أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - رشا أرنست - شكراً اوبرا














المزيد.....


شكراً اوبرا


رشا أرنست
(Rasha Ernest)


الحوار المتمدن-العدد: 3382 - 2011 / 5 / 31 - 06:37
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


حين قررت الكتابة عنها لم اعرف ماذا أقول؟ فكل ما أقوله ربما يكون تكراراً أو إضافة ليس أكثر. فماذا أقول عن امرأة اقل ما يُقال أنها النموذج المثالي لامرأة كسرت القيود. ماذا نكتب عن اوبرا وينفري تلك الأمريكية السمراء والإعلامية الأولى على مستوى العالم التي قالت لا للعنصرية ولا لتهميش المرأة ولا لكل ما هو ضد الإنسانية في برنامج يُعد الأشهر عالمياً؟..... لم تكن تعلم اوبرا حين ولدت بإحدى أحياء كوسيكسو بأمريكا عام 1954 أن لونها الأسمر والذي خلقها الله عليه سيكون النقطة الفارقة في حياتها، لتتحدى كل ظروف رفضها كأمريكية سمراء لتحوله إلى نقطة تحول في تاريخها وتاريخ أمريكا الإعلامي. تلك السمراء التي أبدعت إعلاماً مختلفاً مع برنامجها الشهير منذ 25 عاماً، والذي حمل اسمها فأعطاها كما أعطى للإعلام الأمريكي شهرة واسعة تحولت إلى مدرسة إعلامية.
طفولتها الصعبة لم تقف عند لون البشرة أو الفقر، حيث عمل أبوها بالحلاقة ووالدتها خادمة في البيوت وإنما ازداد صعوبة بانفصال والديها فزادت هي تمسكاً بالوجودية. الإحساس بالوجود والكينونة حتى في اصغر الأشياء كان الهّم الأكبر في حياة اوبرا حتى الآن. الطموح لإثبات الذات كان ينتقل بها سريعاً من مرحلة إلى أخرى، فمنذ أن بدأت كمراسلة لإحدى القنوات وهى بعمر الـ 19 ثم ممثلة مسرحية يليها مقدمة برامج وسؤال مَن أنا؟ كان يُعدّها لتكون هذه المرأة التي لا تُقهر.
استطاعت اوبرا خلال 25 عام إعطاء فرصة لمشاهدين برنامجها أن يُبحروا معها داخل ذواتهم ليكتشفوا مَن هم؟ أعطت الفرصة لكل إنسان أن يعترف بما في داخله ببساطة الأطفال ونضوج الكبار وكانت دائماً تُرجع الفضل إلى إيمانها بان الله يرعى كل ما تقوم به ويُساعدها كي تُساعد هؤلاء.
لا تستطيع أن تميز بينها وبين احد ضيوفها خلال أي حلقة لأنها ببساطة كانت طوال الوقت تأخذ منهم لتُعطيهم. "انتم سرّ نجاح البرنامج" هكذا قالت في أخر حلقة لبرنامجها يوم الأربعاء الماضي 25 مايو 2011. لقد اعتبرت اوبرا أن أهم سبب لنجاح البرنامج هو تحرير ضيوفها من الشعور بالعار، جراء الاعتراف بأخطائهم أو أفعالهم المستنكرة في المجتمع، أو لحوادث ضد الإنسانية كالتحرش أو الاغتصاب تعرضوا لها. ولذلك استطاعت -خلال 4561 حلقة في 25 سنة- الحصول على اعترافات بالآلاف، مباشرة على الهواء، من مدمنين ومثليين وآخرين يضربون زوجاتهم، أو مرضى بالإيدز أو ذوي احتياجات خاصة.
لقد كسرت قاعدة الفتاة الشقراء الجذابة لتُعطي مثالاً حياً لإثبات الذات بالعمل. "طوال البرنامج كانت المشكلة الرئيسية لضيوفي هي كيف يجدوا قيمة لأنفسهم" هكذا اختصرت اوبرا خبرة أكثر من عقدين من الزمن، فكانت تجول في أعماق الناس في بلدان كثيرة تكتشف معهم القيمة الحقيقية لوجودهم. تلك القيمة التي يظل يبحث عنها الإنسان طوال مشوار حياته مدعياً أحياناً انه وجدها وأحياناً أخرى انه فقدها. القيمة التي تعطي لإنسانيته قدراً من الاستحقاق بعيداً عن العرق أو اللون أو الدين.

مِن كسر القيود إلى إيجاد قيمة وجودية، وصولاً إلى الشهرة ودّعت اوبرا وينفري جمهورها بشكل غاية في الروعة والرقي. لم تتكلم بنبرة الملكة المتربعة على عرش الإعلام أو نبرة المرأة المغرورة بما لم يفعله غيرها، وإنما بنبرة امرأة مكافحة عرفت كيف تدير حياتها وتنجح من خلال خبراتها في الحياة. ولم تنسى أن تمنح الفضل في هذا النجاح المنقطع النظير بكل تواضع لفريق عمل البرنامج ولجمهورها الذي أعطاها تلك الفرصة لتكون تلك المرأة التي تفخر بها كل أمريكا ويفخر بها نساء العالم.
شكراً اوبرا من اجل كل شيء ولن نقول وداعاً ولكن إلى اللقاء، لأننا في انتظار طلتك الجديدة من خلال برنامجك الجديد "اون" على قناتك الخاصة.



#رشا_أرنست (هاشتاغ)       Rasha_Ernest#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلى قداسة البابا شنودة: أخبرنا عن موقفك مما يحدث؟
- كلمة -الأقليات- كيف نسقطها من قاموس واقعنا اليومي؟
- بلاغ لم يقدم ضد رئيس هيئة السكة الحديد ووزير النقل والمواصلا ...
- المصريون وشعار الصبر هو الحل
- عمار يا مصر وخراب يا حياتنا
- الأموات ينهضون والأحياء ينعون أنفسهم في أوبريت الضمير العربي
- لبنان... على قياس مَن؟
- ستار أكاديمي... بين القبول والرفض
- 3 ديسمبر اليوم العالمي للأشخاص المعوقين، يوم فقد مصداقيته في ...
- القصر الفارغ
- الصلاة تنجو بالسلام
- إنشاء وزارة لذوي الاحتياجات الخاصة تراجع في إنسانيتنا
- السجن بانتظار الصحفيين في مصر
- ماذا بعد الاغتيال في لبنان؟؟
- إعلامنا يحتاج إلى وقفة
- فقراء مصر على حافة الموت
- هل توقف الزمن عند 11 سبتمبر؟
- من يُصغي إلى البابا بنديكت؟
- السلام المعجزة المنشودة
- الكنيسة الكاثوليكية تؤكد إيمانها وأقباط مصر وقعوا في فخ الإع ...


المزيد.....




- الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و ...
- عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها ...
- نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...


المزيد.....

- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - رشا أرنست - شكراً اوبرا