أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - شذى احمد - صور من المعركة بين صفتي جدة















المزيد.....

صور من المعركة بين صفتي جدة


شذى احمد

الحوار المتمدن-العدد: 3383 - 2011 / 6 / 1 - 16:31
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


صور من المعركة

بين ضفتي جدة...

(( عندما كنا مواطنين بدرجة مرعوب كنا نعيش زمن الحرب. يعرضون لنا على شاشات التلفاز صورا لقتلى .كانت الصور صامتة . لا تقل لنا ولا نقل عنها شيئا كنا نحدق بها وهي تحمل عنوان صور من المعركة .. كانت معركة طويلة واحدة تدور في جبهات بعيدة.تحرقنا بشظاياها، وتخطف خيرة رجالنا... مضى زمانها وانتهت . كبرنا صرنا بدرجة مذهول ولم يعد التلفاز يعرض علينا صورا صامتة لقتلى فحسب بل صارت تصاحبها كل الوسائل المساعدة من صراخ وعويل وتصريحات تعددت جبهاتها لكن غايتها ظلت واحدة تريد حياتنا. لتلقي بجثث أيامنا على قارعة العبث كل يوم ))

وتكتمل فيك يا سيدة النهرين دورة الحياة . كما دورة القمر. فلنصفك الأول.. الما.. آه ،ولنصفك الثاني ...جدة.. وجع يفلق الحجر .

أيتها الماجدة التي منحت للحزن والصبر والجلد أمجادا تكفيها ابد الدهر. مر بك الكثير ويمر. ثم تشد لمأساتك الرحال وتخط المجلدات قصصك بلا كلل ولا ملل.

ـ مثل هذه ـ

اصطحب فريق عمله، وسافر إلى بلد عربي يخطب فيه مثل كل البلاد العربية الأخرى السياسي والمفكر ورجل الدين من الصباح حتى غروب الشمس عن الشرف العربي والنخوة. وصون المرأة .قيمتها .كنوزها وجواهرها.... وبعد انقضاء الدوام الرسمي للشمس يغلقون أبواب مروءتهم، ويتقاسمون جوع وعوز بعضهن بشهية وحماسة لا تضاهيها ألا خطبهم



الصورة الأولى

يسيران في احد الأزقة خيم السكون والظلام على الطريق. وتعمدت الكاميرا تعتيم المكان كي لا تبدو ملامح المتحدثة كان الموضوع الذي تعده القناة الأجنبية يتناول نتائج الحرب على المجتمع العراقي وانزلاق بعض بناته للعمل كفتيات ليل. سردت القليل من كثير أرادت الاحتفاظ به. واختفت من صوتها أي دلالة.كأنه استنفذ كل مشاوير الرجاء والتأمل والاستعطاف وحتى سخرية النخوة التي لم يصادفها في طريقه كان طريقه ملغوم فانتهى لحمل أنقاضه على أوتار تهرأت من الصمت ألقسري
°كانت لنا فيها ، إذا غنى المغنّي ، ذكريات
غرقت جزيرتنا وما عاد الغناء
إلا بكاءْ
...
أكذا نموت بهذه الأرض الخراب ؟
ويجفّ قنديلُ الطفولةِ في التراب ؟
أهكذا شمس النهار
تخبو وليس بموقد الفقراءِ نارْ ؟

الصورة الثانية

أحداهن في مكان ما من العالم ، تقلب في الخضرة وتنفض عن قميصها ما علق به. تواصل الحديث مع صاحبتها و بغتة كمن لمعت في ذهنه فكرة ما قالت لها ..أتعرفين يقولون بان هناك عر... يصنعن العجب في .... تطلعت لها الأخرى بدهشة حقيقية وتساءلت في نفسها... هل يعقل أن تبلغ بالناس الضعة هذا الحد. ويصب المرء جام غضبه على المذبوح لسوء استخدامه سكين قاتله؟. ماذا لو لم تكن هي هناك في بلد يحفظ لها كرامتها .ماذا لو كانت بلا زوج ولا ولد ولا سقف ولا مأوى؟.
ماذا لو لفظتها المدن وعزت عليها الخيارات ، وتقاذفتها المحن؟ . لما تكابر بعض النساء ولا تقوى سواعدهن ألا على جلد نساء مثلهن.

°أهكذا تمضي السنون ؟
ونحنُ مِنْ مَنْفَى إلى مَنْفَى ومن بابٍ لبابْ
نَذْوِي كَمَا تَذْوِي الزَّنَابِقُ في التُّرَابْ
فُقَرَاء ، يا قَمَرِي ، نَمُوت
وقطارُنا أبداً يَفُوت


الصورة الثالثة

يسألها مراسل القناة الأجنبية. هل أنت متعلمة . أين وصلتي بتحصيلك العلمي . وهل جربت العمل بشهادتك؟. ترد عليه بلوعة: أنا خريجة كلية الإدارة والاقتصاد، وعملت في العراق سنوات حاولت جاهدة إيجاد عمل لي هنا لكن بلا فائدة . لا مكان قبل بي. و أوصدت كل الأبواب بوجهي كما أوصدت أبواب بلدي من قبل.


° مُدُنٌ بلا فجرٍ يُغطّيها الجليد
هجرتْ كنائسَهَا عصافيرُ الربيعْ
فَلِمَنْ تُغَنِّي ؟ والمقاهي أوصدتْ أبوابَهَا
وَلِمَنْ تُصَلِّي ؟ أيها القلبُ الصَّدِيع
والليلُ ماتْ


الصورة الرابعة

وفود من المنظمات الإنسانية. وكبار نجوم السينما والفن تزور اللاجئين العراقيين ، وتطلع على أوضاعهم. تستمع لكلمات السخط من بعض العائدين من تلك اللقاءات لعدم تمكنهم من التكلم مع احدهم ، وبريق أمل وفرحة لا تصدق في عيون البعض الأخر. تمر الشهور والسنوات ولا الجزع ولا الفرح يحصدون الذي حصدته كاميرات الإعلام من تلك الزيارات شيئا. يبقون معذبين، وتنظم ببؤسهم ومعاناتهم جداول لزيارات قادمة لنجوم سوف يضيفون لسجلهم المهني صورا من تلك الزيارات وهذه في أماكن متفرقة من العالم ومنها زياراتهم للاجئين العراق المحرومين والفقراء . والذين لا يجدون ثمن رغيف خبز أو بساط يتمددون عليه فوق بحار النفط التي يستخرجها نيابة عنهم الأوغاد وينهبوها.


¤ للحزن نافذةٌ، في القلب، سيدتي
وللمساءات.. أشعارٌ ومصباحُ
معتّقٌ خمر أحزاني.... أيشربهُ
قلبي، وفي كل جرح منه أقداحُ
تسافر الريحُ ، ويلي، في ضفائرها
ومن يطارد ريحاً كيف يرتاحُ

الصورة الخامسة

يسألها مسترسلا: هل فكرتي باللجوء وطرقتي أبوابه. الظلام لا يبين لك ولنا انفعالاتها ولا ردود الفعل من تلقيها لهذا السؤال. لكنها قالت ما لا يملك الليل على إخفاءه قالت برأسها عدة مرات لا أمل لا فائدة . تابع : هل لك أسرة ؟. أجابت: أمي وأختي الصغرى. بفضول مهني لمنح التحقيق مزيد من الإثارة: هل ستسمحين لأختك لتسلك نفس الطريق ؟. حيث لا يخطر على البال تصيح : لن اقبل . سأقتلها قبل إذا أرادت ذلك

*.. نساء يعدن الينا هبات الطبيعة ـ تاريخنا كان تاريخها ـ كان للوقت وقت لنولد فيها ونرجع منها اليها


الصورة السادسة

بعضهم يتسامر ويقترح البلد القادم للاستجمام، في أوربا الحياة ليست مريحة وممتعة فحسب بل ومثيرة. هناك تسهيلات دائمة للرحلات لسياحية. بلا مشاكل خروج ودخول. اقترح احدهم : دعونا نذهب لأحد البلاد العربية. رد الثاني: أي والله يا جماعة منذ زمن لم نذهب . هتف الثالث مبتهجا: يقال انه في ... هناك النساء رائعات الم تروا الأشرطة التي يسيل لها اللعاب على اليوتيوب . على الأقل تحكي لغتك وتفهمها وتفهمك .. يا أخي مليت من النساء اللواتي لا يعرفن حرفا واحد مما أقوله لهن في لحظات الحب وانفجر الباقون بالضحك.. سيشد العزم المهاجر عائدا لها لكن فقط لكي يحدثها ويغازل قهرها بالفراش ويا سعدها بلغتها.


* ونحن نودع نيراننا، لا نرد التحية ... لا تكتبوا
علينا وصايا الإله الجديد، إله الحديد، ولا تطلبوا
معاهدة للسلام مع الميتين، فلم يبق منهم أحد
يبشركم بالسلام مع النفس والآخرين


الصورة السابعة

يحاول بعد تلك الجولة الملغومة بالشوك والشجون البحث عن سؤال يطيب به عن خاطر محدثته ويخفف من ثقل حضوره ، والألم الذي سببه لها...هل تتواصلين مع الأصدقاء . هل هنا بعض من أصدقائك القدامى . أم استبدلتهم بجدد. هل تلتقون وما هي الأحاديث التي تدور بينكم؟. كأنه سمع زفرة ... كان لي أصدقاء و أصحاب في الجامعة ثم العمل وكانت بيننا علاقات طيبة. هنا تبخر كل ذلك . انقلبت حياتي وصار الليل نهاري. ولم يعد لي ما أقصه أو اسمعه من احد. أتحاشى جاراتي كي لا يتمادين بالسؤال عن عملي ويفتضح أمري. ضاع الصحاب كما ضاع الوطن.


¤ وكيف أرى الصحبَ
مَنْ غُيّبوا في الزنازين
أو كرّشوا في الموازين
أو سُلّموا للترابْ
انها محنةٌ - بعد عشرين -
أنْ تبصرَ الجسرَ غيرَ الذي قد عبرتَ
السماواتِ غيرَ السماواتِ
والناسَ مسكونةً بالغيابْ


وتبقى رحلتها واحدة من الرحلات غير المسلية ،لا تشبه نصوص الأغاني الخفيفة و إيقاعها السريع، رحلة سيدة تصنع من انكسارها درعا تحمي به أخرى كي تبرر لنفسها أحقيتها بالحياة ، ولتوفر لأختها الأمان بعدما ضنت الدنيا عليها به. ماذا عن الذين أضاعوها، واستمتعوا بحرق عودها بعدما منعوا عليها المساندة والمساعدة. هل لحياتهم ما يبررها أم هم هنا فقط ليستمتعوا بالحرائق التي يشعلونها في كل مكان.


ملاحظة: النصوص الشعرية حسب ورودها ورموزها لكل من
° الشاعر الكبير عبد الوهاب البياتي
¤ الشاعر الكبير عدنان الصائغ
* الشاعر الكبير محمود درويش




#شذى_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صور من المعركة الما
- صور من المعركة. الخط الساخن
- صور من المعركة .. سيدتا اللوحة والحزن
- صور من المعركة رجالهن
- أكلي لما تشبعين
- ما طاب من عذب المزاج
- لا تترك جريدتك
- طائرات الريس بغداد قاهرة
- وظيفة بعنوان كلب
- كلنا بالموت سواسية
- ليلة رأس السنة
- المجد للحب
- بين رجل و أخر الفضائية قيد الإنشاء
- فضائية يسارية علمانية
- جعفر صديق اوباما
- شوية عليه وشويه عليك
- رضعوا وما خلوه يرضع
- خسارة الفوز
- صناعة الروائع
- قراءة في فكر القراء الخصب


المزيد.....




- رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر … ...
- دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
- السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و ...
- دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف ...
- كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني ...
- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...
- تتصرف ازاي لو مارست ج-نس غير محمي؟
- -مخدر الاغتصاب- في مصر.. معلومات مبسطة ونصيحة
- اعترف باغتصاب زوجته.. المرافعات متواصلة في قضية جيزيل بيليكو ...
- المملكة المتحدة.. القبض على رجل مسن بتهمة قتل واغتصاب امرأة ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - شذى احمد - صور من المعركة بين صفتي جدة