أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - عمرو البقلي - الشعب والجيش.. معادلة جديدة تنقصها طاولة التفاوض














المزيد.....

الشعب والجيش.. معادلة جديدة تنقصها طاولة التفاوض


عمرو البقلي

الحوار المتمدن-العدد: 3384 - 2011 / 6 / 2 - 09:49
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


في يوم الثامن والعشرون من يناير نزل الجيش إلي الشارع بأمر من مبارك بصفته رئيسا للجمهورية وقائدا أعلي للقوات المسلحة والحاكم العسكري للبلاد، نزل الجيش لمساعدة الشرطة علي ضبط الوضع كما قال مبارك في خطابة الأول المفعم بلهجة الوعيد، ورغم بعض التحرشات بين بعض المتظاهرين تجاه بعض قوات الجيش التي بدأت في الظهور في ميدان التحرير بسبب الشكوك من أن تكون تلك الطلائع من ضمن قوات الحرس الجمهوري، لكن في النهاية كان القبول العام لنزول قوات الجيش هو السمة السائدة في هذا المشهد، واستقبل المتظاهرون قوات الجيش وكأنها درع حماية وقوات تحرير من مبارك وجهازه الأمني العنيف، وكان الشعار الشهير الذي رفعة ولا يزال يرفعه المتظاهرون حتى يومنا هذا "الشعب والجيش إيد واحدة" هو التحية الرسمية التي وجهها الشعب لقوات جيشه.

ربما يكون نظام التجنيد الإجباري كمكون رئيسي لعقيدة المؤسسة العسكرية المصرية هو أحد الأسباب الرئيسية في الثقة التي يوليها الشعب المصري لجيشه، إضافة إلي أن غياب المؤسسة العسكرية المباشر عن مشاهد السلطة رغم سيطرة ذوي الخلفية العسكرية علي أغلب مؤسسات الدولة السياسية والإقتصاديه، قد وضع خطا فاصلا بين النظام والمؤسسة العسكرية في الرؤية الشعبية للمشهد.

فعليا تعتبر المؤسسة العسكرية هي مصدر السلطة في مصر منذ عام 1952، فكافة رؤساء الجمهورية منذ إعلانها ينتمون لذات المؤسسة، حتى أن مبارك عندما بدأ أول خطواته لمحاولة البقاء في السلطة قد عين حكومة يرأسها جنرال سابق واختار نائبا له يحمل نفس الصفة، بل أنة عند التخلي عن منصبة كرئيس للجمهورية قد سلم السلطة بخطاب مقتضب تلاه نائبة العسكري ليسلم السلطة للمجلس الأعلى للقوات المسلحة.

في شهر أبريل الماضي أدين المدون مايكل نبيل بإهانة القوات المسلحة وصدر بشأنه حكما بالسجن لمدة 3 سنوات بعد محاكمة عاجلة أمام القضاء العسكري لكتابته بحثا مطولا تحت عنوان "الجيش والشعب عمرهم ما كانوا إيد واحدة" وفعليا يعتبر مايكل نبيل هو أول مدون يحاكم أمام القضاء العسكري وأول قضية نشر بعد ثورة الخامس والعشرون من يناير.

مع التطورات المتسارعة في الأحداث منذ تولي المجلس الأعلى للقوات المسلحة مقاليد السلطة مرورا بالاستفتاء علي تعديل دستور 1971 ثم القفز علي نتائج الاستفتاء وإصدار إعلان دستوري لم يستفتي الشعب علي أغلب مواده منح المجلس به لنفسه سلطات واسعة جمعت سلطتي التشريع والتنفيذ بالإضافة إلي تعطل مرفق القضاء المدني نتيجة لغياب الانضباط الأمني والتوسع في محاكمة المدنيين أمام المحاكم العسكرية، بدأ الضيق ينتشر تحديدا في أوساط القوي السياسية المدنية ومن ثم ارتفاع وتيرة الانتقادات الموجهة للمجلس العسكري بالتقارب مع جماعة الإخوان المسلمين وغض الطرف عن تصرفات الحركات السلفية المتشددة، وكانت ذروة الضيق قد تمثلت في الدعوة للتظاهر يوم السابع والعشرون من مايو الماضي في ميدان التحرير احتجاجا علي الإدارة السياسية للمجلس العسكري وتهميش القوي المدنية لصالح الحركات الإسلامية، وقد لقيت الدعوة قبولا من أغلب القوي السياسية المدنية أحزابا وحركات وائتلافات.

ربما يري البعض أن شعار "الشعب والجيش إيد واحدة" قد بدا محل نقاش، فهناك من عارض الشعار علانية كالمدون مايكل نبيل فكان مصيره السجن لثلاث سنوات، وفريق أخر قرر الفصل بين الإدارة السياسية للمجلس العسكري وبين المؤسسة العسكرية، وقد أختلف مع الفريقين في قراءة ذاك الشعار الذي يحمل مضامين أخري، ففي رأيي إن هذا الشعار منذ اليوم الأول كان طرحا لمعادلة جديدة للسلطة في مصر، فحالة الثورة في الخامس والعشرون من يناير بدأت باحتجاجات شعبية واسعة طلبت من الجيش أن ينحاز لها في مواجهه النظام الحاكم وطرحت صيغة جديدة للحكم يتقاسم فيها المدنيون السلطة مع العسكريين بالمخالفة مع النظرية السائدة منذ عام 1952 والتي تضع المؤسسة العسكرية علي رأس هرم السلطة، وإذا أخذنا في الاعتبار تصريح أحد أعضاء المجلس العسكري بضرورة أن ينص الدستور القادم علي وضع مميز للجيش يحظر المحاسبة البرلمانية المباشرة ويحميه من هوي الرئيس القادم، ثم المظاهرة الحاشدة التي تلت تلك التصريحات بيومين وترفع شعار الدولة المدنية كشعار موحد، يمكننا هنا بوضوح أن نري هذا الصراع السياسي الحالي الذي يسعى فيه الطرفين لتعظيم المكاسب قبل الجلوس لطاولة التفاوض، صحيح أن كلا الطرفان يراوغ ويستنزف الوقت الباقي للانتخابات البرلمانية في سبتمبر المقبل ولكل منهما وسائل الضغط والمراوغة.

صحيح أن القوي المدنية حتى الآن لا تملك تصورا واضحا لصيغة المعادلة الجديدة وصحيح أنها تعاني حالة من الاضطراب بشأن الانتخابات البرلمانية القادمة، إلا أن الوضع علي الجانب الأخر ليس مستقرا أيضا، ففي ظل ارتفاع وتيرة الاحتجاجات علي الإدارة السياسية للمجلس العسكري والترقب الدولي للحالة المصرية درءا لانقلاب جديد في موازين استقرار الشرق الأوسط ثم التخوف من صعود القوي الإسلامية في البرلمان القادم، يبقي الطرفان في وضع مأزوم ولم يبقي من الوقت الكثير لوضع صيغة تفاهميه تخرج بالوضع الراهن بصيغة يرتضيها الطرفان.



#عمرو_البقلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في سقوط بن علي ... دروس للغرب قبل الشرق
- سقوط حسن نافعة ... فضيحة أكاديمية قبل أن تكون طائفية
- التعذيب .. ليس فقط وسيلة إخضاع و لكنة تفسير سياسي أحيانا !
- مؤتمر الليبراليه الدولية في القاهرة ضد الليبراليه !
- في شأن إنتخابات اليونسكو ... نجحت المبادئ و فشل -حسني-
- خانة الديانة بين الإفتعال و الحل.
- شتاء غزة الحار ثمن لفصول سابقة.
- الصراع القديم و لكن بأبطال جدد
- التعديل الدستوري و المستشار الدكروري !
- أزمة المنظومة السياسية المصرية .. واقع يحتاج إلي إعادة قراءة
- الثلاثاء الأسود ... حريق بيروت
- حقا إنها المواطنة!! .... دريم الفضائية نموذجا
- الجمهورية المباركية بين الدينية و العلمانية
- بين الحجاب و التحرش الجنسي و فريضة الوصاية
- ربيع بيروت أم خريف دمشق
- حول التوريث و صراعات الشرق الأوسط
- بعد الحرب علي العراق: هل حقا كانت قطع دومينو ؟
- خمس سنوات علي أحداث سبتمبر: بين الحرب علي الأرهاب و الحرب عل ...
- حرب لبنان بين الجرائم البعثية و جرائم النخب المصرية
- الليبرالية المصرية ....غوغائيات


المزيد.....




- كيف يمكن إقناع بوتين بقضية أوكرانيا؟.. قائد الناتو الأسبق يب ...
- شاهد ما رصدته طائرة عندما حلقت فوق بركان أيسلندا لحظة ثورانه ...
- الأردن: إطلاق نار على دورية أمنية في منطقة الرابية والأمن يع ...
- حولته لحفرة عملاقة.. شاهد ما حدث لمبنى في وسط بيروت قصفته مق ...
- بعد 23 عاما.. الولايات المتحدة تعيد زمردة -ملعونة- إلى البرا ...
- وسط احتجاجات عنيفة في مسقط رأسه.. رقص جاستين ترودو خلال حفل ...
- الأمن الأردني: تصفية مسلح أطلق النار على رجال الأمن بمنطقة ا ...
- وصول طائرة شحن روسية إلى ميانمار تحمل 33 طنا من المساعدات
- مقتل مسلح وإصابة ثلاثة رجال أمن بعد إطلاق نار على دورية أمني ...
- تأثير الشخير على سلوك المراهقين


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - عمرو البقلي - الشعب والجيش.. معادلة جديدة تنقصها طاولة التفاوض