أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد علوان العبادي - اليأس والبأس والفارق نقطة














المزيد.....

اليأس والبأس والفارق نقطة


محمد علوان العبادي

الحوار المتمدن-العدد: 3380 - 2011 / 5 / 29 - 14:40
المحور: المجتمع المدني
    


اليأس والبأس والفارق نقطة

من المسلم به، أن اليأس من الأعراض السلبية المقيتة والمميتة، التي هزمت الأقوياء والشجعان، فاليأس هو القنوط، وسقوط الرجاء، وكذلك فقدان الأمل، والتسليم الكامل وربما التنازل دون قيود أو شروط ؟؟؟وكأننا نقول انه هزيمة نفسية داخلية نكراء، أو حالة مرضية مستعصية، وأخيرا فهو موت الحاضر، أو انتحار الهمة وانهيار العزيمة.
أما البأس وبفارق نقطة عن اليأس، فهو الشدة والمنعة، بمعنى القوة الكامنة والمتوقدة، فالبأس هو وقود التحدي والتصدي وهو الأفيون المغذي لروح المغامرة والمحرك الأول للإقدام والتجرؤ على اقتحام الخفايا والمجهول والغموض.
فالتردد والتراجع، وكثرة الحسابات، والتسويف والخوف من العواقب، جميعها أدوات هدامة تعمل على عرقلة النجاح، فلو فشل الإنسان يكفيه شرف المحاولة، فلا تأسفن على ولا تقولن لولا وكان الإنسان أكثر شيء جدلا !!! فلا حاجة لطرح المبررات قبل الشروع بالعمل.
طرحت تلك المقدمة فقط من اجل إيجاد المداخل والروابط بين الحالتين اصطلاحاً، واقتراحاً، فماذا علينا أن نعمل كي نتجاوز ثقافة اليأس التي نعيشها أو ورثناها، هل بالفعل نحن مغبونون، أو جُهلاء ؟ كيف تسلل الخوف لقلوبنا؟ ثمة أسئلة كثيرة وربما متناقضة، يجتاحنا رعب متراكم وتأصل فينا قبول الواقع مهما كان حجم الآلام، معتقدين أننا هكذا ولا مجال للخروج من هذا المأزق !!!
وتخطفني الكلمات نحو التوكل والتواكل، فكأن المسألة عقدية، وكأنها تأتي تحت منهج التقوى، والاعتماد على الله، فالذي يتجه إلى الله يشعر بالأمن والطمأنينة، مدركاً رحمة الله ومستشعراً بها دون أن يراها !!! والأغرب انه ينحرف ويبتعد عنها ويتجه نحو البشر فتزداد شكوكه وظنونه، فينحاز لليأس وفقدان الثقة ، فيتحجم عنده الإقدام وتتقلص رغبته وتضمحل شهوته في المبادرة ، فيسكن حراكه وانفعاله في سياج التواكل وجحيم رجم الغيب ، فيكون قد سقطت عنده الفطرة الإنسانية التي فطر الله الناس عليها ، ليقول سأترك هذا لغيري لأرى ماذا يفعلوا ، فمن يبحر مع اليأس تنحصر قواه في دوائر الوهم ، وتنقاد حواسه لهاجس الخيال والابتعاد عن أفاق الأمل والرضوخ اللامحدود للوهن الفكري والعقلية الوثنية العمياء.
أظن أن هذا التقديم الوجيز قد لامس الفارق بين اليأس والبأس ، ولكن توالد الأسئلة وتلاقح الأفكار يجعلني أتسأل دون حيرة !!! ترى هل نحن عندما نتخذ قراراً نكون يأسون ؟
في الحقيقة نحن يأسون ، بل غارقون بين ركام اليأس ، اغتالتنا الحيرة واستباحنا التردد ، وانغرست فينا ثقافة الهزيمة ، أو انقلبت عندنا معايير التقييم.
ذهب الفيلسوف هوبز إلى القول:-"ليس ثمة فكرة في عقل الإنسان إلا تولدت بادئ ذي بدء، تامة أو على دفعات، في أعضاء الحس"، وذهب إلى :"إن إحساسك- بنفس الشيء دائماً يساوي أنك لا تحس بشيء مطلقاً" ، وعليه فان ثبات إحساسنا باليأس يفيد أن إحساسنا سيكون غالبا غير صحيح ، وذلك لأنه بُني على حالة فشل مررنا بها ، وهذا ليس مبرراً لان نشخص ونقيس جميع مراحل حياتنا بنفس الإحساس ، فالإرادة ليست موهبة ، أو أن لها وجود مستقل في نفس الإنسان ، بل هي الرغبة أو عدمها ، فالرغبة هي المحرك للإرادة ، وعدم وجود الرغبة سيعيق ويعرقل الإرادة ، فالإرادة قوة تأخذنا نحو الشروع والمحاولة وإزالة العقبات وتبسيط الأمور بمعنى أن الإرادة هي البأس والقوة الكامنة ، أما عدم الرغبة خوفاً من الفشل ، ليس إلا القنوط واليأس والموت الحاضر.
ويعود هوبز ليقول:- (إن ضعف الانفعال غباء، وقوته بشكل غير طبيعي جنون وانعدام الرغبات موت) ، والإشارة هنا للرغبة المحركة للإرادة ، فتزداد الرغبات حسب حجم الأهداف والغايات ، بمعنى انه يوجد لكل إرادة رغبة تساويها أو قادرة على تحقيقها ، ومن هنا ينمو الطموح ويزدهر علماً أن تحقيق الغاية الأولى سيعمل على إثارة باقي الأهداف وسيتم تجهيز حجم الرغبة الكافي لتحقيق كل هدف بالتوقيت المناسب والجهد المناسب.
فرسالتي لمتخذي القرار ، أقول : إن هدوء الريح لا يعني إطلاقا أن الأمواج هادئة ، وليس هناك شيء عارض أو غير متوقع، أو خارق ومُعجز ومُعضل ، أو انه جاء صدفة .
فطالما أننا نعيش المرحلة المتأزمة وهي جزءاً من همومنا المؤرقة ، ولدينا الرؤية الكافية ، ينبغي السير ببرنامج إصلاحي شامل دون تردد ، فلا داعي للاختباء في كهوف التحديات والوضع العام، فالقرار فقط يحتاج للإرادة وليس للتأييد ، أو حشد الجهود وتجيش الرأي العام ، فالإصلاح مطلب عام وركن أساسي ومحوري للثبات والتقدم ودليلاً دامغاً على الصدق وحسن النية ، فهذا التراخي سيخلق أزمة وقد قال الحكيم ابقراط : -( من يخشى أن يتألم ، سيتألم مما يخشى )





#محمد_علوان_العبادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مذكرات فاسد
- الحناجر والخناجر والفارق نقطة
- الشفافية بين المؤامرة والمغامرة


المزيد.....




- الأونروا: النظام المدني في غزة دُمر.. ولا ملاذ آمن للسكان
- -الأونروا- تنشر خارطة مفصلة للكارثة الإنسانية في قطاع غزة
- ماذا قال منسق الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط قبل مغادر ...
- الأمم المتحدة: 7 مخابز فقط من أصل 19 بقطاع غزة يمكنها إنتاج ...
- مفوضية شؤون اللاجئين: 427 ألف نازح في الصومال بسبب الصراع وا ...
- اكثر من 130 شهيدا بغارات استهدفت النازحين بغزة خلال الساعات ...
- اعتقال رجل من فلوريدا بتهمة التخطيط لتفجير بورصة نيويورك
- ايران ترفض القرار المسيّس الذي تبنته كندا حول حقوق الانسان ف ...
- مايك ميلروي لـ-الحرة-: المجاعة في غزة وصلت مرحلة الخطر
- الأمم المتحدة: 9.8 ملايين طفل يمني بحاجة لمساعدة إنسانية


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد علوان العبادي - اليأس والبأس والفارق نقطة