مالكة عسال
الحوار المتمدن-العدد: 3386 - 2011 / 6 / 4 - 05:03
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
غصن من الحلم
خرج من غمده محمّلا بسلل التعب ، يطارد غصنا من الحلم ،لايدري قط في أي منحدر قد يجد محطته ،ولا من أي صخرة يُخرج ماءَه ..الكيان تتقاذفه مدارات الغبَن ،والروح مسافرة بين هضبات الهيام و الشوارد ،تحمله قدمان من الطين ،تاهتا عن واجبهما المألوف ،وريح غريبة تتوغل بين أغصان ذهنه ، قلبُه تزلزله رجةٌ فجائية ، وحدائق من الانكسار تتراقص في دوائر يتحرك في إطارها ،يسير مهزوم الإرادة ، فاقد المعنى ، جاهلا بالسبيل المؤدي إلى الهدف المأمول ، كان يلبس جلبابا من البؤس ، على رأسه يضع عمامة محبوكة من التيه و الغياب ،في يده غصن الخوف والارتياب ،ينتعل دنيا بلا قرار، مرمدةَ الواجهات منخورةَ العتبات . يتحزم بنطاق العزلة والانفراد ،مُطوَّق بحصار من الشدائد .. تسللَ من فجاج الفواجع ،عاقدا أمله على فتحة قد تلوح مِن بين الكتبان المجبولة بالخزي والعثرات ، يترصد شيئا خفيا يصرخ تحت ضلعه ،وصوتا مخنوقا قد تنفك عقدة لسانه عما قريب ،ليُفجّر المسكوتَ عنه المحجوبَ بطيات الغياهب ، المتداولَ من قبل قائمة من الأسماء ، لاندري كيف تقاطرت على المنصات ،ولاكيف أمسكت صولجان الكراسي ، ولا كيف دربت نفسها على السّحق وطحن البشر ،ولا كيف ومتى شرعت تحفر في بني آدم مسالك تؤدي إلى مستنقعات آسنة ،تفوح منها رائحة التهميش والإقصاء ، ولا في أية لحظة طفقت تُنزّل آياتها الفاشية الفاشلة المهندسَة على أسس الجماجم ،لذر الرماد في العيون ،أو تلميع المرآة في أرض تتغذى على الهش والخراب ؟؟؟..
والنتيجة أن جوانب قلعتنا تتهدم على رؤوس الفقراء والمحتاجين ، الذين رماهم الحظ العاثر والتسلط الفاجر ،والتخطيط الغادر ، ليقتاتوا على الهامش من حناجرهم ،وضلوعهم ..قطعَ مراحل وأشواطا مملوءة بالأسى والدمع والآهات والفواجع ...جمع جلباب الغيظ كاشفا عن ساقي التعب، ليصعد آخر دُرْج مؤدّ إلى الشرفة المطلة على الأمل ،زلت قدم الخيبة ،فسقط وتدحرج إلى حيث مِن بدأ المسير، وغصن الحلم لم يلامس خده ولم يورق بعد ..
مالكة عسال
بتاريخ 18/05/2011
#مالكة_عسال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟