مرح البقاعي
الحوار المتمدن-العدد: 1007 - 2004 / 11 / 4 - 10:22
المحور:
الادب والفن
ماذا يعني (الوقت) الذي لا يدهمنا كالخطيئة
أو تعني (الهَجمة) التي لا نتواقت عليها كلحظة عشق؟
* *
هشَّة أرواحنا.. فظَّة أوهامنا
خائرون في ضراوة.. آثمون في اجتهاد
* *
أين بنفسجنا النافر عن سياج الدهشة؟
أين منجل الصور وحصيد الفكرة؟
أين السجَّانون و الحوذيون وكنَّاسو الأحقاد المستشرية من أروقة الزنزانات ودهاليز السلطة؟
أين المارُّون الحياديون أو المنشقُّون أو المهادنون، وبائعو السجائر المهرَّبة؟
أين أنصاف القَتَلة، وأنصاف القدِّيسين، والعاهرات المكتملات؟
أين مفاتيح المطفَأ في مدينة التطرف الغرائزي: باريس؟
* *
نحن الذين لا ينتظرنا أحد:
مرهونون للاستشعار عن بعد ألف قُبلة
منتصبون كإيفل
جاحدون كالقطط المبلَّلة بآثار الحب السريع على أرصفة ليلة نافلة مشبوهون بالفوضى والمهاترة والانشقاق والمقت والغضب.. والفتنة.
* *
نحن الذين لا ينتظرنا أحد:
نجتمع على النبيذ الذي ليس منَّا، و نتفرَّق شيعا على نكتة سياسية
عقائديون حين سقطت المدينة الفاضلة في أيدي الشعراء
شعاراتيون حيث انكشفت عورة التهويش المنظَّم
متأهبو العسكر لأول انقسام غير معلن.
* *
نحن الذين لا ينتظرنا أحد:
نافرون عن الحب والمال والساحات العامة، متجهِّمون كالآلهة
لا الشيطان يباركنا
لا حارس العرش يلعننا
لا المناديل تخرّ لخروجنا
لا أبخس قنَّاص يتبرع بطلقة الرحمة
للجمجمة المنخورة في قفصها الاختياري.
* * * * * *
باريس
#مرح_البقاعي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟