|
العراقيون..وشخصية (اما..أو)
قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)
الحوار المتمدن-العدد: 3388 - 2011 / 6 / 6 - 19:44
المحور:
كتابات ساخرة
لفت انتباهي ان عددا كبيرا من العراقيين من نوع شخصية (اما.. أو) وهذا النوع من الشخصية يضعك بين خياريين،كليهما لصالحه ويشترط مسبقا شروطا حادة تقع في اضيق الزوايا واسوأ الأماكن، ويعمد الى اغلاق الحوار ليدفعك باتجاه القبول برأيه..ولك ان تلحظ ذلك في الأمور الاجتماعية بين الناس، وفي السياسة ايضا..حتى في البرلمان (التصويت على نواب رئيس الجمهورية..لو بسلّة وحدة..لو نلوصها!). ولأننا، نحن السيكولوجيين، نحلل الشخصية من الداخل،فان من لا يعلم عن شخصية (اما.. أو) نقول له :ان طبيعة هذه الشخصية تكون عصبية، نزّقه انفعاليا، تسعى الى تسليط الاضواء نحوها، وتجمع الانظار بأتجاهها، وتكون مهووسه بأشهار هويتها للناس. ولأنها قليلة الانفتاح على الآخرين، فأنها شديدة الانانيه نحو نفسها، تنكر على منافسيها وحتى اقرانها حقهم في الوجود او التملك او القيادة او المبادرة،معلنه شرطها القاتل: (اما.. او) والتمترس خلف رأي او موقف واحد ومحدد..نابع من ذهن ضيق و (عقل احول). ولهذا فأن الحوار معها لا مكان له، والنقاش معها يأخذ مسارا واحدا متجها نحو نقطة بعينها لا تفرّع منها ولا مشاركة فيها. ولقد وجدنا أن هذه الشخصية تحمل في داخلها معاناة، ولهذا فان صاحبها يتخبط في تصرفاته بسبب ان شخصية (اما..أو) تتحكم بها انفعالات غير متزنه..وتقلبات في المزاج وعصبية حاده، ولهذه الاسباب، فأنها تفتقد القدرة على اتخاذ القرار. واخطر ما يحصل على صعيد الأسرة ان ربّ (ربّة) الأسرة اذا كان من نوع شخصية (اما.. أو) فأن اولاده يكونون معرضين للأصابة باضطرابات نفسية.. لاسيما العصبية (النارية) وتقلّب المزاج، وانغلاق الذهن،وحياة أسرية متشنجة. لكن الاخطر من ذلك ان تكون شخصية (اما..أو) في مواقع اتخاذ القرار. ففضلا عن انها ضعيفة الاداء..قليلة الانجاز، ويصعب التعامل معها، ومتسرعة في اتخاذ قرارات فردية، فأنها ترحّل قصور او فشل مؤسستها المسؤولة عنها الى العاملين فيها.فاذا كان صاحب هذه الشخصية مديرا مثلا،فانه يصوغ الأمر على النحو الآتي: اما ان اكون انا سبب الفشل او انتم..وبما اني وضعت في هذا المكان لأنني كفؤ.. فأنكم انتم سبب الفشل والتقصير.ولأن الحوار ينعدم مع صاحب هذه الشخصية فان ذلك ينعكس سلبيا على منجز المؤسسة، لأن الأحباط النفسي يشيع بين العاملين فيها ويشعرون باليأس من أصلاح الحال. اليس هذا ما يحصل فعلا في عدد من مؤسسات الدولة ويرحّل التقصير فيها الى غير أسبابه الحقيقية..؟.والكارثة أن بقاء هؤلاء في مواقع المسؤولية (وهم باقون..ترضون ما ترضون) لا ينفع معهم مائة يوم..ولا حتى دهرا!
#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)
Qassim_Hussein_Salih#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الشيزوفرينيا..هل هي قدر المثقف الأصيل؟!
-
الشيزوفرينيا..مرض وراثي أم ضريبة الحضارة؟
-
انتحاري الارهابي...ابن السلطة العربية
-
سيكولوجيا الفساد في العراق
-
التحولات السيكولوجية في الانتخابات العراقية (2-2)
-
التحولات السيكولوجية في الانتخابات العراقية من سيفوز في عام
...
-
آخر القمم..أولها
-
أبو ليله..و..عادله خاتون
-
مظفر النواب..من القلعة الخامسة الى هافانا (لمناسبة مربد 2011
...
-
ثقافة القبح
-
مهور الديمقراطية..وخطاياها
-
تسونامي..للمثقفين العرب
-
الأخصائيون النفسيون العرب ..والسياسة
-
الحكّام أم الشعوب..مرضى نفسا؟!
-
غباء السلطة ..وخطاياها
-
تحليل سيكولوجي لشخصية ونهاية معمر القذافي
-
قراءة أولية في مظاهرات جمعة الغضب العراقي
-
الحقيقة..دائما عدوّة السلطة!
-
في سيكولوجيا الثورة المصرية
-
بيان عشرين شباط
المزيد.....
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
-
انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
-
-سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف
...
-
-مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
-
-موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
-
شاهد ما حدث للمثل الكوميدي جاي لينو بعد سقوطه من أعلى تلة
-
حرب الانتقام.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 171 مترجمة على موقع
...
-
تركيا.. اكتشاف تميمة تشير إلى قصة محظورة عن النبي سليمان وهو
...
-
3isk : المؤسس عثمان الحلقة 171 مترجمة بجودة HD على قناة ATV
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|