|
الجهاد في الجودو
يونس حنون
الحوار المتمدن-العدد: 3382 - 2011 / 5 / 31 - 06:36
المحور:
كتابات ساخرة
ارجو ان تقرأوا هذا الخبر الذي نشره موقع العربية نت بعنوانه التحفة لاعب جودو مصري يتعرض لـ "حرب عنصرية" لرفضه مصافحة اسرائيلي الإثنين 27 جمادى الثانية 1432هـ - 30 مايو 2011م صبّ معلقون إسرائيليون جام غضبهم على لاعب الجودو المصري رمضان درويش المصنف في المكان الثامن عالمياً، وذلك بعد أن رفض درويش مصافحة لاعب الجودو الإسرائيلي آريك زئيفي، في أعقاب لقاء صعب جمعهما في بطولة "جراند سلام" المقامة في موسكفا في روسيا. وتمكن اللاعب الإسرائيلي من التغلب على رمضان في ربع نهائي البطولة للرجال حتى وزن 100 كليو غرام، فغادر رمضان الحلبة دون مصافحة غريمه ورفض العودة لمصافحته، إلا أنه عاد وقام بتحية حكم المباراة فقط وغادر من جديد. وبدا المعلقون الإسرائيليون على الخبر الذي تناولته عدة مواقع الكترونية إسرائيلية غاية في الغضب على اللاعب المصري ووصفوه بأوصاف بذيئة وسافلة حيث كتب أحدهم متهكما "مسكين آكل الفول هذا الذي يشعر بالعذاب لأن إسرائيل هزمته" ----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------- تصوروا : لاعب جودو مصري يتعرض لـ "حرب عنصرية" ......لرفضه !!!!!! مصافحة اسرائيلي جعلنا من الذي يقبل التنافس لكنه لايقبل المصافحة بعد الخسارة ضحية للعنصرية .....فهو ياحبة عيني كان رفضه مصافحة الاسرائيلي لفتة انسانية، فكان جزاء المعروف الذي قام به هذه الحرب العنصرية الظالمة !!!!!!!!!!!! وتعالوا لنقرأ بعض التعليقات التي تبرز وتؤكد رفضنا لهذه العنصرية غير المبررة من طرف الاسرائيليين بعنوان رفعت رؤوسنا يقول احدهم : الله معك يابطل والله ينصر الأسلام.. كفو وإلى الإمـام نعم الحمدلله ان الله كان مع بطلنا عندما هزمه الاسرائيلي .... فكما قال صدام عندما اخرجوه من الكويت التي قال انه لن ينسحب منها : يامحلى النصر بعون الله ويبقى السؤال : الله كان مع المصري المهزوم ..فمن كان اذن مع الاسرائيلي ؟ معلق اخر اسمى نفسه فيلسوف يقول "مشكلة اليهود انهم فاكرين ان بس المصريين بيكرهوهم بس الحقيقة ان العالم كلة بيكرهكو حتى انتو بتكرهو بعض بلا وجع دماغ ايامكم جاية فصبرا جميل" نعم بالضبط..اليهود يكرهون بعضهم لذا ترى الاشكناز(يهود اوروبا) يكفرون السفارديم (اليهود الشرقيين )ويعتبرونهم روافض والسفارديم يسمون الاشكناز نواصب بينما نحن والحمدلله نموت في بعضنا البعض حتى لو تضاربنا بالاحذية بسبب مباراة كرة قدم احدهم اسمى نفسه مراقب افتى لنا هذه الفتوى : هذا حكم شرعي اسلامي لا يجوز السلام على ومصافحة الكافر الحربي فالصهاينة ودويلة بني صهيوني كافر حربي يجب غزوه قبل ان يغزي العرب ويجب القضاء عليه لان ذلك يعتبر دفاع عن النفس ما قام به الاعب البطل هو تكليف شرعي فتوى رائعة : هذا المصري بطل لانه قام بتكليف شرعي اذ لايجوز مصافحة الكافر الصهيوني ، .لكن يجوز الاشتراك معه في منافسة رياضية فذلك ليس تكليفا شرعيا
بطل مجاهد علق بقوله : " أنا أول واحد إن شاء الله هتطوع في الجيش لو اسرائيل بس فكرت تمس شبر من أرضنا " بس الحمدلله اسرائيل لم تمس شبر من ارضنا لحد الان فلا موجب للتطوع ودع ذلك لوقت الضرورة فقط معلق اسمه ابو محمد الشامي يقول "والله مني ومن كل السوريين والشعب العربي العظيم نفتخر بتقديم أجمل وأرقى التهاني للفارس الرياضي رمضان, موقفك عظيم جدا ولك منا ألف مليون تحية يابطل . لايهم الفوز أو الخسارة فهي رياضة , ولكن موقفك الكبير أعظم فوز للعرب جميعا الله " اي نعم بالضبط كما تقول يا اخا العرب لايهم الفوز والخسارة فهي رياضة ...فلو كان المصري مثلا هو الفائز في النزال لما هلهل له مجاهدو طواحين الهواء ولاكبروا ولاسجدوا ركعتين شكرا لله الذي نصر عبده المؤمن على الكافر اليهودي النجس .... هذا حالنا على الدوام عندما ننهزم فهي رياضة المهم فيها المشاركة لكن لو انتصرنا على فريق باجودان بهامبول التايلندي فقد رفعنا راية الله اكبر عاليا لو كان في رؤوس اي من هؤلاء المراؤون تلك المادة السنجابية التي يسمونها المخ لسألوا هذا الذي جعلوه بطلا وهو مهزوم السؤال ذاته الذي ساله المعلقون الذين يحترمون عقولهم : لماذا نازلته اصلا وانت ترفض مصافحته ... هل قبولك الوقوف معه والانصات الى النشيد الوطني لاسرائيل قبل النزال ثم الانحناء المتبادل لكليكما كما تقتضي اصول لعبة الجودو مقبول ....لكن مصافحته هي الخيانة العظمى ؟ لست اجد الا اجابة واحدة : كان هذا الذي جعلوا منه مجاهدا يمني نفسه بالانتصار ليصرخ الله اكبر و ليصبح بطلا قوميا تنظم فيه القصائد والاشعار .....لكن هذا لم يحصل .....وليس في ذلك عيب لو كانت الروح رياضية فعلا ، لكنها ليست كذلك ، فلم يجد ما يغطي به هزيمته الا ان يتمسك باذيال العداوة للصهيونية .....هناك لاعب جزائري اخر رفض ملاقاة لاعب اسرائيلي ، موقف سواء اكنت اؤيده او اعارضه فلا استطيع ان انتقده لانه مبدأي وليس انتهازيا...... ولوكان السيد رمضان درويش قد رفض المنازلة اصلا لما جرؤ احد على التعريض بموقفه او التشكيك بنواياه ، لكنه وكما يقول المثل الانكليزي : اراد ان ياكل كعكته وان يحتفظ بها في نفس الوقت او كما يقول المثل العراقي : لاحظيت بزوجها ولا اخذت سيد علي لذا لست اجد ابلغ من تعليق حمل اسم ريمة قالت فيه بصراحة رأيي انه كان لازم يصافح الاسرائيلي مادام قد رضي بان ينازله بغض النظر عن موقفه السياسي، لان المنافسة رياضية وليست سياسية، واللاعب جاء بسلام لينافس. والا فمن الافضل ان لا يتبارز معاه وينسحب من البداية، لانه اعطى صورة عن نفسه وعن العرب بانهم عنصريين وحقودين والطرف الاخر طبعا كسب تعاطف الاعلام الغربي فماذا نقول لمن جعل من هذا المسكين رمزا للجهاد والتضحية وكأنه استشهد ووهو يواجه العدو في ساحات القتال اذ يبدو ان هذا هو ما قصده الشاعر مسلم بن الوليد عندما قال قبل اكثر من الف عام الجود بالنفس أقصى غاية "الجودو"
#يونس_حنون (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل توقف سعالنا ؟
-
القذافي مكعمز عالروشن
-
امرأة من العراق
-
قريبا ....سنصدر التقوى
-
احبوا نوابكم ....باركوا سياسييكم
-
تأملات ... مع الاخبار القادمة من تونس
-
عندما اخرسني الخفاش
-
اغاظة الكفار في راس السنة
-
انتظروا الجلد العلني في العراق....قريبا
-
حتى تكون اسعد الناس
-
الدانمارك والمهاجرون .....مرة اخرى
-
طب الاباعر ....مرة اخرى
-
برقية شكر من جهنم
-
عندما يرد الدجالون
-
غض بصرك ...تصبح مليارديرا- (2)
-
غض بصرك..... تصبح مليارديرا- (1)
-
اكتشافاتنا المذهلة!!!!!
-
ايتها المسلمة …. افريقيا تناديك
-
قريبا ...اسباكيتي اسلامي
-
إلى من عرّضت نفسها للعنة الله!
المزيد.....
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|