أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أحمد حسنين الحسنية - المجلس العسكري الحاكم دمر سمعته بنفسه














المزيد.....

المجلس العسكري الحاكم دمر سمعته بنفسه


أحمد حسنين الحسنية

الحوار المتمدن-العدد: 3382 - 2011 / 5 / 31 - 18:00
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


عندما قلت أن تمثيلية المجلس العسكري لن تخدعنا ، و ذلك منذ عدة أشهر ، فإنني كنت وقتها أسبح عكس التيار الشعبي الجارف .
و عندما ذكرت أن حسني مبارك مطمئن لأن أتباعه في السلطة ، و أن عمر سليمان إختار لنا الوصاية العسكرية ، و أن عمرو موسى مرشح عمر سليمان ، و أن عمرو موسى جزء من خطة حُبكت من قبل ، تضم المشير طنطاوي ، و عمر سليمان ، كنت أيضا أسبح عكس التيار ، الذي كان لازال متفائل بحكم المجلس العسكري .
و عندما قلت أن الإخوان لا يريدون إسقاط النظام ، و أن هناك تحالف قائم بين الإخوان ، و السلطة الحالية ، التي يقف على رأسها في الحقيقة عمر سليمان ، و لازال يقف ، كنت أيضاً أقاوم التيار القوي ، و الذي لم أسمح له أبداً أن يجرفني لإتجاه أخر مغاير للحقيقة .
الآن تغير إتجاه التيار ، و لم أعد أسبح ضده .
اليوم أصبح من يشيد بالمجلس العسكري ، و يهلل له ، و يطالب بإيقاف الثورة ، متهم بإنه إما عميل لأمن الدولة - و هو الجهاز الذي لازال يمارس أعماله القذرة برغم ما أعلن عن حله - أو فرد من أفراد أحد جهازي توجيه الرأي العام ، و الذي يتبع أحدهما المخابرات السليمانية ، و الأخر مباحث أمن الدولة ، أو إنه من بقايا الحزب الوطني ، أو إنه عضو في أحد المنظمات الشبابية التي كانت تتبع جمال مبارك ، تلك المنظمات التي لم تُجفف مصادر تمويلها للآن ، أي من عملاء النظام الذي أسسه مبارك بشكل أو أخر .
المجلس العسكري الحاكم يدرك تماماً ما تعرضت له شعبيته من تآكل ، وصل بها إلى الحضيض ، و جعله في موقف الدفاع دائماً ، في الوقت الراهن .
لكن لا يجب أن يلوم المجلس العسكري الحاكم أحد من الشعب على ذلك الحال المزري الذي وصلت إليه شعبيته بين أفراد الشعب المصري .
تصرفات المجلس العسكري هي التي أدت إلى تغير إتجاه التيار ، لأنه من المستحيل الكذب على الغالبية الساحقة من الشعب المصري ، كل الوقت .
المجلس العسكري هو الذي أثبت إنني صدقت في قولي : حسني مبارك مطمئن لأن أتباعه في السلطة ، و هو عنوان مقال سابق ، و أيضا يوجد كتسجيل صوتي في قناة حزب كل مصر ، في يوتيوب :
allegyptparty
المجلس العسكري بتلكأه ، في إتخاذ موقف حازم ضد مبارك للآن ، و هو موقف يستحقه مبارك ، و ينتظره للآن الشعب على أحر من الجمر ، هو الذي أثار حفيظة الشعب ، و أعطى للشعب مبرر لأن يصدق الشائعات - أو بالونات الإختبار - التي قالت بأن هناك نية للتصالح مع ، و العفو عن ، مبارك ، بما أسهم - مع أسباب أخرى - في تغيير إتجاه الرأي العام من مع ، إلى ضد ، المجلس العسكري .
و من قبل كان تلكأ المجلس العسكري الحاكم في التعامل مع حبيب العادلي ، حتى تبجح العادلي قُبيل إعتقاله بأنه لم يخضع لأي تحقيق ، أحد أسباب إثارة غضب الشعب على المجلس العسكري .
كذلك ما يعاينه الشعب من رفض المجلس العسكري إعتقال أعضاء جهاز مباحث أمن الدولة ، و رفضه تعقب مجرمي جهاز الشرطة على جرائمهم التي أرتكبوها خلال الثلاثين عاماً الماضية ، التي كانت عصراً ذهبياً لجهاز الشرطة .
في مقابل تلك المواقف التي تدل على التعامل الحنون مع مبارك ، و أركان ، و أدوات ، نظامه ، لاحظ الشعب التعامل القاسي معه .
لاحظ كيف أقدم المجلس العسكري في أحيان كثيرة على التعامل بقسوة مع المتظاهرين ، و المعتصمين ، السلميين ، لدرجة وصلت في أحد المرات على الأقل إلى إراقة الدماء ، و إزهاق حياة نفس بريئة لم يحاسب قاتلها حتى الآن .
لاحظ أن المجلس العسكري لا يتورع عن إعتقال معارضيه بالداخل ، و منع معارض منفي من تجديد جواز سفره ، و تهديده بالإعتقال الفوري لو وطأت قدميه أرض وطنه ، و التعاون مع جهاز إستخبارات أجنبي فاسد في محاولة لتحطيم ذلك المعارض ، و في المقابل إطلاق سراح ، و تدليل ، حلفائه الجدد من الإخوان الإنتهازيين ، و الجماعة الإسلامية .
لاحظ أن المجلس العسكري لا يكتفي بالإعتقال ، بل إنه يقدم أيضاً على تعذيب المعتقلين ، كما كان الحال تماماًً في عهد مبارك الإجرامي .
لاحظ أن المجلس العسكري لا يجد غضاضة في تقديم المدنيين لمحاكم عسكرية ، برغم أن ذلك الإجراء كان أحد أشد ما أُخذ على نظام مبارك .
لاحظ أن المجلس العسكري لا يجد عيب في الأخذ بالأساليب القذرة المنحطة التي كانت مطبقة على يد جهاز الشرطة في عهد مبارك الأثيم ، كتعرية ، و فحص عذرية ، الفتيات المعتقلات ، و ما إلى ذلك من أساليب منحطة تتعارض ، و تهين ، القيم الأصيلة للشعب المصري المحافظ .
يمكني أن أسرد الكثير من المواقف ، و الملاحظات ، في ميادين شتى ، و التي تصب كلها في غير صالح المجلس العسكري الحاكم للآن ، و لكني أكتفي بهذه المواقف ، و الملاحظات ، و التي سجلها الشعب ، و أخذها على المجلس العسكري الحاكم للآن ، و هي كلها مواقف ، و ملاحظات ، تتعلق بحقوق الإنسان ، التي هي أهم شيء ، لأن كرامة الإنسان ، و حقوقه الأساسية ، مقدمة على سائر الأمور الأخرى ، و للأسف فإن المجلس العسكري ينتهك تلك الكرامة ، و يدوس على تلك الحقوق ، برغم علمه بأن الشعب المصري ، و بقية الشعب العربية ، التي ثارت في 2011 ، كانت إستعادة كرامتها أحد مطالبها الأساسية .
المجلس العسكري له الفضل الأول في تغيير الرأي العام المصري فيه .
على إنه من الواجب إعادة التذكير ، و التأكيد ، بإننا نفصل بين المجلس العسكري الحاكم ، الذي هو في نظرنا أصبح كيان سياسي منذ سقط مبارك عن عرشه الرئاسي ، و بالتالي ليس فوق النقد ، و بين الجيش المصري ، الذي هو مؤسسة مصرية وطنية راسخة ، نابعة من الشعب ، و يحبها ، و يحترمها ، الشعب .
كما لم يُفلح مبارك في أن يربط سمعته بسمعة الجيش ، لن يُفلح المجلس العسكري الحاكم في ذلك .
على المجلس العسكري الحاكم أن يفحص سلوكياته ، و مواقفه ، قبل أن يُلقي باللوم على أحد ، لما وصلت إليه سمعته من تدهور .
أما لو أردنا الحقيقة فلنقل : أن المجلس العسكري بكل تصرفاته التي أخذها عليه الشعب ، إنما يؤدي وظيفته التي كلفه بها عمر سليمان .

المنفى القسري : بوخارست - رومانيا

31-05-2011



#أحمد_حسنين_الحسنية (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا كل هذا الصبر على مجرمي جهاز الشرطة ؟
- السلفي الحر ، و السلفي الحكومي
- إستبداد الوصاية يحتاج فتنة طائفية
- لماذا لا يُحاكم هؤلاء عسكرياً أيضاً ؟
- لماذا لا يحاكموا عسكرياً هم أيضاً ؟
- الديمقراطية في مصر هي لصالح أهالي غزة
- إنتخاب قيادات الحكم المحلي أفضل للأقباط
- من الخليج أعلن شرف نتيجة الإنتخابات القادمة
- التهديدات مستمرة ، و التمثيلية لازالت تُعرض
- حتى لا نسمع بجمعة الشكر ، أو بثلاثاء العرفان
- أوباما ، ضاع منك السلام ، فلا تضع الديمقراطية ، و حقوق الإنس ...
- عمر سليمان إختار لمصر النموذج العسكري التركي الأتاتوركي
- إننا ننتقد سياسات كيان أصبح سياسي
- لماذا على مصر نصرة الشعب الليبي عسكرياً ؟
- إلى متى ستظل البلطجة قطاع من قطاعات الدولة ؟
- من يرعبه الخطاب الديني لا يقود التغيير
- مباحث أمن الدولة تحاول الوقيعة بين الشعب و جيشه
- إسبوعان من التظاهر و سيقف مبارك و سليمان أمام المحكمة
- عندها سترون كيف تكون المعارك
- حتى تصبح المبادئ و الأهداف واقع


المزيد.....




- ترجف من الإرهاق.. إنقاذ معقد لمتسلقة علقت أكثر من ساعة في -م ...
- تمنّى -لو اختفى-.. مخرج -Home Alone 2- يعلق مجددًا على ظهور ...
- جوزاف عون يتحدث عن مساعي نزع سلاح حزب الله: نأمل أن يتم هذا ...
- ثنائي راست وتحدي الكلاسيكيات العربية بإيقاعات الكترونية
- -من الخطأ الاعتقاد أن أكبر مشكلة مع إيران هي الأسلحة النووية ...
- عراقجي: زيارتي إلى روسيا هي لتسليم رسالة مكتوبة من خامنئي إ ...
- تصاعد أعمدة الدخان فوق مدينة سومي الأوكرانية بعد غارات بمسير ...
- المرسومً الذي يثير القلق!
- دورتموند يتطلع لتكرار أدائه القوي أمام برشلونة في البوندسليغ ...
- عاصفة رملية تخلف خسائر زراعية فادحة في خنشلة الجزائرية (فيدي ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أحمد حسنين الحسنية - المجلس العسكري الحاكم دمر سمعته بنفسه