سالم وريوش الحميد
الحوار المتمدن-العدد: 3386 - 2011 / 6 / 4 - 03:30
المحور:
الادب والفن
وزعت البيادق على رقعة الشطرنج ، منذ الاف السنين واللعبة مستمرة ، ملك يمتد ظله فوق هامات الجميع ، وصوته يخرس كل الافواه من برجه العاجي بخاطب رعيته بأستعلاء ، مكنونه يفضح عن جنون عظمة ،ونرجسية وسادية ابتلى بها منذ ان داعب كرسي العرش خياله فيقول
:_ الموت لعبتي اتسلى به ، اجبش كل بيادقي واحصن قلاعي ، واسرج خيلي اقدم افيالي لتسحق كل من يروم الوصول لحماي اميت كل ثورة واخمد كل بركان يوشك على الانفجار انا ملك هذا الدست فمن بدانيني
اطلق تنين فجوره لينفث قبح عري عورته التي لازالت تمتطي عنق التأريخ وتتسلق اسواره .. حرك (ب4 م) قال رجل وقد اتعبه كد السنين واحنى ظهره الزمان عمر امتد به دون حساب ، شاخ به قبل الاوان فامتلئت دنياه بغمام الاسى
:_ هون علينا العذاب قدم الملك( ف م 6 ف و) ثم ضحك وهو يرنوا اليه :_ :_ عذاباتكم سعادتي وسر بقائي
اتى صوت من بعيد يقطع مسافات الخوف يختزل الكلام :_ اعطينا رغيف خبز وستكون انت الملك والاعب
قال الملك المتوج بالوهم والمنتظي سيف ظلمه دائماَ وابداَ
:_ ان اعطيتكم الخبز فمن يتبعني ...؟
ففال الرجل بعدما اثاره تهكم الملك المقيت ،ولما يئس من رجاءه
:_ اعطنا حريتنا انا نتوق للكلام بعدما صمنا على الصمت سنوات عجاف
:_ ضحك الملك ملئ شدقيه ثم حرك (ح و 5 ح م ) وقال وهو يرفع رأسه ليجيب باقتضاب وضجر
:_ وهل اترك فرسي بلا لجام ...؟
:_ دع اطفالنا يتعلمون حب الوطن
:_ اذا علمناهم حب الوطن فكيف نعلمهم حب الملك...؟
اوصد باب النقاش ،وثارت ثائرته ، ونشر جنونه ، لعن الانترنيت ، وامر الوزير بأمتشاق حسامه وقال وهو يتحدى كل الحشود الجائعة
:_ لقد حان قطاف الرؤس اليانعة
زرع الرعب في كل مكان ، نشر كل قطعاته ، وجه نيران اسلحته الفتاكة الى قلب الرجل ليكتم صوته ، كل الرصاصات فرت بعيداَ ازت في الفراغ ، قام الرجل من ركام الامه وجوعه صرخته طحنت رموز الشر ، ايقظ النيام من حوله نزع الخوف من اوجاره شحذ كل الهمم خرج ليسد المنافذ كلها على الملك نقلة واحده ويموت الملك تناخت كل الهمم ، احذروا قتله بدون كش احذروا التعادل ، حاصروه في المربع الاخير( كش ملك ...) تهاوى الملك على رقعة الشطرنج ، سقط تاجه واعلن استسلامه وانتهت اللعبة...............صاح الرجل بفرح من بين الجموع ..مات الملك .. مات الملك
#سالم_وريوش_الحميد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟