخطير في الأمر) إستخدامه خطاباً إصولياً دينياً ، ذكرنا بخطاب جماعات التكفير والظلام ( تلك التي كان حديدي قبل مدة من أشد محاربيها) وحديثه عن الحملات الصليبية التي يلوكها الإصوليين والطائفييون من المثقفين العرب والمسلمين عند تبريرهم للأعمال الإرهابية التي تقع هنا وهناك وتقتل الأبرياء ( كما في العراق وأفغانستان ومدريد وغيرها) يقول حديدي بالحرف عن الديمقراطية الأميركية التي أختارت جورج بوش "هذه ديمقراطية صوّتت مرّة ثانية للرجل الذي شنّ حرباً علي أسس كاذبة، ويواصل احتلال وغزو العراق للأسباب الكاذبة ذاتها. وهذه ديمقراطية ليس من المستبعد أن تكون صوّتت وقد تناست تماماً بربرية أبنائها في سجن أبو غريب العراقي، والأسوأ أن يكون بعض الناخبين قد صوّتوا وهم يعيشون شذوذ التلذّذ الساديّ ذاته الذي حرّك سلوك برابرة أبو غريب ! وهذه ديمقراطية صوّتت وهي تعرف جيداً أنّ المرشح الذي تمنحه أربع سنوات إضافية من حكم أمريكا/القوّة الكونية الأعظم (والعالم بأسره، في نهاية المطاف)، سوف يواصل حملاته الصليبية هنا وهناك، محاطاً بالبوارج وحاملات الطائرات وجيوش المحافظين المتشدّدين والرجعيين المتدينين والمكارثيين الجدد والقدماء".

ترى هل تحول حديدي إلى مٌنظر جديد لفكرة الجهاد ومقاومة "الحملة الصليبية التي تهدف العالم الإسلامي" ، كرئيس تحرير الجريدة التي يعمل فيها ،السيد عبدالباري عطوان ؟.
أم إنه ، وفي رده على خطاب بايبس وبرنارد لويس وفؤاد عجمي ومأمون فندي وكنعان مكية وشاكر الناباسي وغيرهم من المفكرين الذين يحاربون الفكر الإرهابي الإسلامي بالكلمة والنصح ، بدأ يأخذ خطاً إصولياً/دينياً وقومجياً جديداً نكاية بهؤلاء ، وينسى بالتالي يساريته وتقدميته ونضاله في حزب العمل الشيوعي ( حزب السيد رياض الترك) ؟ .
سيان بين مايطرحه دانييل بايبس في مقالاته من حقائق مجردة وماطرحه السيد حديدي من إتهامات تعميمية وتكفير وتحقير بالجملة وزعه على الشعب الأميركي ، فهذا هو الخطاب البائس اليائس الذي (من حيث يدري أو لايدري) يقدم التبرير "الموضوعي" للجماعات الإرهابية لما تقوم به من إرهاب ودمار رداً على "الحرب الصليبية" ، وهو عين الخطاب الذي يدفع الدهماء في الشوارع العربية ( وما أكثرهم) لخطف وقتل وحرق جثث المدنيين الأميركيين والأوربيين ، ومؤخراً ، المسيحيين الشرقين كذلك ، تحت يافطة الإصوليين الإرهابيين " الجهاد ومقاومة الحرب الصليبية الغربية ضد الإسلام والمسلمين " ، فهل فعلها حديدي وأنظم لهؤلاء أخيراً ، نكاية ، وربما عجزاً ، بمن أنتقدهم طويلاً ؟ .


علي العمر
برلين



#علي_العمر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الخارجية الروسية: ألمانيا تحاول كتابة التاريخ لصالح الرايخ ا ...
- مفاجآت روسيا للناتو.. ماذا بعد أوريشنيك؟
- -نحن على خط النهاية- لكن -الاتفاق لم يكتمل-.. هل تتوصل إسرائ ...
- روسيا وأوكرانيا: فاينانشيال تايمز.. روسيا تجند يمنيين للقتال ...
- 17 مفقودا في غرق مركب سياحي قبالة سواحل مرسى علم شمالي مصر
- الاختصارات في الرسائل النصية تثير الشك في صدقها.. فما السبب؟ ...
- إنقاذ 28 فردا والبحث عن 17 مفقودا بعد غرق مركب سياحي مصري
- الإمارات تعتقل 3 متهمين باغتيال كوغان
- خامنئي: واشنطن تسعى للسيطرة على المنطقة
- القاهرة.. معارض فنية في أيام موسكو


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - علي العمر - بين صبحي حديدي ودانييل بايبس !