100 يوم من عمر الثوره المصريه

عبد صموئيل فارس

الحوار المتمدن-العدد: 3376 - 2011 / 5 / 25 - 16:03
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    

كثيرا ما تعرضت لهذا الجدل طوال المئة يوم الماضيه علي خلع المبروك ورجاله في مصر واخرها كان بالامس بيني وبين أحد العاملين في مطعم شعبي بالقاهره حيث دار الحديث المعتاد بيننا كون المتحدث معي يقوم بلعن الثوره ومن قام بها واليوم التي كانت فيه
وكالعاده يقوم المتحدث معي بسرد معاناته نتيجة الفوضي التي خلفتها الثوره المصريه والتي يجمع كل المهتمين والمتابعين للشأن المصري أنها مقصوده من اطراف الكل يعلم جيدا طموحاتهم السياسيه تجاه حكم مصر فمن يتزوق الكافيار السويسري أو الفرنسي من الصعب أن يتركه بسهوله !

فكل المتابعين والراصدين للثوره وتبعاتها يعلم جيدا أن لها بطل واحد قد يكون مخفيا عن أعين الباحثين والراصدين لهذا الامر لكنه معروف ومكشوف لجموع المصريين الذين ثاروا بهذا الغضب العنيف الذي تم اسقاط نظام المبروك وحاشيته
فالظلم هو وحده بطل الثوره ومفجرها والذي معه خرج 12 مليون مواطن مصري يهتفون بصوت واحد الشعب يريد إسقاط النظام وللعلم هذا أعلي معدل تظاهر في تاريخ العالم والثورات أن يخرج هذا الكم الرهيب وبهذا الاصرار وبخفة الظل ليعلن للعالم أنه رافض لهذا الوضع المئساوي التي باتت عليه مصر في اخر ايام حكم المبروك

في تصوري ومتابعتي للشأن المصري تقديراتي للخسائر وللفوضي تفوق اضعاف ما فقدناه بعشرات المرات فكنت اتصور اننا سنخسر الكثير حتي نتخلص من هذا الاحتلال الرهيب الذي دمر كل مقدرات الحياه في بلادنا

فقد نجح مبارك واهم انجاز قد حققه في فترة حكمه هو تغييب الوعي المصري العام فقد استطاع أن يجعل لسان حال المصريين يقول دائما كما يشارع في الشارع المصري أعيش اليوم وأموت غدا غير مدركين لمخاطر هذا الامر او تبعاته علي مستقبل دوله عظيمه في ثقل مصر

فهذا ما يردده العوام اليوم ويحاربون به الثوره الخوف والرعب الرابض في صدور الناس فقد شب هؤلاء علي زمن الرق والعبوديه حتي انهم ادمنوها فهم الان غير مصدقين ولا يستوعبون انهم مقبلون علي عصر جديد ستكون الكلمه فيه للشعب وسيكون هو وحده سيدا لقراره
مئة يوم من الفوضي المخنوقه التي يحاول بها أخر حلقه في نظام مبارك والتي تقود البلاد اليوم ان يضغطوا بها علي الشعب المكلوم في ثرواته ومستقبله وابناءه الذين استشهدوا حتي يحصلوا علي هذه الحريه

الكل يتسابق اليوم علي احياء نظام مبارك والرجوع بنا الي الخلف بقرارات بهلوانيه فهم ايضا من نفس عجينة وتركيبة المبروك يسيرون مع الشعب بمنطق القطعه الموضوع لايكلف شئ سوي ان يعلن شباب الثوره عن عزمه القيام بمليونيه حتي يجدوا مطالبهم يتم تنفيذها ولابد أن يتم الاعلان عن هذا الامر يوم الخميس فدائما ما تكون المليونيه الجمعه ولهذا يتم الاعلان عن القرارات حتي يتم امتصاص الغضب

وهنا التساؤل لماذا هذا التلكؤ بهذه الطريقه إن كنتم انتم تريدون العجله تسير والبلاد تخرج من كبوتها الاقتصاديه ماذا تريدون ؟ اعلنوها بصراحه ووضوح فزمن الغباء السياسي قد ذهب بغير رجعه هل تريدون الحكم !
ادخلوا حلبة السياسه من ابوابها والفرصه امامكم لكن ليس بهذه الطريقه القذره يكون الامر فوضي في الشارع وتخريب وتحريض ضد الاقباط
مئة يوم علي الثوره ومؤشرها في صعود وهبوط حسب ما تقتضي الحاجه لابد ان تتضح النوايا نحن نعلم أن الكرسي والسلطه لهم شهوه لايضاهيها شئ اخر في الوجود وان كان العسكر في 52 قالوا أنهم سيمكثون 3 شهور ثم يسلموا البلاد الي الحكم المدني ولم يخرجوا من حكم البلاد حتي وقوع التفاحه في حجورهم مره اخري يوم 10 فبراير فما بالنا اليوم والعسكر قالوا 6 شهور وسنترك البلاد لرئيس جديد وبرلمان منتخب فالامر يدعو للتفاؤل

لجوء العسكر في كل مره الي الستار الديني لتحقيق نواياهم مرصود عبر التاريخ الم يتحالفوا بالامس مع الاخوان وانقلبوا عليهم وها هو الزمن يعيد نفسه مئة يوم توضح التحالفات السريه لعبور كرسي الحكم ولكن اعتقد أن جيل اليوم ليس هو جيل الخمسينات وانقلاب العسكر بالامس واستيلاءهم علي الحكم صعب تكراره مع جيل الفيس بوك من اجل حفظ ماء الوجه وصون تاريخ القوات المسلحه اصنعوا ديمقراطيه حقيقيه في مصر كي تكون لكم حصانه يتذكر بها الاجيال القادمه عبورا جديدا لكم وحصانه اخري من أي تجاوزات غير مرئيه قد يكون هناك من يخشاها فلن يرضخ المصريين لآي ابتزاز اخر باسم فزاعة الحاله الاقتصاديه او التيارات الدينيه الكل الان يلعب علي المكشوف والشارع بمليونياته لن يرحم احد او يخشي رصاص او احكام كل الالاعيب مرصوده ومكشوفه والفرصه امامكم لتنضموا للشرفاء ومن له أذنان للسمع فليسمع

#عبد_صموئيل_فارس (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات