أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - قاسم حسين صالح - انتحاري الارهابي...ابن السلطة العربية














المزيد.....

انتحاري الارهابي...ابن السلطة العربية


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 3375 - 2011 / 5 / 24 - 12:49
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


نحن السيكولوجيين وعلماء الاجتماع نختلف عن السياسيين في وجهة نظرنا بخصوص الارهاب والارهابيين.فالسياسيون ينظرون للارهابي من حيث الأهداف التي يسعى الى تحقيقها،المتمثلة باسقاط نظامهم السياسي واقامة دولة اسلامية،فيستخدمون (البندقية) بمنعهم من تحقيق اهدافهم والقضاء عليهم ..فيما نحن نهتم بالأسباب التي دفعت شخصا من عامة الناس الى أن يكون أرهابيا،ونستخدم (العلم) في تحليل الأسباب التي جعلت شخصا عاديا يكون ارهابيا،وتحليل شخصيته موازنة بآخرين عاديين مثله عاشوا الظروف ذاتها وما صاروا ارهابيين.
ولقد اشرنا في اكثر من مناسبة الى دراسة عراقية ميدانية شملت (300) ارهابيا مودعين في السجون العراقية،بينهم أجانب وعراقيون وعرب من تسعة بلدان،وكانت الأولى محليا وعربيا وعالميا من حيث حجم العينة والأدوات العلمية التي طبّقت عليهم.
والنقطة الخلافية بيننا والسياسيين أنهم يشخصّون الخلل في الانتحاري الارهابي فيما نشخصّه نحن في المعتقد الذي يحمله في رأسه ويسوقه الى تحقيق هدفه.فنحن نرى أن السلوك،أيا كان نوعه:عبادة،قتل...،ناجم عن فكرة او معتقد ..وأن اختلاف الناس في سلوكهم(أفعالهم)ناجم أساسا عن اختلافهم في الأفكار والمعتقدات التي يحملونها.
ان كلّ المنتحرين يقدمون على الانتحار اخلاصا لمعتقد يؤمنون به.ولا اختلاف، في الفعل، بين الطيارين اليابانيين الذي انتحروا بضربهم،في لحظة مباغتة، البارجات الأمريكية الحاملة للطائرات وتفجيرها بطائراتهم في ميناء بيرل هاربر،والشرطي العراقي الذي احتضن ارهابيا يحمل حزاما ناسفا فانفجرا معا..وبين انتحاري ارهابي يفجّر نفسه بين الناس..فالفعل هو انتحار،والفرق يكمن في نوعية المعتقد الذي يدفع صاحبه الى الانتحار.فهو عند الطيارين اليابانيين كان من أجل الوطن،وهو عند الشرطي العراقي الشهم كان تضحية بالنفس من أجل الآخرين..فيما هو عند الانتحاري الارهابي الحاق أكبر الأذى بالآخرين. ولهذا علينا أن نجيب على هذا السؤال:
كيف تشكّل هذا المعتقد لدرجة انه يجعل الفرد يستسهل افناء نفسه والآخرين بعملية قتل بشعة؟.
لقد وجدنا أن الانتحاري الارهابي هو صناعة عربية،وأن المصدر الأول في تشكيله هو السلطة العربية،وأنه أبنها بامتياز.وان هذا لا يعود لظلم السلطة بالدرجة الأولى،بل لانعدام العدالة الاجتماعية المتمثل بثراء فاحش ورفاهية خرافية تتمتع بها قلّة وحرمان تعاني منه الأكثرية،أفضى الى اغتراب بين المواطن العربي وسلطته.وما لا يدركه كثيرون ان الاغتراب،فضلا عن كونه حالة مأزقية بين الفرد والسلطة،فأنه يحسس صاحبه بأن وجوده لا معنى له وأنه يعيش حياة بلا هدف.
ولأن الحاكم العربي تتحكم به (سيكولوجيا الخليفة)التي يرى فيها نفسه امتدادا للخليفة من 1400عاما،ولأنه استفرد بالثروة لضمان ديمومة سلطته،فان بين المغتربين عن السلطة العربية من راح يبحث عن سلطة أخرى يجد فيها لوجوده معنى ولحياته هدفا..فوجدها في (القاعدة) بعد أن زين له من يراهم قدوة أنه سيكون بين هدفين لا أروع منهما:اما أن يفوز بتحقيقه دولة اسلامية يكون فيها أميرا،واما يموت ويفوز بالجنّة ..في حياة أبدية بها ما لذّ وطاب وحور عين وولدان مخلدون بخدمته.
ولهذا فان الانتحاري الارهابي ليس فقط يستسهل تفجير نفسه بل يستعذبه لأنه مؤمن ايمانا مطلقا بمعتقده الذي لا أروع وأكرم واعظم منه في نظره.ولهذا لم تستطع أمريكا بعظمتها العسكرية ومعها حلف الناتو القضاء على الارهاب..لأن السلطة العربية (ولادّة)لانتحاريين ارهابيين يعدّون الحياة أمرا تافها ازاء حياة أبدية في جنّات النعيم،ويعدّون النيل من حاكم يعيش حياة الأباطرة فيما هم غرباء..أذلاّء في وطنهم..قصاصا عادلا وأمرا جهاديا.
والحقيقة التي ينبغي أن يفهمها السياسيون أن (البندقية)لوحدها لن تخيف من يستسهل ويستعذب افناء نفسه والآخرين،وليس بمستطاعها القضاء على الارهاب..ما لم يتم توظيف (العلم) والاستعانة بالسيكولوجيين وعلماء الاجتماع تحديدا.
لقد اقترحنا قبل عام تأسيس مركز علمي عراقي لمناهضة الارهاب،نشرته جريدة الصباح ومواقع عراقية، يقوم عليه أكاديميون مستقلون.وكنّا ذيلنا مقترحنا ذاك بعبارة (وما نخشاه أن صوت العلم لا تصغي له أذن السياسة)..ويبدو أن الزمن أثبت،للأسف، صدقيتها.

أ.د.قاسم حسين صالح
رئيس الجمعية النفيسية العراقية



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيكولوجيا الفساد في العراق
- التحولات السيكولوجية في الانتخابات العراقية (2-2)
- التحولات السيكولوجية في الانتخابات العراقية من سيفوز في عام ...
- آخر القمم..أولها
- أبو ليله..و..عادله خاتون
- مظفر النواب..من القلعة الخامسة الى هافانا (لمناسبة مربد 2011 ...
- ثقافة القبح
- مهور الديمقراطية..وخطاياها
- تسونامي..للمثقفين العرب
- الأخصائيون النفسيون العرب ..والسياسة
- الحكّام أم الشعوب..مرضى نفسا؟!
- غباء السلطة ..وخطاياها
- تحليل سيكولوجي لشخصية ونهاية معمر القذافي
- قراءة أولية في مظاهرات جمعة الغضب العراقي
- الحقيقة..دائما عدوّة السلطة!
- في سيكولوجيا الثورة المصرية
- بيان عشرين شباط
- اذا اتحد الدين والفن.. ظهر الحق!
- لتكن صفقة واحدة: الحقوق، والمساءله، والاخلاق ايضا
- نصائح للمتظاهرين العراقيين


المزيد.....




- زيلينسكي: الحرب مع روسيا قد تنتهي في هذا الموعد وأنتظر مقترح ...
- الإمارات.. بيان من وزارة الداخلية بعد إعلان مكتب نتنياهو فقد ...
- طهران: نخصب اليورانيوم بنسبة 60% وزدنا السرعة والقدرة
- موسكو.. اللبنانيون يحيون ذكرى الاستقلال
- بيان رباعي يرحب بقرار الوكالة الذرية بشأن إيران
- تصريحات ماكرون تشعل الغضب في هايتي وتضع باريس في موقف محرج
- هونغ كونغ تحتفل بـ100 يوم على ولادة أول توأم باندا في تاريخه ...
- حزب -البديل- فرع بافاريا يتبنى قرارًا بترحيل الأجانب من ألما ...
- هل تسعى إسرائيل لتدمير لبنان؟
- زيلينسكي يلوم حلفاءه على النقص في عديد جيشه


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - قاسم حسين صالح - انتحاري الارهابي...ابن السلطة العربية