حميد الحريزي
اديب
(Hameed Alhorazy)
الحوار المتمدن-العدد: 3387 - 2011 / 6 / 5 - 15:53
المحور:
الادب والفن
((اللعنـــــــــــــــــــــــــــــــــــة المستدامه))- قصة قصيرة
حميد الحريزي
ما ان يقترب من إحدى نقاط التفتيش، حتى يبدو عليه القلق والضجر، كمن يحمل محظورا يصعب إخفاءه، يثير انتباه وقلق من يجلس الى جواره في سيارة الأجرة، يعم القلق والخوف جميع الركاب ، فقد ينفجر عليهم بين للحظة وأخرى ، يصل القلق مداه والهلع منتهاه حين يأمر شرطي السونار، سيارتهم بالوقوف على جانب، اللعنة اقتربت الساعة يا أخي ، ارحم نفسك وارحم الآخرين ، لازالت في ريعان الشباب ، فعلام الموت وووو.
يأخذ بعضهم بالبكاء خوفا ًحين يسمع الشاب يقول:-
والله لا ذنب لي في ذلك ، إنها لعنة حلت علي وليس بمقدوري الخلاص منها ، يا ناس افهموني...
يتصاعد اللغط والصياح، يتدافع الركاب عند باألوانهم، الضيق، كل يحاول ان ينفذ بجلده، يرمون الأطفال من زجاج السيارة..، يسدد الجنود بنادقهم نحو الركاب وقد خطفت ألوانهم ، تتعد أصوات الألو..الو.. نعم سيدي .. إرهابي ملغوم.. سنحاول القبض عليه.....
السونار يؤشر بقوة نحو الشاب المرتبك، لا احد يلتفت او يهتم بالورقة المختومة في يده.. يتقدم منه احد الجنود البواسل، يحتضنه يحمله ويهرول به مسرعا، خارج منطقة التفتيش بعيدا عن طابور السيارات.. اكبر الناس بشجاعة الجندي وتضحيته.. يصبح الشاب والجندي مركز دائرة كبيرة مستفزة ، من الهمرات والإسعافات والبنادق الموجهة نحو الهدف...بحركة خاطفة يلوي الجندي ذراعي الشاب نحو الخلف ويربطهما بجامعته الحديدية...
يمزق ملابسه .. يكشف عريه أمام الجميع... لا شيء سوى اثر جرح غائر في قفصه الصدري... يصرخ الجندي مذهولا ، غير مصدق انه لازال حيا... لازال السونار يؤشر بقوة اكبر كلما اقترب من الجسد العاري للمشتبه به....
اقرؤوا الورقة اقرؤوا الورقة يا ناس أنا بريء....... تقدم احد الضباط من الشاب بعد ان قرأ الشهادتين ، قبل ان يأخذ الورقة ويقرأها:-
((الى من يهمه الامر :-
جسد المواطن الملصقة صورته أعلاه (.............) يحمل رصاصة غير متفجرة مستقرة في موضع بالغ الخطورة في قفصه الصدري ،تعذر علينا إخراجها، مما يجعله يعطي إشارات ايجابية لفحص البارود ، يرجى ملاحظة ذلك مع التقدير..))
#حميد_الحريزي (هاشتاغ)
Hameed_Alhorazy#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟