أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - محمد المراكشي - ضحك كالبكاء..(إلى من يتذكر السبت الأسود بسيدي إفني)














المزيد.....

ضحك كالبكاء..(إلى من يتذكر السبت الأسود بسيدي إفني)


محمد المراكشي

الحوار المتمدن-العدد: 3389 - 2011 / 6 / 7 - 09:16
المحور: سيرة ذاتية
    


لا أستطيع أن أنسى..لا أريد ان انسى..
ذاك الصباح الضبابي المؤلم الذي جعلني أستفيق باكرا من اللانوم ،حيث لم أغسل وجهي إلا بطريقة خاصة جدا ! أتذكره كثيرا لأنه منحني ألما ملازما في الظهر..فبدل أن أستفيق كباقي الناس على وجه الأرض ،أريد لي أن أقذف بنفسي من أعلى السطح لعلي أنفذ ممن يكسرون علي باب الدار..
لم يكسر باب منزلي لوحده ،بل شاهدت حاقدا يتخيل أن عصاه السوداء سحرية يسقط زجاج السيارة الواقفة أمام المنزل ! قلت في نفسي حينها بمزيج من السخرية و الغضب المكتوم و الخوف ،ربما كانت السيارة من المنتفضين أو أن بها جنيا باح بشعار !!
أتذكر جيدا الوجوه التي استفاقت على الوقع ذاته ،بل أرى فيما يشبه كابوسا ملازما الشاب الذي أخرج من تحت دوشه الصباحي كما ولدته أمه ! و صورة جاري المسالم جدا الذي لا ينبس ببنت شفة مهما بلغ به الغضب ،صورته و هو لا يصرخ كعادته ،لكنه يثار لي و بابي و السيارة بطريقته الخاصة من على سطحه مما جعله عرضة لما تخبئه شرور النفس في أولاد البذل الداكنة !
أتذكر جيدا ،أني اكتشفت في ذاك اليوم أني عداء من الطراز العالمي ،وصارخ أكثر من براحي سم الفئران في الأسواق الأسبوعية ! فالعصا المخزنية لها وقع خطير على الظهر ..إنها تكسره أو تترك ذملا يتبخر أثره السطحي سريعا ليبقى ألمه ملازما لسنوات !
هي عصا المخزن منذ بداية تاريخه، سحرية في مفعولها ،قوية في بطشها ،لكنها قاتلة حتى لمبدعيها !
أتذكر جيدا لعبة الكماشة التي نصبت لنا في مسيرتنا السلمية من الحي إلى حي آخر ،حين تبعتنا عرمرم البذل الداكنة من الخلف دون تدخل فتخيلنا لبرهة أننا أصبحنا في الدانمارك ! لكن سرعان ما انقلب كل شيء حين اصبحنا في دائرة مسلخ حقيقي ،لم تفدنا فيها سوى سيقاننا و الريح ! اكتشفت حينها أن سنوات الدخان لم تأكل من رئتي كثيرا ،و سنوات اللاتريض لم تنقص من لياقتي شيئا ! حتى أني تخيلت أن عدائينا الذين يفوزون في المحافل الدولية ربما يكونون على علم بأن عصا المخزن السحرية من ورائهم ! حيث لا مفر إلا منصة التتويج..
أتذكر جيدا صديقي الذي لم يرد أن يطلق ساقيه للريح كما فعلنا ،أرقبه بالالتفات السريع وهو بين أيد كثيرة و تحت وطأة هراوات تتساقط أكثر من قطرات المطر على جسده..كل جسده ! من قال حينها أننا نعيش سنوات الجفاف؟ !
لازالت في البال تلك المسكينة التي ظلت تصرخ في شارع فارغ حتى من العدم ،وتطرق أبواب المنازل الموصدة لكي يخرج الناس للإحتجاج على ما طالهم..فجأة نبتت زبانية من عدم جعلتها بدل ما كانت تفعله تستغيث بين ايدي من يتخيلون حين يكونون في منازلهم و بين اطفالهم انهم بشر.."و لكن شبه لهم" !!
أتذكر جيدا المبيت في أي مكان لا بوليس فيه ،ولا رائحة لمخبرين متطوعين..أحدهم كان يبيع بطائق الجوال فلم يرد أن يبيعني بالسلف ما كنت أحتاج لسبب واحد :أنه لا يرغب أن ينتظر رد الدين طويلا من مشروع معتقل!
أتذكر جيدا..لا أريد أن أنسى...
قال الوزير لم يقع شيء ،قال الصحفي أحداث محدودة فرد البوق الحقوقي لم تقع انتهاكات..! أما لجنة تحقيق البرلمان فكأنها في نزهة ظلت تعد الأبواب المكسورة و الأيدي المجبرة و الأوراك المزرورقة ،لتعود في سيارتها المكيفة ضاربة الطم على لسانها !
لن أنسى يا سادتي الكرام ، ومعي قصص أخرى لأناس مدينة بكاملها لا تريد أن تنسى السبت الأسود...
ويسألونك ،لم تدعوه بالسبت الأسود !!
-اختر اللون الذي يناسبك...



#محمد_المراكشي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إشهد يا حزيران !
- لا أحد يحب أن يموت !
- رأس نتنياهو لا تصلح لشيء !
- جحا الذي بيننا..!
- وزارة التعليم لا تحسن الحساب !!
- إنتلجنسيا البسوس !!
- ستراوس كان وسمراء من قوم عيسى !
- العصا و الجزرة على الطريقة العربية !
- ضربني الحائط..!
- الزمزمي و الزوجة الميتة..!
- حيا الله من يانا.. !
- الحب في زمن الموت..
- درس فرانكو...
- لا الليل لا الخيل لا البيداء تعرفك.. !
- هزائم شطرنج..
- الحول.. !! ( إلى رشيد نيني ..)
- البرونزاج في الأول من مايو !
- الحصير هو الحل !
- العرب أول من اخترع الفيسبوك !
- بيكيني الحكومة المثقوب !


المزيد.....




- في ظل حكم طالبان..مراهقات أفغانيات تحتفلن بأعياد ميلادهن سرً ...
- مرشحة ترامب لوزارة التعليم تواجه دعوى قضائية تزعم أنها -مكّن ...
- مقتل 87 شخصا على الأقل بـ24 ساعة شمال ووسط غزة لتتجاوز حصيلة ...
- ترامب يرشح بام بوندي لتولي وزارة العدل بعد انسحاب غايتس من ا ...
- كان محليا وأضحى أجنبيا.. الأرز في سيراليون أصبح عملة نادرة.. ...
- لو كنت تعانين من تقصف الشعر ـ فهذا كل ما تحتاجين لمعرفته!
- صحيفة أمريكية: الجيش الأمريكي يختبر صاروخا باليستيا سيحل محل ...
- الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا إلى سكان مدينة صور في جنوب لبنا ...
- العمل السري: سجلنا قصفا صاروخيا على ميدان تدريب عسكري في منط ...
- الكويت تسحب الجنسية من ملياردير عربي شهير


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - محمد المراكشي - ضحك كالبكاء..(إلى من يتذكر السبت الأسود بسيدي إفني)