أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصعب أمير اسماعيل - مهرج السيرك في تفجيرات الثلاثاء الدامي















المزيد.....


مهرج السيرك في تفجيرات الثلاثاء الدامي


مصعب أمير اسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 3379 - 2011 / 5 / 28 - 20:51
المحور: الادب والفن
    



مهرج السيرك في تفجيرات الثلاثاء الدامي
قصة قصيرة
مصعب أمير إسماعيل
مهرج في سيرك الحياة انا ومرات عديدة كدت أموت من لسع العقارب وثعابين بشرية هائجة ومن تكرارات مملة . ومن أغان سطحية ونصائح خاطئة.. تتفتت الأبدان في اللحود وتفتت مديات الغضب ومكر الثعالب والصدأ في انتعاشات الحب بين حبيبين... وتتصاعد الجبال الشامخة عندما اقترب من حريتي التي لا أنالها أبدا ... ومن نقائي ومن علاجاتي ومن السموم التي قذفت في جسمي هناك حيث ترقص الكمانات والينابيع الشافيه حيث لا أكمّة وراء الأكمّة يكون وجودي صفرا مخاوفي هائلة وبلا حد حيرتي وقلقي وافكاري التسلطية... اعدائي لا مثيل لهم هم شهوانيون ومسعورين وقساة يقتلون الابداع والجمال بأسم الفضيلة وانا اتهشم مع الأثداء السرطانية... اتهشم مع توسلات الفقراء... واتهشم في كون استيهامي مليء بالرموز والاشارات الغامضة... مهرج في سيرك الحياة انا... تناكدني الحياة بكل هذا الفيض والحقد منذ ان تفتحت حواسي على العالم.. احيانا اكون ماركسي جبان في خفايا التيه... واحيانا ايدلوجي في دروب الجنون... تتقاذفني الامواج والدعايات التجارية وقرون الأيل... ابني لنفسي مجد من ركام ومن رماد السكائر ولا افتخر بذاتي المتضخمة بالهزيمة المتكلسة وانتكاسات اضوية فاترة على المرايا حيث يرقد جليد الاحلام... لا استطيع الخروج من عنق الرحم/ الام/ الوطن... ولا من عنق الزجاجة صرخاتي المدوية لا تكفي لأسكات نصف المشكلة... مهرج في سرك الحياة انا... وكدت اموت من بلادات الروح ومن هضبة ابواق عاطلة ومن ارداف ضخمة من التهميش والاقصاء والتعطيل الفكري والجسدي ومن غباء الكرنفالات ومن موجات الصخب المؤدي في كل مكان ومن التعرق الشديد المزعج في درجات حرارة الواطئة... بأمواج البحر الطائشة اتدرع بالياقوت الكاذب اتذرع بالعتمة وقت الصقيع ووقت الهدير. في نافذتي عيني ابنتي تتلاشى الرقصات الغريبة وفي مجد مرعاها يرتد الرنين وتختلط الاصوات الكهنوتية ضائع بين الترددات وبيوت الطين.. خاسرا معاركي الكبرى والصغرى... الحليب الذي اشربه يدمنه الاخرون في لعبة تتمدد بين السحاب والارض ... ويقرعون الاجراس ويمتد اللهيب متعثرا وفي صمتي يتكسر الحنين... وسراق الاغذية والاحلام وفي ناري يتمدد الريحان وتتزكم انوف الاخرين وحين تتكسر الاقلام تطرق الاشباح ابواب البيوت بحثا عن دثار ادمي... محيط من العذوبة الهامسة في اذني فتاة الاحلام الضائع... مهرج في سيرك الحياة انا ومرة كدت اموت من الرقة ومن صوت فتاة يشبه صوتها صوت (نجلاء فتحي) من صوت مسدسات كثيرة ومتنوعة... من طلقات بوسع المدى وطلقات تتحرك بالريموت كونترول وطلقات بكاتم الصوت...
صوت 1 : والسماء رفعها ووضع الميزان
صوت 2 : يمشي العراق على ثلاثة كمشية العرندل
صوت 3 : والناس والنيس والنوس
صوت 4 : خليني ابوسو يننوسو
انفتح على تراتيل المستقبل على جمال لا نهائي في الشكل والمضمون اكره الشحوب في الدلائل والمعاني وابتغي سريه منتقاة بسحر السلوك واليقظات انفتح على ابواب الرجاء حيث الانثى تدخل بعطاياها انفتح على غميضاء شارع الشيخ عمر... وقوافل العمرة في موديلها الجديد انفتح على جروح لا تندمل الا بصعقة الجنون اغني للنجوم المتخمة بالتضخم والهيدروجين ولضفدعه الحظ انفتح للنار وللعوسج البري ولقرنفل الجوع اصد هجمات الاعداء بالتسامي اتفتح بقبلة تزيح العراق وتتركه لأهله دون محاربين قدامى انسدل على خيام المسرحية العرجاء... مسرحية تكبيل الشعوب والشركات الامريكية المضرجة بدماء الثكالى ودموع اليتامى واحلامهم... اصيد بفراستي ضحكة الغرور وانتكاسة الارامل ومزرعة اليقين ... لي القدرة على لي الينابيع وازدراء الجريمة... اسقط بين ثمرات الخدود والثداء الناهدة وتراويح الذكريات بين حميد المختار ومحمد الاحمد منصهرين في بوتقة النقاء وصدق الموقف وهما لا يحتاجني انا اخطبوط يسحره الماضي رغم ذبائحه ورنين المستقبل المشتعل... مهرج في سيرك انا... وكدت اموت من كثر التبول علي في غرفة الاعتقال ورائحة الامونيا ومن قبور بلا شواهد ومن الذوبان في حدود هذا الزمن المغيث...
صوت 1 : علمه شديد القوى
صوت 2: يمشي على ثلاثة كمشية العرندل
صوت 3 : والناس والنيس والنوس
صوت 4 : خليني ابوسو يننوسو
غبي حزني لأنه يحزن على تنين مصاب بالبهاق وعلى كل مصابي السرطان وفي الحرب مع ايران كنت اتناول الغذاء واذا بقنبلة تتشضى وتقص رقبة جندي وتقع في الصحن الذي اكل به ومنذ ذلك الحين اصبحت مريضا بالفوبيا الشاملة موزع ومشتت بين اليروزاك واللوديومان والتوفرانيل من يصلح للتهريج غيري... مهرج في سيرك الحياة.. انا من الدرجة الاولى وكدت اموت بعد ان قطعوا اذني لأني هارب من الجيش مقنع بقناع الموت والناس تفقد اتزانها وتتمرغ في اوصال الذل والهوان وسنوات من القحط والعوز والذل... اقفال بلا مفاتيح... ومشاكل بلا حلول... مهرج في سيرك الحياة انا ومرضي ينخر عقلي وبالادوية التي لا تفيد مئات الآلاف من الحبات دون شفاء... الم يأتكم نذير...
بلى لقد جائنا نذير لكن المخفى من السياسات والمؤامرات في الغرف السرية اكثر من الشظايا التي تملأ اجساد العراقيين واكثر من الشعراء والفنانين والكتاب والصحفيين... لا احلم بالسلطة والكرسي ليست هدفي ولا بالنقود ولا بالثروة احب واقعية محمد خان وعاطف الطيب واحب اسمع سمفونيات هايدن واتبتل بموسيقى جان ميشيل جار وتسحرني شفاه انجليا جولي وجمال ميرفت امين... صدام اعدم اخي في نهاية السبعينيات ولم يبقى لأبي سواي خاصة بعد توفيت امي حزنا وكمدا عليه بعد ان اصابها السكر وارتفاع ضغط الدم وتعرضها لعدة جلطات في اخر وحدة ماتت... بقينا انا وابي فقط اكملت دراستي في الهندسة المدنية بشق الانفس وبالليالي الطويلة المقرنصة... ليت لي اذرع ميكانيكية... ليت الخرافات كانت قابلة للمسك لألقائها في مراحيض الحقيقة... الكومبيوترات سماوات ثامنة... والعولمة سماء تاسعة... ها قد مضى من عمري سبع واربعون عاما وانا ارقص في وصل التمنيات بين عناقيد الغضب وسحلية الكئابات سبع واربعون عام هي سبعة وأربعين خراء وتجليات هزيلة لا تصمد أمام ابسط الرياح و يتكسح الوقت ويشيع الذبول وتجاعيد الحزن ويزداد الشعر الأبيض كأنه صوف خروف ابيض... مهرج في سيرك الحياة انا... وكدت أموت من رعونة التكارتة... المهووسين بالقتل... من أصابع والسن مقطوعة... لأنها تنادي بالحق من صدام وعصابته... من الألوان الخليعة... ومن غباء كلكامش وهو يبحث عن خلود زائف
صوت 1 : انظر الى الإبل كيف خلقت
صوت 2 : يمشي على ثلاثة كمشية العرندل
صوت 3 : والناس والنيس والنوس
صوت 4 : خليني ابوسو يننوسو
يوم بلا مراعي خصبة تغزوه المواسم السود والتواءات وخبث الآخرين يوم بلا هوية بلا سلام مكفن بالحروب ومدجج بسكاكين الذبح والتفرقة تتفسخ فيها العلاقات ويتهيج فيه التخاذل والخواء...
نصحني ابي بالزواج بعد وفاة امي اذ ان البيت يحتاج الى امراءة ...
رفضتني ثمانية نساء لأني مهندس عاطل عن العمل لدي بسطية أبيع فيها السكائر والحلويات وهي بالكاد تكفي لنأكل أنا وأبي وجبتي طعام... وتكفيني لأشتري مضادات القلق والاكتئاب من السوق السوداء... كل الأطباء الذين زرتهم يقولون اني أتوهم المرض وهو خطأ كبير اذ إني بدأت افقد أي رغبة في الحياة... خاصة بعد ان اعتقلتني طائفة تزعم اني جاسوس ضدهم وبعد التعذيب رحموا بحالي بعد أشهر أطلقوا سراحي وبعد شهر اختطفتني طائفة أخرى بزعم إني أتجسس عليهم لصالح طائفة أخرى لأنهم أطلقوا سراحي ولم يقتلوني وأيضا بقيت عدة أشهر بعد التعذيب والإرهاب والخوف فقدت كل توازني والثوابت أصبحت متحولات والبديهيات أصبحت بحاجة الى إثبات... ابي تكلم مع عمي ليزوجني ابنة أخيه وهي مصابه بالبهاق فوافقت وتزوجنا وكان راتبها كمعلمة يقلل من شطف العيش وصعوبته أنجبت لي فتاة أسميتها لارسا وولد أسميته فرزدق... مهرج في سيرك الحياة انا وكدت اموت مرات من عار النساء المظلم ومن هوى الملائكة الساقطين ومن تيارات وحشية تنطح الوعي الطهور من رماد عيون الايرلنديات من برق في ظهيرة القلوب المترنمة مع تقاسيم المجرات الأنيقة
صوت 1 : الم يجدك يتيما فأوى ووجدك ضالا فهدى ووجدك عائلا فأغنى
صوت 2 : يمشي على ثلاثة كمشية العرندل
صوت 3 : والناس والنيس والنوس
صوت 4 : خليني ابوسو يننوسو
انا سندباد الضياع... انا من يمتلك التراب الذي لا قيمة له والهواء الذبيح والفرص المتلاشية... انا من همس في اذن الديكة وجعلها تصيح في أنصاف الليالي... انا من يرقب شيوخ العشائر وهم يتقزمون واحدا بعد الآخر... انا البعد الموهوم... انا جمهرة الملائكة المتلكئة في مسيرتها... اصفر بيدي الندم عن ما ضاع مني وهو كثير وعن مسيرات حاشدة يملئها الكذب والخوف والصوت الأعمى وزهو المنتهى..
كما قلت كان يوما بلا مراعي بل بلا شمال وجنوب وشرق وغرب بلا مرائي انهياراته العصبية تدفع العقول وتفتت القلوب يشبه من يمشي في الشارع عاريا الا من ربطة عنق وحذاء بلا جوارب يبتدئ من نهايات الابتذال ويبدأ بأبتذال جديد يشبه ويسكي مغشوش.
- خرجت من البيت وأنا خالي الوفاض في جيبي بضعة آلاف والبيع والشراء لا يكاد يغطي مصروفاتي البيتية... ابتلعت ستة حبات توفرانيل 25mg ... وحبة أو لان 10mg وخمسة حبات روفتريل 2mg انا لا اعمل بل أتعارك لأعيش... في كل يوم يزعجني البائع الذي جنبي ويزحف على مكاني ... وفي كل صباح تحصل مشادة كلامية بيني وبينه... في ذلك اليوم ما ان تحركت بعيدا عن الشورجة وإذا بانفجار مدوي تراكض الناس هلعا في اتجاهات مختلفة وأصحاب المحلات ضمو بضائعهم وأغلقوا محلاتهم... شعرت بانقباض شديد حين عرفت ان الانفجار قريب من بيتنا.. هرعت بكل سرعتي الى المكان فإذا بالبيوت المتعبة تهاوت وسقطت... رأيت مناظر يشيب لها الرأس... أرجل مقطوعة... وأياد مقطوعة... ونار مشتعلة... وتختلط رائحة البارود قوية مع الدم ودخان الحرائق ...كانت نافورات الدم في كل مكان وكنت أحاول ان امر من خلال النار لأصل الى عائلتي... حاولت مره.. ومرتين لكن النار شديدة بعدها بللت كل ملابسي بالماء وانطلقت بكل سرعتي... أصابتني بعض الحروق في وجهي ويدي ولكن هذا لا يهم لأنه حين وصلت بيتنا رأيت ابي مشطور من المنتصف الى نصفين وابنتي ذات العيون الخضر التي تتراقص فيهما شمبانيا ومساءات الملونة الندية... أقواس قزح كانت عينيها وجدتها مهروسة وعيناها من ضغط الانهدام على رأسها خرجت الى الأرض كأنها بلورات زجاجية... رأيت في عينها كيف تتمدد البحار وتعلو اسماء الشهداء الذين سقطوا من اجل هذا الوطن وتتمدد الزوايا لتشمل دفء المرتعبين والحب العندي وقناديل البحر... فأي زمهرير وأي قسوة جعلناها بهذا الجمود... كرات خضراء بلورية... تعزف النايات في عينيها وتتولد الافكار النبوية وتتهاوى الحنكة امام برائتها...
مهرج في سيرك الحياة انا وكدت اموت في مرات عديدة في فرسان مضرجون في بنار الاسئلة التي بلا اجوبة من الحمقى والمنافقين... وذو النصب والاحتيال والكذابين ومن الخاطفين ومن بئس السفرات من تجار الطب والصيادلة.. من ميوعه الرجال وفحش الشذوذ الجنسي الذي انتشر بشدة بعد سقوط صدام... من القتلة الذين يغطون سماء هذا الوطن المذبوح...
صوت 1 : ما ودعك ربك ولا قلى
صوت 2 : يمشي على ثلاثة كمشية العرندل
صوت 3 : والناس والنيس والنوس
صوت 4 : خليني ابوسو يننوسو
لم تكن رائحة عادية والحريق مستمر في البيوت الخشبية ذات الشناشيل وعرفت ان ابني فرزدق وزوجتي ولارسا وابي صاروا تحت الأنقاض ولا سبيل لإخراجهم من هول التفجير وتهدم الطوابق والبناء فوقهم عندها لم استطع الكلام وان شيء في نهاية العمود الفقري قد نما... بعد وقت قصير جاءت سيارات الدفاع المدني وحاولوا إطفاء النار وإخلاء الجرحى وشرطة وحرس وضباط بللت ملابسي بالماء وذهبت عبر النار الى بيتنا كان المشهد مهولا، ولا يصدق... حين وصلوا الي لم استطع الكلام لم استطع ان أقول لهم بأن هذه ابنتي بل اعتبروني ناجيا وعليهم ان يخلوني الى مكان بعيد لا استطيع الكلام انشل لساني وأبعدوني خارج المنطقة على الرصيف بعد ان عرفوا بأني غير مصاب وطالت المهزلة حوالي ساعة ما بين الحفر بين الأنقاض وإنقاذ الجرحى واختلطت رائحة الدم بالماء السفيح ولا اعرف لماذا حصل هذا ولمصلحة من... انا مشلول لسان ما الذي يحدث في العراق... الشبك مرتبكون والتيار الصدري مرتبك... واليزيديون مرتبكون والشيعة والسنة والمسيح والحكومة ماذا فعلت امريكا بنا... بقيت في مكاني مصدوما... لقد ضاع كل شيء... ولم يبقى لي شيء في الحياة احاول ان اتخيل كيف مات فرزدق وكيف ماتت زوجتي وابي عندما انهدم عليهم البيت وبعد جلاء الموقف وبقيت مسمرا في مقعدي وثمة نتوء بدا يكبر مع صفارات سيارات الشرطة ... اخذوا ابنتي إلى الطب العدلي وأنا أصبت بالعجز الا ارادي حتى لم اذهب واحضرها لأدفنها ... اذ لم تكن لدي سوى بضعة الاف سيدفنوها هم ولم يعد يهمني انها ماتت ... ما زال تأثير الصدمة يؤثر علي ... لا استطيع الكلام اشعر بالرعب والضياع وأريد ان اصرخ بكل صوتي لكوني لا استطيع ان آكل... ابتلعت شريط ريفوتيل 2mg ، وعشرة حبات لوديوميل 50mg ، و أربعة كبسولات بروزاك لأتمكن من النوم لكني لم استطع رغم إنهم هيئو لي غرفة فارغة ودخنت خمسة علب سكائر... وفي الصباح جلست على ناصية الشارع وجلب لي احد الجيران كوب حليب وصمونة شربته وانا لا اشعر بطعمه وبقيت جالسا في مكاني امام البيت حيث يرقد ابي البسيط المسالم وزوجتي المسكينة وفرزدق الرضيع .
مهرج في سيرك الحياة انا... وكدت اموت معهم لو لا خروجي الى العمل، وياليتني كنت معهم... ثقوب الاحزان تملأ روحي بل تتقرح من الشعور بالذنب والهوان والعدم ... كنت بحاجة الى ان اسكر سكرة انتحارية لا انهض بعدها ولكن مع من تكلم...
ثم بعدها جاء صديق لي لتفقدي هو طه ذياب قال بلهجة أمر ((قم وانهض معي)) جرتني بصعوبة أخفيت الذيل مرتديا معطفا وأخذني الى جمعية السجناء السياسيين وقال لهم بصوت عال هذا الرجل اعدم أخوه وصدام قطع اذنه وعذب في اللجنة الاولمبية لمدة ثلاثة شهور لاستهزائه بحكومة صدام والرواتب التي خصصها للأدباء لكن ليس لديه مقتبس حكم قال رئيس الجمعية لكن هذا لا يجعله سياسيا وطه ذياب بلسانه السليط يتعارك معهم وانا صامت ودخل معهم في نقاش حاد وقال لهم لو اكن بحزب الدعوة لقبلتموه ... هذا الرجل القديس يتعارك من اجلي... ثم عدت الى مكاني كتبت له ورقة أريد ويسكي ومزة يا طه... فذهب ونظرت الى السيارات المتفحمة في المكان والمحطة... كان المكان يشبه مجزرة ووجه متجعد آلاف التجاعيد وطويل جدا ويعاني من الصدفية وهكذا في غمضة عين ضاع كل شيء... ما الذي افعله الان سوف اجلس هنا حتى أموت ... أنعل أبو البسطية والسكائر... كنت قد رأيت أمس امرأة تبيع الباقلاء بالدهن اسمها ام علاء معجونة هي وأدواتها وأبو رامي بائع الكبة باللحم الهندي و مهرج في سيرك الحياة انا... وذات مرة كدت أموت عندما صدمتني سيارة BMW ... ومن عهر الذي يمارسه السياسيون ومن أحزان لا تنتهي أبدا...
صوت 1 : ونحن لا ندري اشرا اريد بمن في الارض ام اراد لهم ربهم رشدا
صوت 2 : يمشي على ثلاثة كمشية العرندل
صوت 3 : والناس والنيس والنوس
صوت 4 : خليني ابوسو يننوسو
جاءني قريش فاضل ينبوع الوفاء الصافي ، من نبض المكان وصخب الزمان ليقول انهض... انهض... انهض... وتكلم لماذا تكبت احزانك بعد هذه الأهوال قم وتعال معي لنسكر حتى الغواية والثمول والموت... لك قم وانهض ماذا بقي لك انت العارف بالنظرية الكمية ومستودع الأفكار للمنورين الذاهبين الى قمة اللحن وقمة السواقي وقمة الينابيع وكان بودي ان اشرب حشيشة لأعرف وأخذني إلى بيته حاولت بكل جهدي ان ابعد النظر عن ذيلي لذلك لبست دشداشة وذهبت معه ثم أعادني في الليل فنمت بالعراء...
قال لي ذاري ان احدث العلاجات النفسية في هذا الكتاب وأعطاني اوميغا 3 وقال ان هذه الحبات تعيق السكر والضغط والام المفاصل وتبعد الشيخوخة ثم أعطاني كتابا عن هذه المعجزات النفسية وقال ان اقرأه فستجد حلا لمشكلتك ومعين انا عندك حين يحين الحين .
قال لي اذا بعثروك فانا سوف أجمعك كان الدم الذي ينتحر ليس بفعل إنزيم الهيبارين بل يفعل الحقد الغبي السائد فوق العراق والتفرد بالسلطة بل هذا دم الطهور ترفض الارض ويرفضه النقاء حتى مصاصي الدماء...
جاءني احمد اليوسف فارس المدن والصحاري الذي اسحلته المدن من سماء اسبانيا الى سماء بلجيكا الى سماء العراق كان يوخزني وخزة الالم الجميل ويخرجني من الحرائق الى القدر المليء بالثرثرة وبسلات الذهب كان يدفئني بعرق الراكضين وبالهواء الذي يشبه حصار الورد وبتجعدات التصفيق والنسيانن على مدرجات الحب وعلى جبين الجان وجناحي الحمامة كان يطير ويطير ويطير حتى يطلق ضحكته الاخيرة باتجاهات المرائي قال لي قم وانهض سنأخذك الى بلجيكا سوف تذهب الى سوريا اولا ثم تشتري فيزا سنكل تسمح لحاملها بدخول كل دول الاتحاد الاوربي وعلى حسابي ماذا بقي لك في هذا المكان القدر قم يا اخي لقد اتعبتني قم لكي تتنفس الهواء الجميل ونطلق السهام الاخيرة على مسدساتهم الكاتمة الصوت وكان ياتيني بالغداء كل يوم.
قال لي محمد الاحمد صوفي الكتب وناضر التنبؤات المتغير من حافة البهرجة الى مراثي قبور المبدعين هاهم الكتاب الذين كانوا يكتبون في جرائد صدام حسين يتصدرون واجهات الجرائد بعد سقوط صدام نفسهم كما هم لكن تغيروا تمثيلا فقط وأقول تمثيلا فقط 360 درجة وأصبحوا أصحاب برامج في القنوات الفضائية وهم لا يستطيعون رسم المستحيل كما فعلنا نحن لكل اوشمتهم زائلة ليست كأوشامنا عطرة وبهية وجميلة ورائعة تصدر عطرا خالصا من امهات الكتب والتعذيب على ايدي الجلادين...
(( ليتزوج الموت الموتى... وليدفن الموتى الموتى))
رأيت أهوالا في هذا الحادث وفي هذا المكان الذي يضم ملامح بابلية بلا شفاه تتطاير وأجساد نصفها هنا وأجساد نصفها هناك هل هذا هو العراقي ؟ والشرطة شرطة... والحرس حرس... والسوات سوات .. كيف يسكت الله عن كل هذه المهازل... أية مشاعر ان يرى شخص نصف رأسه مشتت بين التراب والنصف الآخر لا يعرف إلى أين/ أي ناصية للجنون سوف اعتلي...
قال لي حسين ناصر: الحكيم العتيق البالغ 74 عاما أبدا لا تثق بالحياة إنها غدارة ولا بأي قوة تدير الكون لأن الحياة هي مجموعة أفخاخ إجبارية في الحرب والزواج والاسم والشكل والعائلة وافخاخ عشوائية وتبقى أنت وحظك لو أنت الأمير وليم هل سيحصل ما حصل لك يا ابني...
مهرج في سيرك الحياة انا .. وكدت اموت من الغيبة والنميمة من كذب الشعارات ومن كذب الأمريكان سجنت 4 سنوات ومن مافيات السياسة والاضطراب العقلي المرضي الشيزوفرينيا من رعونة صدام دس لا قطات صوت فنية ومن البطون الملتهبة بالفحشاء الداعرة من طول لا يناسب مع العرض من فرصة الروح وازرقاق الشفاه من تصدر نصرت البدر كل الألحان للمطربين فهو ينجح بأغنية وطنية ويفشل بـ 99 أغنية كاولية ...
قال لي إبراهيم البهرزي الشاعر النقي ((لك ما يحدث ليس نتاج الليلة والبارحة بل هو سلسلة طويلة من السياسات التي اتبعها الأمريكان وصدام بدأت أولا بالتعتيم الإعلامي وتوجيه الوعي باتجاه الرياضة والأفلام الهزلية وسرعان ما استجاب الشعب لذلك حسب القوانين الرأسمالية فكل غبي هو رأسمالي من دون ان يعلم ثم مورست ضد هذا الشعب أقوى عمليات التعتيم حتى المثقف بات لا يعرف أي شيء يحصل حوله وما هو قصد النظام بذلك والتعمية الإعلامية أي السماح لبعض الطبقات لخلق نزوة ضيقة مثل الافتاء وهو نزعات برجوازية مثل نزعة التسوق ونزعة الشراء لتوافه الانتيكات ثم مارسوا في فترة الحصار سياسة التلطيش والتلصيق ما دام صدام باقي ثم عبر التلفزيون وخاصة فترة تلفزيون الشباب الذي يشرف عليه عدي عدي زرعوا في المواطن تمجيد العنف والغرائز والقتلى لغرض القتل والبطل الذي لا توجد قوة تقهره وهو محاكات لمفهوم البطل الذي زرع غير القرون بأنه غياث المستغيثين وبأنه حامي الحمى ويفوز بالنهاية في كل الصراعات مهما كان شكلها ثم حدث اخطر ما في علم النفس السياسي الا وهو تأنيث الذكورة الذي جعل الشخصية طائعة ومذلة ومهانة وبعد ذلك مارس ماهو اخطر. فعمل على ترقيص الأنوثة داخل الذكورة ثم دقوا طبل شاهدهم كم شخصا سيأتي ويرقص أمامك وهذا ما غدا إليه العراق العظيم قال كريم علو : الأمريكان جبناء كل ما يهمهم هو السيطرة على منابع النفط في الخليج العربي والدول الأخرى مثل العراق وايران وليبيا لكي يحقق نصيحة هنري كسينجر مستشار الأمن القومي ووزير خارجية الإدارة الأمريكية السيطرة على منابع النفط في العالم عام 1973 ثم نظرية زيخينو بريجيسكي الضرب أسفل الجدار حيث أيقظوا الثورة الإسلامية في العراق لضرب الاتحاد السوفيتي من بطنه الرخو ودول... أوزبكستان وطاجاكستان وتركمانستان وأرمينيا وجورجيا... عبر تصدير الثورة وثم إضعاف الاتحاد السوفيتي وانهيار الاتحاد السوفيتي وضرب الحزبان الشيوعيان القويان في الشرق الأوسط العراقي على يد صدام وتؤده على يد الخميني... ثم بدوا يعملون الان على مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي يتم فيه الإعلان عن دولة إسرائيلية ودولة ربما كردية وتفتيت المنطقة الى دويلات تدور في مدار الأمريكان...
قال لي صديقي الصوفي عند زيارتي على ناصية الشارع حيث اجلس في الصباح وحتى الليل ما عدا فترة الغداء ووقت العشاء ان الصوفي الحقيقي لا يقسو ولا يرحم ولقد جئتني عام 2001 وقلت لك ان نظام صدام سيسقط لا محالة ولكن سيحدث جرجرة و عرعره و ترتره و حرحره و غرغره و خرخره ومرمره وفرفره وسرسره وكركره ثم ستحدث بسبسه وهسهسه وفلسفه وفسفسه وبلبله وفلفله وهلهله وجلجله وململه وكلكله وقلقله ..... الخ .
قال لي مرتضى النعيمي ان النظريات الحديثة في الفيزياء تقول ان النيوترونات عبارة عن ناقل للوعي وان الكرافيتون هو ناقل للجاذبية وان العالم النيتوري اصر ان يستنخ انسان من انسان.
قال لي احمد فاضل... جئت لكي أسمعك آخر كاسيت لفيروز وبقى بجنبي يتعاطى السكائر والويسكي ونسمع فيروز 2010 .
قال لي حسن المحروق... ان سبب كل ما جرى في العراق هو التغيير لم يحصل من الداخل بل من الخارج بواسطة غزو واحتلال او تحرير لكن النتيجة هناك أخطاء كبيرة.
قال لي احمد أركان... ما الذي نتوقعه من حكومات فاشية دكتاتورية
صوت 1 : ولقد اهديناك سبعا من المثاني
صوت 2 : يمشي على ثلاثة كمشية العرندل
صوت 3 : والناس والنيس والنوس
صوت 4 : خليني ابوسو يننوسو
كان الجيران يأتوني بالفطور خائفين يبكون وفي الغداء يجلب لي احمد يوسف الغداء وفي العشاء يجلب لي ذاري محمد مرة وكريم حسن علو مرة ومرتضى ألنعيمي مرة أخرى ومرة احمد فاضل ومرة احمد أركان (وبقية كل من اسمه احمد) هكذا قضيت الأيام وكلما مرت سيارة إسعاف او سيارات شرطة يزداد طول ذيلي إلى ان أصبح كبير ولا استطيع إخفاءه فعرف أبناء الحي جميعا ومن ثم وصلت اخباري الى بقية المناطق المجاورة ((اكو واحد طلعله ذيل يشبعه ذيل تمساح)) الى ان علمت بغداد كلها بذلك ووصل الأمر الى المخابرات وجاءوا علي مستطلعين، ثم رفعوا عني تقريراً مباشرا الى الرئيس (قبل أن يسقطه الفيس بوك) مفاده بأن هناك إنسان له ذيل.. بهذا أراد الرئيس أن يرسلني هدية لإمبراطور اليابان لكن أمريكا أخذتني إلى قاعدة من قواعدها، ومن ثم نقلوني بالطائرة إلى أمريكا، حيث سيعتبرونني فيما بعد أنموذجا ،دالاً على انطولوجيا الإنسان دون العالم الثالث...
بعقوبة- 23 / 11 / 2009



#مصعب_أمير_اسماعيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصعب أمير اسماعيل - مهرج السيرك في تفجيرات الثلاثاء الدامي