أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جميل السلحوت - فن إدارة الصراع وكسب الوقت














المزيد.....

فن إدارة الصراع وكسب الوقت


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 3380 - 2011 / 5 / 29 - 13:21
المحور: القضية الفلسطينية
    


جميل السلحوت:
بدون مؤاخذة-
فن إدارة الصراع وكسب الوقت
منذ قيام اسرائيل في منتصف أيار 1948 وقيادتها تجيد إدارة الصراع بشكل لافت ومقنع للرأي العام العالمي، وإدارتها الإحترافية للصراع، وما يقابلها من ضعف إن لم نقل فشلا عربيا في إدارة هذا الصراع جعلت منها ضحية أمام العالم، وجعلت العرب والمسلمين مخربين ومعتدين ...الخ، مع أن العكس هو الصحيح.
فهل تعلمنا نحن العرب من أخطائنا في السنوات الثلاثة والستين الماضية، وهل استطعنا أن نوصل صوتنا الحقيقي إلى الرأي العام العالمي؟ وهل نجح دبلوماسيونا في إيصال عدالة قضيتنا وحقوقنا إلى دول العالم الأخرى؟ وهل التعامل مع أمريكا كامبراطورية تتحكم بمصير الشعوب والأمم والدول يمنع قادتنا من قول"لا" بالفم الملآن للقادة الأمريكيين؟ فالرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون قال بعد انتهاء مدة رئاسته لدورتين بأنه قابل جميع القادة العرب، ولم يسمع من واحد منهم طلبا بإقامة دولة فلسطينية، وجاء بعده سيء الصيت جورج دبليو بوش، الذي دمرَ العراق وأفغانستان واحتلهما، وفي أيامه الأخيرة في البيت الأبيض زود اسرائيل بالقنابل الفسفورية لحرق قطاع غزة المحاصر، هدد العرب مرات كثيرة، وكانت ردّ القادة العرب بـ"إننا نثق بشجاعة الرئيس بوش وبحكمته ورؤيته لتحقيق السلام في منطقتنا" والرجل كان شجاعا الى درجة الجنون، لكنه لم يكن حكيما ولم يكن محبا أو داعيا للسلام، بل كان مهووسا يزعم بأنه يتلقى أوامره من الرب، فلماذا لم يقل له القادة العرب "كفى إذلال لنا ولشعوبنا" حتى كنز أمريكا واسرائيل الاستراتيجي الذي تحكم برقاب أشقائنا في أرض الكنانة لما يقارب الثلاثين عاما، وكان كلب حراستهم المتقدم وفي ترويج سياساتهم العدوانية، لم يقل يوما"لا"لأسياده، إلى أن ثار شعبه عليه وألقى به في مزابل التاريخ.
واسرائيل التي تجيد فن إدارة الصراع، بدأت الاستيطان في الأراضي العربية المحتلة بحجة إسكان عائلات الجنود في معسكرات الجيش مع الجنود، ثم فتحت مدارس لأبناء الجنود، ثم وسعت المستوطنات لـ"دواعٍ أمنية" ثم أصبحت المستوطنات مدنا فيها مناطق صناعية، وتوسعت المستوطنات لدرجة أن التصوير الجوي للضفة الغربية يظهر المدن والقرى العربية ك"خرائب"صغيرة في محيط مدن ضخمة وحديثة، ويعرف الفلسطينيون المرابطون في ديارهم أن المستوطنات قد تضاعف البناء فيها بشكل جنوني بعد اتفاقات أوسلو في العام 1993، لأن اسرائيل تسابق الزمن لفرض حقائق ديموغرافية على الأرض....وأن تهويد القدس تسارع بشكل جنوني منذ العام 2000، وأن جدار التوسع الاسرائيلي قد أحكم حصار المدينة المقدسة وعزلها عن محيطها الفلسطيني وامتدادها العربي، تماما مثلما اقتطع ما يزيد على 6%من مساحة الضفة الغربية ليشكل بذلك حدودا في أي حلّ قادم، إضافة الى المستوطنات الأخرى التي مزقت جسد الضفة الغربية.
وجاءت زيارة نتنياهو الأخيرة لأمريكا وخطابه في الكونغرس، ليعلنها صراحة أن اليهود ليسوا مستوطنين في"أرض اسرائيل، فهم ليسوا بريطانيين في الهند، أو بلجيكا في افريقيا، وهو بالتالي لا يعترف بأن اسرائيل دولة محتلة، فلا انسحاب الى حدود الرابع من حزيران 1967، ولا انسحاب من القدس، ولا انسحاب من منطقة الأغوار، ولا لتفكيك المستوطنات، ولا لعودة اللاجئين الفلسطينيين، وأن لا احتلال مسؤول عن استمرار الصراع، وأن المشكلة تتمثل في المصالحة بين حماس وفتح، ولكي تحظى السلطة الفلسطينية برضا نتنياهو فعلى الرئيس محمود عباس الاعتراف باسرائيل كدولة يهودية، وعليه تمزيق اتفاق المصالحة.
وما يهمنا هنا هو الدبلوماسية الناجحة التي قادها وأدارها الرئيس محمود عباس في السنوات الخمس الماضية، والتي استقطبت مختلف دول العالم للإعتراف بفلسطين كدولة في حدود الرابع من حزيران، وأن عرض الاعتراف بالدولة الفلسطينية على الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول القادم سيعري اسرائيل وأمريكا أمام العالم، وسيتركهما وحيدتين أمام الرأي العام العالمي....فهل ستساند الدول العربية الرئيس عباس في موقفه هذا؟ أم أنها ستضغط عليه للتراجع بناءا على وعود من الرئيس أوباما الذي سيطرح صيغة فضفاضة لن تؤدي الى حلول؟ وأنا شخصيا أشك في ذلك، وأتمنى أن أكون مخطئا.
29-5-2011

مدونة جميل السلحوت: http://www.jamilsalhut.com



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معالجة الموت في قصة أطفال لرفيقة عثمان
- الصدق في المواقف والكذب في الحقائق
- أرنب رفيقة عثمان المفقود
- -جمرة الماء- في ندوة اليوم السابع
- ميلاد... يا بشارة الفرح القادم
- مروان البرغوثي في القدس
- بلادنا مقدسة لا يخفى فيها شيء
- -البوسطة- رواية الناشئة التربوية والتعليمية
- مروان البرغوثي إنسان قبل أيّ صفة أخرى
- المصالحة الفلسطينية عودة الى العقل
- على باب السلطان في ندوة مقدسية
- الضحايا العرب مجرد رقم يتزايد
- من وين نبوسك يا قرعاء
- هذه أموال اليهود
- تكريم محمود شقير وعلي الخليلي وسلمان ناطور
- مجنون دبّ حجر في بير
- الروائية منصورة عز الدين في القدس
- رواية -وراء الفردوس- وجحيم الواقع
- بيتُ شَعَرٍ في حرم جامعة القدس
- القدس تاريخ حافل


المزيد.....




- تحليل: رسالة وراء استخدام روسيا المحتمل لصاروخ باليستي عابر ...
- قرية في إيطاليا تعرض منازل بدولار واحد للأمريكيين الغاضبين م ...
- ضوء أخضر أمريكي لإسرائيل لمواصلة المجازر في غزة؟
- صحيفة الوطن : فرنسا تخسر سوق الجزائر لصادراتها من القمح اللي ...
- غارات إسرائيلية دامية تسفر عن عشرات القتلى في قطاع غزة
- فيديو يظهر اللحظات الأولى بعد قصف إسرائيلي على مدينة تدمر ال ...
- -ذا ناشيونال إنترست-: مناورة -أتاكمس- لبايدن يمكن أن تنفجر ف ...
- الكرملين: بوتين بحث هاتفيا مع رئيس الوزراء العراقي التوتر في ...
- صور جديدة للشمس بدقة عالية
- موسكو: قاعدة الدفاع الصاروخي الأمريكية في بولندا أصبحت على ق ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جميل السلحوت - فن إدارة الصراع وكسب الوقت