أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سهيل قبلان - المُثل العليا ودوف حنين ورفاقه ورفيقاته وجبهتهم















المزيد.....

المُثل العليا ودوف حنين ورفاقه ورفيقاته وجبهتهم


سهيل قبلان

الحوار المتمدن-العدد: 3381 - 2011 / 5 / 30 - 07:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المثل العليا مقولة اجتماعية من المفروض حسب المنطق، وكون الانسان ارقى الكائنات، ان تستحوذ على افكار وسلوكيات وابداعات وانتاج وعطاء البشر، وبالتالي ان تترجم الى واقع وسلوك واهداف واحساس في الحياة. وللانسان رؤية ورؤيا، فكل واحد وواحدة بغض النظر عن لغته ودينه وموقعه الاجتماعي، يرى الكون ويستمتع بما يرى ان كان جميلا، وينفر ويشمئز ان كان قبيحا وبشعا، هذا بشكل عام ونظري، وبناء على ما تراه عينا الانسان في الحياة وتقرأه في الكتب تكون الرؤية التي تبدأ بعكس الواقع فيها وبناء على اهدافها ومصالحها ومن تمثل من الناس وتسعى الى خلق واقع جديد. وكم من كلمة او سلوك او علاقة او قصة او قصيدة او مقالة او لحن، تلهم الانسان المثل العليا النبيلة واستبصار الحياة. ولماذا هي هكذا ويسعى لتحسينها ان كانت سيئة ويدعو الى التعاون البناء بين الناس لتكون النتائج جميلة وجيدة والعلاقات طيبة وودية، وذلك انطلاقا من القناعة ان الموجود في المجتمع، خاصة اذا كان سيئا ويعود بالضرر على الانسان، هو نتيجة حتمية لممارسة معينة وهو ليس منزلا لا يمكن تغييره. فعلى سبيل المثال لا الحصر، هل الوضع الاقتصادي القائم في الدولة ونتائجه وانعكاساته واضحة على المجتمع في شتى المجالات، هو منزل لا يمكن تغييره؟ ام انه نتيجة حتمية لنظام قائم ونشاط ممارس ولاهداف موضوعة من الفئة الحاكمة؟ والسؤال الذي يطرح نفسه وبناء على الواقع، لماذا السيئ يلقى الرواج؟ وهناك ظواهر سلبية ليست طبيعية وهي الرائجة، كالعنصرية المتفشية التي هي نتيجة حتمية لسلوك فوقي يعبد ويقدس الانا وحب الذا،ت ويرفض الآخر ويسعى لمحوه، ومن الظواهر السلبية تشويه وتزوير الحقائق في كل مجال، وانطلاقا من ذلك يصر قادة الدولة على تطبيق سياسة والفرض على الآخر قبولها بأي ثمن، ومجرد رفضها وانتقادها يتعرض للتحريض والعنف والهجوم وطمس الحقوق. وهناك مصطلح الاسترشاد، فما هو الافضل الاسترشاد بالمثل العليا وبالقيم والاخلاق والافكار الجميلة ام بالسيئات والشرور وبالاحقاد؟ وهناك المثالب والسقوط في هوة النفاق والفساد والحقد،وبناء على الواقع يجري تعميقها وليس سدها، يجري التمسك بها وليس رفضها والتصدي لها.
وهناك الممارسات السلبية، كالعنصرية التي تحفز اصحابها الى الارتقاء بها وتطبيقها وبالتالي تدهو ودفن وطمس الايجابيات، واولها تدهور الذات الى مستنقع الهتلرية. والواقع القائم في الدولة هو تجسيد لافكار في نظر اصحابها هي مثل عليا، ترى انها منزلة ويجب ان تطبق، والواقعية الحقيقية عكسها تقول بتغييرها وتكثيف النضال لالغائها لانها تتعارض بكل بساطة مع المثل الانسانية العليا. والمثل الاعلى، واستنادا الى الواقع، الذي من المفروض ان يتبناه الانسان هو النضال الحقيقي والجاد والمثابر والصادق من اجل حياة افضل واجمل، وطبعا حتى تقتنع الجموع بذلك النضال المطلوب، يستغرق الامر وقتا. والاخطر هو الصمت واللامبالاة ازاء هذا الواقع ، فالحكومة وعلانية تجاهر بذلك، تسعى لتجريد الناس وخاصة اليهود من الانسانية الجميلة ومن احترام الآخر ورفضه ورفض التعايش معه والى جانبه بسلام وحسن جوار وتعاون بناء، والحكومة الاسرائيلية مثل سابقاتها من حيث روحها وكنهها وبرامجها واهدافها تتباهى وعلانية انها حاملة مدافع الحرب والحقد والقتل والدمار والخراب وتقديسها عنوة، وكلمة الحرب مقدسة عندها وتحتل في صلواتها مكانة اولى وتعمل كل ما بوسعها من خلال البرامج والمخططات والاهداف والتربية واستطلاعات الرأي تقدم البرهان، لكي تصلي الجماهير للحرب وتعبدها وليس للسلام والمحبة وعلاقات حسن الجوار الجميلة. وعلانية تنبذ الحكومة طمأنينة الروح وجمالية المحبة والصداقة وتعايش الناس بسلام، وبذلك تنبذ المثل والقيم العليا وتدوسها، والسؤال الذي يفرض نفسه على كل واحد وواحدة هو، ما هو الافضل ان تزين الارض البساتين والكروم والحدائق الجميلة والرياض وبرك المياه العذبة والجامعات والمدارس والملاعب وثمار العبقرية الانسانية الجميلة او تشوهها اطلال وانقاض وخرائب وبقايا الدور والمنشآت والمباني؟
ما هو الافضل ان يفرح الاطفال ويملأون الاجواء والبيوت والحضانات ورياض الاطفال والملاعب والمدارس بالبهجة واللهو والمرح والفرح، ام يفقدون بهجة وروعة الطفولة؟
عندما يترسخ الايمان في قلب ونفس كل واحد وواحدة، بان الحب والخير والجمال والمفيد والجميل والاصيل والشريف هو المنتصر على الشر والفساد والنفاق والحرب والاستغلال والاختلاس، يمنح ذلك الايمان الجميل للبشر ويستمدون منه القوة للعمل الجميل وحسن الجوار والعلاقات والانتاج، ولكن حتى يتم تنفيذ ذلك، يجب تغيير اوضاع الناس كل الناس الى الاحسن. فكيف يمكن على سبيل المثال لشخص تربى ويتربى ويتباهى بانه ينهل من مستنقع العنصرية واحتقار الآخر ورفضه والسعي لقتله، ان يسعى لتطبيق المثل العليا والايمان بها وبالانسان وحقه الاولي في العيش باحترام وكرامة وامن وامان واطمئنان والعمل والعلم والسير في طريق المحبة والرقي وتقديس جمالية انسانية الانسان والحفاظ على عطائها الجميل ونواياها ومشاعرها الاجمل؟ وكيف يمكن لعاطل عن العمل لا يجد قوت يومه ويرى اولاده بأسمال بالية ويتضورون جوعا واولاد الاثرياء يسرحون ويمرحون ويتناولون ما لذ وطاب ويرمون بالمأكولات لان كمياتها فاضت وزادت عن احتياجاتهم، ان يفكر تفكيرا جميلا ويؤمن بالمثل العليا والقيم الانسانية الجميلة؟
وبناء على الواقع فان حكام اسرائيل ينظرون الى السلام الحقيقي والعادل والراسخ والجميل والدائم ومتطلباته، ولانهم يحتقرون المثل العليا ويستهترون بالقيم الانسانية الجميلة، بازدراء واستهتار وكأنه من المحرمات والكماليات لا حاجة له، ومن يشير لهم الى ذلك وان ذلك الرفض له ليس في صالحهم ولا يخدم المثل الانسانية الجميلة والعليا، فهو في نظرهم عدوهم وارهابي، وبناء على الواقع فان الدعوة الى ادخال متطلبات السلام المعروفة من الاخلاق الجميلة والقيم والمثل العليا والاجمل وبالتالي القناعة بها، يتطلب الجهود المكثفة، وحاليا يبدو الامر يحتاج الى عشرات السنين ،يبقى السؤال من المستفيد؟
ويصرون علانية على نسيان الشعب للكرامة الانسانية وببساطة لانهم يفتقرون اليها علانية، ويسيرون بثبات على التقييم الوهمي لمكانة ودور آلتهم الحربية الفتاكة التي لا تقهر ولا تهزم وليس على التقييم الواقعي للعيش بحسن جوار واحترام متبادل وتعاون بناء. يرفضون تذويت حقيقة ان النهاية الحتمية لآلتهم الحربية العسكرية مهما تكدست وارهبت، هو الصدأ، نعم الصدأ، الصدأ الذي يعلو ضمائرهم المتحجرة ونفوسهم ومشاعرهم البشعة المتجسدة في لامبالاتها بأنين واوضاع واوجاع مئات الالوف من الفقراء، وبالذات من اليهود انفسهم، وبذلك يصرون على دوس القيم الانسانية والمثل العليا والاستهتار بالانسان، فالى متى؟ وبالذات في هذا الواقع والآن، الآن وليس غدا واكثر من اي وقت مضى، يبرز مدى جمالية وصدق واصالة وانسانية صوت الشيوعي الجبهوي دوف حنين ورفاقه ورفيقاته اليهود والعرب وجبهتهم في الكنيست والهستدروت وكل مكان، لانهم يجسدون وبكل عمق جمالية المثل والقيم العليا في الانسان والمجتمع والمطلوب الالتفاف حولها ودعمها.



#سهيل_قبلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- للاخلاص وجهان فأيهما الاجمل؟
- الاحتلال أم الانسحاب
- اوضاع المفاوضات نتيجة حتمية لكشرة الذئب الامريكي !
- مع من يجب أن تكون الصداقة؟
- انتفاضة ضد التشرذم
- ألسلام أمانة في أعناقكم
- ذات غدٍ.....!
- ألتواصل والمواصلة والوصول والوصال
- ألخلافات الفلسطينية المتواصلة جريمة لا تغتفر!!
- ألمرأة إنسان عظيم كامل متكامل
- يُصرون على التعامل مع الفلسطينيين كأصنام!
- إلى متى التجاوب مع خطاب الآلة العسكرية؟
- غد الاممية سيشمل البشر
- ألاستعمار لن يغادر مسرح التاريخ من تلقاء نفسه!
- عندما يكون الانسان بلا ضمير!
- انفلونزا الاستعلاء والعنصرية!!
- الغاز الزمان غير المحلولة كثيرة!!
- الطفولة محك اختبار وامتحان...!
- من يرى فخا منصوبا يتجنبه!
- يصرون على إبراز أنيابهم !


المزيد.....




- الثلوج الأولى تبهج حيوانات حديقة بروكفيلد في شيكاغو
- بعد ثمانية قرون من السكون.. بركان ريكيانيس يعيد إشعال أيسلند ...
- لبنان.. تحذير إسرائيلي عاجل لسكان الحدث وشويفات العمروسية
- قتلى وجرحى في استهداف مسيّرة إسرائيلية مجموعة صيادين في جنوب ...
- 3 أسماء جديدة تنضم لفريق دونالد ترامب
- إيطاليا.. اتهام صحفي بالتجسس لصالح روسيا بعد كشفه حقيقة وأسب ...
- مراسلتنا: غارات جديدة على الضاحية الجنوبية
- كوب 29: تمديد المفاوضات بعد خلافات بشأن المساعدات المالية لل ...
- تركيا: نتابع عمليات نقل جماعي للأكراد إلى كركوك
- السوريون في تركيا قلقون من نية أردوغان التقارب مع الأسد


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سهيل قبلان - المُثل العليا ودوف حنين ورفاقه ورفيقاته وجبهتهم