جديون: زيور .. مثالا مقابل بعض المتهافتين عمياءا الى المؤتمرات!

محمد محمد ألمانيا

الحوار المتمدن-العدد: 3389 - 2011 / 6 / 7 - 17:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

ـ بداية، أود أن أنوه بأنني قد أعلنت موافقتي لمنظمي مؤتمر بروكسل الأخير بالمشاركة فيه و لولا هناك عوامل فنية قد حالت دون وصولي الى المؤتمر، لكنت سأتصرف الواجب أيضا كما تصرف به الاستاذ العزيز زيور عمر!

أعتقد أنه لم يعد خافيا للكثير من المتابعين والمهتمين الموضوعيين بالشأن السوري, بالانتفاضة الشبابية الجماهيرية، بالمعارضة السورية، بدور القوى الأقليمية والدولية، وكذلك بأجواء وممولي ومنظمي لقاء استنبول ومؤتمري أنتاليا التركية وبروكسل البلجيكية الأوروبية، مدى تأثير نفوذ وهيمنة جماعة اخوان المسلمين وحلفائها الأقليميين سلبا على مجرى ومغزى تلك اللقاءات والمؤتمرات المذكورة.
طبعا هنا، لا بد من الادراك، بأن السبب الرئيسي لتنامي دور جماعة اخوان المسلمين السوريين وبعض مقربيهم في تهيئة تلك اللقاءات والمؤتمرات والتحكم شبه الكامل بتحديد أمكنة ومجرى انعقادها خصوصا في تركيا الأوسمانلية الجديدة( بالنسبة الى لقاء استنبول ومؤتمر أنتاليا ) وبنتائجها، يعود الى تلقي تلك الجماعة وبعض مقربيها رغم محدودية عددهم مقابل حجم فصائل المعارضة الكوردية والسورية المتنوعة الأخرى، لتمويل كبير من جهات أقليمية ذات نزعات طائفية واثنية تاريخية معينة. تلك الجهات التي غالبا ما تكون ضد توجهات وآمال المجتمع السوري الغالب نحو احداث تغيير ديموقراطي تعددي حقيقي في سوريا المستقبل. وقد كنت قبل اسبوع من انعقاد مؤتمر أنتاليا نشرت وجهة نظري بخصوص ذلك عبر مقال لي، تحت عنوان:
الغرب هيأ لانتفاضة شعوب المنطقة وليست تركيا! ويمكن للمهتمين أن براجعوا هذا المقال في الانترنيت.
ومن يراجع ويدقق ويقيم موضوعيا مجرى ونتائج مؤتمر أنتاليا، يتبين له مدى درجة سلبية أمور أساسية عديدة بخصوص الاصرار على عقده للمرة الثانية في تركيا بدلا من أوروبا، مصر، تونس أو العراق المحررة حديثا ( فقط محاولة استبدال الدور الايراني الصفوي الفارسي الحالي باعادة دور تركي أوسمانلي سلفي جديد في سوريا الحبيبة الجديدة مرتقبا، وذلك بدلا من أن تكون سوريا الجديدة حرة عادلة متفاهمة ومتعاونة مع الغرب الديموقراطي الرفاهي ومع محيطها العربي والاسلامي بتكافئ ( هنا رغم ان ايران هي على الأقل لا تحتل أراض سورية، بينما لا تزال تركيا تحتل محافظة سورية كاملة لواء اسكندرون),مقاطعة الحركة الوطنية الكوردية الاثني عشرحزبا والعديد من الفصائل والشخصيات المعارضة السورية الأخرى الفاعلة في أرض الواقع داخل وخارج الوطن، رفض منظمي المؤتمر الاسلاميين فكرة تبني الاعتراف بحقوق الكورد كشعب على أرضه التاريخية ورفضهم للعلمنة وفصل الدين عن الدولة في سوريا المستقبل،وكذلك فرض أربعة ممثلين من الاخوان ومقربيهم في الهيئة الاستشارية المنبثقة عن المؤتمر رغم أن الاخوان يشكلون فقط فصيلا واحدا مقابل أعداد كثيرة من الفصائل والأحزاب والمجموعات السياسية والحقوقية داخل المجتمع السوري.
وكذلك الحال بالنسبة الى مؤتمر بروكسل الأخير، والذي كان مرغوبا فيه من حيث مكان انعقاده، ولكن كان أيضا خاضعا لهيمنة مموليه المنظمين من جماعة الاخوان المسلمين السوريين ومقربيهم, وذلك وفق جزء من مضمون مقال للأخ زيور المنشور في الانترنيت كالتالي:
" و من أجل توضيح الحقائق ووضعها في خدمة الحراك الشعبي و الجماهيري المنتفض في جميع أنحاء سوريا و الرأي العام الوطني في الداخل و الخارج يهمنا أن نعلن أن مؤتمر الإئتلاف الوطني لدعم الثورة السورية في بروكسل الذي أنهى جدول أعمال بمؤتمر صحفي و بيان في 05/06/2011 كان مؤتمرا ً فاشلاً بكل المقاييس للأسباب التالية :
1- هيمنة جماعة الإخوان المسلمين على المؤتمر بشكل مطلق , حضوراً و مشاركة, بسبب غياب كل القوى السياسية المعارضة في البلاد حيث تجاهلت اللجنة المنظمة في المؤتمر (جميعهم من جماعة الإخوان المسلمين) القوى السياسية المعارضة , أحزاباً و أطر و تكتلات معارضة , كقوى إعلان دمشق , و التجمع الوطني الديمقراطي و أحزاب الحركة الكردية , بالإضلافة الى الشخصيات الثقافية و السياسية و الإجتماعية المعروفة في المشهد السياسي السوري المعارض, حيث لم توجه بشكل مقصود أية دعوة لهذه القوى و الفعاليات , بغية الهيمنة على المؤتمر و تجييره لخدمة أجندة إخوانية في الداخل و إقليمية في الخارج , بهدف الإستئثار بصدارة المشهد السياسي المعارض.
2 ـ تجاهل البيان الختامي الذي عكس أجواء المؤتمر شكلاُ و مضموناً الإعلان عن أي بيان سياسي يتضمن رؤية المؤتمر الى سوريا المستقبل بهدف تقويض الأصوات المطالبة بضرورة العمل من أجل سورية مدنية ديمقراطية علمانية وذلك لتجنب ما جرى في مؤتمر أنطاليا عندما حدث خلاف بين جماعة الإخوان المسلمين و باقي القوى السياسية الأخرى حول علمانية الدولة و ضرورة فصل الدين عن الدولة .
3ـ إستئثار اللجنة المنظمة (كلهم من الإخوان) بنصيب الأسد من التغطية الإعلامية وصلت الى حد قيام المتحدث بإسم المؤتمر بمنع أي مشارك في المؤتمر عن إعطاء أي تصريح الى وسائل الإعلام دون إعلامه أو أخذ رأيه". انتهى الاقتباس.
في هذا السياق وبعد تجارب وخبرات عديدة لأطراف الحركة الوطنية الكوردية ونخب الشعب الكوردي خاصة وللفصائل والنخب الديموقراطية السورية عامة، أن تنتبه بدقة وموضوعية وجدية تامة في هذا الظرف الموءاتي الذي تندلع فيه انتفاضة الجماهير السورية المضحية وتصعد خلالها القوى والدول الغربية الديموقراطية ضغوطا متتالية قوية وجدية على السلطات البعثية الدكتاتورية الشوفينية والناهبة، بأن لا يتم الخضوع الى تأثير ونفوذ بعض الممولين الأقليميين الطائفيين المعرقلين تقليديا لنشر الحريات والدمقرطة والعلمنة والرفاهية في سوريا والمنطقة معا!

محمد محمد ـ ألمانيا:
[email protected]

#محمد_محمد__ألمانيا (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات