أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد منصور - غول الحواجز الاسرائيلية .. هل نقتله ..؟؟ ام يقتلنا ..؟؟















المزيد.....

غول الحواجز الاسرائيلية .. هل نقتله ..؟؟ ام يقتلنا ..؟؟


خالد منصور
عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني


الحوار المتمدن-العدد: 1011 - 2004 / 11 / 8 - 08:28
المحور: القضية الفلسطينية
    


من المؤكد أنّ السلاح الأخطر الذي واجه به المحتلون الإسرائيليون انتفاضتنا الفلسطينية هو ذاك السلاح الجهنمي الذي لا يقل خطورة عن سلاح القتل والتصفيات والاجتياحات والاعتقالات …. انه سلاح الخنق والحصار واقامة الحواجز على كل مداخل المدن والقرى والبلدات ، تلك الحواجز التي فصلت ما بين الإنسان الفلسطيني ومصادر رزقه وعمله ، وجعلته يتعرض يوميا للتنكيل والإهانة والإذلال ، بصورة تفوق في وصفها ممارسات النازيين الألمان في البلدان التي اجتاحوها ، والعنصريين البيض في جنوب أفريقيا … قد يكون للحواجز المنصوبة كالمشانق على أبواب مدننا وقرانا ، أهداف أمنيه تكتيكية بالنسبة لجيش الاحتلال ، تتركز في منع تحرك وانتقال الناشطين الفلسطينيين من مكان لاخر ، وفي الحيلولة دون نقل الأدوات القتالية ( الحصار الأمني ) – … ولكن الهدف الاستراتيجي الأساس ، ظل وفي كل الأحوال ما كان قد خطط له الخبراء الشياطين في جيش الاحتلال ، والمتمثل في تحطيم نفسية المواطن الفلسطيني ، وقتل إرادته وتصميمه على مواصلة رفض الاحتلال ، والاستمرار في تحديه ومقاومة وجوده وتمدده على أرضنا ….
صحيح أنّ المحتلين قد حققوا إنجازات أمنية كبيرة في مواجهة المقاومة الفلسطينية ، واستطاعوا ضرب وتحطيم جزء مهما من الانوية الصلبة ، ولكن الحصار الأمني ظل قابلا للخرق نسبيا ويمكن تخطيه في بعض الأحيان وباستغلال بعض الثغرات الأمنية -- إن كان هناك إرادة وتصميم -- وهذا راجع للطبيعة الجغرافية والسكانية لارضنا وشعبنا والتشابك والتداخل الكبيرين للحياة على جانبي الخط الأخضر… لكن الإنجاز الأكبر الذي حققه المحتلون كان هو في زيادة حجم الضغوط على المواطن الفلسطيني وجعل معظم تفكيره ينصب على سبل تدبير حياته الخاصة ، وتخطي عقبات الاحتلال التي يتفنن المحتل كل يوم في تجديدها .. وبدلا من أن يفكر المواطن في سبل النضال للخلاص من الاحتلال ، تراه يفكر في هموم السفر والمواصلات ، وكيف سيدفع عن نفسه بطش وتنكيل الجيش إن القوا القبض عليه ، أثناء سفره وتسلله عبر الطرق الجبلية أو الشوارع الالتفافية ، ليجتاز الحواجز الدائمة والطيارة ، وكيف سيستطيع الدخول إلى مكان عمله في المدينة ، إن كان موظفا ومديره المسؤول يطلب منه الانتظام في الدوام وكأنه ( أي المدير المسؤول ) إنسان آخر غير فلسطيني ، أو يعيش في كوكب آخر ، لا يدري أو لم يسمع عن وجود الحواجز ، ولا يعاني منها ، ولا يقف بالطوابير الطويلة والمملة… بسبب حمله لبطاقة أل VIP أو يتم التنسيق لمروره مع الجهات الإسرائيلية … وكيف سيوصل مريضه للطبيب أو المستشفى أو كيف سيسوق ألبانه واجبانه وثماره في المدينة أما إذا كان من عمال إسرائيل فكيف سيصل إلى الداخل ويجتاز جدار العزل الرهيب الذي يمتد كل يوم كيلومترات ليحيط بكامل مناطقنا الفلسطينية ويجعلها أشبه بسجون وزنازين رهيبة كئيبة – فيضطر حين يريد الوصول إلى عمله في نتانيا من مكان سكنه في منطقة طولكرم أو جنين للدخول عبر الجبال من منطقة رام الله أو القدس وعبر مقاطع من الجدار يسابق المحتلون لإنجازها وبنائها فيسافر عشرات الكيلومترات ليصل إلى منطقة لا تبعد عن مكان سكناه اكثر من كيلومترات قليلة ..
آلاف المواطنين يدخلون يوميا إلى مدينة نابلس الفلسطينية المحاصرة .. موظفون في القطاعين الحكومي والخاص ، وطلبة جامعات ، ومرضى ، ومراجعون للدوائر الحكومية ، ومتسوقون … أطفال ونساء وشيوخ .. شبان وصبايا .. معاقون وأصحاء .. والمداخل للمدينة محددة : ثلاثة مداخل لا غير ، معابر وكأنها دولية عليها حواجز أمنية وحراسات مشددة -- الأول حاجز بيت ايبا على المدخل الغربي لمدينة نابلس وهو خصيصا للمواطنين القادمين من قرى المحافظة الشمالية والغربية ومن مناطق جنين وطوباس وطولكرم وقلقيلية ، والثاني حاجز حواره للقادمين من قرى جنوب المحافظة ومناطق رام الله والقدس واريحا وسلفيت ، والثالث حاجز بيت فوريك للقادمين من قرى مشاريق نابلس بيت فوريك وبيت دجن وسالم والأغوار … الأزمة على الحواجز تزداد حدة في ساعات الصباح الباكر ، ما بين الساعة السابعة والساعة التاسعة حين يتوجه المواطنون إلى المدينة مرتبطين بساعات دوام رسمية ، وكذلك تزداد الأزمة أيضا في ساعات ما بعد الظهر ما بين الساعة الثانية والساعة الرابعة أي بعد انتهاء ساعات دوام دوائر العمل الحكومية والأهلية … في الصباح يكون التزاحم على الدخول شديدا جدا وكذلك بعد الظهر …. ومع ظروف الحر الشديد ، وعدم وجود ما يقي المواطنين من أشعة الشمس الحارقة المباشرة ، ومع وجود كم هائل من الغبار ، سواء الذي يخرج من الكسارات كما هو عند حاجز بيت ايبا غربي نابلس ، أو من تأثير حركة السيارات ، أو ما تتسبب به خصيصا وبشكل استفزازي حركة سيارات الجيش ودباباته .. عندها يصبح المشهد فظيعا --امتزاج العرق بالغبار ومع تعب الانتظار وتصرفات وإهانات جنود الجيش الواقفين على الحواجز.. مع تباطؤهم وتلكؤهم المتعمد في إجراءات التفتيش ، ومع تحرشهم في كثير من الأحيان بالنساء ، وخاصة الفتيات صغيرات السن والجميلات ، ومع تهديدهم الدائم لكل من هو دون سن الخامسة والثلاثين بالمنع من الدخول والخروج من المدينة .. ومع الفوضى العارمة التي يقوم بها المواطنون المستفزون ، والتي يتسبب بها الجيش ويشجعها ، عن طريق التباطؤ وعدم إدخال الناس بالدور ومن الطابور … عندها ترتفع درجة غليان دماغ المواطنين ، وتحدث انفجارات عفوية ، وتشابك بينهم وبين الجنود ، وتلاسن معهم بالألفاظ النابية ، فيهاجم الجنود جموع المواطنين بالعصي أو بقنابل الصوت والغاز الخانق ، وتغلق الحواجز لساعات ….. ويتسلل اليأس والإحباط شيئا فشيئا إلى نفوس إعداد متزايدة من المواطنين ، لدرجة انهم ينظرون إلى أي تسهيل يقوم به الجيش ومهما يكن بسيطا ، حدث إيجابي مهم ، ومؤشر على أن الإسرائيليون بدءوا يغيرون أساليبهم القمعية بأخرى اقل منها قساوة … ويصاب الإنسان بالدوار ، ويعجز عن التفكير الصحيح ، ويفقد البوصلة ، وينشغل كليا في التفكير في لحظته الراهنة ، أي في الخلاص من غول الحواجز ، والتمني أن لا تطول ساعات انتظاره والرجاء من أي قوة خفية أن تساعده ، بل وحتى يتطلع لو أنّ الله يهدي الجنود ( الذين يكن لهم في صميم قلبه وعقله كل الكره والبغضاء) ويدخل في قلوبهم الرحمة تجاهنا .. ..
وهكذا تتفاعل ظاهرة الضابط الإسرائيلي عــوفــر على حواجز مدينة نابلس .. ذلك الضابط الذي يقال انه كان يخدم سابقا في الإدارة المدنية الإسرائيلية ، قبل أن ينهي خدمته العسكرية ويتقاعد .. ضابط من المؤكد انه خدم سابقا في جهاز الشين بيت .. أو اشرف على قتل وتعذيب العشرات من المواطنين الفلسطينيين ، والذي تم استدعاؤه من قبل قيادة الجيش لخبرته بالتعامل مع العرب .. تم استدعاؤه للعمل كمسؤولا عن الحواجز التي تخنق مدينة نابلس ، ضابط احمر البشرة ذو كرش كبير وراس اكبر ، في العقد الخامس أو السادس من عمره ، … هو صاحب القرار الأول على الحواجز ، وذو صلاحية كبيرة في معالجة كل القضايا الطارئة هناك ، وبسبب الضغط الهائل الواقع على أعصاب المواطنين ، وبسبب قيام هذا الضابط في بعض الأوقات بتسهيل مرور المواطنين وتقليل وقت انتظارهم … اصبح هذا الضابط في نظرهم جيدا .. انه جلاد يصاب أحيانا بنوبة إنسانية .. الأمر الذي جعل البعض وبتفكير ساذج ، يفسر ويبرر لعوفر قيامه في أحد الأيام بتشديد الإجراءات على الحواجز ، معتبرا أنّ ذلك حصل لان أحد ضباط المظلات الإسرائيليين قد قتل أثناء عملية مداهمة لمخيم بلاطة ،… واخذ الناس يرجون من الله أن يجدوا هذا الجلاد الرحيم يوميا على حاجزهم الذي يمرون منه .. ناسين أو متناسين أنّ سياسة الإذلال على الحواجز ، هي سياسة رسمية ، ينفذها الجنود بأوامر قياداتهم ، ومنها هذا الضابط عوفر ، وان تخفيف الإجراءات يحصل وفق الظروف الأمنية ، أو في اللحظات القليلة التي يتواجد فيها أنصار السلام الإسرائيليون ،-- من جماعة بيتسيلم أو من حركة نساء ضد الحواجز الإسرائيلية -- أو بسبب وجود بعض وسائل الإعلام الدولية ..

خالد منصور
عضو المكتب السياسي
لحزب الشعب الفلسطيني
7/11/2004



#خالد_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هذا في فلسطين وليس في ابي غريب
- اطفال المخيم
- وقفة مع الذّات الفلسطينية
- السمات الخاصة بمجتمع اللاجئين الفلسطينيين
- غياب الرئيس .. ؟؟ التحديات والاسئلة الصعبة
- شركاء في المسؤولية
- عفوا معالي الوزير
- من قصص المعاناة الفلسطينية .. يوم في حياة موظف
- زيتنا احمر


المزيد.....




- من معرض للأسلحة.. زعيم كوريا الشمالية يوجه انتقادات لأمريكا ...
- ترامب يعلن بام بوندي مرشحة جديدة لمنصب وزيرة العدل بعد انسحا ...
- قرار واشنطن بإرسال ألغام إلى أوكرانيا يمثل -تطورا صادما ومدم ...
- مسؤول لبناني: 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية عل ...
- وزيرة خارجية النمسا السابقة تؤكد عجز الولايات المتحدة والغرب ...
- واشنطن تهدد بفرض عقوبات على المؤسسات المالية الأجنبية المرتب ...
- مصدر دفاعي كبير يؤيد قرار نتنياهو مهاجمة إسرائيل البرنامج ال ...
- -استهداف قوات إسرائيلية 10 مرات وقاعدة لأول مرة-..-حزب الله- ...
- -التايمز-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي لن ...
- مصادر عبرية: صلية صاروخية أطلقت من لبنان وسقطت في حيفا


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد منصور - غول الحواجز الاسرائيلية .. هل نقتله ..؟؟ ام يقتلنا ..؟؟