حكايات من شنكال ... 13

مراد سليمان علو
شاعر وكاتب
(Murad Hakrash)

الحوار المتمدن-العدد: 3381 - 2011 / 5 / 30 - 09:34
المحور: كتابات ساخرة
    

( 13 ) الحظيظ في الحضيض .
هنالك حزورة تداولها الأطفال مفادها : أن كل شيء بحاجة لشيء ... فما هو هذا الشيء .؟ ولا يخفى أن الجواب هو (الاسم) ، فكل واحد منا بحاجة لأسم يناديه الآخرون به وكذلك كل شيء بحاجة إلى أن نطلق عليه اسما معينا لنميزه عن الأشياء الأخرى . الحيوان . النبات . الجماد ، وكذلك الصفات والأصوات والأماكن ... الخ ، ولعل أول من أطلق على نفسه اسما هو خودا ( خالق نفسه بنفسه ) ، وهو اسمه الأعظم حسب الأيزيدياتي وله ألف أسم آخر .
وأحيانا يرافق أسم الفرد مهنته كأن يقال حامد الحداد أو كريم أبو الفلافل لتفوقه وتفننه في مهنته لذلك قيل ثلاث ( سينات ) لا يقدر عليهم أحد سائق التاكسي ـ والسلكي في الجيش ـ والسستر (الممرضة) لقدرتهم على خلق الأعذار فيما يخص عملهم .
وعلى ذكر المهن ياترى كم واحد منـّا يحب مهنته أو ما هو مشهور بها كالشاعر والكاتب والرسام والخطاط ... الخ ، وهو على استعداد للنضال والقتال والتضحية من اجل المحافظة عليها ، وإنفاق ماله الخاص ووقته لتطويرها .
قبل أيام جمعتني مناسبة اجتماعية بأحد معارفي ونادرا ما أراه فهو بناّء ومهنته تتطلب منه التغيب عن البيت غالبا ، وحتى لو كان في عطلة عندها أكون أنا ملازما للبيت لأن هوايتي التحفة ( ككاتب ) " ولا أعتبرها مهنه فهي لا تدر علي مالا" تتطلب قضاء ساعات في القراءة والمتابعة والكتابة لدرجة إن زوجتي باتت تخاف على سلامة قواي العقلية فتطمئن علي بين الحين والآخر لتتأكد من إني لم أجن بعد ... وطبعا تدمدم وتلعن حظها العاثر فانا لا أصلح لشيء كما تردد على مسامعي دائما . المهم تبادلنا أنا وقريبي أطراف الحديث عن الحال والأحوال وما يجري في العراق من أهوال ، وساءه بطالتي المقنعّة وأنا صاحب ( شهادة كبيرة ) وبدأ يكرر على مسامعي لو كانت لي مثل شهادتك لفعلت ... كذا وكذا ... إلى درجة اقتنعت فيها تماما بأن المكوث في البيت قرب زوجتي ونكدها نعمة .! قلت مازحا لقريبي البنـّاء : شهادتي الدراسية معلقة على الحائط يمكنك أخذها اليوم أو في أي وقت تشاء ، وأفعل بها ما يحلو لك ، ثم أردفت جادا ، وأتمنى لو كنت مثلك لا أجيد القراءة والكتابة .
هذا رجل أميّ يظن باني من المحظوظين لأني صاحب شهادة (كبيرة) ،والمضحك المبكي إن بعض أصحاب الشهادات أنفسهم ، وربما كانوا غرباء لم التقي بهم في حياتي يحسدوني لأني أجيد الكتابة ، ويقولون : ليتنا نمتلك قلمك يا حظيظ ، ولكن ... وطبعا وراء هذه الكلمة تكمن أسرار لا يقدر على فهمها ، وواقع لا يعيشه الا من مزّق أشعاره وكتاباته أكثر من مرة فهو يعرف نفسه مثلي بأنه غير محظوظ الا بنظر هؤلاء وإنه يعيش في الحضيض بل في داخل الضاد الأخيرة من كلمة الحضيض ، وطبعا مثلنا كثيرون ، فالهالة المرسومة على رؤوسنا ليست حقيقية يا سادة وأن تسمع بالمعيدي خير من أن ... .!

#مراد_سليمان_علو (هاشتاغ)       Murad_Hakrash#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات