علي شكشك
الحوار المتمدن-العدد: 3376 - 2011 / 5 / 25 - 09:25
المحور:
الادب والفن
في المصالحة
علي شكشك
هي استقامة الأشياء على جوديّها، وهي الحالة الفطرية الأصيلة وهي البداهة أن نكون هكذا، فما كان قبل التوقيع هو النشاز وهو الغريب وهو الاستثناء،
وهي الحالة التي تطمح أن تتكامل لتكون الحالة الفلسطينية حالةً واحدة متناغمةً بألوان طيفها وأطوال موجاتها كأي حالةٍ حيوية فعالة تختزن مكوناتها وتنتج ذاتها باستمرار وتحوِّر أشكال طاقاتها لتنبجس من مسامها قُواها مركّزة باتجاه بوصلتها فلا تتبدّد الطريق من خطاها،
فكما الخلية الحية التي تتكامل في تنوع مفرداتها ومكوناتها تكون خليةُ الوطن الكبير وخارطةُ الشعب الكبير الذي مرد على المحافظة على حالته الواحدة في ما استجد عليه منذ النكبة من عزل قصري وشتات إجباري وحين توزّع على مناخات متعدِّدة في الجوار وما وراء الجوار حين كان يبدع كيمياءه الخاصة التي تصون الحالة العامة الجامعة والمبلورة لسماته الغائرة وأشواقه العميقة وملامحه المميزة، وقد فعل ذلك بطريقة تجاوزت الاقتدار إلى اكتشاف الوسائل والآليات والأشكال والعناوين التي تصل بتلك الحالة إلى أنصع تجلياتها وأرفع معانيها، وهو بهذه الطريقة استطاع أن يحقق إنجازه الأكبر في عز الظلام السائد والهوان حين وضع ملامحه وهويته على خارطة الأرض وعلى موائد المنتديات الدولية وفرضها على عيون الزعماء والساسة والمتنفذين على الكرة الأرضية،
وهي النقطة الصفرية اللازمة لبدء العدّ، وهي الأوّل في أدوات الشرط، وهي لزوم ما يلزم وهي السنة الفرض، هي الغاية ووسيلتها، وهي الهدف والطريق إليه،
وهي ليست مجرد خطوة أو توقيع، بل حالة ووجدان وثقافة ومكابدة، هي دفقة العزم الابتدائية أو صرخة الوليد الأولى التي تملأ رئتيه من بكارة الهواء ليبدأ رحلته الكاملة فيه وتبقى طوال الوقت بداهة الأنفس والأنفاس.
#علي_شكشك (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟