إيمان أحمد ونوس
الحوار المتمدن-العدد: 3381 - 2011 / 5 / 30 - 20:54
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
مثلما تزرع الوجود سنابل حياة واستمرار، ومثلما تجدد نهر العطاء بأزاهير لوتس عابقة بعطر الحرية، ترسم المرأة السورية اليوم خارطة كينونتها التي ميّزتها على الدوام ، خارطة مفعمة بأنوثة وإنسانية حرّة ترنو لفعالية تليق بحفيدات جوليا دومنا و زنوبيا وسواهن من نساء سوريات كان لهن شرف المشاركة في بناء مجد سوريا تاريخاً حافلاً أبداً بحضورهن القوي منذ الاحتلال العثماني وما بعده من احتلال فرنسي واجهنه بكل شجاعة وحرية كما تلك السورية التي رافقت يوسف العظمة إلى سهول ميسلون لاستقبال الفرنسيين غير هيّابة من موت يرتقي بها وببلدها إلى مصّاف الخلود، لتبقى سوريا برجالها ونسائها عصيّة على كل القيود والعبودية.
وها هي اليوم تستمر بكل عنفوان بمسيرتها الإنسانية عبر المشاركة الحقيقية فيما يجري في الشارع السوري، فهي حاضرة دوماً في كل التحركات باعتبارها أماً وأختاً وزوجة وابنة، حبيبة وصديقة ورفيقة، تمنح من حولها القوة والعزيمة والإصرار.
فقد كانت النساء السوريات في مقدمة من خرجوا للشارع عندما اعتصمن أمام وزارة الداخلية للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين من أبنائهن وأزواجهن وإخوتهن فاعتقلت منهن من اعتقلت، لكنهن لم يتراجعن، بل تابعن القيام باعتصامات مختلفة تضامناً مع شقيقاتهن في درعا وسواها.
لكن، ولئن كانت المشاركة لاحقاً غير ظاهرة من حيث الحضور القوي في التظاهرات، إضافة إلى عدم تسليط الضوء على تلك المشاركات من قبل الإعلام، إنما هي حاضرة في كل حركة من خلال أبناء وأخوة وأزواج ورفاق استشهدوا أو اعتقلوا أو جرحوا، حيث أن دمها يجري في عروقهم، وبالتالي فإن هذا الدم سال من روحها قبل جسدها منذ بداية الأحداث،وبذلك دفعت ضريبة الحرية منذ اللحظات الأولى.
ولكن لم يتم الاكتفاء بما قدمت نساء سوريا على مدار هذه الأحداث من قهر وحزن على ما آلت إليه الأمور، بل تمّ الإصرار على سحق عنفوانهن وصبرهن وصمودهن، وأيضاً جرأتهن في تحدي الواقع والخروج مطالبات بحرية الوطن والأبناء والأخوة والأزواج، فتم التصدي لبعضهن بالاعتقال، ولبعضهن الآخر بالقتل ليسيل دمهن ممتزجاً بدماء من سبقهن فتفتحت شقائق النعمان عابقة بأريج دمائهن الطاهرة.
#إيمان_أحمد_ونوس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟