أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم الحلفي - كي لا تسكب الماء على لحيتك!














المزيد.....


كي لا تسكب الماء على لحيتك!


جاسم الحلفي

الحوار المتمدن-العدد: 3384 - 2011 / 6 / 2 - 09:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يظهر الاستبداد فجأة، ولم يولد من فراغ. فبذرة الشر تنمو وتطل برأسها ببطء شديد، حينما تجد الظرف المناسب، وهو الظرف عينه الذي نشأ فيه الاستبداد عبر التاريخ، حيث الاستسلام أمام إفراط السلطة في استخدام القوة، وهذا أول مظاهر وجوده، فضلا عن أسباب أخرى من بينها اللامبالاة، وعدم التصدي لنزعة التسلط او الضعف في مواجهتها.
هناك من يحتسب للخسائر التي قد يتكبدها اثناء مقاومة نزعة الاستبداد وهي بعد في مرحلتها الجنينية، فيما تغيب عنه الكلفة الباهظة إذا قدر لها ان تقف على أقدامها، لتدفع بمصير الشعوب والأوطان الى الهاوية. فآنذاك تصعب محاصرتها، وتصير التضحيات غالية ولا تعوض، مثلما حصل خلال حقبة حكم النظام المقبور. فمقاومة نزعة الاستبداد في بدايتها ممكنة، وهي تجنب الشعب ويلات ومصائب لا تحمد عقباها، قبل ان يبدأ ( الاستبداد ) ممارسة البطش، وفتح السجون، واستخدام كل الوسائل المشينة التي تؤمن له البقاء.
ليس القصد عند مقاومة الاستبداد، اللجوء الى العنف بالضرورة. فالسلطة هي التي تلجأ إليه، وتستخدم أجهزتها الأمنية في إرهاب المواطنين. إنما القصد هو قوة الموقف السلمي والقانوني، الرافض اي إجراء خارج إطار الدستور والقوانين. ويستمد هذا الموقف قوته من شرعية الهدف، ومن صحة الشعار، وحسن صياغته، وطريقة عرضه، وأسلوب رفعه، والقدرة على الترويج له. وبطبيعة الحال تأتي سعة اشتراك المواطنين كواحد من أهم عوامل المقاومة. كما ان القوة الاستثنائية التي تلعب دورا أساسيا في مقاومة نزعة الاستبداد، تتمثل في كفاح المثقف العضوي، والقوى المنظمة، والشخصيات ذات الوزن النوعي، من فنانين وادباء واعلاميين واكاديميين وقادة نقابيين ورجال دين متنورين، والشخصيات الاجتماعية البارزة ذات الوجود المؤثر في الرأي العام.
يبدو ان السلطات الأمنية استسهلت عملية اعتقال الشباب، الذين يشغلهم موضوع عراق آخر، غير هذا المغرق في الدم والفساد والجوع والفقر والأمية. الذين كانوا يحلمون ولا يزالون وسيبقون، بعراق ليس فيه أنين مظلوم، ونظامه نزيه لا مكان فيه لفاسدين او مفسدين. عراق لا يعطش فيه الإنسان والشجر، عراق غير مستباح. هذه المشاغل التي صاغوها في أهازيج جميلة ومعبرة، لم ترق للسلطة وأجهزتها، التي استلت من ارث البعث المقبور أساليب لا تشرف، وزادت عليها حين اختطفت من الشارع في وضح النهار أربعة شبان، ثم أنكرت وجودهم لديها أياما، رغم ان الاعتقال جرى على مرأى من زملائهم!
لم يكن لهذا الاعتقال ان يحصل، لو كانت هناك وقفة قوية ضد الاعتقالات السابقة بحق الإعلاميين والناشطين المدنيين، يوم 25 شباط. ولكي لا يكون المثل القائل "اذا حلقوا لحية جارك، فاسكب الماء على لحيتك"، قدرا يتكرر، فان من واجب الجميع رفع اصواتهم دفاعا عن هؤلاء الشبان، وأدانة ً لكل من اوعز باعتقالهم وساهم في تنفيذه، وكل من تستر على مكان اعتقالهم، وكل من شارك في تعذيبهم. وهي في الوقت عينه دعوة للنقابات والمنظمات المدنية والروابط الاجتماعية، للتوجه يوم غد الجمعة 3 حزيران الى ساحة التحرير، والمشاركة في الحملة لحماية الشبان الاربعة، الذين ذاقوا ذرعا بالفاسدين والمستبدين، وبعد أن فقدوا ثقتهم بالأجهزة الأمنية، وكي نكون شهود عيان على هتافات زملائهم أيضا.



#جاسم_الحلفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -سي السيد- في كواليس الحكم
- القطار على السكة! نحو موقع سيادي للبطالة المقنعة
- عسكرة المجتمع.. خطر داهم
- عن مؤسسة الفساد
- كاتم الصوت... كاتم الرأي
- الزرقاوي و زيت الطعام الفاسد
- الاستقرار المزعوم والقول الأثير
- مشروع قانون الأحزاب بين ذهنيتين
- بيان شباب شباط ما له وما عليه
- -الصباح-.. صباح الخير
- ثلاث وجهات نظر
- ديمقراطية بمخالب الدكتاتورية
- ديمقراطية منع التجول !
- أشهد على حضور البعث الصدامي في ساحة التحرير!
- مواقف محبطة واخرى تؤكد الحق في الاصلاح
- ثلاثة تصريحات
- درس وفهم مختلف
- ثلاثة تلميحات
- ثلاث لقطات
- رأي حول ارتباط الهيئات المستقلة


المزيد.....




- السودان يكشف عن شرطين أساسيين لبدء عملية التصالح مع الإمارات ...
- علماء: الكوكب TRAPPIST-1b يشبه تيتان أكثر من عطارد
- ماذا سيحصل للأرض إذا تغير شكل نواتها؟
- مصادر مثالية للبروتين النباتي
- هل تحميك مهنتك من ألزهايمر؟.. دراسة تفند دور بعض المهن في ذل ...
- الولايات المتحدة لا تفهم كيف سرقت كييف صواريخ جافلين
- سوريا وغاز قطر
- الولايات المتحدة.. المجمع الانتخابي يمنح ترامب 312 صوتا والع ...
- مسؤول أمريكي: مئات القتلى والجرحى من الجنود الكوريين شمال رو ...
- مجلس الأمن يصدر بيانا بالإجماع بشأن سوريا


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم الحلفي - كي لا تسكب الماء على لحيتك!