أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالوم ابو رغيف - الاخلاق والاسلاميون















المزيد.....

الاخلاق والاسلاميون


مالوم ابو رغيف

الحوار المتمدن-العدد: 3387 - 2011 / 6 / 5 - 09:12
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الإسلاميون وحتى بعض العلمانيين يؤكدون على ضرورة الدين للناس والمجتمع، فالدين كما يقولون هو حارس للقيم وحامي للأخلاق من التحلل والاندثار. ويحاججون بان المجتمعات غير الدينية هي مجتمعات غير أخلاقية ينتشر فيها الفساد والشذوذ ويقع الناس فيها فريسة للمخدرات والخمور ويقيمون فيها علاقات جنسية محرمة. الدين، يستمر هؤلاء في محاججتهم، ينهي عن الكذب والسرقة والزنا والغش ويؤكد على الصدق والأمانة والعفة والشرف والإخلاص وينهي عن المنكر ويأمر بالمعروف.
الاخلاق ليس شيئا آخر غير شكل ونوع علاقات الإنسان بالإنسان وبالمجتمع، وهي أيضا مواقف الإنسان من الإحداث والحوادث، هي ردود فعله الآنية التي تخلق انطباعا عند الآخر بالرضا والتماثل أو السخط والتعارض.
ألانسان كائن اجتماعي بالفطرة، يعيش في مجتمعات مرتبطة بعلاقات يتحدد نوعها وشكلها تطورها في الزمن والمكان، فأخلاق العراقيين في ستينات القرن المنصرم مثلا تختلف اختلافا كبير عنها في القرن الواحد والعشرين، وأخلاق سكان القرى والأرياف أو العشائر تختلف عن أخلاق سكان المدن والحواضر. وللمهنة تأثيرها على تكوين الأخلاق ، العسكر يمتازون بخشونتهم وفضاضتهم وتهورهم بينما الفنانون والمثقفون يختلفون برهافة حسهم وشعورهم وتحضرهم وتمدنهم. العمل وظروف المعيشة ونوع وشكل الارتباطات الاجتماعية بين الناس كلها عوامل فعالة في تحديد نوع الأخلاق لمجتمع أو لمجموعة أو لطبقة أو شريحة اجتماعية. ومن هنا فأن حديث محمد بن عبد الله الذي يقول فيه بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق لا معنى ولا قيمة له، فالأخلاق في حركة مستمرة لا تتوقف لتصل إلى حالة من التمام الساكن ولا تكون منقوصة لتكون قاصرة عن مستوى تطور المجتمع. هي انعكاس صادق لصورة المجتمع في مرحلة تطوره، حتى بالإعمال الدرامية، ومهما كانت افتعالية إحداث العمل الدرامي إلا إن العلاقات بين الناس تعكس شيئا من مصداقية التعامل والارتباط.
فإذا كان الفكر هو انعكاسا للواقع المعاش، فان الأخلاق هي نتاج هذا الفكر الذي أنتجته العوامل الموضوعية والذاتية وعلاقة الإنسان الجدلية في الواقع وفي المجتمع بكل تفصيلاته المعيشية. أخلاق الإنسان سوف لن تتصادم و تتعارض مع المجتمع ولا تكون شاذة عن قيمه لأنها نتاج صيرورته، غير دخيلة ولا مفروضة عليه، فهي ليست فوق ولا دون مستوى تطوره و ثقافته ووعيه.

الدين احد هذه العوامل السلبية التي تؤثر تأثيرا سلبيا على المجتمعات بفرضها أخلاق وآداب وتصرفات وسلوكيات لا تنسجم مع التطور ولا التحضر ولا القيم ولا المبادئ التي وصل لها المجتمع في مرحلة معينة.
محمد بن عبد الله عندما نشر الإسلام لم يتخلق بأخلاق أخرى غير أخلاق ما اسماه الجاهلية، فهو إن كان إلى حد ما إسلامي التعبد، نقول إلى حد كون الكثير من طقوس ومواضيع التعبد الإسلامي مثل الحج إلى بيت الله والكعبة والهدي أو ذبح القرابين وحلق الرؤوس والصلاة والسعي بين الصفا والمروى وغيرها كانت جاهلية المنشأ، لكنه بقي جاهلي الأخلاق، ليس لأنه يريد ذلك، أنما لأن الواقع المادي ودرجة التطور وعلاقات الإنتاج وشكلها اقوي من إن تغيرها ديانة جديدة أو يبطلها فرد حتى لو كان نبي.
لقد خلد العرب ما قبل الإسلام أخلاقهم بأشعارهم فقيل إن الشعر ديوان العرب. ولا زالت القصائد المعلقة وحكايات التراث ما قبل الإسلام تحظى باهتمام بالغ رغم محاولات الإسلاميين غير النزيهة الإساءة لتاريخ الأقوام التي سبقت الإسلام وطعنها بشرفها والاستهانة بأخلاقها وإهمالهم المتعمد لدراسة تاريخ العرب ما قبل الإسلام. كما لم نلاحظ بعد شيوع الإسلام كدين وثقافة قسرية تناقض بين ما سمي بالجاهليين وبين الأجيال التي أتت بعدهم، فلا زالت الناس تستشهد بالشعر الجاهلي كونه ذو صبغة إنسانية عامة وليس خاصة مرتبطة بدين أو اله مثلما هو حال الإسلاميين.
وإذا صح طرحنا بان الأخلاق لا بد وان تكون منسجمة مع درجة المجتمع والواقع المادي، فان الإسلاميين يشكلون عقبة كأداء أمام التطور الأخلاقي، فهم يحاولون فرض أخلاق وتصرفات وسلوكيات تتصادم وتتعارض مع التطور المعرفي والثقافي والتكنولوجي الذي وصل إليه المجتمع والعالم ككل.
الأخلاق الإسلامية الدينية التي يحاول جماعة المؤمنين والاديلوجيين الإسلاميين الضئيلة فرضها على المجتمعات هي من أسباب التخلف في دول الشرق الأوسط. إذ لا يمكن لعملية التطور إلا إن تتم بنسق منسجم لا تناقض فيه. فكيف لحكومة كالحكومة العراقية إن تكون ديمقراطية وهي تؤمن وتعمل وتفرض دكتاتورية الدين وتثقف بخنوع وخضوع الإنسان لأوامر تسلب حريته وتجعله عبدا لقوى الغيب وخائفا أبديا من عذاب النار؟
وكيف لمجتمع إن يكون حرا وهو لا زال أسير أوهام عذابات النار وسجين عقد الخطيئة والشعور بالذنب؟
إن احد العوامل الكبيرة التي ساعدت محمد بن عبد الله في تسيده وانتصاره ونشر تعليماته ومبادئ دينه الجديد هو عدم محاولته التخلق بأخلاق أخرى غير الأخلاق الجاهلية.
لأنهم أفلسوا علميا ونظريا ولم يعدوا قادرين على إبهار الناس بالحديث عن المعجزات والخوارق الإلهية، فما عرفه الإنسان عن الكون افسد عليهم كل مخيلاتهم عن عالم الغيب، وما توصل إليه العلم من كمال ورقي فاق كل تصوراتهم عن كمال الإله، وما اكتشفه الإنسان من إسرار هذا الكون جعل سر الإله يتناهى بالصغر، لم يعد أمام الإسلاميين ودعاتهم وكبار عمائمهم ومنظريهم إلا ميدان الأخلاق والحريات والمرأة بعد إن أصبحوا مسخرة حتى للأطفال عندما يتحدثون عن اعجازاتهم العلمية الدينية.
وها نحن نرى كيف إن المجتمع تردى أخلاقيا وإنسانيا عندما ساد تفكيرهم وفرضت بقوة المال وبقوة السلاح وقوة البترول ثقافتهم وأصبحت الثقافة الغالبة والمسيطرة على العلاقات الاجتماعية التي تحولت إلى علاقات إرهابية بعدما تمكنوا من إعادة الماضي بإرساء واقع الجوامع والمساجد وحلقات الذكر ومدارس القرآن، لقد تحول الإنسان إلى قاتل وجزار وسادي يبرر كل البشاعات باسم الله ويرتكب كل الجرائم بصك فتوى لرجل دين معتوه.
فراس الجبوري وحكمت الجبوري اللذان كان ضمن مجموعة المجرمين الإسلاميين، أبطال مقاومة الجيش الإسلامي التي تغنوا بها العربان، اخضعوا موكب عرس لأكثر من سبعين فردا لعنفهم، نساء وأطفال ورجال، قتلوا الرجال برصاص غادر أطلق عليهم من الخلف واغتصبوا النساء وقتلوهن ثم وأثقلوا أرجل الأطفال بصبات كونكريتية ورموا الجميع في نهر دجلة، تناوبوا على اغتصاب العروس أمام عريسها لأيام عارية من كل ستر لا يغطيها سوى صياح عريسها ودموع استغاثتها برب أصم، قتلوا زوجها وقطعوا ثدييها وتركوها تنزف حتى الموت ثم القوا الجثتين في نهر دجلة.
هذه بعض من أخلاق الإسلام المبررة بفتاوى جهاد وحرب، بشاعة اسلامية رأيناها باعيننا هي اضافة لتاريخ اسود يضاف الى تاريخ الإسلاميين الذي قرأناه لماضي غير مشرف،
فمتى تصحوا الشعوب وتصرخ بشجاعة لا للإسلام، لا لأخلاقه ولا لحكمه ولا لثقافته وكفى تبريرات. كفى تمجيدا بدين لم ينتج لنا غير القتل والبغض والفتنة.



#مالوم_ابو_رغيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رئيس الجمهورية وأحكام الإعدام
- قمع واساليب دكتاتورية لحكومة تدعي الديمقراطية
- الاحزاب الاسلامية والثورة المصرية
- العالم يقف احتراما لشعب مصر.
- تجربة الفساد العراقية الرائدة
- شكرا شعب تونس
- الإرهاب كفكرة إسلامية مقدسة
- قائمة مختلفة للمبشرين بالجنة
- فضائية من اجل تحريك الركود العقلي.
- وعاء الثقافة الإسلامية الفاسد
- لقد أسكرهم الدين ولم يسكرهم الخمر.
- مجزرة كنيسة سيدة النجاة والإسلام.
- العراقيون ووثائق ويكيليكس
- الحوار المتمدن في ألق متواصل.
- السنة والشيعة وعائشة
- البغاء وأنكحة المتعة الإسلامية
- الطقوس المذهبية والأحزاب الإسلامية
- صراع الولدين
- الأحزاب الإسلامية والحرص الزائف على الوحدة الوطنية.
- الأحزاب الطائفية والمكونات العراقية.


المزيد.....




- قائد الثورة الاسلامية يستقبل حشدا من التعبويين اليوم الاثنين ...
- 144 مستعمرا يقتحمون المسجد الأقصى
- المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرة اعتقال نتنياهو بارقة ...
- ثبتها الآن.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 علي كافة الأقم ...
- عبد الإله بنكيران: الحركة الإسلامية تطلب مُلْكَ أبيها!
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الأراضي ...
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- المقاومة الاسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات ...
- الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالوم ابو رغيف - الاخلاق والاسلاميون