|
الجنة الحلم الضائع لدى الفرقة الضالة
شمسان دبوان سعيد
الحوار المتمدن-العدد: 3386 - 2011 / 6 / 4 - 20:12
المحور:
كتابات ساخرة
الحديث عن الجنة طويل ومتشعب وشيق تتيه في عالم من السعادة تشتاق لكل عمل يقربك من الجنة ، لذا كان وما يزال التنافس على الجنة من أولويات الأهداف لبني الإنسان . ولهذا كان المسلمين يتسابقون على الاستشهاد في سبيل الله لما للشهيد من درجة ومكانة عالية في الجنة يقاس فيها من يقوم بأجود أنواع الخير في الدنيا . ودخول الشهيد الجنة أمر محتوم لا شك فيه يوم القيامة ضمن الأنبياء والملائكة . وليس الشهيد من يقتل في معركة ما أو حرب ما ولكن هناك أنواع مختلفة من الشهادة كأن يموت الإنسان دفاعا عن حقه ونفسه والحريق والغريق والنفساء .... الخ . في الأثر ورد حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم بالقول " افتخرت النار والجنة، فقالت النار، يدخلني الجبارون والمتكبرون والملوك والأشراف، وقالت الجنة: يدخلني الفقراء والضعفاء والمساكين ... الخ . ونحن في زمن لا يمكن قياس الفقير من الغني ، والظالم من المظلوم ، الصادق من الكاذب ، الصغير من الكبير ... عالم عجيب خليط من الخير والشر خاصة في زمن توفر وسائل الإعلام المتقدمة والتي يمكن للإنسان أن يموت ويبعث في آن واحد وهنا لابد أن نقف على مبدأ الشهادة والاستشهاد وكيف استغل الطغاة والمتكبرين هذا المبدأ لتسفك الدماء وتأرمل النساء ويقتل الطفل والشيخ والشاب والمرأة في وقت واحد وبغرض الشهادة والجنة . لننظر كيف استغلت وسائل الإعلام العامة التي من المفترض أن تفرض وجودها لأجل توعية الشعوب ونقل الحقائق وإحلال السلام والتصالح والوحدة بين أفراد الوطن الواحد ، ولكنها على العكس تماما راحت تقتل الإنسان وتدمر بيته وتسلبه حقه وتهتك عرضه لأجل تصفية حسابات ثم يقال أن هذه الفئة هي شرذمة قليلة خرجت عن النظام والقانون وان من مبادئهم وأهدافهم الأساسية هو قتل أفراد الأمن وان لديهم عقيدة تقول بان من قتل عسكري فهو شهيد ويدخل الجنة حيث يستلم مفتاحه وهو ما يزال على قيد الحياة وأما من قتل ضابطا فله الفردوس الأعلى في الجنة . وعلى غرار هذا المعتقد تكثف وسائل الإعلام الرسمية القول بان قتال هذه الشرذمة جهاد في سبيل الله ومن مات فهو شهيد . فسفكت دماء اليمنيين أبناء الوطن الواحد في اليمن الواحد ، دون أدنى وازع من ضمير ديني أو أنساني . وهكذا سفكت دماء اليمنيين في حرب صيف 1994م بالإضافة إلى ستة حروب في صعده . ولهذا استغل السفاح علي صالح في بذل مساعيه وجهوده المتكررة بقدر المستطاع أن يبقى الشعب اليمني شعب جاهل متخلف لا يعرف الحق من الباطل ، وجعل الجهل من أولويات الشروط للالتحاق في صفوف القوات المسلحة ، لتحقيق هدف القوات المسلحة وهي الاستعراض بها في الساحات والميادين والمساعدة في بقاءه على الكرسي . ولهذا يقال استشهد فلان ابن فلان وكان يقوم في مهمة الدفاع عن الوطن .... عن الوطن ماذا من الاحتلال الأجنبي ، من الغزو الأجنبي ، من ماذا ؟ وللشهر الرابع على التوالي تستمر الاعتصامات والمظاهرات السلمية التي جابت شوارع اليمن بأكملها منادية برحيل الظلم والفساد ومتطلعين إلى الحقوق المسلوبة على مدى ثلاثة وثلاثون عاما من الظلم والطغيان وراحت وسائل الإعلام الرسمية وكررت نفس الغلط السابق وقامت – وبمساندة بعض العلماء المرتزقة الذين لا ينتمون إلى الإسلام بأي صلة – بتعبئة الجنود وبعض من أفراد الشعب كبلاطجة لقتل العديد من المؤمنين وبحجة حصولهم على مفتاح الجنة من السيد الرئيس وكأن الجنة ملكا للسفاح صالح فلا احد يدخلها إلا بإذنه – استغفر الله العظيم - . فقتل من قتل من أبناء الشعب دون أن يفرق بين طفل وشاب وامرأة وشيخ ومعاق وسليم ، فمنهم من قتل بالقناصة ومنهم من مات حرقا داخل خيامهم ومنهم من مات بالتعذيب ..... حتى صار الموت والقتل إبداع واختراع يتنافس عليه بلاطجة الحاكم ويتنافسون عليه وبغرض الحصول على الشهادة والجنة . تتباكى وسائل الإعلام الرسمية عن قلع بلاط الشوارع وتتحدث عن التخريب والمخربين الذين يدافعون عن أنفسهم بأتفه وسيلة وهي قلع البلاط في الشوارع واستخدام الزرقيف- إحدى لعب الأطفال - ليواجهون به آلية عسكرية بين مدرعة ومصفحة وقناصة ورصاص وغاز خانق ..... ليستبيحوا دماء المسلمين ومن مات من البلاطجة في هذه المهمة فهو من الشهداء المقربين وجزاءه الجنة في الرفيق الأعلى ؟!!! إذن فالاستشهاد والشهادة والجنة – على مذهب صالح وأعوانه - هي حق لكل من وقف الى جانب الرئيس وسانده في قتل أبناء شعبه الذين خرجوا مطالبين بحقوقهم المسلوبة على مدى ثلاثة وثلاثون عاما من والنهب والفساد وحجتهم في ذلك أن الرئيس ولي الأمر وطاعة ولي الأمر من طاعة الله فيجب على الفرد السمع والطاعة وان ضربك واخذ حقك وهتك عرضك وسفك دمك ونهب بيتك ودمر ممتلكاتك فقل سمعا وطاعة وان لم يقم فيك حدود الله ، فليس بالضرورة أن تقام شريعة الله لان الرئيس هو الشرع وهو الدستور وهو الشرعية الدستورية معا ومن عارض شرعيته الدستورية فلا يستحق الحياة على ارض الوطن . لقد ارتكب صالح وأعوانه جرائم بحق الإنسانية لم يرتكبها مجرم قبله ، لم نسمع عن مجرم في التاريخ أن احرق معاقا داخل خيمته ، يسلب الأطفال نعمة البصر ، لم نسمع عن مجرم يستخدم غاز الخردل لفض مظاهرة سلمية تنادي بالحقوق ، لم نسمع عن مجرم يختطف النساء ، يمنع سيارات الإسعاف ، يختطف الجرحى والقتلى والممرضات ، يقتحم المنازل يعتدي على ساكنيها ، يثير الرعب بشتى الطرق والوسائل كل ذلك بسبب بقائه في الكرسي ..... ويعلن عن استشهاد من قاموا بتنفيذ هذه المهمة ويمنحهم جزاء مقدما وهو الشهادة والجنة . نختصر القول بان الجنة ليست ملكا لصالح ولا نظام آل سعود وان من يتظاهرون بالإسلام ويحلون القتل ونشر الرعب بين أبناء الوطن الواحد ، أو من يسمون أنفسهم أهل السنة والجماعة، كما حصل لعلماء السعودية الذين سخروا الدين لخدمة أمريكا وإسرائيل وأعداء الإنسانية والظالمين لا ينتمون إلى الإسلام بشي وحتما سيلاقون العذاب سواء في الدنيا أو في الآخرة وهم الفرقة الضالة . اللهم اهلك الظالمين بالظالمين وأخرجنا منهم سالمين ، اللهم أرنا الحق حقا وارقنا إتباعه وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه ، انك أنت الحق المبين والحمد لله رب العالمين . وحسبي الله ونعم الوكيل .
#شمسان_دبوان_سعيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نداء عاجل - السفاح صالح يبحث عن اقرب الطرق إلى الموت
-
رياح التغيير
-
عندما تتحول العلاقة الزوجية إلى حرب أهلية – الجزء الثالث
-
نظام آل سعود وإثارة الفوضى في البلاد العربية – اليمن أنموذجا
-
عندما تتحول العلاقة الزوجية إلى حرب أهلية – الجزء الثاني
-
آل سعود - النظام الداعم لقمع الثورات العربية ضد الظلم والفسا
...
-
عندما تتحول العلاقة الزوجية إلى حرب أهلية – الجزء الأول
-
صالح يصف شخصيته ومنجزاته في ميدان السبعين
-
السفاح صالح بين جمعة التصالح.... وجمعة الفرصة الأخيرة
-
الحرب ضد النسوان.... أخر وسيلة لبلطجة الحاكم
-
لو كان الفقر رجلا لقتلته
-
عرض سعر لإصدار فتوى تحّرم إختلاط الرجال
-
نحو صداقة إنسانية ومواطنة متساوية
-
بلطجة الحكام هدف واحد .... وحيل متعددة
-
طريقي الى الزواج
-
المجنون
المزيد.....
-
-البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
-
مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
-
أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش
...
-
الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة
...
-
المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
-
بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
-
من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي
...
-
مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب
...
-
بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
-
تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|