|
خطاب أوباما,,,,,,أزدواجية المعايير ورسائل مهمة للقادةالعرب
علي الشمري
الحوار المتمدن-العدد: 3387 - 2011 / 6 / 5 - 00:41
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
((خطاب أوباما ,,,أزدواجيةالمعايير ورسائل مهمة للقادة العرب)) الجميع يعرف بان الانظمة العربية من صنيعة امريكا وخدم مطعين لها وقدموا خدمة عظيمة لها ,ولكن كما قال القذافي(حكاية عاقل من رأس مجنون)قدأصبح أكثرها اكسباير وأصبح التغيير ضروريا لاسباب عدة ,منها سياسية واقليمية وأجتماعية وثقافية ,رسم خارطة جديدة للمنطقة ,تبادل ادوار,متغيرات أقتصادية وأسباب اخرى عديدة.. ان خطاب اوباما لم يختلف من حيث المضمون عن خطابيه السابقين في القاهرة واسطنبول من حيث الجوهر ,لكنه أختلف بعد حدوث مستجدات على الساحة العربية والدولية ,ومن أهمها الثورات الشبابية في تونس ومصر والتي اطاحت برؤسائها ,وأنتفاضات ليبياواليمن وسوريا المستمرة ,وانتفاضات الجزائر والمغرب والبحرين وعمان والسعودية التي قمعت وتم القضاء عليها بطرق مختلفةوبعلم منها وتحت رعايتها ,اما لماذا هذه الازدواجية في التعامل مع الثورات ,ومناصرة بعضها وتأييدها ,وأجهاض الاخرى بمساعدتها ,فهذا ما تقتضيه المصالح الامريكية في تلك الدول بعيدا عن الروح الديمقراطية وشعاراتها التي ترفعها أمريكا , الديمقراطية وفق المفهوم الامريكي سلعة تصدر للشعوب ,وليس هي حقوق ووعي جماهيري يتطلب الحصول عليها ببذل التضحيات والدماء من اجل الوصول اليها.أن مفهوم أمريكا للديمقراطية هو ايجاد أسواق جديدة لها لاستثمار شركاتها ورؤوس أموالها العملاقة تحت يافطة الديمقراطية. ان اهم مرتكزات خطاب أوباما هي: 1_الديمقراطية والتغيير ,أن التغيير الذي تنشده امريكا تريده ان يتوافق مع مصالحها في المنطقة ويدور حكامهم الجدد في فلكها ,أن العربة السعودية المسيرة من قبل امركيا ويجرها الحصان العربي(القطري)والتي تجوب البلدان المنتفظة محاولة منها لتحويل مسار الثورات لصالح أسيادها الامريكان ,لم تلقي الاستجابة الكاملة من الشعوب المنتفظة كونها تريد الديمقراطية الحقيقية وأن امريكا علىأطلاع تام باحوال منطقتنا العربية وحكامها ,فهل حقا أن انظمة الخليج ديمقراطية ومؤمنة بها حتى تسخر من قبل أمريكا لتسويق الديمقراطية لبدان اخرى؟؟,لا يوجد في حكام منطقتنامن هو يؤمن باختيار الطريق الاسهل في مارثون السباق الدولي للوصول الى الديمقراطية,فيعمد الى حل مؤسسات الدولة واجراء اصلاحات دستورية جذرية وانتخابات نزيهة وشفافة ثم يتنحى عن الحكم طواعية,بل انهم يختارون الطريق الثاني الباهض التكاليف,المتمثل بأراقة الدماء وتدخل المجتمع الدولي,والامم المتحدة لتصدير قرارات على غرار قرار الفصل السابع على العراق ,وأصدار قرارات من المحكمة الجنائيةالدولية تدين الرؤساء كمجرمي حرب وأصدار مذكرات اعتقال بحقهم ,واخيرا قد يكون هناك تدخل عسكري مباشر لاسقاط النظام وأستبداله باخر كما حدث في العراق ,والسيناريوا قد يتكرر في ليبيا واليمن وسوريا,أما أزداجية المعاير فتتمثل بعدم مطالبة حكام الخليج بالتغييروالديمقراطية ,بل انها تحثها لتشكيل مجلس تعاون وراثي عربي ظهرت بوادره بانظمام المغرب والاردن اليه. 2_نبذ سياسة الكراهية والعنف والارهاب والتعايش السلمي بين الاديان.,أن مثل هكذا دعوات لم تلقي أذنا صاغية من شعوب المنطقة لانها ترى بام اعينها ان أمريكا تغض الطرف عن جرائم المتطرفين الاسرائيلين ضد الشعب الفلسطيني وجرائمهم في تجريف الاراضي الفلسطينية وأقامة مستوطنات لليهود القادمين اليها من شتى أنحاء العالم ,مع بقاء الشعب الفلسطيني في المخيمات وتهجيره الى دول الشتات,وانها الحليف الاستراتيجي للمملكة السعودية التي ترعى وتصدر الفكر الوهابي لكافة دول العالم دون أن تكبح جماح حكام المملكة لاتخاذ اجراءات بحقها لوقف نشاط فتاوي شيوخها التي تحث على القتل والعنف وأراقة الدماء والتي من نتاجها فكر أبن لادن وطالبان والحركات السلفية الاخرى,وأن أحداث البحرين والمنطقة الشرقية في المملكة والتي قمعت انتفاضاتها بكل وحشية دليل أخر على عدم حيادية امريكا في هذا المجال,.ألم يستطيع الاسطول الامريكي الخامس المتمركز في البحرين أن يحفظ الاستقرار الامني و يمنع دخول قوات درع الجزيرة التي دخلت لقمع المتظاهرين ,لماذا لم تدين أمريكا قمع أنتفاضة المنطقة الشرقية في المملكة؟ألم تستطع أمريكاالضغط على حكام المملكة لوقف الدعم العسكري السعودي لحاكم اليمن عندما قتل الكثير من الحوثيين في جبال صعدة قبل عامين؟لماذا تريد من العرب التخلي عن العنف والكراهيةوتصف منظمات مثل حماس وحزب الله بالمنظمات المتطرفة وهناك الكثير من المنظمات اليهودية المتطرفة تعمل بكل حرية ونشاط في انحاء مختلفة من العالم ,ألا الاجدر بها ان تحث اليمين الاسرائيلي المتطرف الحاكم المتمثل بجناح نتياهوللجنوح الى السلام ونبذ سياسة العنف والتطرف؟ لماذا توكل مهمة عقد المؤتمرات الدولية لللتقارب بين الاديان الى النظام السعودي ,وهو الذي لم يستطيع التقريب بين المذاهب الاسلامية في مملكته؟ 3_حقوق الانسان والمرأة ,الانسان هو ذاته أينما وجد على كوكب الارض ,والناس خلقوا متساوون ,والجميع يجب ان يتمع بنفس الحقوق والواجبات,الانسان في دول اوربا هو نفس الانسان في عالمنا العربي ,الفرق الوحيد بينهما ,هو ان الانسان في الغرب يجد أذانا صاغيةلحقوقه وتلبىكونه هو الذي أختار حاكمه ليمثله ,الانسان في عالمنا العربي ,لا أحد يستمع الى مطالبه ويقمع عندما يطالب بها,كون الحاكم لم ياتي برغبة وأرادة المواطن,التمايز بين الجنسين هو السائد في عالمنا ,حيث تحرم النساء من تقلد المناصب السيادية والمساواة التامة في الحقوق والواجبات ومستغلة جنسيا في أغلب بلدان عالمنا العربي,ألم يكن العراق النموذج الديمقراطي في الشرق الاوسط بحسب أدعاءات أمريكا؟فلماذا لم تحث حكامه على مساواة المرأة وأنصافهاونيل حقوقها غير منقصوة ,لماذا ومنذ ثمان سنوات من التغيير والمرأة محرم عليها تقلد المناصب السيادية في العراق,؟لماذا يطالب أوباما بحقوق الانسان ومساواة المرأة في سوريا ,ولم يطالب بها في السعودية ودول الخليج والعراق؟ 4_الاقتصاد الحر (المفتوح),ركز أوباما في خطابه على الاقتصاد الحر معتبرا أياه هو من يوفر فرص العمل عكس الاقتصاد المغلق ,وان المورد الرئيسي في الدول النامية هو المواطن المعطلة طاقاته بسبب الانظمة الشمولية المتحكمة بكل شئ,أنه يريد الاستثمار وليس تقديم الدعم فقط,يريد التجارة مع الدول النامية والمتجهة نحو الديمقراطية وليس المساعدات التي تقدم لها فقط,يرد دمج أسواق الدول النامية مع السوق العالمي,والعمل مع الاتحاد الاوربي لتسهيل التبادل التجاري مع البلدان المتجهة نحو الديمقراطية,وكما فعلت امريكا مع دول اوربا الشرقية عقب انهيار الاتحاد السوفيتي..ولوح الى نقطة جوهرية وهي القضاء على الجدران التي تقف حائلا دون بناء الاقتصاد ومنها الفساد والتوزيع الغير عادل للثروات,وسوف تزيدأمريكا من حجم الاستثمارات في تونس ومصر ,,ولا نريد من مصر الديمقراطية وهي تعاني من ديونها ,لهذا سوف نعفيها من ديونها البالغة مليار دولار مع تقديم قرض لها بمليار دولار.,فهل الديمقراطية تسوق مع الاستثمارات والقروض والمنح ,وهل الديمقراطية وصول نحو ثلثي سكان العراق الى خط الفقر؟ومن عطل طاقات العراقيين وأركنهم الى طوابير العاطلين عن العمل؟أليس ديمقراطية امريكا ؟؟؟لماذا لم تخلق ديمقراطيتهم فرص العمل حسب أدعاءات اوباما ؟لماذا لم تهدم جدران الفسادالتي وضع أسسها الحاكم المدني الامريكي بول بريمر في العراق وخلق طبقة من المفسدين وسلمهم الحكم والتي تقف حائلا دون بناء الاقتصاد. 5_أيجاد حل للصراع العربي-الاسرائيلي من خلال قيام دولتين تعيش جنبا الى جنب بحدود امنة ومعترف بها ,الرئيس الامريكي الاسبق بوش الابن ولمدة دورتين انتخابيتين ,كان يردد في خطاباته ,بانه لم يغادر البيت الابيض ألا وهو يشاهد بام أعينه دولتين فلسطينية وأسرائيلية متعايشتين الى جنب بأمن وسلام .وانتهت الثمان سنوات من رئاسته ولم يحقق أي منجز وبقي الصراع على حاله ,والحروب وما رافقتها من مجازر بحق الفلسطينين واللبنانيين دون توقف,.وأراضي ال67المستقطعة من عدة دول عربيةلا تزال تحت قبضة الكيان الصهيوني, اليوم أوباما يحث على السلام وأقامة الدولتين,وعلى الشعوب الخيار بين الكراهية والامل والخيار بين القادة والشعوب ,والخيار بين سجن الماضي وتطلعات المستقبل . فهل خيار الامل ونبذ الكراهية يتمثل في تنازل طرف عن ثوابته وحقوقه الوطنية مع تمسك طرف أساسي في تعنته وتصلب مواقفه؟هل الخيار بين القادة والشعوب ,دعوة الى تمرد الشعوب على قادتها المرتهنين لارادة قادتها ؟هل الخيار بين سجن الماضي وتطلعات المستقبل ,هو دعوة الى مسخ التاريخ الحضاري والفكري لدول المنطقة والتمسك بمسايرة الفكر الامريكي ومشاريعه المستقبلية في رسم خارطة جديدة لعالمنا العربي؟ وفي ختام خطابه أبدى عن استعداد امريكا لمساعدة الشعوب التي تريد التخلص من القبضة الحديدة للحكام ,وأن العنف لا يستمر ولا بد من وضع نهاية له.وان الطغاة مندحرون لا محالة ,وأن المواطنين سيحصلون على حقوقهم,,, وهذه النقاط الاخيرة على ما يبدوا صحوة امريكية متأخرة تريد من خلالها تحسين وجهها القبيح امام الشعوب العربية وتكسب صداقتهابعد أن كسرت الشعوب حاجز الخوف وحطموا اغلال العبودية التي زودتها أمريكا للحكام المنصبين من قبلها لسنوات طوال ,.وان ربيع الثورات والانتصارات مستمر شائت أمريكا أم أبت ,وأنها تخلت عن أقزامها وسط طوفان الغضب الشعبي الذي يعم مختلف الدول والذي لا عاصم فيه للطغاة ومن يقف ورائهم ,وأن أيامهم أصبحت معدودة بفضل وعي الشعوب وتطلعاتها لنيل حقوقها والتحكم بمصائرها ,رسالة واضحة المعالم من اوباما الى عملاء أمريكا من الحكام بانها تتخلى عن أقزامها بكل سهولة عندما تحترق أوراقهم ,وأن مصالحها فوق كل أعتبارات,,,,عسى ان يتعظ الحكام ويتحالفوا مع شعوبهم بدلا من تحالفهم مع امريكا عبر صيغ ديمقراطية ودستورية تبعدهم عن غضبة الشعوب ,شريطة تركهم لسياسة الاستبداد والتسلط الذي لا يدوم مهما طال الزمن,
#علي_الشمري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
شباب التغيير ,,,,,,,,صراع بين الدين والدولار
-
مشاهد مؤلمة لا ينظر اليها قادة العراق الجديد
-
موضة التدين,,,,,وعقلانية الايمان
-
مافيات أسلامية تحكم العراق
-
ما بعد المئة يوم الخاوية
-
الفساد = الاستبداد ,,,,وكلاهما له وقفتين تاريخيتين
-
مباراة البحرين وسوريا تنتهي بالتعادل الايجابي1_1
-
السماء تريد أسقاط النظام الطائفي في العراق
-
عيد العمال العالمي ,,ومعاناة عمال العراق
-
الفكر القومي مجرم والديني مستبد
-
حكومة مترهلة ووزراء قشامر
-
هدر المال العام والتلاعب بمبالغ الاعمار /محافظة النجف نموذجا
...
-
صناعة الحكام العرب,,, خليجي هذه المرة
-
قراءة في العدد الجديد لصحيفة التيار الديمقراطي
-
الحكام العرب ,,أصلاحات ام تنازلات
-
مئة يوم ضائعة كأخواتها الثمان سنوات
-
عصائب أهل الحق ,,,بين التسييس والتهميش
-
المسار الديمقراطي وأليات التعديل
-
لنتخطى كل الحواجز وننتصر للمظلومين وفق المنظور الانساني
-
العلمانية هي الصيغة الافضل لبلد متعدد الاعراق والطوائف
المزيد.....
-
العراق يعلن توقف إمدادات الغاز الإيراني بالكامل وفقدان 5500
...
-
ما هي قوائم الإرهاب في مصر وكيف يتم إدراج الأشخاص عليها؟
-
حزب الله يمطر بتاح تكفا الإسرائيلية ب 160 صاروخا ردّاً على ق
...
-
نتنياهو يندد بعنف مستوطنين ضد الجيش الإسرائيلي بالضفة الغربي
...
-
اشتباكات عنيفة بين القوات الروسية وقوات كييف في مقاطعة خاركو
...
-
مولدوفا تؤكد استمرار علاقاتها مع الإمارات بعد مقتل حاخام إسر
...
-
بيدرسون: من الضروري منع جر سوريا للصراع
-
لندن.. رفض لإنكار الحكومة الإبادة في غزة
-
الرياض.. معرض بنان للحرف اليدوية
-
تل أبيب تتعرض لضربة صاروخية جديدة الآن.. مدن إسرائيلية تحت ن
...
المزيد.....
-
النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف
...
/ زهير الخويلدي
-
قضايا جيوستراتيجية
/ مرزوق الحلالي
-
ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال
...
/ حسين عجيب
-
الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر )
/ حسين عجيب
-
التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي
...
/ محمود الصباغ
-
هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل
/ حسين عجيب
-
الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر
/ أيمن زهري
-
المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع
/ عادل عبدالله
-
الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية
/ زهير الخويلدي
-
ما المقصود بفلسفة الذهن؟
/ زهير الخويلدي
المزيد.....
|