فاتن نور
الحوار المتمدن-العدد: 1008 - 2004 / 11 / 5 - 11:20
المحور:
الادب والفن
الصبّيرُ في الصحراء يختزنُ الماء
فقراءُ حارتنا يختزنوا فتاتَ الخبز
أشباه الرجال..
الرجولة كمحضِ إنتصابٍ عندهم إختزان..
فهذا امتطى و ذاك امتطى..
أين هي مطيتي،
فراشاتُ بلا أجنحة،
تختزنُ التهاوي..
لا قمع الأخفاقِ في الطيران
في غشاءٍ رقيق أودعتُ شرفي
فالشرف عندنا ستائرٌ من نسيج العنكبوت
رفضٌ للدخول في المتاهات
فأختزانُ الطبل والمزمار أجدى
لا أختزان الماسَ والياقوت
شيخوخة ُ القِيَم
وإختزانُ البلادة أرجحوحة َ التدَنّي
سروالي نفرَ مني هارباً
وبصق مرتين..
مرة في جهالةِ عمامة،
ومرة في قاموس الإباحة
فشرفي ليس هذا ولا ذاك
ليس المراقُ من قطرةِ دماء
شرفي إنسانيتي..
الإعتصامُ في معصمي
وعمامةٌ ٌمن فن الإرتقاء
لا تختزلوا التلوث، بالطين في قعر الإناء
لا تختزنوا أبجدياتٍ عقيمة
فأنا هنا أختزنُ عُذريتي..
بنقاء الذات والإثراء في جعبة القيمة
أنا هنا أختزنُ ما أشاء
فأنا أختزنكَ
أودُّ أن أحتويك
افقٌ أنتَ بلا حدود
وحدودٌ شاسعة الآفاق
وحينَ تنساب الكلماتُ في جفافٍ و قِدَم..
تتساقط كلَّ الأسماء والمعاني،
وياتي أسمك بمعنىً عميقٍ ولقاء
ولا تجلس إلاّ أمامي وفي ضياع،
حلمٌ حزينٌ في عيونكَ،
صدقٌ .. عزاءٌ.. رغبة ٌو نقاء
أتعاطف مع نفسي..
أساومُ ترَهلَ الأخلاق،
أتخطى كلَّ المفاهيم والأعراف..
برهبة السكون ِ والأشياء
فاقتربُ منكَ ولكَ،
لا أظن أني اقتربُ منكَ في المكان..
فمكانكَ ليس بمكاني،
لا أظن أني اقتربُ منكَ في الزمان..
فزمانكَ ليس بزماني،
ولكني أقتربُ منكَ ولكَ..
في نبضٍ يلازمني بهدوء ٍ وأناة
في ليلٍ يؤرقني بالدفء
لحنٌ في عروقي..
أوتارٌ تلتقي في قيثارة ليلي..
فأسمعُ هديرَالنهر ِ نابضاً بالحياة
كنتَ وكان لي منكَ خرافة قضية،
أقولُ خرافة..
فالخرافاتُ تمتدّ ُ أجيالاً وأجيال
و خرافة قضيتي..
ستقراُ كلَّ الحروفِ ترتيلاً وتجويد
يؤلمني كلََُّ قلب ٍ بليد..
كلّ مّن لا يدرك ذاته،
إلاّ مُقيّدة بخرافة العادةِ والتقليد.
فاتن نور
04/11/04
#فاتن_نور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟