أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - يوحنا بيداويد - عندما يرتدي الشيطان ثوب القديس!














المزيد.....

عندما يرتدي الشيطان ثوب القديس!


يوحنا بيداويد

الحوار المتمدن-العدد: 3377 - 2011 / 5 / 26 - 11:24
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


بعدما تحول العالم الى قرية صغيرة، بفعل التكنلوجيا وتطبيقاتها الكثيرة مثل الموبايل و اس ايم اس والرسائل والمواقع الالكترونية وفيس بوك والراديو والتلفزيون وغيرها من وسائل الاتصال بين البشرية، لم يعد اهل الجبل بعد الان مغفلين عن ما يدور في المدينة وبيئتها، فلم يعد ينخدعون بألالوان البراقية لمنتوجاتهم الصناعية مقارنة بمحاصيلهم الزراعية النقية، ولم يعد يؤمنون الى حلفاناتهم في كل مناسبة او وعودهم الباطلة الكثيرة !.
لقد اصبح الصراع من اجل البقاء اكثر تعقيدا من القبل، وتعددت الطرق للوصول الى الاهداف بين الشريفة والصالحة والمسموحة وبين طرق الملتوية والمزيفة والخادعة الكاذبة. وفي اغلب الاحيان يكون الدولار هو سيد الموقف، فكأن مقولة "الغاية تبرر الوسيلة" اصبحت قاعدة اساسية عندهم. فكثيرون في هذه الايام يرتدون ثوب الامانة والاخلاص و القداسة والمثالية والتضحية والرجولة والبطولة بينما في داخلهم ليسوا كذلك. هؤلاء الذين كانوا يوما ما مثل مسطرة او مقياسا اومثالا يقتدي الناس بهم في حياتهم اليومية، بدات حقيقتهم تنكشف من خلال مقارنة اعمالهم ووعودهم وغاياتهم بفعل التقدم الحضارية والتكنولوجي (1).
هذه الحياة التي اعطى لها الفلاسفة العظماء والانبياء تعاريف واوصاف ووضعت مع الاديان تعاليم كثيرة خيرة، التي تعمل عمل المكيال لدى صاحب الدوكان، لتساعدهم على تقييم او تمييزاعمالهم الفردية والجماعية وتقيم اعمال الاخرين ايضا بصورة واقعية وحيقيقة ، اليوم بدأ الناس يتخلون عن هذه التعاليم ( المكاييل) وفي مقدمتهم المسؤولين، لا بل بدأوا يغشونها ! ولكن الغرابة الاكبر هي ان معظم الناس يعرفون الحقيقة ولكنهم يسكتون ظناُ منهم ان الله يرضي عنهم اكثر عندما يسكتون عن الباطل!.
ان ديانتنا المسيحية التي روضت البشرية وساعدتها للتخلي عن قانون الغابة والقوة والعنف والبقاء للاقوى واحلت محله قانون المحبة والتسامح والتعاون والاصلاح وتحمل المجتمع جزء من مشكلة الفرد او عجزه ، ديانتنا المسيحية التي كانت مصدر اساسي لانبثاق معظم قوانيين حقوق الانسان(2) . هذا اللاهوت العظيم يظهر لنا اليوم وكأنه عاجز عن ايقاف الشر الذي بدأ يسير في شريان الكثيرين منا ، لاسيما من هم في مقدمة الجماعات البشرية والامم.
نعم قدرنا مثل قدر كل الحضارات الماضية دخل السوس الى كيان كل مؤسسات البشرية، الدينية والمدنية من السياسيين ، من الجامعات العالمية ومنابر الاعلام المحايدة والمحاكم الدولية ورجال البوليس ثم رجال الدين في معظم الاديان ومنهم الاكليروس المسيحي واخيرا المفكرين الذين بدأوا يقلدون السفسطائيين في بيع معرفتهم .
المشكلة الرئيسية التي تواجهها الانسانية هي فقدانها للبوصلة الصحيحة والحقيقية، فلم يعد يعرف الناس الى اتجاه يسيرون ؟ والى من يصدقون ؟ وتعاليم من يطبقون؟ . فدخل الشك في قلوبهم من جراء مواقف قادتهم المتضاربة المتناقضة بين الشريعة نفسها وبين التطبيق الذي يخالف جوهر الشريعة او الحقيقة والمصلحة العامة. والسبب بسيط جدا ليس الا اصرار هؤلاء القادة على تحقيق رغباتهم الشخصية وطموحاتهم الفردية واظهار بطولاتهم الباطلة النابعة من عجزهم الفكري والعقلي للانتاج الاعمال الحسنة فيحيطون انفسهم بمن يشابههم او يجري وراءهم.
لكنني مؤمن كل الايمان، في النهاية لا يصح الا الصحيح، وكل هؤلاء سوف ينالون حقهم ، بطريقة ما ، لاحاجة لذكر الامثلة والقصص التي حدثت في الماضي في مثل هذه المناسبات، لان السيد المسيح نفسه يقول: " لا تسقط شعرة من رؤوسكم الا بعلم ابيكم السماوي" . فهل يسكت الله عن الباطل ، بلى ستظهر حقيقة كل الذين يلبسون الاقنعة المزيفة الذين يحاولون اظهار انفسهم انهم برتدون ثوب القداسة والعفة لكن في داخلهم ما هي الا رغبات شريرة لاتهتم اركان المصلحة العامة ، لان اللاهوت المسيحي والمنطق يقول ان الله لا يتنازل عن الحق (2) الا اذا وصل شكنا في عدم وجود هذا الاله نفسه .
..............
1- مثل فضائح الدول ورجال السياسة التي ظهرت في موقع ويكي ليكس الاخيرة.
2- اذا درست هذه القوانين بعمق ستجد ان جوهرها مستنبط من اللاهوت المسيح الذي يعطي الحق لكل انسان بل كل مخلوق حق الوجود وحق في حمايته من قبل الاخرين
3- ان الله مثل النور لا يمكن اخفائه .



#يوحنا_بيداويد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاول من ايار عيد العمال هو عيد للانسانية
- بمناسبة الجمعة العظيمة، من منا مستعد لمسح جروح المسيح على ال ...
- الفلسفة الاغريقية قبل عصرها الذهبي
- بين كلدانيتي وكلدانية غيري..... الويل لامة تعصب عينيها عن اخ ...
- موقف الكنيسة من الخلية الصناعية الجديدة.
- مرة اخرى العلمانيون و الشيوعيون في سبطانة المدفع!
- ولادة جديدة للعراق ام جولة جديدة من القتال ؟!!
- هل سينقسم العراق الى دولة اسلامية ودولة علمانية؟؟
- أليس من حق العراقيين ان ينفجروا غضباً !!؟؟
- ما بين ثورة الغضب في مصر والثورة الفرنسية
- التتر يحكمون بغداد من جديد ويغزون جمعية اشور بانيبال !
- مخيم الاصدقاء في ملبورن!
- رسالة القاعدة للمسيحيين والاسلام في عام 2011
- الفيلسوف الالماني نيتشه ومحاولته لقتل الله و خلق الانسان الم ...
- رسالة من قيثارة اور السومرية الى الحكومة العراقية الجديدة
- هل نجحت عملية تصدير الثورة الاسلامية في ايران الى العراق؟!
- الفكرة جيدة لكن تحتاج الى الكثير
- الاتحاد الكلداني الاسترالي يقيم حفلة عشاء على شرف البروفيسور ...
- اخيرا بغداد امارة طلبانية!!
- حديث الصعاليك في زمن مجازر شعبهم !!


المزيد.....




- سقط من الطابق الخامس في روسيا ومصدر يقول -وفاة طبيعية-.. الع ...
- مصر.. النيابة العامة تقرر رفع أسماء 716 شخصا من قوائم الإرها ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى يستخدمها -حزب الله- لنقل الأ ...
- كيف يؤثر اسمك على شخصيتك؟
- بعد العثور على جثته.. إسرائيل تندد بمقتل حاخام في الإمارات
- حائزون على نوبل للآداب يطالبون بالإفراج الفوري عن الكاتب بوع ...
- البرهان يزور سنار ومنظمات دولية تحذر من خطورة الأزمة الإنسان ...
- أكسيوس: ترامب يوشك أن يصبح المفاوض الرئيسي لحرب غزة
- مقتل طفلة وإصابة 6 مدنيين بقصف قوات النظام لريف إدلب
- أصوات من غزة.. الشتاء ينذر بفصل أشد قسوة في المأساة الإنساني ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - يوحنا بيداويد - عندما يرتدي الشيطان ثوب القديس!