أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - جواد بشارة - منى أيوب :- الحقيقة : سيرة ذاتية















المزيد.....



منى أيوب :- الحقيقة : سيرة ذاتية


جواد بشارة
كاتب ومحلل سياسي وباحث علمي في مجال الكوسمولوجيا وناقد سينمائي وإعلامي

(Bashara Jawad)


الحوار المتمدن-العدد: 404 - 2003 / 2 / 21 - 02:54
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


عرض د. جواد بشارة باريس

أصدرت السيدة منى أيوب مؤخراً كتاباً بالفرنسية يتحدث عن سيرتها الذاتية وقصة حياتها وزواجها وطلاقها  وطبيعة عيشها في باريس تحت عنوان " الحقيقة : سيرة ذاتية " لأنها كانت تريد أن تقول الحقيقة وتغير الصورة المأخوذة عنها في الأوساط الغربية التي تحتفظ لها بصورة المليارديرة اللعوب التي تقتني أجمل وأفخم وأغلى أزياء الموضات الباريسية وتعيش حياة بذخ  بعيدة عن بيتها وأطفالها لأنها متمردة خاصة بعد أن تخلت عن حجابها ، لذلك حرصت منى أيوب على كتابة هذه السيرة الذاتية لتقدمها لأطفالها لكي يعرفوا الحقيقة كما تدعي،وتقول انها تحبهم أكثر من أي شيء في العالم ، أكثر من حريتها التي حصلت عليها بمشقة ومخاطرة وأكثر من ثروتها التي لا تساوي حبها لهم والتي كما تقول لم تتمكن من أن تنسيها  المعاناة والإهانات التي تجرعتها . وهي تعتقد أنها بهذا الكتاب تقدم مغامرة حياتها الاستثنائية حيث يخنق الحب بالممنوعات والمحرمات التي تفرضها على حد قولها أصولية اجتماعية متأخرة غاصت فيها سنوات طويلة .
تحدثت منى أيوب عن طفولتها  وشبابها في لبنان بلدها الأصلي  الذي حملت جنسيته وعن وفاة والدتها بعمر الرابعة والخمسين بمرض القلب الذي تعاني منه هي أيضاً وبعدها عن أطفالها وحرمانها من ممارسة أمومتها  وهي لا تدري إلي متى ستعيش لذلك بادرت لتأليف هذا الكتاب من أجل أولادها .
تعرضت منى أيوب على حد ادعائها إلي حملات صحفية تشويهية نعتتها بالغانية التي تزوجت من أجل المال وهي مسلمة مستهترة ولديها عشاق يهود وان هذه الحملة منظمة وممولة من العربية السعودية من قبل زوجها السعودي الذي طلقها . تندر  من أب مسيحي كاثوليكي وأم من  الإغريق اللأرثوذوكس . ولدت في الكويت حيث كان يعمل والدها ثم انتقلت الى بيروت لتتعلم في مدارسها خاصة في  اعدادية الجزويت للبنات اعتنقت الاسلام عبر زواجها من رجل مسلم سعودي الجنسية تتحدث الفرنسية بطلاقة وتعلمت الانجليزية في الولايات المتحدة الامريكية تسافر كثيراً عبر العالم وتمارس التجارة والاستثمارات المالية وتعترف في كثير من المقابلات التي أجريت معها بمناسبة صدور كتابها بأنها تشعر أنها فرنسية أكثر مما هي لبنانية . حيث عاشت جدتها في مرسيليا واحتضنتها فرنسا عام 1975  عندما انفجرت الحرب الأهلية في لبنان . تقول في مذكراتها أنها أول من استخدم المايو البكيني في لبنان وحضورها حفلة  وهي تلبس جلابية شفافة تظهر مفاتنها كشفافية الفستان الذي كانت تلبسه في مهرجان كان السينمائي الأخير في أيار 2000 لأنها تحب دائما الخروج عارية تحت فساتين السهرة الشفافة التي تلبسها . ومن هذه التجارب أدركت مدى سلطة المرأة على الرجل ولولا هذه السلطة لبقيت المرأة سجينة وخاضعة فالجنس اللطيف هو الجنس القوي وجسد المرأة سلاح حاد وقاطع .
وفي مقابلة معها في مجلة فيغارو مغازين تحدث عن لقائها مع زوجها حيث كانت تعمل نادلة مطعم لبناني في منطقة باسي الباريسية حين لمحها رجل الأعمال السعودي ووقع في حبها بجنون بالرغم من تحذيرات والدتها لها . وهي تعترف ان زوجها  السعودي لم يخرج لها من تحت خيمة بل كان متعلماً يحمل شهادة مهندس بدرجة دكتوراة واعتقدت أنه منفتح ومتطور وقد أحبته واحترمته لكنها لم تدرك مدى قوة وجبروت الأخلاق والسلوك الوهابي الذي وصفته بأنه عبارة عن تقاليد بالية ومتأخرة تجعل من الرجال حاقدين وغيارى  وخائنين لزوجاتهم .
تدعي أنها عاشت في وضع ضبابي مغلق وعزلة تامة . إلا أنها قبلت  المال ورفضت هذه النزعة السلوكية وتقول : "أحب المال لكني أكره تصرف وسلوك الأغنياء" . حقق زوجها ثروة كبيرو بعد زواجهما لكن هذه الثروة تدمر الذكاء وتمنح فوقية وهمية لمن يمتلكها . فالثروات الكبيرة تزيف النوايا وتخدع . وبدلاً من استخدام هذه الثروة من أجل حياة ممتعة تحولت حياتها بسبب هذا الثروة الى  محنة شديدة وقاسية .
طلبت منها المجلة التي قابلتها أن تقدم مثالاً عن هذه السلوكية المتأخرة فأجابت : " لم تكن المسألة مسألة مال فقط بل هي مسألة ذهنية معينة وعقلية معينة . كان عمري 22 عاماً وكنت حامل للمرة الثانية وقد عدت لتوي من باريس بعد أن قمت بفحوصات طبية وإيكوغرافية . وفي الرياض في احدى السهرات قلت لطبيب سعودي انني أنتظر ولادة بنت فأهانني زوجي أمام الجميع وقال لي انه لايعلم بجنس المولود غير الله كما جاء في القرآن. التكنولوجيا الطبية كانت تبهرني ومع ذلك يصفونني بأنني إمرأة ضائعة .
وعن سؤال هل راودتها فكرة خيانة زوجها أجابت قائلة : " أين هي المرأة في عمر الثلاثين  التي لم تراودها فكرة الاتصال برجل آخر  شاب وجميل ؟ خاصة إذا كان الزوج غائب وعصبي وسريع الغضب ويملك سلطة شراء نساء أخريات ولايسمح بأي زلل عند زوجته ؟ برأيي ان كل رجل يخون زوجته دون أن يفكر بأنه يمكن أن تخونه ايضاً ماهو إلا   غبي كبير وأحمق . لذا أعترف بأنني شغفت بشاب أمريكي يعمل في مجال السينما ويسكن في مونت كارلو حيث غالباً ما يرسو يخت زوجي . كنت أهرب خلسة وأصعد 1200 عتبة سلم لتأمل مسكن هذا الأمريكي كنت غيورة جداً إلى حد الجنون لكنني لم أكن أريد أن أخطيء أو أرتكب خطيئة . كنت أخاف من عواطفي وكنت خائفة جسدياً فإحدى صديقاتي وهي أميرة سعودية رجمت بتهمة الزنى والخيانة . كنت بمثابة مدام بوفاري شرقية ولم التق بهذا الرجل الذي أحببته إلا بعد طلاقي وقد غير حياتي وحولني  كلياً بعد سنوات الجمود ، كانت خيبتي كزوجة هي عيشتي وحياتي في الرياض .
وكان لهذه الحياة ثمن نفسي  فقد كانت تتناول مهدئات وعقارات طبية مثل حبوب البروزاك طيلة سنوات : " كنت أتمنى كل يوم أن أعيش بدون هذه الأدوية والمهدئات النفسية لكن إذا توقفت عن تناولها أسقط في المراحل السوداء حيث يكون غياب أولادي عني أكثر قساوة علي .
وفي شهر آذار / مارس  سنة 1996 حصلت على الطلاق  التام . سألتها المجلة عما إذا كانت تفكر بذلك الشاب ؟أجابت : " نعم كان زوجي يشعر بأنني مسكونة بمثل هذه القوة الغريبة اذ كنت  أكره المجتمع الذي عشت وسطه والذي لايريد التغيير وقد حاولت الانتحار وقد لمس زوجي انني تكلست وهو يعرف تماماً انه لم يكن الزوج المثالي الكامل . فسمح لي بأن أغادر مع بعض الثروة التي دخلت فيها عالم الأعمال والتجارة والاستثمارات المالية .
ثم واصلت اعترافها قائلة : أنا شغوفة إلى حد  الحقد إذا اقتضى الأمر ذلك . بعد طلاقي عرفت العشق مرة أو مرتين لكنني كنت خائفة . عندما يكون الرجل الذي أحبه غائباً أشعر بالغيرة القاتلة والأرق وعدم القدرة على النوم كنت أعرف أنني ممزقة ومحترقة وعندما غادرت زوجي قلت له أريد الطلاق ليس لكي أتحرر منه بل لكي يتحرر مني .

لدى ابنتي ذات السبعة عشر ربيعاً خصال والدها المحافظة وتمرد والدتها وأقول لها اصغي إلى قلبك تسلحي بالثقافة الغربية . اعلمي اني احبك أكثر من أي شيء، وإياك أن تتزوجي رجلاً سعودياً .
في كتابها " الحقيقة " كرست صفحات طويلة تربو على 150 صفحة تروي فيها قصة زواجها بالتفصيل والتي بدأت ذات مساء باريسي في مطعم بيروت اللبناني : " كانت البداية في بيروت المطعم اللبناني الشهير حيث كنا نحتفل بعيد ميلاد منى ( الأخرى ) العاملة معي في المطعم . حيث تأخر زوجي المستقبلي ... كان أحد المعتادين على ارتياد مطعم بيروت لكنه في تلك الليلة بقي لكي يشاطرنا حفلنا لقد رآني أرقص في تلك الليلة وأنا عندما أرقص أندمج كثيراً وبطاقة هائلة وقوة تنطلق مني ان هذا الشغف بالرقص يكشف عني شخصيتي .
منذ تلك اللحظة تعلق بي وعاد لرؤيتي مرات عديدة وكتب لي رسائل وأرسل لي الأزهار والورود . كان اسمه أمير تريك كان سعودياً يكبرني بعشرين سنة . ذو شارب كثيف ونظارات سميكة وشعر مجعد بالغ السواد ذو مظهر أنيق في بدلته الكلاسيكية وربطة عنقه الملونة.
كان غالباً مايتردد على المطعم للعشاء برفقة احدى الشقراوات الجميلات او برفقة زوجين من اصدقائه وهما لبنانيين مهاجرين إلى السعودية : وهما رفيق الحريري وزوجته . بسن الثلاثين ذات مساء دعاني أمير إلى مكان لم أعد أتذكره لكنني رفضت لاني أنتهي من عملي في الساعة الثانية صباحاً وعلي أن أستيقظ في السادسة صباحاً لأذهب إلى جامعة تولبياك  في الساعة السابعة صباحاً، ولا أستطيع أن اسهر أو أخرج إلا في عطلة نهاية الاسبوع . انتظر أمير إلى يوم الأحد التالي لنذهب للعشاء في فندق انتيركنتينانتل .
تحدث معي بشغف وحماس قائلآً  لي ان فتاة مثلي لايجب أن تعمل في مطعم وانه سيهتم بي ثم أخرج ورقة نقدية من فئة 500 فرنك فرنسي من جيبه وطلب مني الذهاب للحلاق لتسريح وقص شعري الذي كان طويلاً ومهملاً وغير معتنى به . كان مظهري  الفيزيائي يعطيه انطباعاً بأني فتاة لطيفة ورقيقة ولم يكن يعرف طبعي  الصعب  حيث كنت سريعة الانفعال والغضب عندما يجري استفزازي او اثارة اعصابي ونرفزتي أثور بسرعة واتصرف بسرعة وبلا تفكير او تروي خاصة عندما يساء التصرف معي
واشعر بأن الطرف الأخر لايحترمني وبما أنني عشت في بلد عربي تحتقر فيه النساء ، فقد كنت شديدة الحساسية تجاه هذه النقطة . ورغم اني بالفعل كنت لا أملك المال  للذهاب إلى الحلاق فإن رؤيته وهو يخرج مبلغ الخمسمائة فرنك من جيبه اغرقني في موجة غضب عارمة وجنونية . ارتفع ضغطي وقلت لنفس هاهو رجل آخر يريد اهانتي  ، فصفعته وسط المطعم أمام الجميع ورميت في وجهه الورقة النقدية وغادرت المكان وأنا أردد هذه الكلمات التي تجسد موقفي النهائي منه :
- لاتقترب مني أبداً بعد الآن فأنا أذهب إلى الحلاق عندما أقرر أنا متى أذهب  . وابتداءاً من هذا المشهد  الذي لاينسى لم يفارقني أمير . كان يتبعني في مفترقات الطريق المحاذية لشارع بيير شارون ذهاباً واياباً أسفل  البناية وامام اصراره كنت خائفة من العودة لغرفتي قررت الذهاب والنوم عند بياتريس في شارع فيرنوي  وهي صديقة من لبنان لكنني وجدته واقفا أمام مسكنها بل وقد استجوبه البوليس الذي شك في أمره فقد اتصلت احدى الجارات ببوليس الحي واخبرته بوجود رجل ذو ملامح مشبوهة يدور في باحة البناية التي تسكنها صديقتي .
وفي ذات ليلة وقف ليلة بكاملها تحت نافذتي وهو يناديني :
- منى ، منى ، منى ...نزلت لكي أقنعه بالسكوت وفي باحة البناية الصغيرة اعلن حبه لي في أجمل إعلان غرامي يمكن أن تسمعه إمرأة .
- غطى شعري بأوراق شعر أعدها بنفسه وجثا أمامي على ركبتيه ناطقاً بكلمات جميلة ورائعة مست أعماقي . قال لي انني ملكة أحلامه وأنه لايتصور حياته بدوني وانه يريد أن يحميني ويحبني ويمنحني فرح الحياة . الشرقيون يستطيعون قول مثل هذه الاشياء دون أن يبدون حمقى أو مدعاة للسخرية .
كنت منذهلة فلم يسبق لأحد أن كلمني بمثل هذا الكلام الحنون ومن ثم طلب مني أن أفكر، كان يريد الذهاب إلى الولايات المتحدة لمدة شهر ويأمل بجواب مني عند عودته .
كان ذلك في 19 شباط عام 1976 وبعد ستة أيام من ذلك التاريخ كنت سأحتفل بعيد ميلادي  التاسع عشر وفي المساء وكالعادة ذهبت إلى مطعم بيروت في باسي للعمل وكان جميع زملائي وزميلاتي ينتظروني بالكافيار  وطاولة فيها مالذ وطاب. قال لي صاحب المطعم ان  شخص ما دعاني للعشاء مع اصدقائي لكنه وللأسف غير موجود لكنه أعطانا تعليماته وترك لك رسالة .
قرأت الرسالة وانفجرت باكية . كانت مؤثرة جداً قال أمير في رسالته بأنه يفكر بي وبشعري وببشرتي ويتطلع لعودته لي  بنفاذ صبر .. إذا كنت موافقة وكان جوابي إيجابياً فإنه يطلب مني الذهاب لملاقاته في لندن : فهو لايريد المجيء إلى باريس  خوفاً من تلقي رد سلبي ويتعرض لفشل ذريع ، وحدد لي تاريخاً هو 14 آذار /مارس
 و عنوان  وبطاقة سفر بالطائرة.
ماذا علي أن افعل ؟ هل سأطلب نصيحة شقيقاتي ؟ سوف يثنيني بلا شك عن الذهاب ويحثونني للرفض . فلا يمكنهم رؤيتي أصنع حياتي أنا المسيحية المتمردة مع سعودي . ومع ذلك اتصلت بشقيقتي سونيا التي كانت موجودة في الكويت لكنني لم أتجرأ على كشف الحقيقة كاملة كذبت عليها عندما قلت لها انني التقيت بمغربي لكن ذلك لم يسعفني يشيء : فهي لاتريد أن تسمع شيئاً عن رجل مسلم يمكن ان يرتبط بي . وقالت لي:
- لاتضعي نفسك في مثل هذه الورطة فأنت الوحيدة من بيننا جميعاً البعيدة كل البعد عن التقاليد العربية .. انسي الشرقيين فسوف يجعلوك تعيسة . وكما أعرفك  مبدعة وحساسة ومجنونة قليلاً لذا  فهذا ليس عالمك فسوف لن تجدي سوى المآسي والحزن.
فهي تعرف انني لايمكن ان اكون الزوجة المثالية لرجل مسلم لكنني تجاهلتها .. اتصلت بأختي الثانية سامية التي كانت موجودة في لبنان  وقدمت لها نفس الرواية الكاذبة أي انني التقيت برجل مغربي ويريد ان نتزوج باسرع وقت ممكن وبدت هي الأخري معارضة بشدة لهذه الفكرة .
ضربت بعرض الحائط بكل نصائح شقيقاتي والمقربين مني وأخذت الطائرة بعد ثلاثة اسابيع وذهبت إلى لندن واعلنت خطبتي من أمير . فتاة مثلي ليس لها أحد في حياتها  تعيش وحيدة في هذه المدينة الشاسعة والمجهولة المسماة باريس ، لايمكنها أن تقاوم كثيراً رجلاً بهذا العشق . شاركته حياته الاجتماعية النشطة لأيام عديدة قدمني فخوراً لأصدقائه السعوديين وبما انني  لا امتلك ما ألبسه أخذني إلى محل سان لورن في لندن ليشتري لي  فستان مع شال رائع احتفظت به كان أمير اكبر مني عمراً ولايشاطرني  ثقافتي وذوقي ولكن كانت عنده حساسية وجذابية . فأخذت المخاطرة وقبلت الخطبة شرط عدم التطرق  لموضوع الزواج او التفكير به قبل عامين .
ماالسبب الذي جعلني ارتبط برجل يختلف عني واكبر مني سناً بكثير ؟ ربما بسبب والدي لم أكن اريد الزواج برجل شاب  وجميل جداً يمكن ان يجعلني أعاني كثيراً .
بالتأكيد كان أمير جميلاً على طريقته الخاصة لكنه لم يكن مثل براد بيت وكان يزيدني بعشرين عاماً . أعتقدت أن ذلك سيمنحني امتيازاً واعتقدت انني سأعثر على الأمن والطمأنينة معه وكنت واثقة بأننا سنتوصل معاً إلى بعض التواصل . لم أكن مثله مهندسة ولم يكن عندي وضع ثابت ومستقر مثله لكنه لم يمكن يمتلك ما لدي من صفات ومزايا لم تكن لديه ما املكه من جاذبية وهيبة. كان حزيناً و كان أخرق وعديم المهارة ولايعرف نسج علاقات او يعرف كيف يرتبط بالآخرين  . كنت متيقنة وعلى قناعة بأن اختلافاتنا ستكون مكملة لبعضها البعض ويمكننا ايجاد هارمونية في حياتنا الزوجية . لأنني كنت اعتقد بعلاقتنا وبزواجنا وكنت أجهل المشاكل التي سيخلقها بيننا عالم الاسلام الشديد والقاسي .
في ذلك الوقت لم يكن أمير يمتلك الثروة الطائلة التي راكمها فيما بعد . كان يملك ما يكفي لإستئجار سيارة ويقيم في فندق أثناء مروره بباريس وكان صعود نجمه المهني قد بدأ للتو . وكان يعمل في مجال البناء والمقاولات مثل أبي  لكنه كان مهندساً وبدأ يكتسب سمعة وشهرة طيبة في العربية السعودية .
وفي الرياض كان قد استقبل عام 1967 ابن احد الفلاحين اللبنانيين . شاب ذو اسنان طويلة وشارب متدليا في جميع الاتجاهات  اسمه رفيق الحريري  كان محاسباً في شركة لبيع المواد الغذائية في مدينة صيدا مسقط رأسه قبل ان يدخل في المغامرة السعودية برعاية وكفالة  أمير . وتدرج رفيق الحريري من محاسب في الرياض إلى صاحب أعمال كثيرة  والصديق المقرب لزوجي المستقبلي . وكانت حماية وكفالة مواطن سعودي أصيل ضرورية له  لأنه لايحق لأجنبي أن يمارس نشاطات تجارية في العربية السعودية إلا بالاشتراك مع مواطنين سعوديين .
عندما التقيت  بأمير كان يقيم في باريس مع صديقه الذي لايفارقه . ولمشروعهما الكبير الأول في مجال البناء . ذهب الاثنان ليقدما لأمير سعودي نموذج تصميم غرفة لفندق قيد التنفيذ والبناء .
وبمناسبة المؤتمر الاسلامي في الطائف على بعد مائة كلم من مكة كان الملك خالد يرغب في تشييد مجمع من الفنادق بـ 400 غرفة  وبسرعة . كل  الشركات العالمية التي طلبت لتنفيذ المشروع أعلنت عجزها لم تستطع أي منها إكمال المشروع في أقل من 3 سنوات .
أمير ورفيق قررا قبول التحدي .  اتجها  إلى شركة فرنسية تعاني من صعوبات مالية لكنها تمتلك البنى التحتية والبشرية الكفيلة بتنفيذ مثل هذا المشروع في تسعة أشهر فقط . وبدأت في الجبال السعودية ورشة عمل مذهلة : نقلت المواد الأولية والباطون المسلح " الإسمنت "  بالطائرات أو الهليكوبترات وانصاع  العاملون في فريق العمل ، عمال ومهندسون لقاعدة 3 – 8  وسبعة ايام على سبعة . وانبثقت الأبنية من الأرض نحو السماء في الأوقات المحددة . لم يصدق الملك عينيه مما رأى عندما رأى أن هذين الأثنين ، رفيق وأمير  نجحا أعلن قائلاً هذا ليس فندق انه مسرة .. وهو تعبير يعني بالعربية انفجار للفرح وهكذا سمي الفندق بفندق المسرة .
كان ذلك بالنسبة لأمير بداية المجد . وانطلاقاً من هذه التجربة القوية الأولى حاز بصورة تهائية  على ثقة الملك خالد وثقة شقيقه ولي العهد الأمير فهد  الذي ارتقى العرش السعودي سنة 1982. ومنذ ذلك الوقت ولمدة خمسة عشر عاماً أصبح أمير مهندس القصر الملكي والصديق المقرب للملك ومستشاره . وأدار مع رفيق حوالي 300 برنامج للبناء : فنادق ، ومساجد ، ومستشفيات ، ومكتبات ، وقصور ، وصالات للمؤتمرات  لحساب الحكومة السعودية .
بعد لقائي بأمير بقليل  جاءت شقيقتي سونيا التي بدأت تواجه بعض المشاكل مع زوجها لتقيم معي في باريس فساعدها خطيبي في ايجاد عمل  كسكرتيرة وساهم معاشها الشهري في تحسين وضعي المادي إذ كنت لازلت طالبة بدون دخل مادي ثابت . وبعد ذلك بوقت قليل التحقت بنا أختي الكبيرة سامية لتتابع دورة تأهيلية مهنية في التجميل سكنا نحن الثلاثة في شارع سان بيرس . كانت سونيا تعمل  وسامية تتدرب  وأنا أتابع دروسي في الجامعة .
تحسنت أحوالنا المادية بمساعدة أمير كانت شقتنا في سان بيرس تبدو لي كالجنة بالمقارنة مع غرفة الخدم التي كنت أسكنها قبل ذلك . لكن عندما جاء أمير لزيارتي مع رفيق في طابقنا الثالث بدون مصعد كهربائي أصابه الهلع . لم يكن ليقبل برؤيتي أعيش في الستوديو الصغير فأسكننا في بيت واسع في شارع لان .
كانت سنتا الخطوبة من أجمل  سنوات حياتي . كنت مع شقيقاتي نستقبل اصدقاء لي من لبنان يأتون لزيارتنا كانت سعادة غامرة . نجحت سونيا في إخراج ابنها الصغير من الكويت ووضعته في المدرسة الأمريكية في سان كلود وشهدنا مايشبه الحياة العائلية مع طفل وأخت كبيرة تعمل وأخرى تتبع تأهيلها المهني وأنا اواصل دراستي نلتقي في المساء ونعد العشاء في مناخ مفرح وسعيد .
أتاح لنا أمير أن نعيش حياة عائلية طبيعية . كان عنده ذلك الجانب الكريم والعطوف وفي الواقع انه الرجل الوحيد الذي أحببته حقاً في حياتي . واليوم انني واثقة من عدم قدرتي على الارتباط بأحد بهذه الطريقة العنيفة والشغوفة . كان يمثل كل شيء بالنسبة لي وتمسكي به لم يكن مجرد نزوة : كان حقاً رجلاً ممتازاً ومتميزاً رقيقاً ومحترماً ومحبوباً وقريباً للقلب ولاعلاقة له بالمسخ اللامبالي الذي بدا لي فيما بعد . كل شيء تدهور كما يبدو لي عندما راكم ثروة هائلة فالمال يجلب رغد العيش لكنه أحياناً يدمر العلاقات .
أحببت أمير لكني بالكاد كنت أراه . فهو يعمل في العربية السعودية لكنه دائماً على متن طائرة تقله إلى احدى أركان العالم الأربعة وعندما يمر بباريس من حين لآخر كنا نلتقي دون علم شقيقاتي بالطبع .
لقد أحببنا بعضنا حباً نادراً . كان قلقاً  وكان يتصل بي عدة مرات في اليوم يريد أن يعرف متى أخرج من محاضرتي وأي درس آخر سأتابع وإلى أي مقهى سأذهب وبمن التقيت . كان يوقظنا أحياناً في نصف الليل فقط ليتأكد بأني دخلت الى البيت بكل تعقل .
وبهدوء وروية كان يتعين علي أن اطلع والدتي على حقيقة خطبتي عندما جاءت إلى باريس كنا نعيش في هذا البيت الواسع والفاخر . كانت مندهشة ومنذهلة. ماالذي يجب اخبارها به ؟ كيف يمكن أن نفسر لها هذا الأمر الواقع ؟ لم أتجرأ على أن  أخبرها وتكفلت شقيقتي الكبيرة بأن تكشف لها الحقيقة . انهارت والدتي على الأريكة وانفجرت بالبكاء وهي تقول لي :
- ما كان ينبغي أن تفعلي ذلك ياإبنتي . ليس أنت الذي يفعل ذلك .
عرضنا عليها صور خطبتي فلم تمنع نفسها عن التصريح عن مشاعرها قائلة :
- أنت زهرة وهو تراب ... أجبتها :
- ولكن ياوالدتي الورود  بحاجة للتراب لكي تزهر  وتزدهر... كنت اود أن أدخل بعض المزاح لتخفيف حدة الموقف .
- نعم  الزهور بحاجة أيضاً إلى شمس  وإلى ماء وهذه اشياء لايمكنه أن يقدمها لك .
غادرت بسرعة إلى لبنان دون أن تلتقي بخطيبي ولم نخبر أبي بشيء . فهل كان مايزال يشكل جزءاً من العائلة ؟ غادر والدي إلى الكويت لكي يحصل على أتعابه وأثمان مشاريعه التي نفذها هناك .فلم يعد يمثل شيئاً بالنسبة لنا ولم نعد نعتمد عليه بشيء لقد خرج من حياتنا .
ومن أجل حبي لزوجي المستقبلي  أحببت أن أتعلم وأطلع على الدين الإسلامي. وأشعر اني أقرب اليه عند تفهمي لدينه وتطبيقي لمعتقده وكان ذلك بالنسبة لي دليل على اتصال حقيقي بيننا وقلت لنفسي إذا لم أفهم دينه فسوف لن أفهمه . وفي بلدي لبنان فهمت مدى ماتخلقه الخلافات  الدينية والثقافية من مشاكل مأساوية . خاصة انني كنت اريد ان اقدم ثقافة وتربية اسلامية لأولادي لم اعتنق الاسلام فقط من أجل زواجي الديني بل فعلت ذلك عن قناعة ولكي اقترب من الرجل الذي احببته بكل قواي .

تابعت دروساً في مسجد باريس واعترف ان امام المسجد كان متمكناً ولكن للأسف وقع في حبي فصار يلاحقني ويضغط علي ويدعوني لتناول القهوة ليبوح لي بما يكنه لي ويقول لي كم أنا جميلة .
بقيت ودية معه لأني كنت أعرف انني سأحتاج لشهادته في عملية إشهار الإسلام . كنت استمع اليه واخبرته انني مخطوبة لكنه لم ينقطع عن مضايقتني والتنكيد علي بالحاحه وصارت مجاملاته ومغازلاته تثير خوفي فحدثت أمير بالأمر . أخذت دروساً لمدة أربعة أشهر ورغبت بتسريع عملية الإشهار واعتناق الإسلام لكي انتهي من ذلك . وقد سبق لتلاميذ آخرين في صفي أن حصلوا على شهاداتهم وكنت الوحيدة التي بقيت دون الحصول على هذه الشهادة فالامام لم يكن مستعجلاً ان يراني أغادر دروسه ولحسن الحظ وصله أمر من فوق لا أدري من اين فحصلت على تلك الوثيقة الثمينة .
وبعد فترة قليلة حل علينا شهر رمضان . ذهبت للمسجد مع خطيبي كنت مع النساء وكان مع الرجال . كنت ارتدي ملابس محتشمة ، قميص طويل الأكمام وتنورة طويلة وبوتين وشال  أو إيشارب لغطاء الراس وقرآن صغير معلق في رقبتي قدمه لي أمير هدية . كان مظهري يشبه مظهر إمرأة مسلمة لكن اعتقد انني احتفظت بتلك النظرة الساذجة لاتعرف في أي موقع توجد أو أكون قد احتفظت بدواخلي المسيحية . نساء مسلمات بجلاليبهن التقليدية يراقبنني بتفحص واقتربت احداهن مني وقالت لي:
- أنت لست مسلمة ماذا تفعلين في هذا المسجد ؟
-  جئت لأصلي مثلكن
- كلا ان ماهو حول رقبتك لهو الصليب
 الصليب؟ انه القرآن الصغير الذي قدمه أمير هدية لي انتزعته المرأة من رقبتي بقوة ورمته على الأرض في تلك اللحظة اندفعت النسوة كلهن  نحوي ورمينني على الأرض وانهلن علي باللكمات والقبضات والركلات ثم رمينني خارج المسجد كنت مدماة  اشعر بآلام مبرحة في ظهري وكليتي ورجلي ، كنت اعرج في مشيتي في الشارع حافية القدمين لأنهن سرقن جزمتي وكنت أصرخ لكي يأتي أمير لنجدتي وعندما شاهدني بهذه الحالة ذهل فقلت له :
- لن أدخل بعد الآن ابداً إلى مسجد وسواء تزوجتني أم لا  اعلم انني لن أذهب ابداً بعد اليوم للصلاة في مسجد .
وبالفعل لم تطأ قدماي أرض مسجد بعد ذلك حتى تاريخ يناير عام 2000 عندما كنت في مرسيليا لأقدم تبرعاً لطفال مركز ثقافي إسلامي دخلت من جديد الى مسجد . للمرة الأولى بعد خمسة وعشرون عاماً . عندما زرت هذا المكان التربوي  لم أكن أعلم انني سأضطر للمرور عبر  الجزء المخصص للصلاة اعتقدت ان المسؤولين  سيعرضون امامي المركز الثقافي فقط ولكن لم يكن من الممكن الدخول اليه الا عبر المسجد .
كنت اريد تقديم منحة أو إعانة للاطفال المسلمين في مرسيليا لأن مشكلة العالم العربي هو افتقاده للتعليم والتربية . وعلى هذه الأرضية تصطاد الأصولية والتعصب والتطرف ، لذلك قررت تخصيص جزء من ممتلكاتي وارباحي لكي اتيح للأطفال ، وبالأخص الأطفال المسلمين فرص التعلم والمعرفة.
تزوجنا في الأول من شباط / فبراير 1978 . كانت أمي قلقة من فكرة رؤيتي أغادر للرياض وأعيش في بلد إسلامي متعصب ومتشدد .حاولت أن اشرح لها اننا نعيش في قرن يسمح بالزيجات المختلطة بين مختلف الأجناس والأصول والأديان لكنها لم تشأ أن تستمع لي . كانت غاضبة جداً لم تصارحني بذلك لكنها أخبرت شقيقاتي بموقفها .لم تكن تحب زوجي الذي التقته فيما بعد . وادعت ان هنالك شيء ما يزعجها فيه . كان عنده ملامح قاسية يمكن ان تثير الخوف لدىالمقابل . واعتقدت انه حتى في الفترة السعيدة من حياتي معه لم يكن يقم بما يلزم تجاهي ، آه لو كانت تعلم انني قضيت أياماً  بل وسنوات من الوحدة مع أطفالي .
توفيت والدتي بعد عام من زواجي وكانت ماتزال غاضبة مني فقد توفيت اثناء عملية قلب اجريت لها في هيوستن وانا التي شجعتها للقيام بها والعلاج هناك لوجود افضل الأطباء الاختصاصيين . غادرتنا والدتي إلى الأبد في سن  الخامسة والأربعين ولم اتخلص بعد من وقع هذه الصدمة علي ولم أتعافى بعد . مازالت تعيش في داخلي أنظر إلى صورتها في غرفة نومي كل يوم وأفكر فيها كل يوم ولكن من الصعب علي التحدث عنها فهذا أمر قاسي جداً علي .
تمت مراسيم الزواج في لندن حضرت شقيقاتي وابي أيضاً لأني كنت مازلت قاصراً لبضعة اسابيع ( كان سن البلوغ آنذاك 21 عاماً ) وكنت بحاجة إلى موافقته الرسمية.
واذا كانت والدتي قد رفضت المشاركة في حفل زفافي إلا أنها لم تهملني تماماً فقد ذهبت معها في باريس إلى جون لوي شيرير لشراء بدلتي الفاخرة . فلم أختر بدلة عرس كلاسيكية . تم الزواج بحضور الشيخ والشهود ووالدي . كانت الآيات القرآنية التي تليت تتحدث عن موضوع محدد وخاص  يتعلق بالعلاقات الجنسية وواجبات المرأة تجاه الرجل ، ولا علاقة لذلك بكل ما أعرفه من مراسيم زواج تعودت على حضورها حيث يتم من الزوجين الموافقة المتبادلة . بالرغم من اطلاعي على جزء كبير من الكتاب الإسلامي المقدس لكني لم أطلع على تلك الايات الدقيقة التي تدعو الرجل بوضوح لكي يملك المرأة وينصح المرأة لكي تكون تحت تصرف الرجل . لم أفكر في تلك اللحظة بالتمرد او الشكوى لأنني كنت عاشقة لزوجي . كنت مغرمة وسعيدة  لأني كنت أحب أمير ولم أفهم في تلك الأثناء ماذا يعني أن تكون الزوجة مستعدة دائماً وتحت تصرف رجل قلل إلى الحد الأدنى جهوده من أجل إغراء زوجته وإدهاشها من جديد ويمنحها طعماً جديداً للحب .
بعد الزواج غادر أمير مباشرة إلى الرياض ومن جهتي عدت إلى باريس لكي أحزم حقائبي وتوديع عائلتي  وأصدقائي .
حملتني طائرة رفيق الحريري الخاصة والشخصية إلى  العربية السعودية التي وصلت إليها في 25 شباط/فبراير وهو يوم عيد ميلادي ويوم بلوغي سن النضوج . كنت قلقة لأني لا أعرف ماذا ينتظرني كل ما كنت أعرفه اني غادرت باريس المدينة التي حلمت بها في طفولتي كلها وتخليت عن دراستي من أجل الحب .
لم أكن أتصور ولا حتى في أسوء كوابيسي وأكثرها سوداوية  أن العربية السعودية يمكن أن تكون ما سوف أكتشفه قريباً . وأسوء ما كنت اتصوره عنها أنها يمكن أن تكون كالكويت . مجتمع متنوع ومتناقض ومتباين يمكن أن نلتقي فيه بمتعصبين وأصوليين ونساء محجبات ولكن وفي نفس الوقت بمسلمين منفتحين ومتسامحين وبأجانب  وبشباب معاصرين ومتطورين وبفتيات عصريات . اعتقدت بسذاجة ان العربية السعودية بلد ينفتح ولو قليلاً على العالم . وان الحب كما في الأغنيات الساذجة يمكن أن يدوم .


القفص الذهبي

كان أمير ينتظرني في مطار الرياض ، وكنت أنا مرتدية بدلة بيضاء طويلة صعد إلى الطائرة ومد لي الحجاب الأسود الطويل " العباءة السوداء الطويلة " التي تلبسها النساء في المملكة العربية السعودية إجبارياً . وبصبر  علمني زوجي حتى قبل ان تطأ قدمي الأرض السعودية ، كيف أعقد العباءة على رأسي كيف أغطي شعري ووجهي حتى العينين. يمنع على النساء أن يظهرن نظراتهن فاي عين تخترق الحجاب   تعتبر بمثابة استفزاز أو تحرش لأن العيون الجميلة حتى بدون مكياج تعتبر مثيرة جنسياً . قبلت أن أتحجب أنا منى  المتمردة الشقية المعجبة بالكوكو شانيل  أقبل بالحجاب ....
أحسست بشعور مختلط من الزهو  والاضطراب . كنت مزهوة لأني التحقت بالرجل الذي أحبه ومن أجل اسعاده ونيل اعجابه خضعت وانصعت  لتقاليد بلده ، ولكن وفي نفس الوقت كنت أردد في داخلي : " انتبهي أنت تخونين نفسك . كنت فخورة أن أكون المرأة التي كنتها ، المرأة التي أحبت رجلاً بكل كيانها لكن صوت داخلي يهتف في أعماقي انني تخليت عن جزء من ذاتي .
القواعد  والتقاليد  والضغط الاجتماعي كانوا من القوة بمكان يستحيل على أية  زوجة أن تتجاوز أو تحتال علىرفض لبس الحجاب وبقي الأمل يراودني بأنني سوف أتكيف وأتأقلم مع المملكة وأندمج فيها وأن أجد مكاني في مجتمع يتطور نحو العصرنة والحداثة .
لم أكن أحب  الجلابية التقليدية السعودية عند الرجال وأحس بنفور منها وما أن أرى رجلاً سعودياً يلبسها وهو يقترب مني أفقد احترامي له لذلك منعت اولادي من لبس الجلابية التقليدية ولم أتخلص من هذا الموقف السلبي . كان زوجي عندما يرتديها يبدو مضحكاً بل ومثير للسخرية وكنت غالباً ما أرميه بانتقادات لاذعة بهذا الخصوص . وهذا الموضوع يمنع الخوض فيه او انتقاده .
أسكنني زوجي في بيتنا فلم يعجبني ألوانه وأثاثه وديكوره وترتيبه . لاشيء يشبه ماعرفته وتعودت عليه فكل شيء ينم عن ذوق سيء . كل شيء في العربية السعودية مصنوع من البوليستير سواء في البيوت المتواضعة أو في القصور .
كان حبي لأمير دفعني لكي اندفع لتحسين محيطه البيتي وايقاعه اليومي واعطائه نفس جديد وراحة فانشغلت بتغيير كل شيء في البيت تدريجياً وبدأت أول خطواتي كمصممة وخبيرة ديكور منزلي داخلي ولسذاجتي اعتقدت إنني بتغييري للمظاهر سأساهم في تغيير  واقع البلد .
كان علي أن التقي بعائلة زوجي  ودعوتها إلى وليمة غداء كبيرة لكني لم أكن أعرف الطبخ  ولحسن حظي  أن والدتي أهدتني كتاب للطبخ اللبناني وقد فشلت في تحضير طعام لذيذ لضيوفنا . على أية حال كان الضيوف غير مهتمين بي ولا بالطعام الذي أعددته لهم وما أن انتهيت من اعداد كل شيء وجلست معهم نهضوا تاركين كل شيء وبقيت وحدي مع ايشارب على رأسي والدموع في عيني . يمكن للزوج الكشف عن وجهها أمام اشقاء زوجها ووالده وأعمامه شرط أن تغطي شعرها هكذا تقتضي التقليد .كما تنص التقاليد  في السعودية انه عند الانتهاء من تناول الطعام ينهض الرجال وتبقي النساء بعدهم لرفع الصحون والتنظيف . لم أتلق كلمة شكر واحدة على مابذلته من جهد في إعداد العزيمة بقيت متسمرة وحدي فوق الكرسي  وكانت صدمة شديدة لي أحسست ان قواي تخور وتتخلى عني عند ذلك أدركت أن حياتي ستكون صعبة فانفجرت بالبكاء وأطلقت أول دموعي في هذا البلد الذي لم انقطع عن البكاء فيه  طيلة عشرون عاماً . بقيت وحيدة يغزوني الخوف وفهمت حينذاك انني ارتكبت خطأ جعلني أعاني كل يوم . ان قوة التقاليد السعودي اقامت جداراً بيني وبين الآخرين لايمكن تجاوزه .
فالعيش بين أناس لايحبوني  ولايمكنهم أن يحبونني أنا الأجنبية كان أمراً صعباً ولو كنت أعلم ذلك مسبقاً لما قبلت أن اسجن نفسي بينهم . لكنني بذلت كل مافي وسعي لإنجاح زواجي وأجعل زوجي سعيداً منحته عائلة كبيرة لكني بقيت وحيدة . لم افلح في عقد علاقة صداقة حميمة وحقيقية مع أية إمرأة سعودية فالنساء السعوديات يعشن بايقاع وطريقة لاتتلاءم او تلتقي بنمط حياتي .
لم يقدر زوجي أمير التضحيات التي قدمتها لأجل اسعاده . فقد كان يعيش مرتاحاً بين الغرب وبلده . وكان يسافر كثيراً ويتركني وحدي مع مشاكلي . كان عاشقاً بديعاً عندما يكون بقربي لكني كنت اود أن أتحدث معه بمواضيع كثيرة وأن أجد لديه وسيلة تساعدني للهروب من عزلتي .
هل كان أمير يشعر بطعم  السعادة ؟ أعتقد أنه لم يطرح على نفسه مثل هذا السؤال . كان يواصل سيره وصعوده كرجل أعمال  ناجح عبر العالم وكنت أنتظر في البيت في محيط معادي لي .
كنت لا استوعب أو أفهم  الأخلاق السعودية عن وعي أو عن لا وعي .
أتذكر سهرة أقامها وزير  النفط السعودي الأسبق أحمد زكي اليماني بمناسبة زيارة سيناتور أمريكي . كان الوزير السعودي من أصل يمني من الشخصيات السعودية النادرة التي تقبل بمرافقة الزوجات لأزواجهن في السهرات وبدون حجاب . وكانت مثل هذه الدعوات تسعدني .ارتديت في تلك السهرة بدلة من تصميم ايف سان لوران كنت متميزة عن كل النساء المدعوات . لمحني السيناتور واقترب مني ليكلمني فسألني من أنا ولماذا أعطي انطباعاً بأنني شاردة الذهن . أجبته عندما كان الرجال السعوديون يراقبونني ، أنا سعيدة فقط بالنقاش وبالابتسامة قليلاً وفجأة توقفت الموسيقى فلم يعد يسمع سوى صوتي . ومن آخر الصالة جاءني صوت ينهرني
- أخرسي
كان صوت زوجي وشعرت بإهانة كبيرة ولم أستطع وقف دموعي التي انهارت . بذل السيناتور الأمريكي كل ما في وسعه لتهدئتي لكن شيئاً ما تحطم في داخلي وطلبت من السائق أن يعود بي إلى البيت .مرة أخرى لم أكن أعرف انني أخرق التقاليد السعودية بالتحدث الى اجنبي مبتسمة وبصورة ودية .لم أكن أعرف أنه لايحق لإمرأة تتبادل الحديث مع اجنبي حتى لو كان سيناتور أمريكي كان علي أن أعتذر وأتركه لأختلط بتواضع مع مجموعات النساء المدعوات . فما معنى الدعوة وما فائدتها إذا كانت بهذه الصورة ؟
ان عفويتي تثير ازعاج النساء اللواتي التقيتهن . فكن يتربصن بي واستغلال أية هفوة لانتقادي وافهامي انني أخرج عن الأصول والتقاليد . كنت متمرد كثيراً بنر النساء السعوديات في هذا البد الحزين وكان الرجال السعوديون يمنعون نسائهم من الاحتكاك بي والتعرف علي .
إذا كان حبي لأمير لم يفتر  فإن بلده صار يرعبني . المجتمع بأسره بدا لي كسجن كبير يغص بملايين الحراس الذين يراقبون كل لفتة  وكل تحرك . كانت الوحدة تقتلني ببطء .
بعد ثلاثة أشهر من الزواج اصبحت حامل وكنت أرغب بتكوين عائلة كبيرة وكان الحمل قد خفف  حدة قلقي وآلامي . وقد ذهبت للولادة في باريس جاء طفلي الأول وكان صبي أسميناه نايف وولد بعد عام من زواجي . وامضيت ثلاثة اشهر في باريس في راحة واستجمام وكنت اتجول واخرج للتسوق واذهب للسينما رغم المنع الصارم من ارتيادها . لقد انتهيت في فترة النقاهة الباريسية من نواهي وممنوعات وضغوط المجتمع السعودي الذكوري الذي يرغم المرأة على طلب إذن زوجها في كل ما تود عمله . واحسست في باريس بهارمونية مع الناس والأشياء . وتخلصت من حجابي وعدت إلى نفسي .
أمير ترك لي حرية الاتجار والشراء والبيع والتفاوض على الأسعار . ففي الاسلام المرأة تساوي الرجل في المجال المالي . كنت اتجول سافرة في باريس لكن زوجي كان يستشيط غضباً اذا ذهبت للسينما او الى الحلاق ففكرة ان يجلس اجنبي إلى جانبي في الظلام في صالة السينما أو أن يضع رجل  أجنبي يده على شعري لايطيقها زوجي وغير مسموح بها على الاطلاق ، خاصة وكان هو الذي اقترح منحي 500 فرنك في أول لقائنا  لتصفيف شعري عند الحلاق .
كنت أضع هذا السلوك في خانة الغيرة وبعد ولادة  الطفل الأول اعتبرني أمير  كأم  لطفل أكثر من كوني حبيبة أو عشيقة . وبعودتي للرياض عدت إلى واجبات وإلزامات وقيود المجتمع السعودي المتصلب . واصبحت مجرد ربة بيت في حين ان رغبتي هي أن اظل زوجة أكثر من كوني مجرد أم مثالية . وكدليل على انني اصبحت ماكينة ولادة   أنني فقدت اسمي ولم يعد احد يناديني باسم منى بل " أم نايف " .
وعندما كانت شقيقاتي يزرنني كنت افرض عليهن لبس العباءة ولم يفهمن ذلك . وكن يقلن لي :
- أصبحت أسوء من هؤلاء الناس لم نعد نعرفك .
وفي ذات مرة في مدينة الطائف خرجت محجبة إلى السوق لشراء حذاء لطفلي الذي بدأ خطواته الأولى في المشي وأمام  ركام الأحذية أخرجت يدي من تحت العباءة لكي أفحص الحذاء وإذا بعصا غليظة تهوي فوق أصابعي رفعت رأسي ورأيت من تحت العباءة منظر رجل دين بشع ومرعب ملتحي يراقبني بغضب وأوضح لي أنه يمنع منعاً باتاً أن أظهر يدي خصوصاً في شهر رمضان . انهار كلياً كل أمل عندي في بناء بيت وعائلة ومستقبل في هذا البلد . ان هذا الرجل الملتحي ينتمي إلى البوليس الديني " المطوع " المخيف  ومهمته ملاحقة الخطيئة في البلاد ومعاقبة المخالفين لتعاليم الدين .في كل انحاء البلاد ويبلغ تعدادهم أكثر من 5000 رجل وتشرف عليهم وزارة الشؤون الدينية ينشرون الرعب والتشدد ويراقبون الملابس والأزياء والمحلات في أوقات الصلاة ويمنعون الاختلاط بين الجنسين .
وقد تكرر مثل هذا المشهد في مناسبات عديدة .وكان زوجي قد نصحني ألا اركب في سيارة البوليس الديني لأن هناك مطوعة مزيفيين يخطفون النساء ويغتصبونهن .
 بعد سنوات عديدة ، في صيف 1995 وقعت لي مشكلة مع حراس الفضيلة المسعورين هؤلاء عندما صاروا يطاردون سيارتي لأني كشفت وجهي وانا في داخلها لكي أكتب كلمة توديع لأساتذة المدرسة الأمريكية ثم بصقوا بكل حقد على السيارة بعد عجزهم عن إيقافنا .
كثيراً ما كان  الاخرون يسمعوني أنني محظوظة ولاينقصني شيء وأرفل بالسعادة . صحيح أنني غارقة بالثروة ومع السنوات أصبح أمير وشريكه رفيق الحريري واحد من أكبر الأثرياء في العالم مع التوسع العمراني في الرياض التي شاءت الارادة الملكية ان تجعل منها مدينة حديثة تتسع لبضعة ملايين نسمة  لكن المال ليس كل شيء .  تركنا بيتنا القديم وانتقلنا إلى إحدى القصور الذي بني على مساحة 30 ألف متر مكعب  وضم جيش من العاملين يتجاوز الثلاثين شخصاً .ولم يرفض زوجي أي شيء أطلبه مهما كان غالياً ولكن بالرغم من ذلك كان علي دائماً أن أختبىء وأخفي عنه كثير من رغباتي .
اشترى أمير طائرة الحريري الخاصة ثم اشترى طائرة جيت غولف ستريم 2 أكبر وأسرع وأكثر راحة وفخامة . ثم اشترى أول يخت وهوقارب صنع عام 1957 وهي سنة مولدي وتولدت علاقة عاطفية بين وبين اليخت وعندما اشتراه أمير اسماه يخت المسرة تيمناً باسم أول مشروع كبير قام به في العربية السعودية .
وعلى متن هذا اليخت رأيت لأول مرة الملك فهد وكنا نرسو في ميناء مربيا في اسبانيا وعندما تم الاعلان عن وصول الملك كان يتعين على النساء الاختفاء والتواري عن الانظار وترك اليخت فذهبنا للسكن في فندق وكنت اتطاير غضباً كان يختي ومع ذلك لم يكن عندي الحق بالمجيء لتحية الملك فهد بينما كان من حق طفلي نايف الذي لم يتجاوز الثلاث سنوات ان يقدم لصاحب الجلالة  أما أنا فلا يحق لي أن اقدم نفسي للملك .
أرتديت لباس المربية الأبيض واصطحبت ولدي نايف وقدمته للملك بعد ان حذرت ابني بعدم إخبار أحد اني والدته . نفذ نايف التعليمات ولم يطلع أحد على حقيقة ماجرى عدا والده الذي استشاط غضباً ولم يتعرف علي أحد لأنني كنت دائماً محجبة .
لو علم المجتمع الراقي السعودي في الرياض انني ارتكبت الخطيئة التي لاتغتفر وعرضت نفسي بدون حجاب أمام العاهل السعودي لقامت الدنيا ولم تقعد ولانفجرت فضيحة مابعدها فضيحة .
ان هذه الجرأة وهذا التحدي المستمر للتقاليد وللمجتمع السعودي صار يبعدني أكثر فأكثر عن السعوديين وعن أمير  وعائلته أيضاً .
كانت هناك فترات انفراج وحرية نسبية اثناء سفراتنا ولكن اذا كنا نسافر في ركب احد الأمراء فالممنوعات تظل سارية المفعول علي أن أبقى مستورة ومحجبة كما حصل لي في احدى السفرات مع الأمير سلمان للمغرب حيث اجبرت على البقاء في الفندق ونفس الشيء تجدد عند زيارتنا لتونس واقتصرت الرحلة على الانتقال من غرفة فندق إلى غرفة فندق أخرى .
وغداة وصولنا لتونس خرج زوجي برفقة الوفد السعودي الرسمي وما أن أدار ظهره وخرج  ارتديت بنطلون الجينز وتي شرت وانطلقت بحرية في تونس وجولة في قرطاج وسيدي بوسعيد واثناء سياحتي وجدت نفسي وجهاً لوجه مع زوجي  واعضاء الوفد السعودي نظر أمير إلي بغضب شديد وأشار لي خلسة بأن أتوارى عن الأنظار إذ لم يتعرف علي أحد من أعضاء الوفد لأنه لم يشاهدني أحد منهم  قبل ذلك بدون حجاب . اقتربت من الوفد ومن زوجي الذي اعتراه الاحراج وأحمر وجهه وكان يحمل قطعة فخارية . كلمته وقلت له ان القطعة التي بيده جميلة هل يمكن ان القي عليها نظرة؟ اعتبر افراد الوفد هذا التصرف مني بمثابة تحرش بأمير ووصفني أحدهم بأني غانية ويمكنه لأمير أن يخرج معي شرط ألا تعلم زوجته بذلك . تظاهرت بأني لم أفهم شيء من كلامهم لاحقت زوجي خطوة خطوة في المحل وهو يتظاهر بأنه لايعرفني بل ويريد التخلص من ملاحقتي له ثم اخترت بعض القطع الفخارية وطلبت من صاحب المحل أن يقدم الفاتورة لذلك الرجل وأشرت بيدي لزوجي أمير . لا أحد من الوفد يفهم لماذا يجب على أمير أن يدفع بدلاً من سائحة مجهولة التقته فجأة لبضع دقائق واذا كان زوجي لم يحتمل هذه المزحة المحرجة إلا أن الأمير سلمان تقبلها وبدا مسروراً بها . ويبدو أنه تعرف علي لأنه سبق أن لمحني عند زوجته . بعد تونس طار الوفد الى لندن وتقرر أن يتناول الوفد طعام العشاء عند مدام تاتشر رئيسة الوزراء البريطانية في 18  داوننغ ستريت ، واعتقدت انني سأكون من بين المدعوين في بلد مثل بريطانيا وعند إمرأة فارتديت أجمل وأغلى ملابسي . وعند عودة أمير رأني جاهزة للمغادرة معه فقال لي ناهراً :
- إلى أين أنت ذاهبة ؟
- ألسنا ذاهبين  عند مدام تاتشر للعشاء ؟
- منذ متى تخرج النساء السعوديات مع أزواجهن ؟ سواء أكان في بريطانيا أو أمريكا أو في أطراف العالم عليهن البقاء في البيت .ورغم احتجاجي لم أفلح في اقناعه  ونمت ليلتي والمرارة في حلقي مع شعور فظيع بالعجز .
عاد أمير العاشق المرهف كما كان ابان لقائنا الأول يعود محملاً بالهدايا ويسمح لي بالخروج والتجوال في المدينة التي نقيم فيها ولكن بمجرد عودتنا للرياض هبطت الستارة الحديدية من جديد .كنت أحياناً أحصل على رخصة لزيارة عواصم عربية قريبة أكثر انفتاحاً في عمان والبحرين وأبو ظبي برفقة صديقة للقيام ببعض المشتريات . ومن النادر ان يسمح لي بالذهاب إلى روما عند صديقتي باولا لنذهب معاً عند فالنتينو لقياس آخر الموضات التقيت بالشاب الجذاب دينو مصمم الأحذية الشهيرة التي تحمل أسمه التقيته في روما ونحن نغادر صالون فالنتينو في مقهي غريكو وعرفتني به باولا وحصل بيننا انسجام وانجذاب واتفقنا على الالتقاء في الصيف التالي في ساردينيا .
وفي شهر آب كنت على متن  يخت المسرة وكان دينو قريباً منا على متن يخت استأجره وعبر راديو اليختين اتصلنا ببعضنا ودعاني للعشاء في مطعم ترددت في قبول دعوته . هل يحق لي أن أذهب مع رجل على اليابسة وبعدما ترددت أقنعتني صديقتي الأمريكية تامي التي كانت تحس بالضجر على اليخت . في الساعة العاشرة خرجنا خلسة وكان دينو ينتظرنا في سيارة قادتنا  إلى المطعم وما أن جلست حتى نودي علي~ للتحدث في الهاتف حيث أن مكالمة تلفونية تنتظرني أصابني هلع شديد وجاءني صوت زوجي وهو يتوعدني :
- ارجعي فوراً وإلا سوف أطلقك غداً صباحاً .
من الذي أخبر زوجي أمير أين كنت ومن يعرف أنني موجودة في هذا المطعم . لم أخبر أحد ولذلك فمما لاشك فيه أنه كان  يراقبني ويتتبع خطواتي وليس من حقي أن أجلس على طاولة واحدة مع هذا الشاب الجميل . أعادني دينو للقارب  وأحسست بشعور قاتل أنني سجينة وفكرت في ذلك المساء بالهرب . لم التقي بدينو إلا فيما بعد بعد طلاقي عند أصدقاء أثناء زواجهم وقد أهدى لنا العروسان قطع بورسلان محفورة عليها إسمينا " إلى منى ، إلى دينو " فتبادلنا هدايانا وقال لي دينو خذي التي تحمل إسمي حتى تتذكريني . هذه هي كل قصة غرامي مع  دينو العزيز وهو يحتل مكانة خاصة في قلبي ، صورة السينيور الذي حاول للحظات أن يذيقني نسيم الحرية .
ذات مساء ذهبنا لتناول العشاء في مطعم رامبولدي في موناكو . كنت سعيدة للخروج من اليخت والاختلاط بالعالم كنت أنيقة ولكن بدون مغالاة . وما أن جلسنا جائني أحد اصدقاء باولا  ليحييني  ويقول لي كما أنا أنيقة وجميلة ويتحدث معي عن اشياء مختلفة لامعني لها دون أن يهتم لوجود زوجي . كيف يمكن السيطرة على ايطالي وهو يطري ويمدح ويتغزل بإمرأة جميلة وأنيقة ؟ لم يحتمل أمير هذا المشهد وغادرنا المطعم بدون أن نتناول الطعام فيه . وعندما وصلنا إلى اليخت اندفع زوجي إلى خزانة ملابسي ومزق فساتيني وبدلاتي الغالية من الماركات الرفيعة وقمت في نفس الوقت وبنفس نوبة الغضب بتمزيق بدلاته بالمقص وهي لاتقل ثمناً عن ملابسي وكلها ماركات عالمية . وهجمت عليه لأقص بدلته التي يلبسها ولم يحرك ساكناً بعد أن سيطر عليه القلق ولو تحرك في تلك اللحظة لكنت قد قتلته كما أعتقد .
لم أجرأ على حملها لمحلات تصنيعها لآصلاحها وقامت احدى العاملات عندي بصبر وعلى مدى ثلاثة أشهر باصلاح ما تستطيعه منها .
في سنة 1982 ولدت ابنتي لولا في باريس رافقني أمير إلى بيتنا في شارع لان وهناك حصلت  الفاجعة الكبرى . كنت قلقة على ابني نايف ذو الثلاث سنوات كان الصبي شاحب الوجه ويسعل كثيراً وحرارته مرتفعة باستمرار ووضعه الصحي مثير للقلق . ارسلت لي صديقتي مارلين طبيبة اطفالها التي وصلت بسرعة ومن أول نظرة فهمت ما به ومماذا يعاني الطفل . طلبت إجراء تحليل دم على عجل وفي الساعة الثامنة مساءاً اتصلت بالمختبر وفي اليوم التالي في الساعة التاسعة صباحاً اتصلت بي واخبرتني ان حالة ابني متدهورة ومصاب بمرض خطير وباعلانها هذا الخبر الرهيب شعرت بمفاصلي وأعضائي تنهار واصابني شلل من تأثير الصدمة انتشر القلق في عروقي والخوف في شراييني هل سيعاني طفلي كثيراً ؟ هل سيظل مريضاً لفترة زمنية طويلة ؟ مرة اخرى كان أمير في لندن وواجهت وحدي هذه المصيبة في يأس مطلق .
عندما اتصل أمير من لندن قلت له يجب أن يأتي فوراً إلى باريس لأن الطبيبة تريد أن تكلمه مباشرة لم أجرؤ على إخباره بالحقيقة كنت خائفة وطلبت من الطبيبة ان تخبره بنفسها . وصل أمير إلى باريس في نفس الليلة وأصيب أمير بالذهول واليأس عند سماعه الخبر . وبصوت بارد أعلن :
- سأنقله إلى العربية السعودية غداً
حاولت اقناعه ان يبقى في فرنسا او أن يأخذه الى أمريكا قد يكون هناك علاج فعال ومتقدم وان ابننا قد لايكون محكوماً بالموت لكن الانفعال اغلق حنجرتي وحبس الكلام في حلقي .
وعدت بالطائرة إلى العربية السعودية وفي الرياض أغلق أمير نفسه مع الطفل بين ذراعيه داخل الغرفة . وبما أني لا أعرف ماذا اعمل ولمن ألتفت ، اتصلت بالملك فهد وامضيت يومين وأنا أحاول من أجل الوصول إلى مسؤول البروتوكول اخبرته بأن ابني مصاب بمرض خطير وانه ربما سوف يموت وان اصدقاء امريكيين اخبروني انه يوجد في ميمفيس في الولايات المتحدة مستشفى متخصص يمكن أن آخذ ابني اليه لانقاذه . وبهذا الاتصال ارسلت اشارة نجدة للملك الذي لم يعرفني تحت بدلة الممرضة في اليخت عندما قدمت طفلي اليه وبعد خمس دقائق اتصل الملك بزوجي وقال له اسمع كلام زوجتك لأن النساء لديهن الحدس اللازم لانقاذ أطفالهن أحياناً. وكان كلام العاهل السعودي بمثابة أمر وبفضل هذا التدخل سافرنا للولايات المتحدة الأمريكية حيث تمت معالجة نايف وتم شفائه نهائياً بعد معركة دامت سنوات طويلة .ولدت اثنائها بطفلي الثالث فيصل سنة 1984 في ممفيس في الولايات المتحدة الأمريكية عندما كنت برفقة  ابني نايف اثناء علاجه الطويل الأمد .
ثمن الحرية:
في ممفيس  حيث بعالج  ابني نايف ، ضعف حبي لأمير وبدأ يذبل وقد وعيت لوجود إمكانيات أخرى مفتوحة أمامي وحدث تغيير جوهري في سلوكي وفي طريقتي في رؤية الأمور . فجأة صرت ألتقي بأطباء وبروفيسورات وممرضين وممرضات وأناس من مستوى راقي وفهمت أن علي أن أتعلم من هؤلاء وليس من اتصالاتي ومعارفي في الرياض ، مازلت أكن بعض الحب لأمير بالطبع ، فهو والد أطفالي لكنه لم يعد يظهر لي أنه ذلك العاشق المحب . كنت أفكر به وكيف يعيش بعيداً عني ، وكانت الغيرة تقرض قلبي وروحي وصارت تنتشر في داخلي كانتشار السم . وكان علي أن اعود باستمرار إلى  العربية السعودية حيث أدور هناك في حلقة مفرغة كالحيوان المحبوس في قفص وأنا أعاني من التصادم والتناقض الثقافي والأخلاقي . أردت قطع أية صلة لي بهذا البلد كان اولادي  مسجلين في المدرسة الأمريكية وهم أول سعوديين قبلوا في هذه المؤسسة التربوية الأجنبية وطلبت من زوجي التدخل لدى الملك لكي يسمح لأبني المريض أن يرتاد المدرسة الأمريكية وقد منح الملك لزوجي رخصة الاختلاط بالجالية الأمريكية ومن ثم لأبنتي ولبقية أولادي لمتابعة دروسهم في هذه المدرسة الراقية . وبفضل ذلك تتابع وتعيش ابنتي في الولايات المتحدة الأمريكية . ولذلك نعود باستمرار لزيارة هذا البلد الذي فتح لي آفاقاً جديدة خاصاً فيما يتعلق برؤيتي لتجربة زواجي التي باتت تخيفني وإحتمال وقوع الطلاق الذي يخيفني أكثر . وبرغم ذلك صار غياب زوجي الدائم أكثر تحملاً وأقل قسوة . وأخذت الحياة معنى آخر . فبقدر ما كنت أكره قصري في الرياض كنت أحب بيتي في ممفيس وكان الأطفال سعداء على الرغم من مرض أخوهم . فالعيش مرضى في الولايات المتحدة الأمريكية أفضل من الحياة بصحة وعافية تامة في العربية السعودية . ففي أمريكا أحببت الرقص والموسيقى  والغناء ومادونا التي عشقتها  والتقيت بها بعد بضعة سنوات عندما كنا بالصدفة في لوس أنجلس للمشاركة في حفلة خيرية للمستشفى الذي يعالج فيه ابني وعند وصولنا سمعت بنادي للنجمة جين فوندا يقع على بعد خطوات من الفندق الذي ننزل فيه في روبيرتسون بولفار . سجلت نفسي في النادي الرياضي لأنني أحب الرياضة وطلبت دروس تبدأ في الساعة الخامس صباحاً وتقدمها جين فوندا بنفسها وأغلب الزبائن من نجوم هوليود وبما أن زوجي يكون نائماً في مثل هذه الساعة المبكرة فلا يمكنه معرفة غيابي وفي الدرس كانت هناك نجمات مثل كيم باسنجر وهناك التقيت بمادونا التي لم أعرفها على الفور .
في 31 ديسمبر عام 1984 التحق بنا أمير في موناكو حيث كان يختنا يرسو وأقمنا حفلة عيد ميلاد لأبنتي لوليا التي بلغت السنتين من عمرها . وكان ذلك هو الحفل الكبير الوحيد الذي شهدته حياتنا الزوجية حيث كونا ولساعات معدودة فقط حياة عائلية حقيقية .
لمدة سبع سنوات ، وبالرغم من المعاناة  والاحباطات والاهانات بقيت مخلصة لزوجي قلباً وجسداً وروحاً . أحببته بصورة عمياء ولم أنظر إلى أي رجل غيره وعندما كنت أحلم بفارس أحلامي في بداية خيباتي الزوجية كان امير هو الذي يرتسم في مخيلتي ولكن بسلوك آخر وفي أماكن أخرى ولم أكن أعتقد أنني قادرة على أن أحب شخصاً آخر . ولم يكن لأحد قيمة عندي من الرجال سوى أمير فهو يمثل كل شيء بالنسبة لي ، الأب والأخ  والزوج والحامي .
في الأول من شباط / فبراير عام 1985  قررنا الاحتفال بعيد زواجنا  السابع  في العربية السعودية ، أنا وهو فقط . وكنت سعيدة بذلك لأني وجدت في هذه المناسبة فرصة لكي اقترب أكثر من أمير الذي صرت اشعر به مختلفاً عن السابق منذ فترة من الزمن . بعد أن كنت ولدت ابني الثالث فيصل قبل عام . اختار أمير هذه المناسبة ليخبرني خبراً سعيداً بالنسبة له وهو أن الملك قرر تعيينه وزيراً . ولكن هذا الخبر كان يخفي فاجعة بالنسبة لي . فلكي يتعين المرء وزيراً  في العربية السعودية عليه أن يكون متزوجاً من إمرأة سعودية . وقد عرض علي الموضوع بصورة طبيعية وبلا تكلف  وقال لي أنه يجب أن يتزوج إمرأة شابة  من بلده . كنت أعشقه ولا افهم كيف يمكن لرجل يحب زوجته وله منها ثلاثة أطفال ويقرر الزواج من إمرأة أخرى فقط لكي يصبح وزيراً ؟ كان هذا الأمر يتجاوز قدرتي على الاستيعاب كنت خرساء بفعل الصدمة وخيبة الأمل بل ومصعوقة بصورة فظيعة .
فتعدد الزوجات كان أمراً بعيداً عن مخيلتي ولم افهم ان ذلك أمراً طبيعياً بالنسبة له ولكل رجل سعودي . ان هذا الحدث كان بداية النهاية لحياتنا الزوجية وجه الضربة القاضية لحبي له .
كان ينبغي علي أن أنظر حولي لأرى وأفهم . فتذكرت في بداية زواجنا لحظت إمرأة تبكي في زاوية منزل وزير الموانيء الذي دعانا للعشاء وعندما اقتربت منها سألتها عن سبب حزنها وأشجانها أخبرتني أن زوجها تزوج في نفس هذا اليوم من خادمة مغربية شابة تبلغ من العمر 16 عاماً .
هذا هو مصير الكثير من الزوجات السعوديات بعد الزواج وعمل مجموعة من الأولاد  يأتي دور الاهمال  والتفات الزوج إلى نساء أخريات وغالباً من تكون  الخادمات الفقيرات الصغيرات السن والمطيعات القادمات من الجزائر والمغرب  ومصر  والفلبين .وكنت أعلم ان من حق الرجال في هذا البلد التزوج من أربع نساء ولكني لم أفكر أنني سأكون مهددة بمثل هذا الوباء نظراً لخصوصية تجربتي مع أمير . وفجأة وجدت نفسي في موقع  " الزوجة القديمة " في سرايا الحريم أصبت بالرعب واليأس والانهيار العصبي . فقدت القدرة على الكلام بعد سماعي خبر إحتمال زواجه من إمرأة سعودية . وخلال شهر لم يبدر مني صوت واحد كنت اعطي تعليماتي للعاملين عندي كتابة . وعدت لممفيس في أمريكا وتابعت علاجاً لمدة ثلاثة أشهر لاستعادة صوتي . كان عمري 28 عاماً ولدي ثلاثة أطفال فهل أصبحت عجوزاً في نظره بهذه الصورة المبكرة ؟ هل أشكل عائقاً أمام صعوده  ومستقبله السياسي ، بسبب توقي لمزيد من الحرية وميلي للاستفزاز ؟ هل يبحث عن حب أكثر راحة وطواعية ؟
لم يصبح وزيراً وعاد إلي لأنه افتقد لعطري  كما يدعي .
كانت قصة عشق جديدة مؤقتة ثم عاد الروتين والغياب المتكرر والعزلة والملل .
في شهر حزيران / يونيو من عام 1985   ذهبت كالعادة إلى موناكو  بقاربنا . وفي نادي الجمناز التقيت بماتيو وهو شاب أمريكي بنفس سني وهو ممثل في بعض الأفلام الأمريكية في هوليود وهو مدرس رياضة وجميل كبير القامة وذو عضلات مفتولة وعيون زرقاء فوقعت في حبه . وتساءلت هل سأخضع لهذا العشق ؟ هناك ما لا يعد من الرجال في العالم فلماذا أمضي حياتي في المعاناة ؟ لماذا أستمر في حب زوجي الذي لايقاسم روحه معي ؟
الشعور الذي أكنه لماتيو يختلف عن علاقة الاحترام والاعجاب التي أكنها لزوجي . لكن حبيبي الرياضي يمنحني رغبة أن أعيش حياة جديدة على قدم المساواة . هل هذا الحب الجارف هو رد على خيبة أملي وانهياري العصبي ؟ أم إرادة غير واعية للعثور على مخرج من محنتي ووضعي المأساوي ؟ خشبة نجاة أتعلق بها خوفاً من الغرق بعد التهديد بالزواج من إمرأة أخرى الذي أطلقه أمير ؟ لم اتجاوز الثامنة والعشرين ومع ذلك شعرت بأن الشباب يهرب مني خاصة بعد انشغالي بمرض ابني نايف .
على أية حال  يتعين علي أن اتحدث بأسرع وقت مع زوجي  للحصول على الطلاق بعد أن قررنا أنا وماثيو  الزواج وصرت أتخيل نفسي اطير للولايات المتحدة الامريكية برفقة حبيبي الجديد . وكان علي أن اعترف بكل شيء لأمير واطلعه على مشاعري واصراري وعزمي الذي لا يلين في كسر القيود والتحرر من قيده .
وعندما التقينا وجهاً لوجه أنا وأمير على ظهر اليخت لم يتطرق أمير إلى الموضوعات التقليدية التي نناقشها عادة ونختلف فيها دائماً فلم يطرح علي أي سؤال عن لبسي وزياراتي ونشاطاتي وحالتي النفسية والمعنوية . لقد شعر أن هناك تغيراً جوهرياً طرأ علي وانني اعمل على تغيير حياتي ووجودي بأكمله فلم أعد اقبل بالحجاب واريد ان استغل الحياة واعثر على نفسي فيها واخرج وازور الاصدقاء . فاعترفت له فجأة وبلا مقدمات انني مغرمة برجل آخر . وكان قد شاهد ماتيو في نادي كاليفورنيا تيراس ووجد انه جميل جداً وشاب بعمري وشعر بالخطر الحقيقي منه فقال لي بصوت آلي ورتيب :
- هل تعلمين ان المرأة الزانية تستحق  الموت عندنا؟
- ولكني لم أخن ولم أنام معه
ردد أمير بنفس الآلية
- المرأة الخائنة تستحق الموت
وبكلمة دموية " خائنة " أو " زانية " حكم علي . عندما تبحث إمرأة عن سعادة لايوفرها لها السعوديون فإن فحولتهم ألذ كورية تنهار . والشرف العائلي يقوم في جزء كبير منه علة سلوك المرأة . فأجبته :
- إذا كان يجب علي أن أموت فهذا لن يغير شيئاً بالنسبة لي . فأنا لم أعد موجودة ولم تعد لدي حياة . وقمت منصرفة إلى غرفتي .وفقدت قدرتي على التفكير وغزاني اليأس كما لو كنت اغوص في هوة مظلمة أو في العدم حاولت أن أتخلص من هذا الكابوس فقررت الانتحار وابتلعت 25 حبة فاليوم . نقلت إلى  مستشفى غراس في موناكو وقام الأطباء بغسل معدتي ومراقبتي لمدة ثلاثة ايام .
- وبعد موناكو ذهبنا إلى لندن . وطلب مني ماثيو أن أطلب الطلاق مهدداً انني إذا لم أترك زوجي فإن علاقتنا الجميلة ستنتهي . كنت يائسة كنت أبكي كل الوقت ولم أعد اشتهي الأكل . اشتاق لماثيو . ولو لم يهددني زوجي بالموت فإنه  بلا شك لن يسامحني على خيانته مع رجل آخر أما المجتمع السعودي فلا داعي للتحدث عنه في مثل هذه القضية . أرسل لي ماثيو الذي يرتعب من زوجي  صديقاً  ليأخذ أخباري ذهبت مرة واحدة معه لتناول الشاي واطلاعه على أحزاني ومأساتي وطلب نصيحته .
- السعوديون كثيرون في لندن وسرعان ما انتشر خبر لقائي بماتيو . وقد قرر أمير الذي شعر بالاهانة والطعن أن يقبل بفكرة الانفصال وارسل لي اوراق الطلاق وفي نفس الوقت وضعت ماكنة التشويه ضد المرأة غير المطيعة وغير المخلصة . وطالبني أمير بإرجاع جواز سفري  السعودي واغلقت كافة الحسابات المشتركة بيننا ولحسن حظي كنت قد وضعت بعض الأرصدة بإسمي الشخصي وساعدني ذلك على المقاومة لفترة من الزمن . حصل فراغ من حولي لكن الأمر الأسوء سيأتي فيما بعد . منعت من رؤية أولادي وهذا هو العقاب الذي خصصه الاسلام للمرأة والأم المتمردة . توقعت كل شيء عدا هذا العقاب القاسي نقل أمير أطفالنا للرياض ومنعني حتى من التحدث معهم . فقررت خوض الحرب والعاصفة تفور في داخلي . ذهبت إلى لوس أنجلس للإلتقاء  بماتيو وإخباره بأنني طلقت وبامكاننا أن نعيش سوية سعداء لكن حبيبي لم يعد يبدو مستعجلاً  قال لي فقط – سوف نشتري بيتاً .
البيت لايعني شيئاً بالنسبة لي  كل ما أريده هو أن نتحد شرعاً أمام الله والبشر وسوف نعلن سعادتنا للملأ تحت شمس الولايات المتحدة وتكوين عائلة لكن ماتيو  لايريد أن يسمع كلمة زواج وعائلة واخيراً كشف عن مكنون افكاره ومخططاته فطلب مني أن اشتري له ملك أو عقار وان استثمر باسمه 500 ألف دولار في فيلم يمثل بطولته هو. لم يكن يريدني لنفسي بل يريد أموالي لكن الذي لايعرفه هو انني لم اعد املك شيئاً . هذه هي نتيجة ثورتي البائسة . حرمت من أولادي وخانني ماتيو ووجدت نفسي مفلسة بلا قرش وطغت علي الوحدة من جديد . عدت إلى بيروت وعشت كابوساً ومرضاً نفسياً خطيراً وانهياراً عصبياً قاسياً وفقدت  10 كيلوغرامات ، وصار ممنوعاً علي حتى التحدث بالهاتف مع اولادي . واقام ماتيو علي دعوة قضائية في الولايات المتحدة الامريكية بحجة انني لم احقق له وعداً بالزواج وخسر القضية. حاول اقربائي واهلي التدخل لدى أمير لمدة ستة أشهر بلا طائل . بادرت  طبيبتي النفسية بالكتابة إلى أمير وطلبت مقابلته في جنيف وقالت له انني لست امرأة سيئة وانني مررت بلحظات صعبة في حياتي وانني سأنهي حياتي قريباً .
- هل تريد لأطفالكم أن يتيتموا ؟ أوكد لك أنها لن تعيش طويلاً
أجاب أمير:
- حسب الشريعة الاسلامية يبقى الأطفال مع الأب والأم تربي الأطفال لسن السابعة فقط والحال ان أكبر أولادي لم يتجاوز السادسة وابنتي لولو  أربع سنوات والصغير فيصل  عامين .
اعتقد ان الله رحمني وتدخل من أجل أن أرى أطفالي مرة أحرى حيث وافق أمير بأن يتزوجني مرة أخرى بعد الطلاق وأعترف أنه قام بفعل نبيل جداً بالنسبة لسعودي يعيد زوجته بعد تطليقها يشكل فعلاً كريماً جداً كنت أعتقد انه أرجعني من أجل أولادي ولإنقاذي من موت محقق . فمن الصعب على إبني المريض أن يستغني عني وابنتي تطالب بالحاح بأمها وهو أمر يصعب تحمله وكذلك الطفل الصغير الذي لايفهم شيئاً لكنه يعاني من غياب الأم . تزوجنا مرة أخرى في تموز 1986 في باريس . وكنت أردد بلا وعي وعلى وشك الانهيار " أريد أطفالي ... أريد أطفالي "
مغارة علي بابا :
لم يكن لقائنا من جديد سهلاً على أمير وليس بالنسبة لي لكنه الحل الأمثل لأطفالنا وخاصة لأبني المريض نايف . فقد تدهورت صحته كثيراً وصارت حالته خطيرة . استعدت دوري كأم وكممرضة حتى تحسنت حالته تدريجياً واعطيته كل حناني وكانت ابنتي سعيدة جداً برؤيتي أما فيصل فلم يعرفني بعد غيبة ستة أشهر عنه . كان زواجنا الثاني شكلياً أو نوع من الترميم وكان الأطفال حساسون جداً ويعانون من هذا المناخ العائلي الحانق علاوة على أن صحتي لم تتحسن كثيراً وفكرت بأني قد أكون أخطأت بعودتي بهذه الطريقة وأن كان علي أن أخطط وأنظم تركي لبيت الزوجية  وأتفاوض على إحتفاظي بأطفالي حتى أكون في موقع قوة .
استشرت طبيباً واخبرته بأني اواجه مشاكل عويصة مع زوجي وأعيش حياة صعبة جاً وعسيرة وحدثته عن طلاقي وعودتي وخطأي مع ماثيو وعدم يقيني تجاه المستقبل . لن أنسى أبداً ماقاله لي هذا الطبيب :
- لاتغادري قبل أن يتمكن الأطفال من التعبير عن مشاعرهم ومواقفهم جسدياً كلامياً حتى لو مثل ذلك بالنسبة لك جحيماً لعدة سنوات أخرى ابقي بقربهم حتى يبلغ طفلك الأصغر عمر السبع سنوات .وأعطاني أدوية ومهدئات . وهكذا قررت البقاء سنوات أضافية لكي يكبر الصغير ويبلغ هذه السن . ففي حالة الطلاق سأخسر  الطفل بعد أن يبلغ سن السابعة على اية حال. .في كل الثقافات  يعلم الجميع ويقدر أهمية الأم للأطفال وخاصة للمراهقين ماعدا المجتمعات الإسلامية .
- تحملت كل شيء من اجل أطفالي ولمدة أحد عشر عاماً أخرى من الآلام والوحدة والمجتمع السعودي الذي لم يتقبلني ابداً حاول لفظي وطردي بعيداً وانتشرت في الرياض شائعات بشعة عني تقول ان زوجي ضبطني بجرم الخيانة في فراش  واحد مع رجل آخر . أما أمير فقد خرج من هذه المحنة مرفوع الرأس ألم يتخلى عن قتلي رغم الشريعة الاسلامية التي تأمره برجمي حتى الموت ؟ وتناقلت الألسن أنني كنت راقصة في ملهي ليلي أو في كباريه أو في علبة ليل . فلم يعد لي أي وجود محترم في نظر المجتمع السعودي وأنا موجودة فقط من أجل ألأطفال ولا أحد يريد أن يشاطرني شيئاً نظرات الآخرين ترفضني باعتباري زانية . ولكن هل أنا حقاً الوحيدة المسؤولة عن فشل زواجي ؟ بكل الأحوال تحولت من سجينة إلى محكومة مع وقف التنفيذ واستمريت بالذوبان والذبول  في هذا السجن الكبير تحت الرقابة المشددة واليوم اصبحت إمرأة حرة ولكن كان لابد من المرور بهذه المرحلة .
بعد عام من زواجي الثاني من أمير التقينا في يخت المسره في ميناء سردينيا وذهبنا للعشاء في مطعم قرب كالا دي فولب التحقنا بأصدقاء لزوجي ، إيطاليين وفرنسيين ولبنانيين ، وقد دهشت لهذا العدد الكبير من الأصدقاء الأجانب لأمير ولم أصدق انفتاحه وقبوله بهذا الاختلاط بين الجنسين . كنت سعيدة بعيداً عن محظورات الرياض وامضيت برفقة صديقتي باولا سهرة في الحياة الحقيقية . علمت أن زوجي يقيم علاقة مع فتاة بعمر العشرين عاماً فأكلتني الغيرة الم تنبهني والدتي أنه سيخونني ويذهب الى إمرأة أخرى ؟ اعتقدت ان هذه النبوءة تتحقق اليوم . حاولت باولا ان تخفف عني وتقول ان الرجال يحبون التسلية لكنه سينسى كل شيء غداً صباحاً عدنا إلى القارب في الساعة الثانية صباحاً وابلغني أمير أنه سيغادر إلى جنيف بعد ساعات
- لقد اتصل بي الملك وعلي أن أغادر .
كنت أتقيأ بإستمرار وفكرت أني حامل اقترحت على أمير أن اسافر معه لاستشارة طبيب  نسائي في  سويسرا لكنه رفض ألححت عليه فانزعج وأجاب  بأنه لايجب أن يرافقه أحد على ضفاف بحيرة ليمان للقيام بمهمة سرية . وأصر على رفضه . كنت واثقة انه سيسافر مع تلك الفتاة الشابة ذات العشرين عاماً . صرخت بي باولا قائلة :
- لاتقلقي انها ليست جميلة بل عندها شارب فوق شفتيها .
- -  نعم لكنها صغيرة وعندها عشرون عاماً وكثيراً ما حذرتني والدتي من الفتيات الاصغر سناً مني . وتأكدت شكوكي من رؤيته يتعطر ويختار بين القمصان وربطات العنق لكي يبدو انيقاً .
- ذهبت برفقة باولا إلى المطار ووصلنا في نفس وقت وصول الفتاة الصغيرة كانت تلبس الجينز وشعرها مبعثر وليس فيها اية انوثة او أناقة او جمال وكنت في غاية الأناقة والجمال  شاهدتنا وشاهدناها وشاهدنا هو ايضاً وكنا اربعة حمقى ينظرون لبعضهم البعض بلا كلام اقتربت من الشابة قائلة وأنا ضاحكة :
- - هل ستأتين معنا إلى جنيف ؟
كانت محرجة عند اجابتها على سؤالي :
- زوجك دعاني  سأشتري شكولاته من هناك .
-  انها لمصادفة سعيدة فنحن ايضاً ذاهبون لشراء شكولاته لنذهب معاً إلى هناك اذن .
 ففي الطريق لم ينبس أمير بكلمة واحدة . وعند وصولنا أخذت الفتاة معي ومع باولا وقلت لأمير سنذهب لشراء  الشكولاته وانت تذهب لرؤية الملك . وابقيت الفتاة معي طيلة النهار واخذتها معي عند الطبيب النسائي وفي المختبر الطبي للقيام بالتحاليل وعن البنك وفي نهاية النهار وفي آخر دقيقة قبل المغادرة للمطار ذهبنا لشراء الشكولاته وعندما قدمت الشكولاته لزوجي رفض تناولها .
اصابتني غمة كبرى بعد هذا الحادث . أكد الأطباء في جنيف كوني حامل فازداد  وزني كثيراً واصبحت اثير تقزز زوجي واحتقر نفسي .
ولد ابني خالد في ممفيس سنة 1987 في نفس يوم بلوغي سن الثلاثين .
في الفترة الوجيزة التي استغرقها طلاقنا صنع أمير قارب كبير طوله 105 متر  و 3000 متر مربع وكان أكبر يخت خاص في العالم وقد دهشت بسعادة عندما علمت أن اسم اليخت " الأميرة منى " أمير يعلم اذن انني لست إمرأة سيئة . انتهى العمل في اليخت سنة 1990 واعتقد الناس انه من أجلي لكن ذلك لم يكن صحيحاً حتى لو كان يحمل اسمي لأن هذا اليخت تسبب في الكثير من الأحزان والشقاء لي وصرت اكره الركوب فيه فكل شيء ممنوع علي وانا على متنه الخروج والسباحة والاستقبال . كان من بين أصدقاء زوجي الأمير محمد . وعندما يأتي هذا الأمير ليخت الأميرة منى نسجن أنا وأطفالي في المطبخ فليس من حقنا رؤية ماذا يفعل ولا حتى التحدث معه . بعد كل هذه التجارب فكرت بممارسة التجارة في مجال الملابس والأزياء الراقية والبورسلان " الفخار الصيني " والأثاث  الفاخر والتحف الصغيرة  والمجوهرات والحلي  والاحجار الكريمة والالماس . لم يعترض أمير على هذه التجارة بل وصار يجد لي زبائن من بين اصدقائه كان كل مايهمه أن استمر بلبس الحجاب وتركني اتسلى بهذه الطريقة التي مكنتني من أن أحصل على أول مليون دولار بتعبي وجهدي الخاص . ومن ثم استثمرت في العقارات والبناء  والبورصة.
في آب 1990 حولت تبعات حرب الخليج حياتي وكان لها انعكاسات جوهرية على وجودي . ففي بداية الحرب ارسلنا زوجي إلى موناكو ويأتي لزيارتنا كلما استطاع ذلك . لأنه لايستطيع ترك البلاد في فترة الأزمة  . الأطفال يترددون على المدرسة الأمريكية في نيس وكنت أعيش في بيتنا في موناكو . عشت حياتي بكاملها في الأمارة الراقية كنت أخرج دون أن أعير إهتماماً لأحد وأذهب للرقص والسباحة ومشاهدة العروض والاستعراضات والأفلام  . والتقيت بالأمير البير وانا امارس رياضة الركض  على البلاج وكان الأمير متكئاًً على سيارتي البورش وبعد حوار بيننا توطدت صداقتنا وتكررت زيارته لي في اليخت وساهمت بدعم الجمعية الخيرية التي أسسها لمساعدة الأطفال الفقراء . بعد حرب الخليج وبعد فترة الانعتاق الثانية التي عشتها بكل سعادة انفصلنا أنا وأمير مرة أخرى  سنة 1992 وكان طلاقاً غربياً وسوريالياً تخيلت إمرأة أخرى دخلت حياته وكان يغيب كثيراً وفي النهاية لم يعد هناك أي تفاهم بيننا ونادراً ما كنا نتكلم فيما بيننا وكان عنده الحرية التامة ليفعل ما يشاء رغم كونه متزوجاً بينما العكس هو الصحيح فطالما كنت متزوجة به لاتوجد عندي أية حرية كل ما كنت أطلبه هو البقاء في الرياض من أجل أولادي والحصول على استقلاليتي  . قلت لأمير:
- أوافق على البقاء في الرياض من أجل الأطفال ولكن أنت تعيش حياتك بكل حرية فلماذا لايحق لي أن أعيش حياتي اريد حرية التنقل  بلا قيود فلو فكرت بالذهب إلى باريس لحضور حفلة عيد ميلاد لا اريد أن أظل تحت رحمتك وأطلب موافقتك دائماً لا أريد اهانتك أو إحراجك بذهابي للرقص في هذا المكان أو ذاك مادمت زوجتك اذن فمن الأفضل الانفصال عن بعضنا ودياً . نبقى أصدقاء  ولكن كل واحد منا يعيش في زاويته وانا استمر برعاية الأطفال مع إمكانية ترك هذا البلد من فترة لأخرى لأني أشعر بالاختناق أحيانا .
فكر ووافق على اقتراحي شرط ألا أتزوج ثانية من رجل آخر وبذلك يمكنني البقاء في القصر في الرياض جهز لي أوراق الطلاق  وقعتها وحصلت على حريتي .
في يناير 1993  ذهبت إلى لوس أنجلس واشتركت في سهرة وفي شهر مارس دعاني الأمير  البير للمشاركة في سهرة فنشرت مجلة باري ماتش في اليوم التالي صور السهرة وأنا فيها فانتشرت الشائعات تلوك سمعتي مرة أخرى في السعودية  فذهبت لمطلقي أمير وقلت له:
- هذا ليس طلاق إذا كنت في كل مرة أخرج  يميناً أو يساراً تطرزني الانتقادات فمن الأفضل أن نتزوج مرة أخرى فوافق وكان مرعوباً من فكرة خروجي مع رجل آخر أثناء رحلاتي وسفري إلى الخارج . واصبحت للمرة الثالثة زوجته . أمير يعلم جيداً أنني لن اقبل بوضعي هذا وسوف أطلب الطلاق مرة أخرى . وفي الشريعة الاسلامية الطلاق الثالث نهائي . ومع ذلك حصل  الطلاق النهائي بلا عودة بعد أن كبر أطفالي ولم يعد من حقي احتضانهم أو تربيتهم . 

 



#جواد_بشارة (هاشتاغ)       Bashara_Jawad#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مونوبولي MONOPOLY
- الإسلام السياسي وإشكاليات الديموقراطية السياسية المعاصرة : ن ...
- البعد الأيديولوجي لنشوء الإسلام السياسي: رؤية غربية
- بغداد المنفى والحنين
- هل يحق للمثقف الفرنسي نقد السياسة الاسرائيلية دون ان يتهم بم ...
- إشلون الأميركية وإشلون الفرنسية صراع المخابرات عبر الأقمار ا ...
- الإسلام في فضاء علماني
- العراق وآفاق الحل العسكري الأميركي
- المرأة التي أهانت الإسلام
- الإسلام والغرب : مواجهة أم تفاهم ؟ صدام الإسلام والحداثة
- حقوق الانسان بين مفهومها النظري وتطبيقاتها العملية - القفز ع ...


المزيد.....




- وزيرة الخارجية الألمانية: روسيا جزء من الأسرة الأوروبية لكنه ...
- الوكالة الوطنية توضح حقيقة زيادة منحة المرأة الماكثة في المن ...
- ما حقيقة اعتقال 5 متهمين باغتصاب موظف تعداد في بابل؟
- مركز حقوقي: نسبة العنف الاسري على الفتيات 73% والذكور 27%
- بعد أكثر من عام على قبلة روبياليس -المسيئة-.. الآثار السلبية ...
- استشهاد الصحافية الفلسطينية فاطمة الكريري بعد منعها من العلا ...
- الطفولة في لبنان تحت رعب العدوان
- ما هي شروط التقديم على منحة المرأة الماكثة في البيت + كيفية ...
- الوكالة الوطنية تكشف حقيقة زيادة منحة المرأة الماكثة في البي ...
- تحديد عيب وراثي رئيسي مرتبط بالعقم عند النساء


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - جواد بشارة - منى أيوب :- الحقيقة : سيرة ذاتية