صبري يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 3387 - 2011 / 6 / 5 - 09:59
المحور:
الادب والفن
... .. .... ... ...
أيّها الإنسان
تُدمي ذاتَكَ
تُدمي أخيكَ الإنسان! ..
كيفَ فاتَكَ أنَّ مساحةً
لا تربو عن مترينِ تنتظرُكَ
تعبرُ من خلالِهَا ظلمةً حارقة
حيثُ نسائمُ العشقِ
وموجاتُ البحارِ تشمخُ
على جبهةِ الزمنِ
وأنتَ ترخي أطرافَكَ
لدبيبِ الأرضِ
كي تنخرَ خشونةَ المفاصلِ
أين المفرّ من دكنةِ دهاليزِ الرحيلِ؟
الأرضُ شامخةٌ منذُ أبدِ الدهورِ
صديقةُ البساتينِ
أمُّ الكائناتِ .. كلَّ الكائناتِ!
الأرضُ برجُ المحبّةِ
مزنّرةٌ خاصرتها ببخورِ معطّرةٍ
بأريجِ الزهورِ
تحملُ بينَ جوانِحِها
عجينُ الخلاصِ
تنامُ بينَ أحضانِ السماءِ
ملتحفةً بوهجِ الشمسِ
بشهقاتِ النجومِ وخدودِ القمرِ!
الإنسانُ مسحةُ حزنٍ نافرٍ
يتدلّى فوقَ أرخبيبلاتِ رعشةِ البحرِ
خبيرٌ في تفاصيلِ الجفاءِ
يعتلي صهوةَ الكونِ
بعينينِ جاحظتينِ
مليئتينِ بأشواكٍ مريرةٍ
إلى حدِّ الإنفلاقِ
أكثرَ من مراراتِ الحنظلِ
الإنسانُ حفنةُ ترابٍ متجذّرٍ بالآثامِ
لماذا لا تخفِّفُ
من مضاعفاتِ سماكةِ الآثامِ؟
... ... ... ... ... .... يتبع!
صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
[email protected]
www.sabriyousef.com
#صبري_يوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟