الفيس بوك ونهاية العالم !!!

احمد مكطوف الوادي

الحوار المتمدن-العدد: 3385 - 2011 / 6 / 3 - 12:17
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    

تتحدث الأديان والكتب المقدسة عن بداية الخليقة ، فتقول إن ادم كان أول المخلوقات البشرية وقد هبط من الجنة إلى الأرض بعد حادثة "التفاحة" الشهيرة .
الرواية اللادينية تعتقد كذلك أمرا مشابها من حيث البداية ..وهو إن الخليقة بدأت من خلية واحدة نشأت من "العدم" وساعدت الطبيعة على تخليقها من العصير العضوي وتجميع العناصر الأساسية الداخلة في عملية التخليق والتفاعل .
ورغم الاختلاف ألاعتقادي الواضح في النظريتين ،لكن الذي يهمنا منهما هو هذا التشابه في المنشأ ، الإنسان بدأ واحدا ، والخلية بدأت واحدة .
في كتابه نهاية التاريخ يقول فرانسيس فوكوياما إن التجربة البشرية ضمن تطورها التاريخي في شكل الحكم والإدارة والسياسة وصلت لنهايتها وذلك بوصولها إلى الديمقراطية الليبرالية الحرة ، وهو لا يقصد طبعا توقف الأحداث وإنما استمراريتها ضمن هذا النظام الذي يطور نفسه باستمرار وكذلك يفترض سريانه في جميع أرجاء المعمورة .
سبق فوكاياما في ذلك هيجل و (دولته الليبرالية) وماركس و (مجتمعه الشيوعي) ، وسبقتهما في ذلك الأديان التي كانت تتحدث عن نهاية العالم وظهور المخلص في آخر الزمان ورواياتها الكثيرة التي تتحدث عن دولة عادلة وخالية من المظالم في أخر الزمان .
في زمن النبي نوح حدثت تغييرات دراماتيكية ومشوقة تتمثل بقصة الطوفان والسفينة ،تلك السفينة التي استغرق بناؤها 120 عاما كما تنقل ذلك بعض النصوص ، حدث الطوفان العظيم لترسو السفينة على جبل "الجودي" أو "ارارات" .
غطت المياه كل أجزاء الأرض لتنبثق بعدها ولادة أخرى للبشرية .
تتوالى الأحداث وتتسع الرقعة الجغرافية المسكونة بالبشر وتتزايد أعدادهم ومعارفهم الإنسانية والعلمية والجغرافية .
يكتشف كولومبس "العالم الجديد" ، أمريكا ثم استراليا ويستمر التوسع لتصبح الأرض كلها في متناول البشر ، و يتجاوز تعدادهم 5 مليارات نسمة وهو رقم مهول ومخيف لمجرد التفكير فيه .
بدأت الحياة بإنسان واحد هو ادم فهل ستعود بإنسان واحد كما كانت ؟
هل سيعود "الواحدية" مرة أخرى وبتناقص عكسي لهذه المليارات الخمسة ؟
أم إنها ستلبس ثوبا مختلفا ؟!
"العالم قرية صغيرة " كثيرا ما سمعنا ذلك ، لكن قريتنا تضيق وتصغر يوما بعد آخر
لقد احدث العالم الرقمي وثورة الاتصالات تحولا كبيرا في حياة الإنسان
العالم يتحد شيئا فشيئا ، التكنولوجيا تتجه لتوحيد المليارات ودمجها من جديد في رقاقة واحدة
العالم في شاشة ، العالم يتكلم ويتحاور مع بعضه في نفس اللحظة .
العالم يصغر في كل يوم ، العالم يمضي نحو الاندماج في "واحد"
فهل سيصبح العالم "شخصا معنويا واحدا"
صحيح إن نسبة استعمال التكنولوجيا مازالت منخفضة نسبيا وخصوصا في بلداننا لكنها قادمة حتما ، وستنضج تجربتها وتتطور .
لقد فعلها الفيس بوك حين اسقط أقنعة الاستبداد في تونس ومصر
وما زال يلعب دوره اليوم في بقية المناطق الأخرى
الفيس بوك مانح الحرية والحياة للشعوب ومخلصها من الطغيان
انه المنقذ الالكتروني يا جماعة !
فهل سيكون الفيس بوك بداية النهاية لعالمنا المتشابك ؟!

#احمد_مكطوف_الوادي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات