|
ولكم كولوا الحقيقة ولو مرة في حياتكم
محمد الرديني
الحوار المتمدن-العدد: 3375 - 2011 / 5 / 24 - 07:58
المحور:
كتابات ساخرة
شهدت مستشفيات الامراض النفسية في بغداد وضواحيها زخما من المراجعين لم يسبق له مثيل، وبعد ان دق جرس الانذار في المستشفى سارع جميع الاطباء الى غرف العلاج لاستقبال المرضى الذين تكاثروا كلما مر الزمن ، وطلب الاطباء من هؤلاء المراجعين الالتزام بالطابور حتى يأخذ كل مراجع حقه من العناية ولكن لافائدة فقد زحف جمهور المراجعين على عيادات الفحص متدافعين بالصدور والاكتاف وكان من حسن الحظ عدم وجود الجنس الاخر. وقال احدهم وهو من المراجعين الذي تجاوز العقد السادس من عمره ساخرا، ان هذا المنظر يذكرني بتدافع الجمهور في اسواق (اورزدي باك) في شارع الرشيد ايام القائد الضرورة دون ان يعرفوا لماذا هم يتدافعون الا الاقلية منهم الذين نجحوا في الوصول الى الداخل ليخبروا القريبين منهم عن المواد الغذائية التي وصلت اضافة الى بعض معدات الطبخ ذات الصناعة الكورية الشمالية. في هذه الاثناء خرج على المراجعين طبيب شاب حسن المظهر ويرتاح الناظر الى سحنة وجهه الضاحكة واختار ثلاثة من المراجعين مختلفي الاعمار وطلب منهم الدخول الى عيادته. سأل الاول: من اي شيء تشكو؟ اجاب: لاشيء محدد سوى من الحكومة. استأذنه في اجراء الفحوصات المعتادة، وبعد دقائق قال له: لاشيء ظاهر للعيان على انك تعاني من مرض نفسي. اجابه المريض: انا اعرف نفسي، ليس من مرض عضوي ولا مرض نفساني سوى مرض واحد يمكن ان اطلق عليه مرض (الحيرة) فهل لديكم علاج له. قال الطبيب الشاب: لم اسمع بهذا المرض ابدا، فهل هناك اسباب لشعورك بالحيرة؟ رد المريض :اوه، هناك اسباب لاتعد ولا تحصى. ولم يستطع اكمال كلامه اذا انبرى المريض الثاني للقول: كلنا نعاني من نفس المرض سأقول لك: هناك ثلاثة اقطاب في الحكومة، كل قطب منهم يعيش في غابته بعيدا كل البعد عن الثاني، وكل قطب يصيح على ليلاه دون حتى ان يراها او تسمعه حتى اصبحنا نعتقد ان هناك ثلاث ليلات (جمع ليلى) بدلا من ليلى العامرية. سأل الطبيب محتارا: ومن هؤلاء الاقطاب؟ اجاب الثالث الذي ظل صامتا طوال الفترة السابقة: انت تعرف علي الدباغ الناطق الرسمي باسم الحكومة، وحسن الشمري وزير العدل واللواء قاسم طه آمر عمليات بغداد. رد الطبيب: نعم اعرفهم جيدا فهم يطلعون علينا من قناة العراقية اربع مرات في الاسبوع. اكمل الثالث: رحم الله والديك. انت تعرف ان آخر فضيحة هي هروب اعتى رجال القاعدة من ثلاثة سجون في البصرة والتاجي والرصافة وقيبلها سجن الكرخ. همس الطبيب: نعم اني اعرف ذلك. رد المراجع الاول: رحم والديك مرة ثانية. بعد الهروب نفى الشمري هذه الانباء وقال بالحرف الواحد ان بعض المغرضين يريدون النيل من انجازات الوزارة وكل هذه الانباء عارية عن الصحة ،لا والمصيبة انه يقسم باغلظ الايمان ان هذه الانباء هي حسد عيشة، ويبدو ان مدير العلاقات العامة في هذه الوزارة لم تعجبه هذه المصطلحات فرد ببيان رسمي وزعه على الصحف قال فيه ان هناك عمليات تهريب منظمة لسجناء القاعدة من عدة سجون بالدولة. بعد فترة صمت تنحنح الثاني وسلّط عينيه على الطبيب الشاب قائلا: الخبر الآخر الذي طلع علينا في نفس اليوم يقول (اعترف وزير الدولة المتحدث باسم الحكومة علي الدباغ بوجود خروق قانونية أدت إلى حادثة سجن مكافحة الإرهاب، وفيما أكد إيقاف عدد من الضباط في قضية الهروب من سجن البصرة واتخاذ الحكومة إجراءات رادعة وقوية، لفت الى انه من غير المعقول أن تتهم الحكومة بانها متورطة بحادثة الهروب). كما اعترف الدباغ بـ"وجود خروق قانونية حصلت داخل السجن"، مؤكداً في الوقت نفسه أن "القائد العام للقوات المسلحة (نوري المالكي) يتابع الملف بشكل مباشر". وشدد الدباغ على "ضرورة أن يتجنب الجميع أي ضغوط سياسية في ما يتعلق بالقضايا الجنائية"، عازياً السبب إلى حق المواطن فوق كل شيء، والقبول بها يعد خيانة للأمانة". هّم الطبيب الشاب بالتعليق ولكن الاول صاح باعلى صوته: اما اللواء قاسم عطا الذي يعتني بشواربه اكثر من اللازم فقد صرح وفي نفس اليوم ان عملية هروب السجناء هي بالحقيقة عملية تهريب وليس هروب وان هناك اطرافا معينة داخل وخارج السجون مدت الدعم لهؤلاء لاتاحة فرصة الهروب لهم.
قال الطبيب بهدوء وماهو المطلوب مني. ضحك المراجعين الثلاثة طويلا وقالوا كلهم بعد ذلك بصوت واحد: امامك الخيارات التالية، اما ان تعطينا علاجا يحدد لنا بعد تناوله من هو الصادق من هؤلاء ومن هو الكاذب، او تدلنا على محلات بيع اجهزة كشف الكذب الملائمة للربط مع اجهزة التلفزيون واما ان تدلنا الى وسيلة نلجم فيها افواه هؤلاء ولاندعهم يضحكون على البشر كل يوم، او تتظاهر معنا نحن الثلاثة من اجل اقالة هؤلاء من مناصبهم. ضحك الطبيب وقال: اعتقد اني سأتظاهر معكم فهذا هو الحل المتوفر حاليا.
#محمد_الرديني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عليهم ياخوتي عليهم
-
كلا كلا يا امريكا
-
اللغة الانكيلزية فاسدة بل كفر والحاد
-
في جيب المالكي العديد من المسكنات
-
هل نستفيد من دروس الشعب المصري
-
سيارة صفراء بعمامة سوداء
-
نوري المالكي، كن قويا او استقيل
-
طز بهذا القضاء الذي لايحترم حتى نفسه
-
ياحاملي البطاقة التموينية اتحدوا
-
ثلاثة نواب وانا الرابع
-
لك الحمد يارب فقد انصفتنا بعض الشيء
-
قزح اسم للشيطان حسب دائرة نفوس عربية
-
قاسم عطا وعلي صالح اقرباء من الدرجة الاولى
-
على هالرنة وطحينك ناعم
-
ولكم خافوا الله ،بس عاد
-
بغداد لاتحتاج الا الى المزابل
-
صبري عليك طال واحترت في امري
-
الشطّار والعيارين بين الساسة العراقيين
-
ماذا فعلت بنا يالبوعزيزي؟
-
عركة اصلية ولا في الشورجة
المزيد.....
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|