أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أكبر درويش - قراءات في القرن الحالي














المزيد.....


قراءات في القرن الحالي


أكبر درويش

الحوار المتمدن-العدد: 3377 - 2011 / 5 / 26 - 16:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



من يجعل العالم اليوم صفحات مفتوحة، للنقاش والحوارات واللغط، وأجندات مبهمة لاتعرف مصادرها، ومنفذوها؟ وبالتالي خال العالم الى كرة متدحرجة لم تعرف عتبات وقوفها.
ان تغيير وسائل الاتصال بين عوالم الاتجاهات الأربعة، اختزل الكثير من المفاهيم والمبادىء والقيم السائدة لتحل محلها ثقافات جديدة تختلف عن سابقاتها في الشكل والمضمون! فالآن بالامكان ارسال الرسائل الى أية بقعة في العالم بسرعة البرق، أو الاتصال بأية جهة بنفس المواصفات! فضلا عن الخدمات الواسعة لأجهزة الانترنت في المجالات الحياتية كافة.
وقد أحدثت الثورة الالكترونية هذه تغييرا في انثروبولوجيا المجتمعات، ونقلتها الى مراتب أعلى من حيث التواصل الانساني، وأذابت الكثير من الحواجز والفواصل بين المجتمعات على أديم الأرض، وتجانست أمم كثيرة مختلفة في الأديان والمعتقدات عن طريق هذه الوسائل والتقنيات الحديثة، فقربت الشعوب فيما بينها واجتازت بهم حواجز الانتماءات الفرعية والثانوية، وكان جسر الانسانية هو الرابط الوحيد بين هؤلاء الرواد، عبر مواقع الكترونية تعنى بالتلاقف الثقافي الأممي وتبادل الأفكار والآراء بين قطاعات واسعة من الشباب والأعمار المختلفة، كل هذه الخدمات الجليلة كانت مفقودة قبل غزو هذه التقنيات مفاصل الحياة العصرية، وأحدث هذا الغزو تغييرا في الخطابات الاجتماعية والثقافية والتجارية0 الى هنا تبدو المسألة طبيعية ومقبولة من الاطراف المشاركة في الميدان الجديد كافة!
ولكن هناك افرازات واسعة انعكست على ديموغرافية الشعوب ألغت محددات اجتماعية معينة، وفي الوقت نفسه أضافت ثقافات جديدة اقتحمت كل قديم من أوسع الأبواب، وحصل تخبط واضح في المفاهيم القديمة أنتج صراعات قسرية داخل النفوس، أدت الى التخلي عن المفاهيم السائدة التي تتبنى الصبر والقدر وما يأتي من الغيب، وبالتالي أدت تداعياتها الى الانسلاخ والانقلاب على الذات المتشظية، والمحرومة من حقوقها وكسر حواجز الخوف والرهبة من السلطة والقمع البوليسي، واختيار طريق الحياة وليس الموت البطيء في بلدان الفقر والمآسي وضياع الحقوق! والحرمان من نعيم ثروات البلدان الا على النخبة ورجال السلطة المتنفذين، والحاشية ومن هم في دائرة القرار! ولكن محصلة ذلك لم تكن بالحسبان، حين فقد الشباب اتجاه البوصلة في نهاية المطاف! اثر اصطدامهم بأسلاك شائكة وضعت في طريقهم على حين غفلة من الزمن ليجدوا أنفسهم أخيرا بلا خيارات!! سوى انتظار ما تأتي به قوادم الأيام، ولم تدم الفرحة سوى أيام معدودات بلياليها، لأن مفاهيم السلطة في بلداننا العربية تعني المغانم والجاه، وهي ثقافة طاردة لمعاني التداول السلمي للسلطة والاعتراف بالأخر، انتجتها الصراعات القبلية، والموروث الجمعي في اللاوعي، الناقل لمعاناة قساوة وحرمان البيئة الصحراوية الجرداء القاحلة. انتجت هذه العوامل بمجموعها مجتمعات تتبع نهج الصراع من أجل البقاء، وانتهاز الفرص، واستغلال سطوة السلطة والمركز من أجل جمع الثروات وبطرائق شتى! غير مكترثة بالوسائل الموصلة الى الغايات وتحقيق الأهداف!! ويتجلى ذلك في استقراء ما يحصل الآن على الساحة السياسية لبعض الدول العربية بعد تغيير أنظمتها الدكتاتورية بالثورات الشعبية (الشبابية)! حيث دخل القائمون على هذه الثورات صراعات جديدة، بظهور أطراف عديدة تبنت نتائجها لتقطف ثمارها تحت مبررات ومسميات مختلفة، فظهرت بعيد الانتصار أطراف دينية متطرفة تدّعي (الوصاية الأبوية) على هؤلاء الشباب، وثوراتهم، وأطراف أخر سارعت الى تشكيل مجالس (شعبية) أو (عسكرية) لاحتواء النتائج وقطف الثمار! وساعد في ذلك الأرضية الرخوة لقواعد هذه الثورات الشبابية، ومن ثم قلة الدراية والمفاهيم بادارتها وديمومتها، مما أدخلت هذه المجتمعات في مسلسل دوامات غير منتهية، وحلقات تمضغ الجهود، ورحى تطحن الطموحات والآمال، وتثبط المعنويات والعزيمة ولكن الشعوب باقية والطغاة يرحلون آجلا او عاجلا.



#أكبر_درويش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- زفاف أمباني وسيلين ديون صنعت الحدث في باريس والرياض.. أحداث ...
- وزير خارجية طالبان يجري أول اتصال بنظيره السوري.. ماذا بحثا؟ ...
- بلينكن يبحث مع نظيره الأوكراني مسألة الدعم الأمريكي لكييف
- بعد ضجة واسعة.. محافظ دمشق يصدر توضيحا بعد تصريحاته حول السل ...
- هل تتحول سوريا لساحة صراع تركي إسرائيلي؟
- ناسا تسجلاً إنجازاً جديداً بوصول مسبار باركر إلى أقرب نقطة م ...
- روما تندد باحتجاز صحفية إيطالية في إيران منذ أسبوع
- أردوغان يعلق على نهاية -ظلم البعث- في سوريا وانتصار السوريين ...
- الولايات المتحدة تزعم تورط روسيا في تحطم طائرة أكتاو
- لبنان.. توقيف سائق شاحنة على متنها 67 شخصا تسللوا من سوريا


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أكبر درويش - قراءات في القرن الحالي