حسن مدبولى
الحوار المتمدن-العدد: 3383 - 2011 / 6 / 1 - 13:11
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
فور نجاح ثورة يوليو عام 1952,تعالت الاصوات الطليعية وقتها النخبوية حاليا,منددة بالتيارات السياسية والحزبية ورافضة للخيار الديموقراطى الذى يسلم السلطة الى الشعب المصرى, بحجة ان الشعب خارج لتوه من تسلط اقطاعى ملكى فاسد ,وان نسبة الامية طاحنة تسود ارجاء الوطن ,وان التضليل الامبريالى سيتسبب فى القضاء على اهداف الثورة, نتيجة قيام الشعب الجاهل باعادة انتخاب القوى السياسية التابعة له فى مصر؟؟
المهم انتصرت ارادة الطليعة المصرية المثقفة التى لا يغلبها غلاب ,والتى تفهم وحدها ,وباقى الشعب المصرى ما هم الا مجموعات سلفية وشوية اخوان صم عمى بكم فهم لا يفقهون على اقل تقدير,, وتولت تلك الطليعة شئون البلاد لتحقيق اهداف الدولة المدنية ,العادلة سياسيا واجتماعيا وفق رؤيتها الطليعية الاحادية؟؟
انتهى الامر بعدها, من الناحية السياسية ,الى اقصاء كل من يقول لا,سواء كان سلفيا ,ام كان ماركسيا,وبدأت الاعدامات الطليعية المدنية تطال الجميع, فتساوى فى القهر الاخوان مع الشيوعيين مع اعضاء حزب الوفد المنحل, ولم تثتثنى اية قوى سياسية ,حتى ولو كان لها رصيد نضالى مناوىء للاستعمار والامبريالية والاقطاع,فلم يسمح فيما بعد لحزب مصطفى ,ولم يسمح لمصر الفتاة(احمد حسين) بالعمل السياسى وقبلهم نالت المنظمات الشيوعية المصرية نفس المصير,وعاشت الطليعة المصرية حرة مستقلة وحدها دون شريك ,الا من بعض من ارادوا ايثار السلامة ,ومن ارادوا الغنم والسلطة والنفوذ؟؟
وبعد ان تم تطهير مصر من قوى الشر والظلام واعدام من اعدم وسجن وتشريد من كان الاسوأ حظا, استئثر الاخوان الطليعيون على الحكم بطريقة الحزب الطليعى والتنظيم الواحد والشعب الواحد ,والرئيس الواحد, ثم بعد ذلك التطهيرالاستراتيجى الذى تم حفاظا على الشعب المصرى الغلبان المسكين الجاهل ,اذا بنا نسمع الاناشيد عن الشعب وباسم الشعب وحكمة الشعب الذى يمشى وراء قائده الزعيم ؟
انتهت الامور كما نعلم جميعا تحت قيادة الاخوان النخبويين(الطليعيين) ,الى كارثة هزيمة عام 1967,التى اطاحت بكل الاحلام ,واضاعت الكرامة وجلبت العار ,ولا يزال الشعب الفلسطينى يعانى الامرين نتاجا لما غرسته ايدى حكم الطليعة المدنية اللى بتفهم لوحدها؟
والكارثة ان تلك الطليعة النخبوية ,ما ان توفى الزعيم حتى انهارت وانهار تنظيمها الشعبى التعبوى الاتحادى الاشتراكى,ولم تستطع ان تقاوم ولو مجرد مقاومة لابراء الذمة,امام مجموعة صغيرة استطاعت ان تطيح بكل المكتسبات الثورية التى كانت مكتوبة على الجرائد والمجلات الطليعية ,والتلفزيون العربى والاذاعة الوطنية ظ
وما اشبه الليلة بالبارحة,نفس الوجوه الطليعية ,عادت الينا بلافتات جديدة, , تتناسب مع العصر ,وتتكيف مع المتغيرات الدولية,لكنها تحمل ذات العناوين الاقصائية للآخر , ونفس المضامين التى لاترى فى مصر سوى ان الشعب المصرى جاهل لا يفهم ولا يستحق ان يختار مصيره؟
الشعب لا يريد استبدال الاخوان المسلمين بالاخوان النخبويين, الشعب حر يختار من يختاره,,ولن يتسلط عليه احد مرة اخرى ؟
#حسن_مدبولى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟