جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 3388 - 2011 / 6 / 6 - 16:49
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
رغم ان العراقي اذا فتح عينيه لا يرى امامه سوى الخراب و الفساد و السرقة فهو يفتخر بحضارة وادي الرافدين و مهد الحضارات لانه ينسى ان حضارة وادي الرافدين العتيقة لم تكن و لا دقيقة حضارة اباءه و اجداده و انما حضارة اقوام عريقة انقرضت او تحولت الى اقلية مضطهدة تركت ديارها خوفا من المخربين و القتلة. حاضر العراق هو امتداد لمنعطف تأريخي معين في تأريخ هذا البلد المسكين. لقد تحول الهلال الخصيب الاسم الاول للمنطقة الى هلال قاحل اليوم.
كانت عبارة (مهد الحضارات) تلعب دور كبير في الافكار القومية الصوفية متطرفة في اساسها و ظهرت بسبب التمدن و هناك مهود متعددة للحضارات وليس مهد واحد و هذه الاستعارة التي تشير الى الولادة ترجمت الى العربية و اصبحت متداولة مثل عبارة (من المهد الى اللحد) مشتقة من الفعل (مهد) اي عبد و بلط و ازال العراقيل اما اليوم فالعراقيل تزداد مع الايام و لذلك اقترح تغييرها الى لحد الحضارات.
لا ادري ماذا بقى للافتخار وهناك ايضا دلائل تبشر بمستقبل اكثر سوادا و الفرق بيننا و بين الاخرين هو اننا نحلم بمهد الحضارات ولا نصحى الا على لحد الحضارات. كل انسان فقد اتصاله بالواقع و الاخلاق في حاجة ماسة الى علاج نفسي بعيدا عن التعصب الديني و القومي لان الحقيقة تتكلم لغة اخرى و التربية الاسلامية فسدت الاخلاق و الحضارة من جذورها.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟