التاريخ يتغير؟

علي الخياط

الحوار المتمدن-العدد: 3377 - 2011 / 5 / 26 - 12:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

يقول المسعودي ان أهل الشام بلغوا في طاعتهم لأمر معاوية انهم صلوا خلفه صلاة الجمعة في يوم الاربعاء، حيث اقتضت مشيئة معاوية ذلك عند مسيره الى صفين.

المعروف عن أهل الشام منذ القدم انهم لا يعرفون الشورى ولا يؤمنون بها. وقد اشتهروا في التاريخ بأنهم كانوا من أطوع الناس لولي أمرهم كائنا من كان،ومعنى هذا ان الشورى انقلبت عندهم الى طاعة.

وكان معاوية قد عود أهل الشام على طاعة السلطان وعلى عدم الجدل في أمره منذ زمان بعيد، ورأيناه في ايام عثمان يمنع كل محدث منطيق من الاختلاط بأهل الشام. فلما اختلط ابو ذر بفقراء الشام وأخذ يحدثهم كتب معاوية الى عثمان يقول له: ان ابا ذر يريد ان يفسد أهل الشام . عرفت بلاد الشام من زمن بعيد بأنها في طاعة عمياء لحكامها لاتخرج عليهم ,وتستجيب لرغباتهم في الحكم والنفوذ,وكانوا غالبا ما يتحصنون بتلك الطاعة في مواجهة التهديدات الخارجية.

ان الاحداث الحاصلة في سوريا اربكت الادارة الاسرائيلية والاميركية وحساباتها المعقدة التي تعدها لعقود من الزمن سلفا ، الامر الذي جعل الاوضاع المتسارعة في سوريا الاسد تشكل صدمة للجميع والذي بدا أنه غير مختلف في وضعه عن بقية رؤساء الجمهوريات العربية المناوئين لفكرة الانتقال الديمقراطي للسلطة,وفي مواجهة ارادة شعب راغب في التغيير. لم يعد مجديا الحديث عن دولة الممانعة والمواجهة,فالسوريون العزل يتساقطون بنيران رجال الأمن والجيش او بنيران اخرى كما تقول الحكومة ,وكذلك الحديث عن السلفية وجماعات عنف منظم وحركات أصولية مدعومة من جهات لبنانية او سعودية تحاول اخذ سوريا الى المجهول.

المواطنون الغاضبون لايهمهم كثيرا الخوض في تفاصيل مملة عن الاوضاع المستقبلية في حال انهيار النظام السوري او من سيستولي على الحكم او الجهة السياسية التي تكون في الواجهة في ظل غياب واضح لاي جهة او حزب معارض له جماهير او ارض يمكن له ان يتصدى للنهوض في واقع البلد في حال انهيار النظام ,وهمهم الأكبر هو الجري بسرعة للحاق بأبناء قوميتهم من العرب الذين ثاروا في تونس ومصر ومازالوا يكافحون في ليبيا واليمن والبحرين متجاوزين بذلك مامعروف عن اهل الشام من طاعة عمياء للسلطان.

الايام القادمة ربما ستتضح فيها الصورة بشكل افضل من ناحية استمرار الانتفاضة الشعبية وتضييق الخناق اكثر على جمهورية (الاسد) او ممكن للنظام ان يتجاوز الازمة ويتخطاها باقل الخسائر البشرية والاقتصادية في ظل العقوبات الاخيرة التي فرضت على الاسد وبعض مسؤولي نظامه.

#علي_الخياط (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات