الرقميون: دعوة إلى اليقظة

حسين يعقوب

الحوار المتمدن-العدد: 3390 - 2011 / 6 / 8 - 16:15
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    

تصف جريدة "فايننشال تايمز" كتاب ستيفن بايكر "الرقميّون" الذي ترجمه "سعيد حسنيّة" ل شركة المطبوعات للتوزيع والنشر: "يشعر معظمنا، على الأقل ببعض الانزعاج من المعطيات التي تتراكم حول حياتنا. إن هذا الانزعاج مبرّر تماماً. يظهر لنا كتاب الرقميون إلى أي مدى وصلت هذه العملية، وإلى أيّ مدى يمكن أن تصل إليه في المستقبل، بالإضافة إلى محدودية قدرتنا على تجنبها".
يتحدث كاتب المقال عن ثورة الاتصالات وتحديدا الإنترنت بحيث صار جمع المعلومات أسهل بكثير من ذي قبل، وصار التحدي الحقيقي هو استغلال هذه المعلومات بما يحقق فائدة. قد يحدث أن تستغل هذه البيانات استغلال غير عادل.
ومع زيادة أهمية الإنترنت يوما بعد يوم وزيادة تطبيقاتها التي طالت شتى مناحي الحياة، أصبحت مصدرا ثريا للمعلومات عن الأفراد. يطلق مؤلف الكتاب على جامعي المعلومات عبر الإنترنت مصطلح "الرقميون".
ماذا سيعرف "الرقميون" عنا بينما يدفعون بنا إلى دوامات مربكة من الأرقام؟ في البداية عليهم أن يعثروا علينا. مهما كنت، وكل منا يمثل العديد من الأشياء، تريد الشركات والحكومات التعرف عليك وتحديد موقعك. يريد "الرقميون" أيضا تبديل سلوكنا.
عندما نتسوق، يريدون منا أن نشتري المزيد. في مكان العمل، يعملون بلا هوادة على تعزيز قدرتنا الإنتاجية. عندما نكون مرضى، فهم يريدوننا أكثر صحة بأقل تكلفة.
يبيّن الكتاب أنه بينما تقوم الشركات الكبيرة بمحاولة تجربة ردود أفعالنا تجاه ما سيقومون بإنتاجه، يمكنهم التنبؤ بسلوكنا ويقومون بالتجارب علينا. يمكنهم محاكاة التغييرات في أحد المحال أو المكاتب ويرون كيف سنتفاعل معها، ويمكنهم محاولة حساب كيفية تعزيز أدائنا رياضيا. كيف يستجيب المتسوقون لعرض خصم 100 دولار على إحدى موديلات الكاميرات الأولى من نوعها؟
يوضح الكتاب أن الشركات تبحث عن ردود الفعل، مثل: إلى أي مدى ستزيد إنتاجيتك في عملك إذا حصلت على دورة تدريبية في جداول البيانات تتكلف 600 دولار؟ كيف يتصرف زملاؤنا إذا استغنت الشركة عن بعضنا، أو أرسلتهم في عمليات في مناطق بعيدة خارج البلاد؟
في هذا الاكتشاف المذهل للفضول الرقمي، ألقى مؤلف الكتاب ستيفن بيكر الضوء على نوع جديد من المحللين الرياضيين المشتركين في تسخير طوفان من البيانات الخاصة التي يقدمها الأفراد عند استخدامهم لبطاقة الائتمان أو التبرع لهدف ما أو تصفحهم الإنترنت، أو حتى إجرائهم مكالمات هاتفية.
وفقًا لما كتبه المؤلف، هذه المقتطفات من المعلومات الشخصية – عادات أو تفضيلات الشراء – يتم انتقاؤها عن طريق المحللين الرياضيين (الرقميون) لتتحول جذريًا، ويقومون بتخصيص التجارب اليومية؛ وسيحدث قريبًا في المتاجر أن ترحب العربات الذكية بالمتسوقين مخاطبة إياهم بأسمائهم.
يمتلك الرقميون خططاً أكثر طموحاً تجاهنا. يمكننا أن ننسى الأرقام بمفردها، لأنهم يريدون أن يحسبوا متاهةً من الأعداد والمعادلات الكبيرة والمعقدة لكل واحد منا.
نظرة مدهشة ولكنها مقلقة على المستقبل القريب، حيث تبقى أفكارنا خاصة بنا، ولكن أجهزة الكمبيوتر ستكشف عن أذواقنا وآرائنا وعاداتنا وتصرفاتنا لأطراف فضوليين، قد لا يهتمون جميعًا بما نهتم به.

#حسين_يعقوب (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات