أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق محمد عبدالكريم الدبش - الفاشية لم تكن يوما قدر لشعب من الشعوب















المزيد.....


الفاشية لم تكن يوما قدر لشعب من الشعوب


صادق محمد عبدالكريم الدبش

الحوار المتمدن-العدد: 3379 - 2011 / 5 / 28 - 23:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الفاشية لم تكن يوما قدرا على شعب من الشعوب
الفاشيةهو مصطلح (fascism) وهىمشتقة من الكلمة الايطالية (fasces) وهى تعني الصولجانات التي كانت تحمل في روما القديمة اثناء الاستعراضات التي كانت تشير الى القوة والسلطان,وهي نظام جكم مركزي صارم يخضع لسطوت وسيطرة دكتاتور يضع ضوابط اجتماعية واقتصادية صارمة وينكل بكل من يعارضه ويتبنى النزعة العنصرية والشوفينية .
ان جوهر الفاشية يرتكز على مناهضة كل ما هو عقلاني وتغيب المنطق والفكر ,ويرى الكائنات الحية تستمد خصائصها الحياتية وتعتمد على القوة الجسدية وكانوا يعتقدون بفلسفة عالم الاجتماع (سبنسر ) وهى (البقاء للأصلح) .
وكذالك تنمية المشاعر القومية وعدم احترام الثقافات المختلفة والتقاليد للقوميات الاخرى ويؤكدون بتفوق امة على جميع الامم حيث اعتبروا ان الجنس الاري الالماني هو الاعلى وهو سيد الاجناس والملل ,والفرد في النظام الفاشي عليه الخضوع بشكل مطلق للدولة لأنهم يرون في الدولة الاداة الوحيدة للتحديث ولم تسمح بوجود مجتمع مدني او ديني وتمسك بقبضة بوليسية,انها تقوم على القمع والتسلط وهو نظام دكتاتوري يعتمد على القومية المتطرفة ويؤمن بالحروب والاحتلال في تحقيق مئاربهوالقضاء على كل من يهدد سلطة وتفوق الأمه السائدة وامتيازاتها .
الفاشية لم تأتي الا من خلال سياقها التأريخي والمتغيرات التي حدت في اوربا ,ونحاول هنا على التعريج على بعض المفاصل الهامة والتي مهدت لظهور الفاشية كقوة فكرية وسياسية على الساحة الاوربية خاصة والدولية بشكل عام .
في الصراع العنيف والحروب الدامية بين السلطة الدينية المتمثلة بالكنيسة والملوك والامراء والتي اصبحت الكنيسة تنازعهم السلطه السياسية والمعارضة التي بدأت بوادرها عندما قام احد رجالات الدين بالاعتراض على صكوك الغفران في عام 1517 وهو مارتن لوثر ,حيث اعد وثيقة تتضمن 95 بندا وعلقها على باب كنيست الحصن في روما وكانت الشرارة الاولى في اندلاع حركة الاصلاح الديني وعلى اثر ذالك طرد مارتن لوثر من الكنيسة واتهم بالهرطقة وعندها اعلن الحرب على البابوية وهذا ادى الى حدوث ما يسمى اليوم البروتستانت وانعكس هذا على العلاقات بين الحكام الاوربيين وادى الى نزاع وحروب امتدت لفترة تزيد على الثمانون عام وتمخضت هذه الحروب عن عقد مؤتم في مدينة (وستفاليا) الفرنسية بين الاعوام 1644_و1648 الذي تم الفصل بين الدين والدولة والتي جردت فيه الكنيسة من التدخل في شؤون الحكم وكذالك بدأظهور الدولة القومية الحديثة ,وتوج هذا الاتفاق عام 1789 حين قامت الثورة الفرنسية لتقرر الفصل التام والنهائي بين الدين والدولة ولتصبح المرجعية السياسية للكيانات السياسية.
بالرغم من ان الفاشية بمفهومها وجوهرها لم تجد رواج في النصف الثاني من القرن العشرين وبعد هزيمتها على يد الجيش الاحمر عام 1945 وليس لها فرص ساتحة في القرن الحادي والعشرون وأن وجدت فهى ضعيفة ,لكن التطورات على الساحة الاوربية والعالمية وبروز كيانات ذات توجه فاشي جذبت انتباه المفكرين والباحثين ودراست اسبابه ونتائجه على الانتقال الطبيعي لعملية التطور الاجتماعي في العالم .
الجبهة القومية في فرنسا بزعامة (جونماري لوبان) شهدت صعودا ودعما انتخابيا في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي لبرنامجها الذي يقوم على مقاومة قدوم الهجرات من الدول الفرانكوفونية ,وبعد الوحدة الالمانية عام 1990 جذبت الجماعات المناهضة للاجانب والقوميين المتطرفين دعم متزايد نتيجة لتدفق المهاجرين من اوربا الشرقية ,وفي بريطانيا احيا الحزب القومي البريطاني الدعوة العنصرية بمعارضة السماح باستقبال المهاجرين واللجوء السياسي في بريطانيا ,وبعد انهيار الاتحاد السوفيتيهبت جماعات تنادي بمعادات السامية وتدعوا الى القومية الروسية وكانت هذه الدعوة بزعامة جرنوفسكي زعيم الحزب الليبرالي الروسي ان الابادة الجماعية العنصرية من ملامح الفاشيين في كل زمان ومكان وما قام به النازيين في المانيا من ابادة لخصومهم السياسيين وللمحرقة سيئت الصيت لهو من الاعمال البربرية سوف تبقى تلاحق مرتكبيها على مدى التاريخ ,ان ماتقوم به الفاشية وغلات التطرف والعنصرية في اسرائيل ضد الشعب الفلسطيني لوصمة عار في جبين الصهاينة والداعمين لها في الولايات المتحدة الامريكية ,وكذالك النظام العنصري الدموي البائد للخمير الحمر قي كمبودية وممارساته الفاشية وفي البوسنة والهرسك والتطهير العرقي لهو ناقوس خطر يدق كل حين يذكر بليل الفاشية المخيف ,والتميز العنصري ونظامه المقبور في جنوب افريقية يذكرنا دائما بان الفاشية ما زالت ويمكنها بالعودة من جديد اذا لم يتم لجمها وتضيق الخناق عليها ,ان العولمة المتوحشة في اشكالها الاقتصادية والسياسية وثقافتها اللا انسانية والتي تقوم على الجشع وتراجع السيادة المطلقة للدولة القومية ونمو اشكال اخرى تقوم على اسس عالاستعماريةرقية او عنصرية وتشكل تربة خصبة لنمو وعودة الفاشية من جديد .
السياسة هي عالم من التقلبات المتواصلة ,والتوترات والتحولات ,والسيلسة هي سيد ة العلوم مثل مايقول ارسطو وكل شيئ يحدث في اطار سياسي ومن خلالها تتخذ القوى السياسية قراراتها وبشكل جماعي .
ان الفاشية الجديدة تستخدم الديمقراطية اداة تكتيكية لبلوغ اهدافها عبر الاليات الديمقراطية وتتبنى هواجس الشرائح الاجتماعية المتضررة لكي توضلها الى دست الحكم ثم تنقلب عليها ومن ثم تمارس كل انواع القهر للحفاض على سلطتها وبقائها في الحكم والتجارب السالفة دليل على صحة هذا الاستنتاج .
ومن الاسباب الموضوعية لعودة الفاشية وعودة الاسلام السياسي وعودة ظاهرة الدين بشكل عام كما يقول المفكر اللبناني الدكتور جورج قرم ) اسباب عودة ظاهرة الدين هي مكافحة الشيوعية والنفوذ السوفيتي وانتشار الشيوعية في العالم الثالث كايديولوجيا علمانية الطابع وجهود الولايات المتحدة وكنيسة روما وبعض الدول الاسلامية لتمويل تنامي الجماعات المتشددة دينيا في الاسلام والمسيحية وبروز الحركة الصهيونية وتوظيفها في الهيمنة الاستعمارية البريطانية على المنطفة وهزيمة حركة القومية العربية امام القوة العسكرية الاسرائيلية وتراجع الحركة الناصرية وحركة القومية العربية وبفضل تنامي العوائد النفطية واغداقها في تمويل الاتجاهات الاسلامية المتطرفة ومكافحة الشيوعية والقوى الديمقراطية والعلمانية التي اصبحت تعني الالحادوهذا مخالف لطبيعتها كما يقول جورج قرم ,وتم تجنيد الاف الشباب العرب للقتال في افغانستان وتم توظيف الدين لمأرب سياسية وخدمة لمصالح النظام الراسمالي وقوى التطرف والفاشيون الجدد .
هذا هو الجزء الاول وسوف نواتيكم بالجزء الثاني يوم غد.

صادق محمد عبد الكريم الدبش
28/5/2011



#صادق_محمد_عبدالكريم_الدبش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فصل الدين عن الدولة
- التيار الدمقراطي والمأزق السياسي العراقي
- بورك عيدكم ايه الابات
- وحهة نظر


المزيد.....




- ترامب يهدد بفرض رسوم جمركية.. كيف يؤثر ذلك على المستهلك؟
- تيم حسن بمسلسل -تحت سابع أرض- في رمضان
- السيسي يهنئ أحمد الشرع على توليه رئاسة سوريا.. ماذا قال؟
- -الثوب والغترة أو الشماغ-.. إلزام طلاب المدارس الثانوية السع ...
- تظاهرات شعبية قبالة معبر رفح المصري
- اختراق خطير تكشفه -واتساب-: برنامج قرصنة إسرائيلي استهدف هوا ...
- البرلمان الألماني يرفض قانون الهجرة وسط جدلٍ سياسيٍ حاد
- ‌‏الرئيس المصري: نهنئ أحمد الشرع لتوليه رئاسة سوريا خلال الم ...
- إسرائيل.. تخلي حماس عن السلاح أو الحرب
- زكريا الزبيدي يتحدث لـRT عن ظروف اعتقاله


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق محمد عبدالكريم الدبش - الفاشية لم تكن يوما قدر لشعب من الشعوب