|
حوار مع سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العمالي العراقي
سامان کريم
الحوار المتمدن-العدد: 3390 - 2011 / 6 / 8 - 12:44
المحور:
مقابلات و حوارات
حوار سايت الحزب مع سامان كريم سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العمالي العراقي حول: " جمعة قرار الرحيل" للجمعة القادمة و الاحتجاجات الجماهيرية سايت الحزب: 10 حزيران المقبل ستكون اول جمعة بعد انقضاء مهلة المئة يوم التي وعد بها رئيس الوزراء المالكي. وتعالت من قبل عدد من المجاميع والمنظمات شعارات ومسميات مختلفة ليوم الجمعة القادمة ومن ابرز هذه الشعارات هي " جمعة قرار الرحيل". كيف تنظرون الى هذا الشعار؟ وهل ترون ان هذا الشعار مناسب لهذه المرحلة ؟ و ما هو بديلكم السياسي الذي بإمكان الجماهير المحتجة من الالتفاف حوله ؟ سامان كريم: هذا الشعار "جمعة قرار الرحيل" هو شعار غير صالح للحركة الثورية في هذه المرحلة. شعار غير مناسب لهذه المرحلة ، غير مناسب على كافة الأصعدة السياسية والتنظيمية، ولاستعدادات الجماهير لما تريد تحقيقه. ان هذا الشعار، هو استنساخ لنماذج ثورة تونس ومصر. لكن الثورة في البلدين المذكورين تمت في ظل أوضاع سياسية مختلفة ، في ظل حركات سياسية و حكومة ودولة تختلف عما هو في العراق . في العراق ليس لدينا دولة بالمعنى المحدد للدولة، في العراق لدينا حكومة غير مركزية ، بل ان قوة الحكومة وسلطتها مأخوذة من المناطق والأقاليم والمحافظات ، بهذا المعنى ووفق سلطة وقوة والنفوذ السياسي للحركات الاجتماعية البرجوازية الإسلامية والقومية الكردية والعربية ، تنبثق الحكومة حسب مبدأ المحاصصة الطائفية والقومية والدينية. الحكومة العراقية الحالية تستلهم قوتها وفق مناطق النفوذ السياسي لتلك الحركات. بمعنى آخر ليس هناك حكومة في العراق تتفق عليها الجماهير في العراق ، أو حتى لو إنها مفروضة عليه كحكومة لجميع العراقيين ، مثل فترة حكومة البعث القومي ، بل بالجمع الرياضي لتلك الحركات التي تتصارع على حصص الأرض والنفط والعقود التجارية ، سوف تكون لدينا الحكومة. بجمع الحكومات المتعددة لدينا حكومة في المنطقة الخضراء. بسقوط هذه الحكومة دون مساس بالعملية السياسية لن يتغير شيئا لصالح الجماهير، ربما تتغير الوجوه فقط ، لكن تغير الوجوه ربما يكون مطلب من مطالب بعض الائتلافات المشاركة في العملية السياسية ، الجماهير تطلب باستحقاقاتها وهي مطالب معلنة منذ 25 من شباط الماضي. أصحاب هذا الشعار أما متوهمون بالعملية السياسية الراهنة ، و يرفضون الحكومة الحالية بالتالي يريدون تغيرها بكتلة أخرى ، وبالتحليل الأخير النتيجة مشابه ان لم تكن أسوء في هذه المرحلة إذا نأخذ الوضع السياسي في العراق في إطاره الدولي والإقليمي ، أو إنهم لا يتمتعون ببعد نظر بنتيجة وعواقب هذا الشعار إذا تم تحقيقه على ارض الواقع . حيث إذا سقطت الحكومة الحالية ، سيكون المجتمع أمام مفترقين أما الانتخابات المبكرة ، وعواقب هذه العملية غير محسومة لصالح الجماهير في ظل العملية السياسية الراهنة. أو فراغ كامل أو شبه كامل ، حينذاك ستكون الساحة السياسية العراقية ، ساحة لنزول الميليشيات المختلفة ، وسيكون الوضع أسوء بمرات كثيرة حتى بالمقارنة بالوضع الحالي. حينذاك لم يتبق أي اثر لاحتجاجات الجماهيرية ، لم يبق أي اثر وأية أرضية لرفع المطالب العمالية والجماهيرية. في النتيجة النهائية ان من يرفع هذا الشعار هم أشخاص او مجاميع او حزب ، لا يتمتعون بمسئولية أمام المجتمع وأمام الحركة الثورية ومطالب الجماهير. بالتالي إن هذا الشعار مرفوض من قبلنا. نحن حزب مسئول أمام الجماهير وبالتحديد أمام الطبقة العاملة ، تجاه الحركة الثورية الراهنة ومطالب المتظاهرين. عليه نخطو خطوات ثابتة وفق توازن القوى الموجودة بين الحركة الثورية و السلطة الحاكمة ، وفق الاستعداد السياسي و التنظيمي للجماهير وليس كما تشاء الأفكار و الأيديولوجيات والكتل السياسية المعارضة للحكومة الحالية. ناهيك عن خطر رفع هذا الشعار في هذه المرحلة من ناحية سلامة وأمنية الحركة ، حيث يتم سحق الحركة وضربها بالقوة العسكرية من قبل السلطة الحاكمة ، تحت دعاوي مختلفة . علينا ان نكون مسئولين أمام قضيتنا. نحن نرفض رفع هذا الشعار جملة وتفصيلا في هذه المرحلة.
سايت الحزب: كيف تقيمون الحركات الاحتجاجية والجماهيرية خلال المئة يوم التي مضت والى أين يسير مستقبل هذه الحركة من وجهة نظركم ؟ وما هي نقاط ضعفها وقوتها ؟ وما ه السبل الكفيلة لتجاوز معوقاتها التي تقف أمامها ؟ سامان كريم: الحركة الاحتجاجية في العراق خطت خطوات إيجابية، أزاحت ستار الخوف ، وكشفت حقيقة السلطة البرجوازية الحاكمة أمام الملأً، وكشفت زيف كافة الحركات والتيارات و الأحزاب المشاركة في الحكم ، وبعدهم عن مصالح الجماهير، وتعارض مصالحهم مع مطالب الجماهير وتطلعاتها. لحد اللحظة بإمكاننا ان نقول نحن لا نرجع إلى تاريخ ما قبل 25 من شباط الماضي حتى إذا تم إجهاض الحركة غداً. هذا هو تقيمي عن ايجابية وقوة الحركة الثورية . في الوقت نفسه هناك مواطن ضعف كثيرة وكبيرة تخللت الفترة السابقة. منها انعدام التنظيم أو هشاشته على الصعيد الاجتماعي وعلى صعيد الميادين الاحتجاجية أيضا. وأؤكد ان التنظيم على الصعيد الاجتماعي هو الأهم وهو ركيزة لا يمكن الاستغناء عنها لأي حركة ثورية. أولا على صعيد العمل ألتنسيقي والتنظيمي بين مختلف المجاميع الفاعلة لحد الآن لم يتم بصورة مدروسة ، حيث تم اختراق المحاولات الأولية من قبل الحكومة بإرسال المندسين إلى هذه الاجتماعات ، وتم اختراقها بصورة أخرى من خلال اجتماع اسطنبول الذي لا يمثل إي شئ سوا محاولة لإجهاض الحركة وتغير مسارها وتحويلها إلى أداة بأيدي دول المنطقة... نحن حذرنا منذ البداية من هذه المحاولات، وأصدرنا بيانات مختلفة حول اجتماع اسطنبول و اقتحام منظمة " أين حقي"... الأهم من ذلك عدم توسيع الحركة نحو المحلات السكنية والمعامل ومؤسسات الدولة. ان الحركة الثورية التي تهدف إلى تحقيق مطالبها ليس بإمكانها ان تتوسع و تتقوى بدون ان ترسيخ تنظيماتها في كل مفاصل المجتمع ، عبر تنظيم المجالس العمالية والجماهيرية. المفصل الأهم للحركة هو نزول العمال إلى ميدان النضال في أماكن عملهم في معاملهم ومؤسساتهم وخصوصا عمال شركة النفط ، وتنظيم أنفسهم عبر مجالسهم العمالية. من جهة ثانية ان الحركة في هذه المرحلة غير موحدة ، حول افقها السياسي ، ما هو الأفق السياسي للحركة في هذه المرحلة ، ما هي اللائحة العملية المتفق عليها من قبل قادة الحركة الاحتجاجية؟! . برأي يجب أن يكون هناك توافق حول اللائحة العملية للحركة. أما مستقبل الحركة فهو مرتبط ارتباطا مباشر بأفقها السياسي و تنظيمها تنظيما مؤثرا لأكثر ما يمكن من الجماهير الشباب و النساء ، في المحلات و المعامل ومؤسسات الدولة من جانب و من جانب آخر، مرتبط بشكل وثيق بنزول العمال إلى ساحات النضال السياسي و تبوئهم مواقع ريادية للحركة الثورية. يضاف إلى ذالك مرتبط بتنظيم الحركة الاحتجاجية في الساحات و الشوارع تنظيما متماسكا قويا بتشكيل ائتلاف بين المجاميع النضالية الموجودة في الساحة حول لائحة مطلبيه مناسبة و وفق ضوابط محددة. وعدم اللعب بمصير الحركة من خلال إطلاق شعارات غير مسئولة، أو من خلال تصريحات غير موفقة ، او استفزازات ، او اجتماعات خارج العراق. على كل قادة الحركة الاحتجاجية ان يبرزوا أنفسهم كمسئولين عن مصير هذه الحركة من كافة جوانبها السياسية والأمنية و العملية. سايت الحزب: هل هناك مخاوف من تكرار نفس تجربة تظاهرات مدينة السليمانية وأطرافها التي تم قمعها بالقوة من قبل السلطات الكوردية وفرض أجواء من العسكرتارية على المدينة ، حيث نرى نفس المشهد السياسي يتكرر في بغداد، وذلك من خلال التمركز والتظاهرة فقط في ساحة التحرير من دون التفكير بتوسيع رقعة الحركات الاحتجاجية وتنظيمها في الأحياء السكنية و المعامل ومؤسسات الدولة وفي المحافظات الأخرى. سامان كريم:فعلا لدي هذه الخوف لحد اللحظة على الرغم من كل الخطط السياسية والعملية. تخوفي نابع من عدم وجود كتلة شيوعية عمالية مؤثرة وقوية ومسلحة برؤية ثورية تخطو خطوات مدروسة لتقوية الحركة الثورية من خلال تقوية الشيوعية العمالية وحزبها. أنا لدي يقين بدون تقوية الشيوعية العمالية ومنهجها وتسليح قادة الحركة الاحتجاجية في الساحات والمعامل والمحلات ليس بإمكاننا عندئذ ان نتحدث عن تقوية الحركة الثورية ... توسيعها و تطويرها وترسيخ تقاليد نضالية ..ومن ثم تحقيق مطالب الجماهير. نحن فكرنا بهذا الامر منذ البداية، بتوسيع رقعة الاحتجاجات الى المحلات والمعامل، ولدينا خطة سياسية-عملية واضحة، ولدينا خطوات بدائية نحو تحقيق هذا الامر في عدد من المحلات. في الوقت نفسه امامنا معوقات سياسية واجتماعية كبيرة، حيث ضعف تقاليد النضال الجماهيري والتنظيمي على الصعيد الاجتماعي ظاهرة للعيان خلال العقود الاربعة الماضية من جانب و ضعف الشيوعية العمالية وتقالديها السياسية والنضالية والتنظيمية من جانب اخر. هذه قضية سياسية اجتماعية تراكمت عبر عقود عدة نتيجة تسلط الحركة القومية العربية بقيادة البعث، ومن ثم مجئ الاحتلال و تبوء الاسلام السياسي مقاليد الحكم. ترافق حكمهما العنف والقسوة والحروب والقتل على الهوية والتهجير القسري، وضرب الحركة العمالية عبر قوانين رجعية، ومنع الحريات السياسية وخصوصا حرية التنظيم والاضراب والتظاهر. سايت الحزب: ما هو نداءكم للقادة العماليين و الجماهيريين والشباب و المنظمات الشبابية ؟ سامان كريم: سياساتنا واضحة من خلال خطة عملية سياسية "بلاتفورم" للجنة المركزية للحزب، من خلال البيانات المتوفرة في سايت الحزب و في الساحات والشوارع. نحن عادة ما نوجه النداء لان النداء هو موجه إلى شئ عملي ملموس في موقع الحدث. نحن في الحزب الشيوعي العمالي مسئولين أمام المجتمع كحزب مسئول عن قضية الطبقة العاملة وتحررها من سلطة الرأسمال. عليه نحن نعتبر أنفسنا مسئولين أمام الحركة الثورية الراهنة. وعليه أيضا نتصرف بصورة مسئولة تجاه الحركة الثورية ، تجاه قادتها و نشطائها ، تجاه مجاميعها المختلفة ، تجاه القادة العماليين و الجماهيريين والشباب بغض النظر عن توجهاتهم السياسية. عليه نوجه القادة العماليين إلى العمل السياسي إلى الانخراط في الحركة الثورية في أماكن عملهم ومؤسساتهم ، نقول لهم انتم بناة العراق وبناة صناعته ومنتجي نفطه ، انتم الذين بإمكانكم ان تحرروا المجتمع في العراق ، إذا عزمتم أمركم ونظمتم أنفسكم ، في أماكن عملكم ، إذا أوقفتم سريان النفط في العراق لمدة قصيرة ستكون نتيجتها ليس لصالحكم فقط بل لصالح المجتمع برمته لصالح الحركة الثورية. ان انخراط العمال بصورة منظمة في الحركة الثورية ، يعني الدفاع عن الحريات السياسية ، الدفاع عن إطلاق سراح المعتقلين الذين لم تثبت إدانتهم ، النضال في سبيل الكشف عن هوية الارهابين "المٌغطين سياسيا"، النضال في سبيل كشف الفاسدين ومحاكمتهم علنيا، النضال ضد التعذيب و الاعتقالات الكيدية، ... هذه كلها تعني عندما ينخرط العمال في العمل السياسي ، والحركة الثورية في هذه المرحلة. طبعا على العمال ان ينظموا أنفسهم حول مطالبهم ، إلغاء قانون التمويل الذاتي ، إلغاء قانون تحويل العمال إلى الموظفين وبأثر رجعي ، النضال في سبيل توفير ضمان البطالة، في سبيل رفع الحد الأدنى من الأجور.... الخطوة الأولى في البداية هي تشكيل اللجان المعملية من خمسة نشطاء أو من القادة العماليين ، والهدف من هذا التنظيم هو الوصول إلى المجالس العمالية. وفي الإحياء السكنية يبدأ العمل بتشكيل لجان المحلات من خمسة أشخاص حول لائحة مطلبية من خمس مطالب أو اقل على سبيل المثل ، تختلف حسب مطالب أهالي المحلات. ونوجه قادة المجاميع الشبابية إلى تنظيم أنفسهم في ائتلاف موسع وفق لائحة مطلبية مناسبة ، و تحت قيادة واحدة , و نحذرهم من اختراق المجاميع الشبابية واجتماعاتهم من خلال المندسين كما حصل في الاجتماع الذي عقد في منظمة "أين حقي". 8/6/2011
#سامان_کريم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
القضايا الملحة أمام حركتنا !
المزيد.....
-
ماذا نعرف عن صاروخ -أوريشنيك- الذي استخدمته روسيا لأول مرة ف
...
-
زنازين في الطريق إلى القصر الرئاسي بالسنغال
-
-خطوة مهمة-.. بايدن يشيد باتفاق كوب29
-
الأمن الأردني يعلن مقتل مطلق النار في منطقة الرابية بعمان
-
ارتفاع ضحايا الغارات الإسرائيلية على لبنان وإطلاق مسيّرة بات
...
-
إغلاق الطرق المؤدية للسفارة الإسرائيلية بعمّان بعد إطلاق نار
...
-
قمة المناخ -كوب29-.. اتفاق بـ 300 مليار دولار وسط انتقادات
-
دوي طلقات قرب سفارة إسرائيل في عمان.. والأمن الأردني يطوق مح
...
-
كوب 29.. التوصل إلى اتفاق بقيمة 300 مليار دولار لمواجهة تداع
...
-
-كوب 29-.. تخصيص 300 مليار دولار سنويا للدول الفقيرة لمواجهة
...
المزيد.....
-
قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي
/ محمد الأزرقي
-
حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش.
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ
...
/ رزكار عقراوي
-
ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث
...
/ فاطمة الفلاحي
-
كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي
...
/ مجدى عبد الهادى
-
حوار مع ميشال سير
/ الحسن علاج
-
حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع
...
/ حسقيل قوجمان
-
المقدس متولي : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
«صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية
...
/ نايف حواتمة
-
الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي
/ جلبير الأشقر
المزيد.....
|