أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - شذى احمد - صور من المعركة العازفتان















المزيد.....


صور من المعركة العازفتان


شذى احمد

الحوار المتمدن-العدد: 3390 - 2011 / 6 / 8 - 14:24
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


(( عندما كنا مواطنين بدرجة مرعوب كنا نعيش زمن الحرب. يعرضون لنا على شاشات التلفاز صورا لقتلى .كانت الصور صامتة . لا تقل لنا ولا نقل عنها شيئا كنا نحدق بها وهي تحمل عنوان صور من المعركة .. كانت معركة طويلة واحدة تدور في جبهات بعيدة.تحرقنا بشظاياها، وتخطف خيرة رجالنا... مضى زمانها وانتهت . كبرنا صرنا بدرجة مذهول ولم يعد التلفاز يعرض علينا صورا صامتة لقتلى فحسب بل صارت تصاحبها كل الوسائل المساعدة من صراخ وعويل وتصريحات تعددت جبهاتها لكن غايتها ظلت واحدة تريد حياتنا. لتلقي بجثث أيامنا على قارعة العبث كل يوم ))

صورة ـ عازفة الناي ـ
فتية .تالة ملتصقة بأمها أكثر من المعتاد. بهية كزهرة ترتعش وريقاتها كلما تحرشت بها قطرات النهر الهاربة من القوارب التي تمخره. في حقيبتها ناي ونوتات لمعزوفات عديدة. عتق البعض منها، والأخر ما زال ينتظر الهرم في مشاوير التمرين الطويلة

۩ هذا مشهدي .. عظاتي ، انقراضي كيفما تشاء
بالسم ، بالحضور على صليب وردة
بالغياب مجداً
بجهل سنبلةٍ كيف المياه ،باحتساب رثائي خردلاً
بمشكاة غربتي ـ أعني ظلامي

صورة ـ عازفة البيانو ـ
ملابس عصرية. سنوات ذهبت محسومة لقرار حبس اليدين بين تواقيع لأوراق رسمية ، والعزف على البيانو. مضت الأيام .منحت لذبول عودها شهادات مرموقة علقت على لوحة وجهها ، لم ترتكب من اجلها حماقة الحب أو تنخرط في لعبة أنثى. وليخففوا عن حزن الوحدة يمنحوها بين الحين والأخر الألقاب التي تبرئ ساحتهم من ذنبها وتواسيها... فهي مشجعة لفريق رياضي ,متسوقة لأحدث الفساتين والأحذية ,متعلمة تعليما عاليا..و أول سوداء تشغل منصب متقدما في مؤسسة تعليمية وغيره. حتى وصلت لمنصب وزير خارجية لتقرير مصائرهم أولئك القابعين خلف المحيطات والبحار.

۩ أنامل الآثار ممحوة كالقبول
زقاق يرفرف و أعلام لا تؤدى

صورة ـ عازفة الناي ـ
تذهب لمدرستها كل يوم ما زال الوقت مبكرا بين بداية العام وموسم الربيع القادم. وما زالت براعمها تتحسس الأرض رويدا رويدا. وما زالت شمسها ترتفع في سماء بغداد ببطء وهدوء. لكنها مثل كل مثيلاتها موعودة بلعنة . ومبتلاة بحلولها.

۩ سنوات نحيفة تميل عنك
لئلا تساقط أسنانك اللبنية اقترف نفسك
.....
لكنها بعناد تجيب
۩ من يزج خيوله عليه احتمالي
يسعل البقاء ولا تنهض السنبلة

صورة ـ الخرائط ـ أمريكا ـ
ها هي لعبة الانتخابات تحملها إلى البيت الأبيض. هناك ما زالوا يخططون ويقررون سياسات الكثير من الدول ويضعون حدا لرتابة أيامها بإشغالها او إشعالها بالحروب. في الأفق تلوح بوادر حرب وعليهم الإعداد لها. وعليها حفظ الكثير لقوله في المحافل الدولية. تتقاسم مع صقور أم نسور... كيفما يحلو لهم تسمية أنفسهم طاولة النقاش. ثم يهيئون شيئا تقول عن يوم ذاك...
أفردنا خرائط ذلك البلد، فإذا بنا وجوه حائرة تتطلع لبعضها البعض ولا تعرف كيف ولا من أين ستبدأ

۩ ونحن من ساحة القتل
إلى جهة يابسة
..
العشب ينمو على جسد المسافة
وابن مجاعة، يتسكع فوق الغيم بلا جهة
متناسياً
أن الخرائط جيب واسع
وأن المجد غرفة حزينة وسيجارة تكاد تنكسر

صورة ـ المعزوفة ـ بغداد
تنال القنابل والغارات من المدينة الموجوعة بالأحزان ـ بغداد ـ ما تناله. في بعض أيامها تتسامى على الوجع، وكاللبوة تلتفت لجراحها علها تطببها ثم تنهض من جديد. تدخل عازفة الناي مدرستها . تستل نايها الجميل فيبتهج للمساتها، ويهيئ نفسه للإفصاح عن عشقه لها.
تتسلل ألحانها إلى خلف الجدار يمر الجنود المدججين بالسلاح و آلة الحرب ،فتهفو نفوسهم إلى مدنهم .عوائلهم. أحبائهم. لحظات السلام التي لم تعرفها نفوسهم مذ وطأة ارض العراق. وأمانهم الذي انتزعته منهم حماقات حملتهم الرعناء و أثارها.
يدخلون حيث لا يمنعهم احد . يفاجئون الجميع العزل. لم تزل واقفة. يتحمس الجنود للاستماع إلى أنغام جميلة لم تطرق أذانهم من قبل لتمنحهم بعض البهجة بهذا الجو القاتم الكئيب.
ـ اعزفي لنا بعض الألحان. طلب منها قائدهم
ـ اعتذر لا ولن اعزف لكم ردت عليه بأدب وتحدي.
ـ لماذا ؟ سألها مندهشا
ـ لأنكم محتلون . أنا لا اعزف لمن يحتل بلادي أي لحن . لو كنتم ضيوفي لعزفت لكم بكل أمتنان. لكنكم في بلادي اليوم محتلين. لن اعزف لكم.
القائد والجنود حيارى. اسقط من يدهم. وأخرستهم العازفة . أرعبهم الناي الصامت. وأخصى عربدتهم. فلا حفلة خاصة أو عامة للموت في حضرة اللحن الوفي للشواطئ والنخيل ودموع الثكلى.

۩ لغز اكتفائك نهر ولغزي جرعة
أجول حدٌ التصفيق وارتعد حتى جعلتني زجاجاً
يغادرون المكان يجرون أذيال الخيبة، ويتملكهم الحزن والجزع من إيجاد موطئ قدم في البيوت والقلوب التي جاءوها غزاة. مذهولون من جبروت إنسان لا يهزم على هذه الأرض.

۩ جناك اغترابك قبطانا نحاسياً
اتحتد كلما جهلت شمسي

هل تبحث عن المنتصر في معركة مثل هذه . لا تشبه ما لقنوه إياك أو ما كتبوه لك في سجلاتهم التي لم تراجعها للتأكد من صحتها. من المنتصر في معركة بين جنود مدججين بالسلاح وعازفة ناي. هل علموك بان الحروب تعادل كفتي الميزان . قوة فريقين والغلبة للأقوى. طيش رصاص ,أشلاء , دماء , حرائق ,خرائب, جرحى , أكوام من النفايات تختلط مع كل شيء , طرقات ملغومة بانكسارات المهزوم ووقاحات المنتصر. إن كانت الإجابة على أكثر من ثلثي الأسئلة السابقة بنعم فأنت موهوم. تعرف لما .. لأننا

۩ على شرفة الحرب
نعلق أعمارنا مثل حبل غسيل

ملاحظات:
۩ النصوص لمن سهوله في قفص للشاعر القدير وسام هاشم
عازفة الناي: فتاة عراقية استضافتها إحدى القنوات الفضائية فتمتعت بعزفها ، وأبهرتني شجاعتها وموقفها الوطني والإنساني الكبير رغم صغر سنها. لكنني غفلت عن اسمها ، فإذا ما كنت محظوظة، وقرأت المقال هي أم احد معارفها فليراسلني كي أدون اسمها.
عازفة البيانو : كما لم يخفى على احد منكم هي وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كوندليزا رايس.



#شذى_احمد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صور من المعركة مذكرات زوجة الريس
- صور من المعركة بين صفتي جدة
- صور من المعركة الما
- صور من المعركة. الخط الساخن
- صور من المعركة .. سيدتا اللوحة والحزن
- صور من المعركة رجالهن
- أكلي لما تشبعين
- ما طاب من عذب المزاج
- لا تترك جريدتك
- طائرات الريس بغداد قاهرة
- وظيفة بعنوان كلب
- كلنا بالموت سواسية
- ليلة رأس السنة
- المجد للحب
- بين رجل و أخر الفضائية قيد الإنشاء
- فضائية يسارية علمانية
- جعفر صديق اوباما
- شوية عليه وشويه عليك
- رضعوا وما خلوه يرضع
- خسارة الفوز


المزيد.....




- جنوب إفريقيا... مصرع امرأة جراء فيضانات ضخمة (فيديو)
- الجنسية السويسرية عبر الزواج: شروط صارمة وكلفة باهظة لمن يقي ...
- السعودية.. توفير خدمة هي الأولى من نوعها للنساء في الحرم الم ...
- وزيرة شئون المرأة الفلسطينية لـ«الشروق»: نواجه واقعا مأساويا ...
- من بطلة إلى ملهمة: كيف غيرت إيمان خليف وجه الملاكمة النسائية ...
- الشبكة السورية لحقوق الإنسان: 878 ضحية في الساحل السوري
- في لبنان: جريمة قتل امرأة سبعينية في الشوف
- شهادات مؤلمة: العنف الجنسي ضد الفلسطينيين في تقرير أممي
- توغو: قوانين الإجهاض الصارمة تدفع النساء إلى المخاطر وتفاقم ...
- كيف يمكن للمرأة العربية الاستثمار في الذات لتحقيق النجاح؟


المزيد.....

- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - شذى احمد - صور من المعركة العازفتان