علي فهد ياسين
الحوار المتمدن-العدد: 3377 - 2011 / 5 / 26 - 17:45
المحور:
الادب والفن
قلادة ( اٍبداع سعد البزاز ! ) ختمُ أسود على جبهةِ بيضاء !
فنان الشعب فؤاد سالم المسجى على سريرِ في مشفاً في دمشق يصارع المرض , سيكون هذه الليلة عنواناً , مسوقا بحرفيةٍ يجيدها البعثيون , لبرنامجٍ اٍ عتمدته مؤسسة سعد البزاز ( الاِعلامية ! ) بعنوان ( قلادة الاٍباداع ) كجزءِ من سعيها لتنظيف تأريخ مؤسسها المعروف للعراقيين بالصوت والصورة خلال سنوات الجمر التي مهدت لكوارثٍ العراق في عقود التسلط البعثي المقيت .
قًبل الفنان فؤاد سالم اٍختارت المؤسسة مبدعين آخرين كان من بينهم الراحل قاسم محمد , المميز في اٍجتهاداته الراقية , التي رفعت خشبة الأبداع المسرحي العراقي درجات بشهادات عربية وعراقية مضافة لمسيرة باهرة لايمكن نسيانها .
فريق سعد البزاز يختار توقيتات منح قلادته لتكون آخر الغيث الذي يفيض على العطشى رقراقا يبلل شفاههم في صحراء الجدب من الأطراف الاخرى التي أدارت لهم ظهرها , بما فيها اقرب أسماء الرفقةٍ وصولا للجهات الرسمية المنشغلة بأجنداتها الخاصة التي لاتلتفت الى المبدعين في ضنكهم بقدر ماتتطلع الى مغانمها التي باتت فضائحُ ورزايا على حبال الوطنية التي تدًعيها ! .
فؤاد سالم الذي نذر حياته وفنه لخدمة العراقيين في محنتهم مع الفاشيين طوال أربعة عقود , تنقضُ
عليه أصابع البزاز , غيلة ! , لتضع على صدره قلادةٍ لاتُشرٍف تأريخه الوطني الناصع بالوطنية , لا لأنه لايستحق التكريم والرعاية , لكن لأن جهة التكريم ليست عفيفة ولانظيفة وطنيا ! بل لأنها واحدة من روافع البعث ومصداته التي كانت ومازالت وستبقى ذراعا فاعلا في كوارث العراقيين .
ماتفعله مؤسسة البزاز تحت عناوينها البراقة هو فعل سياسي مدروس بعناية , في وقت يرزح فيه الشعب تحت وطئة أفعال السياسيين المتصدرين للمشهد العراقي والمساهمين بأدائهم الهزيل في فسح المجال لاذناب لبعث بسهولة , لتلويث تاريخ الوطنيين من أبنائه , تحت شعارات التكريم والرعاية التي غابت عن أجندات الحكومات المنتخبة بعد سقوط عصابة البعث .
المؤلم أن يشارك بعض الشرفاء من المبدعين العراقيين في برامج البزاز المعروفة أهدافها , وقد تكون حجة بعضهم مستندة الى ماسبقهم اليه رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في لقائه بالبزاز في الثالث عشر من حزيران عام 2008 ضمن برنامج زيارته للعاصمة الاردنية عمان تحت عناويين سياسية فضفاضة ! , لكن ذلك لايعفي كل من بارك ويبارك خطوات البزاز في هذا المجال من الحرص على بقاء صفحاتهم بيضاء في ذاكرة الشعب لان في ذلك وحده شرفهم الوطني والاِبداعي
#علي_فهد_ياسين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟